الفصل الثانى و الثلاثون

151 4 1
                                    

#سيكوباتي
الفصل الثانى و الثلاثون
ا ____________
انتحار مختل عقليا بعد خطفه لطبيبته وقتله لزوج والدته بعد اكتشافه تورطه فى مقتل كل افراد اسرته..
كان ذلك هو الخبر الذى تصدر الصحف و وسائل الاعلام فى اليوم التالي للحادث ولمدة شهر كامل بعده
كانت التحقيقات قد اقفلت بعد ان ربط رجال الشرطه بين الفيديو الذى سجله سليم ومحتواه و مقتل حازم السعيد الذى تم اكتشاف تورطه في كثير من جرائم الفساد والعثور ايضا علي كثير المستندات التى ادانت العديد من الاشخاص البارزين فى الدولة من بينهم رشوان عزيز مدير المستشفى
لم يثبت من التحقيقات تورط تيسير في الجريمة وخاصة بعدما اكد خالها بأنها كانت فى ضيافته منذ عدة ايام
كذلك سلمى التى برئها سليم بذلك الاعتراف الذى كتبه وتركه في جيب سترته
ولكن رغم تبرئتها من الجريمة الا انها اصبحت نزيله مستشفى نفسي بعد ان افاقت من الغيبوبه بعد عدة ايام من الحادث لا تتحدث ابدا لا يعطى وجهها اى انفعال... حالة من جمود ت لبستها جعلتها عاجزه عن التفاعل مع اى مما حولها... ورغم ملازمة ياسين ومحمود ورنا لها الا انها لم تبد اى تفاعل معهم وكأنها لم تعرفهم من قبل
كان ادهم  الذى كانت شقته بالإسكندرية لحسن حظه  مسجله باسم احد اصدقاءه المهاجرين منذ زمن الى كندا.. لذا لم يذكر إسمه فى التحقيقات باى حال.. كان ايضا يتردد على المستشفى ليطمئن على حالتها ولكن دون اى فائدة تذكر
..
اما تيسير.. فمنذ موت سليم و انتابتها حاله من الغضب والنقمة عليه لانها خدعها مرة بعد مرة و رغم صدمتها فى بادىء الامر الا انها قررت الا تحزن علي من خزلها ولا تبكى حتى لفراقه... لم تذهب ولا مرة واحدة لقبره... ظلت فى ضيافة خالها شهرا كاملا... ثم قررت ان تعود لعملها التى تعشقه فهو الوحيد الان الذى يستطيع إخراجها من هذه الحالة
وبمجرد عودتها للقاهرة وجدت نفسها تتوجه بشكل لا ارادى الى حيث يرقد جثمان سليم
وقفت امام قبره وداخلها غضب يغلى وقالت : سبتنى و مشيت يا سليم... سبتنى وانت عارف إنى كنت بعتبرك حمايتى وسندى ف الدنيا.. فاهم انى هاضيع من غيرك... لا.. انت علمتنى ابقا قويه محدش ولا حاجه ممكن تكسرنى حتى حبى ليك عمره ما ضعفنى ولا عمرى حسستك بيه... حتى لما اعترفتلى انك حبيت سلمى... انا كنت حاسه انى بنهار بتكسر بس ولا بينت حاجه.. استحملت منك وعشانك كتير وكنت مبسوطه بوجودك فى حياتك باى شكل.. بس خلاص... انت اخترت وان كمان اخترت... انا  من غيرك هاعيش وهاكمل هاحب وهى يبقا عندى حياة احسن من الحياة اللى عشتها جنبك ..اختارت راحتك.. . وانا هامسحك من حياتي . أنا عمرى ما هاسامحك وهأفضل أكرهك لحد ما أموت
كانت منفعله  وصراخها عال لدرجة أنها لم تلحظ دموعها التى أغرقت وجهها ولا حتى ذلك الذى كان يراقبها فى تعجب
اقترب منها هذا الغريب وقال : و طبعا من كتر ما بتكرهيه بتعيطى بحرقه كده
التفتت تيسير إليه و قالت : شىء ما يخصكش ثم مسحت دموعها وقبل أن تتحرك خطوة واحده قال : انتى تيسير ..تايسو؟ ؟
نظرت له تيسير باستغراب وقالت : تعرفنى منين
قال : فادى السعدي. . عارف مشفتكيش من بتاع عشرة  خمستاشر سنه بس لسه ملامحك زى ما هى ..طولتى  شوية بس
تيسير : فادى !!  اتغيرت... شكلك اختلف تماما... كنت بتقول مش هارجع مصر تانى ابدا ايه إللى رجعك
فادى : سليم  ... بعد موته اتصلو بيه من الشئون القانونية  فى الشركة عشان ارجع استلم الشركة الميراث .. انا انصدمت لما عرفت ..و مكنتش  عايز ارجع ..انا بقالي سنين مشفتوش يوم ما أرجع مصر ارجع وهو فى قبره
تيسير : وايه إللى جابك
فادى : انتى لسه أخده منى موقف ... عارف أنك مش مسمحانى بس احنا كان عيال وخلافاتنا مع بعض وقتها عدا انسى .. احنا ولاد النهارده ..اعتبرينى أخ وصاحب ..زى سليم الله يرحمه
نظرت له عينيها مليئة بالدموع وقالت : مفيش  حد زى سليم الله يرحمه
فادى : عارف ..هو كان ايه بالنسبه لك ..بس برده عارف أنه كان شايفك صاحب وأخ ... عمره ما شافك بنت ديما كان يقول صاحبى.. اخوياعمرك ما كنتى حبيبته فى يوم ..برغم الحب إللى كان باين فى ملامحك ..عمره ما فهم ده
تيسير : بعد إذنك ...انا اتأخرت
...انطلقت تيسير وكلمات فادى تتردد فى إذنيها  ..نعم هو لم يشعر بها أبدا وهى لم تحاول قط أن تخبره ..كانت تخشى أن تتغير علاقاتهم أو أن ينسحب من حياتها ويبدأ فى وضع الحدود بينهما وهذا ما لم يكن بإمكانها أن تحتمله
دخلت شقتها بعد أن غابت عنها شهرا كاملا .. منذ ذلك اليوم لم تمس اى شىء فى هذا المكان ..تركت بصمته و ما علق من رائحته بشقتها أخذت تتأمل كل شيء تتذكر كل كلمة  وحركة حتى ضحكاته المجنونة يومها كل شيء ... تنهدت بعمق وألقت مفاتيحها علي المنضدة القريبة من الباب كما اعتادت فاسقطت تلك الأجندة التى كانت تدون فيها ملاحظاتها او ما تريد تذكره .. تناثر محتوى الاجنده والتى لم تكن تعلم بوجوده أصلا .. ورقتين مطويتين بعنايه ..تاملتهما باستغراب وقالت : ايه ده !!
تذكرت فى هذه اللحظه ان تلك الاجنده كانت بيد سليم يوم الحادث عندما كان يسجل اعترافه
إنحنت والتقطت الورقتين بلهفه و كأنها وجدت كنزا تخشى ضياعه. . وجدت مكتوب علي إحدى الورقتين اسمها وعلى الأخرى سلمى
ابتلعت ريقها وقشعريره سرت فى جسمها بالكامل وكأن روحه حضرت وملئت المكان حولها ..
هكذا ربما يكون الشعور عندما يراسلك أحد الموتى.. هكذا حدثت نفسها ..فتحت الرسالة  وفيها وجدت
بعد التحيه ..
صديقى الصدوق تايسو
عارف أنك مش هاتقرى الرساله دى غير لما أكون مع سالى ..عارف برده أنك غضبانه ومش عايزه تشوفي اى حاجه منى وممكن جدا تكونى بتكرهينى
انا آسف عارف انى انانى ..بس عارف أنك كان نفسك تشوفيني فرحان ومبسوط.. صدقيني أنا مبسوط دلوقتى و شفت سالى اخيرا بعد ما خدت حقها.. وبعت حازم للجحيم.. انا كنت منتهى يا تايسو.. مكنش ممكن اظلمك معايا اكتر من كده انتي وقفتى جنبى كتير استحملتى مشاكلى حتى عمرك ما فكرتي تعيشي حياتك وتحبى وترتبطى زى كل البنات اللى في سنك بالظبط زى ما تكونى اتبنتينى ومشاكلى بقت كل حياتك... بس صدقيني مكنش ينفع أفضل اكتر من كده.. كل يوم كان بيخنقنى اكتر من اليوم اللى قبله.. اخيرا اتحررت
....
انا اسف
اسف كمان مرة عشان خطى وحش بكتب بسرعه
ممكن تاخدى بالك من نفسك لحد ما نتقابل!! عايز أشوفك مع الشخص اللي قلبك اختاره و أشوف ولادك.. ولادك اللى هايبقو رجاله اوى زى مامتهم.. افرحى يا تايسو.. زى ما انا أكيد هكون فرحان لما ارجع لسالي وبابا

تايسو... خدى بالك من سلمى.. عارف انى ظلمتها واستغلتها... بس والله بحبها.. بحبها اووي بس هية ظهرت فى دنيتى فى الوقت اللى انذاا كنت فقدت الرغبه في كل حاجة .. معلش وصلي لها  الرسالة اللى سبتهالها معاكى
هتوحشينى
سليم
.
.
انهت تيسير قراءه الرساله وانتابتها حاله بكاء هيستيري لم تعرف كم مر عليها من الوقت وهى تبكى  ولم يخرجها من هذه الحالة سوى رنين جرس باب شقتها
اسرعت تيسير الى باب شقتها لترى من يكون زائرها فنظرت من العين السحريه.. فوجدته فادى
اسرعت الى الحمام وغسلت وجهها فى محاولة فاشله لاخفاء اثر البكاء المتركم على وجهها وفى ثنايا روحها
واخيرا توجهت للباب وفتحت فقال : انا اسف... انى عارف انى جرحتك بكلامى.. طول عمرى برمى دبش.. امريكا معرفتش تغير حاجه فيه
تيسير :لا غيرت والدليل انك جاى تعتذر اهه
فادى : ممكن نتكلم شويه
تيسير : انا مرهقه ومش قادرة  أتكلم دلوقتى ياريت نأجلها ليوم تانى
فادى : بكره!! ؟
تيسير : مش عارفه ظروفى
فادى : اممم... طيب خلينى اخد رقم تليفونك عشان نبقي نشوف معاد يناسبك
املت تيسير رقم هاتفها لفادى الذى لم يجد حجه اخرى للاستمرار فى الوقوف معها واضطر للرحيل
وبعد مغادرته ببضع دقائق علا رنين هاتف تيسير برقم غريب فأجابت قائله : الو
فجاءها صوت فادى الذى رحل توا قائلا : سجلي الرقم باسمى.. انا كلمتك عشان انتى حتى مطلبتيش رقمى
تيسير : تمام هاسجله حالا
فادى :على فكرة البكا مبيغيرش فى الواقع شيء هو بيضعف القلب و بيطفى الروح... ادعيله وشوفى هو كان بيتمنى لك ايه واعمليه.. خلي روحه تفرح بفرحك و نجاحك
تيسير : حاضر هاحاول
فادى : تصبحى على خير
تيسير : وانت من اهله
القت تيسير هاتفها علي المنضدة دون ان تحفظ  رقم الهاتف ثم القت بنفسها علي فراشها تفكر فى كلمات سليم الاخيره.. افقد عقله تحمينا بالكامل ليظن انه اذا قتل نفسه سيكون بصحبة.. اخته.. ام انه لم يجد فى الاحياء من يستحق الحياة لأجله فقرر الرحيل!!!
الهذا الحد لم يشعر بها ابداا.. لا واكثر من ذلك يوصيها بحبيبته.. ،!!!!
رددت بصوت عالي لا يا سليم لا مش هاخد بالى منها مش هاضغط علي نفسي تانى.. هاعيش لنفسى بس فااااااهم!!!
.
.
.
يتبع

💕

سيكوباتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن