الفصل السادس والعشرون

156 5 0
                                    

#سيكوباتي
الفصل السادس والعشرون
ا ______-----______---
من هول الصدمة لم يتوقف رشوان عن الصراخ فى كل من حوله... وخاصة بعدما فشل رجال الأمن من اللحاق بالسيارة التى ما ان لاحظت ملاحقتهم قامت بإطلاق الرصاص عليهم فاضطروا الى التراجع مرة وتكرار المحاولة مرة الى ان فقدوا اثرها
اجتمع كل الأطباء حوله ومن بينهم محمود ورنا اللذان مثلا دور الصدمة والمفاجأه والانهيار لما حدث... اقترب رشوان من محمود وقال : تعالى معايا جوه فى المكتب
لحق محمود رشوان الى مكتبه وما ان اوصدا الباب حتة قال : انت عايز تفهمنى ان ملكش علاقة باللى حصل!! ؟
محمود : يا فندم علاقة ايه انا كنت في مكتبى ساعة اللى حصل دا غير ان زميلتى في الشغل كمان اتخطفت ازاى اشارك في اذيتها
رشوان وهو يضرب بيده علي مكتبه بعنف : مش خطف يا استاذ الموضوع ده متدبر عشان تخرجوا مجرم من المستشفى من ايدين العداله
محمود : حضرتك جبت الكلام ده منين.. وبعدين مجرم ايه ده سليم خارج من هنا شبه ميت
رشوان : ارجوك يا محمود... ارجوك... انت مش عارف حجم المصيبة اللى احنا فيها.. حازم ده ايده طايله وممكن يعمل اى حاجة.. ادينى رقم تليفون او عنوان ونرجع المريض مكانه ويبقى وكأن شيئا لم يكن
محمود : ياريت يا دكتور.. كنت قدرت اطمن علي سلمى حتى... انا هابلغ البوليس
امسك رشوان محمود من ملابسه ودفعه بقوه الى الحائط وقال بعصبية : اياك تبلغ.. انت عايز تسوء سمعة المستشفى.. ولا عايز الخبر يوصل لحازم السعيد
محمود : ايه حازم السعيد... مفيش حد فوق القانون.. وبعدين ايه مخليك خايف كده
زاغت عينى رشوان بكلمات لم ينطق بها لسانه... وبدا ان الدقائق القليلة الماضية قد زادت في عمره اعواما... وقبل ان يرد رشوان بأى شىء علا رنين هاتفه فارتعدت خلجات وجهه ورغم عنه اجاب قائلا : حازم بيه.. صباح الخير يا فندم
حازم بعصبية : خير ايه يا حيوان اللى بيحصل عندك في المستشفى
رشوان: مفيش حاجة خالص يا فندم وكل حاجه ماشيه تبع الخطة الموضوعة
حازم : انت بتستغفلنى يا كلب... ازاى سليم اتخطف من عندك هاااا فهمني
رشوان : انت عرفت..... ازاى بس... هارجعه وشرفي يا فندم لارجعه... ادينى فرصة اربعة وعشرين ساعه وكل حاجه هاترجع زى ما كامت وكل اللى انت عاوزه هيتنفذ
حازم : لااا خلاص فرصتك معايا خلصت خلاص
انهى حازم اتصاله فهرع رشوان جريا خارج مكتبه فتبعه محمود الذى لا يعرف الى اين هو ذاهب ثم استقل سيارته وانطلق كالريح
اقترب ادهم ورنا من محمود فقال لهم : مش عارف هايحصل ايه حازم اتصل بيه والظاهر الدنيا هتتهد فوق دماغه
ادهم : كان لازم يحسبها صح من البداية ارواح الناس مش لعبه فى ايديه... لو مكنش غلط مرة و اتنين وعشرة قبل كده مكنش اتكشف دلوقتى
رنا : معاك حق.. يمهل ولا يهمل
ادهم : مش هنتصل بسلمى نطمن عليها
محمود : اكيد لسه موصلوش.. مش هنتصل غير بليل لما الامور تهدى شويه
ادهم : هاروح اجيب شنطتي عشان ماشى خلاص
رنا : بس اكيد هتزورنا وهنشوفك صح
التقطت محمود يد رنا فى هذه اللحظه فتعجب ادهم وقال : انت خطبت رنا؟؟
محمود : تقريباً تقدر تقول كده...
ادهم : مبروك عليكو... متخافش انا مش ببص لحد غير اللى قلبى حبها... وهى للاسف مبقتش موجوده فخلاص بقا
رنا : مسيرك تحب تانى
ادهم : مفتكرش... اشوفكو علي خير
محمود : ان شاء الله... مع السلامة
دخل ادهم غرفته وخرج بحقيبه ملابسه ولوح لهما ثم خرج لاخيه الذى كان ينتظره بالخارج
التفتت رنا لمحمود فقالت : علي فكره انت احرجته لما مسكت ايدى
محمود : انا مسكت ايدك عشان انبهك انى موجود فى حياتك.. لازم تخدى بالك من كلامك وتراعى وجودى..
رنا : وانا قلت ايه يا محمود!!!
محمود : ابقا تعالى نشوفك ومش عارف ايه ايع الكلام ده عايزه تشوفيه ليه مفيش بينك وبينه اى كلام ولا علاقه يعنى
رنا : عادى كنت بجامله يعنى مفيهاش حاجه
محمود بعصبيه : فيها يا هانم.. فيها... مجاملة الرجاله ابقي سبيها عليه
ثم تركها ودخل مكتبه... فرفعت حاجبيها بتعجب وقالت : ايه ده عامل من الحبه اوبه كده ليه
.
.
انطلق رشوان بسيارته الى مدرسة طفليه فوجد ان زوحته مرت بهما واصطحبتهما للمنزل فأسرع الى منزله وهو يفكر... اى مصير ينتظر هذين الطفلين.. كيف سيحتمل رؤية حازم وهو يفتك بهما... وكيف سيعيش هو بعد ان يكشف حازم عن تورطه في كل قضايا الفساد هذه... كيف فى غمضة عين سقط المعبد بأكمله عليه
....
وصل منزله فوجد طفليه ابدلا ملابسهما ويجلسان يشاهدان احد افلام الكرتون فاقتربا منه بمجرد ان رأوه وقالا : بابى جه يا مامى
رشوان : حبايب بابى.. وحشتونى... معلش سيبو بابى دلوقتى عشان تعبان
اقتربت منه زوجته وقالت : ايه يا رشوان جاى بدرى النهارده ليه
رشوان بنبره حزن عميقه فى صوته : مرهق... هادخل اوضة المكتب عندى شغلانه هاعملها وبعدين هاستريح بعدها هنستريح كلنا
اومأت زوجته بالإيجاب رغم عدم استيعابها الكامل لما قاله ثم عادت لتجلس بين اطفالها
دخل رشوان مكتبه جلس يفكر في حال هؤلاء بالخارج وماذا سيحدث لهم.. وحتى ان استطاع حمايتهم من حازم كيف له ان يحمى نفسه من نظراتهم الحقده الناقمة عليه بعد ان يروه على حقيقته بعد ان ينكشف المستور.. اخذ يعبث بمحتويات درج المكتب وهو يفكر.. ودون سابق ترتيب وقعت يده علي سلاحه المرخص الذي احتفظ به فى مكتبه منذ زمن فالتقطته دون تفكير وكأنما وجد الحل المثالى لمشكلته فسحب الزناد وصوب مباشرةً علي رأسه
...
اسرعت زوجته علي صوت الرصاص ومن خلفها اطفالها فوجدت زوجها يلتقط انفاسه الأخيرة والدماء فى كل مكان.....
.
.
....
فى المستشفى
فوجىء محمود ورنا برجال الشرطه يداهمون المستشفى وقام الضابط المسئول باستجوابهم و استجواب كل من في المشفى وخاصة حارسه الذى افاق بعد ساعة من الحادث واكد علي انه على ما يبدو انها عمليه خطف مدبر وانه لم ينتبه لاى امر غريب في المستشفى
اما محمود فقد اكد علي كلام الحارس إضافة الى انه تم خطف زميلته في العمل ربما كرهينه او ما شابه
...
لم يريح هذا الحديث حازم الذى كانت تصله نتيجه التحقيق اولا بأول وكان يشعر ان وجود سليم طليقا يهدد كيانه ويثير الرعب في نفسه رغم علمه بسوء حالته الصحية.. لذلك كان لابد له ان يتحرك بعيداً عن اعين السلطات... فقام بإرسال رجاله الى دمياط فتوجهوا الى منزل سلمى ودخلوا بهمجيه بحثوا في كل مكان فلم يجدوا ايا منهما.. وذهبوا الى بيت تيسير فادعت عدم علمها بالأمر حتى وكذلك الى بيت محمود ورنا والحارس.. بحثوا في كل مكان وفوق ذلك قاموا بوضع مراقبه علي كل تلك الاماكن التى قد يتردد عليها اى من سلمى او سليم
ونتيجة لكل ذلك.. كانت نوال والدة سلمى في حالة يرثى لها اختفت ابنتها ولا تعلم عن الامر شىء وفوق كل هذا ذلك المجرم الذي اتخذها رهينه وهؤلاء الأشخاص الذين يراقبون منزلها ليل نهار
قامت رنا بالعودة الى بيت ابيها لعدم شعورها بالأمان فى شقتها
اما محمود فخشى علي ابنته فارسلها الى احد اقاربه فى الصعيد لبعض الوقت والى ان يعود الهدوء إلى حياتهم من جديد
...
عندما علم ياسين بالامر انطلق الى القاهرة متوجها مباشرة الى منزل محمود الذى ما ان رآه قال : سلمى فين يا محمود
محمود : كل الناس دى مش عارفه مكانها جاى تسألني انا!!!
لم يتحمل ياسين مراوغة محمود فلكمه عدة لكمات فقام محمود واقترب منه هامسا : والله ما اعرف المكان بالظبط وخايف أتكلم يكونو مركبين سماعات ولا اى زفت مهبب هنا تعالي نخرج وانا هاقولك اللى اعرفه
خرج ياسين بصحبة محمود وجلسا علي احد المقاهى فقال له : هى كويسه انا كلمتها من ساعة قبل ما اوصل البيت بس لا أعرف عنوان ولا اقدر اقول انى بتواصل معاها وخاصة ان سليم اصلا فى حاله صحيه سيئه
ياسين ; بتحط بنت في وش المدفع ما شاء الله منتهى الرجولة
محمود : هى اللى اصرت تبقا معاه وناوين يرتبطو بعد الازمه دى ما تعدى بس كل حاجه في بدايتها بتبقي صعبه
ياسين : اااايه ترتبط بيه.. ازاااى مجبتليش سيرة عن الموضوع ده.. انا قلتلها ملكيش دعوة بالحكايه دى... هات رقمها
محمود : هاتصلك بيها بس مش هاعطيك الرقم
اتصل محمود بسلمى وقال : ايوة يا سلمى.. ايه الاخبار
سلمى : انا خايفة اوى يا محمود سليم غايب عن الوعي خايفه يجراله حاجه
التقط ياسين الهاتف وقال : كده يا سلمى تحطينا في الموقف ده.. علي الاقل كنتى عرفتينى
سلمى : ياسين!!!! انا اسفه والله بس انت مكنتش هترضى أبداً وكنت هتمنعنى
ياسين : قوليلى انتى فين وانا جايلك حالا
سلمى : مقدرش اقول اى حاجه.. عشان احتمال كبير تكون متراقب اصبر يا ياسين انا متأكده ان الحق هيبان وهنقدر نثبت برائته وكل حاجه هترجع زى الاول واحسن
ياسين : مفيش حاجه هترجع زى الاول... انتى فكرتى في نفسك وبس مفكرتيش فى اللي ممكن يحصل لاهلك ولا لكل الناس اللي بيحبوكى.. اول مرة احس انك انانيه كده... انتى اختارتى تدوسي علينا كلنا عشانه.. وخلاص احنا كمان مش عايزينك
القي الهاتف لمحمود وانصرف مسرعا فتابع محمود الحديث قائلاً : متزعليش يا سلمى انا عارف الكلام صعب بس صدقيني كل حاجه هترجع زى الاول واحسن بس اصبرى
سلمى من بين دموعها : مش عارفه هترجع ولا لا بس انا برده حاسه انى عملت الصح
محمود :  ايوه عملتى الصح... ركزى انتى بس مع الحاله اللي معاكي لحد ما يسترد وعيه وساعتها نبدأ فى الجد
يتبع

💕

سيكوباتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن