الفصل التاسع والثلاثون

170 6 0
                                    

#سيكوباتي

الفصل التاسع و الثلاثون
ا _______________
مرت الايام المتبقية علي حفل خطبه ياسين سريعا حتى جاء اليوم المنشود وتوجه بصحبة اسرته واسرة خالته لمنزل العروس التى برغم ظهورها امامهم فى ابهى صورة الا انها لم تنجو من انتقاد شيماء زوجة ابيه... ورغم كل ما فعلته الا انها لم تفلح فى افساد سعادتهم وفرحتهم.. وقد ادرك والد عصمت سر نفور ياسين منها وعدم رغبته فى التواجد معها في  بيت واحد كما لاحظ انسجامه الشديد مع اسرة خالته والتى بدا له وكأنهم اسرته الحقيقة
وبعد انتهاء الحفل عاد الجميع الى دمياط وبقي ياسين فى الإسكندرية ليعود الى عمله الذى اهمله منذ مرض سلمى وفى الوقت نفسه ليبقي بجوار تلك التى احتلت قلبه بدون مقدمات وبالصدفه البحته
.
..
عادت سلمى مع اسرتها الى دمياط وقد تناست مسألة معرض ادهم وكل ما يشغل عقلها فى الطريق وبعد ان وصلت إلى منزلها هو ذلك الراقد فى قبره.. ذلك الذي اخذ قلبها وذهب به بعيد عنها كيف لها ان تستمر في الحياة بدونه كيف يمكن ان تتابع فى طريقها بعد اختفى الطريق وتاهت خطاها حتى دموعها لم تعد تستطيع ان تذرفها خشية على من حولها الا يصبهم ما اصابها.. كيف لها أن تكمل بعد أن اصبحت تخنقها الذكرى والعبرات.. التى لا تستطيع ان تطلق لها العنان الا عندما تنام اختها فتبكى وتبكى.. فيفضحها تورم عينيها فى الصباح... اما آن لقلبها ان يستريح.. اما آن لكل هذا الأسى ان ينتهى...
مر الليل عليها ككل الليالى التى مرت عليها منذ عودتها الى بيت اسرتها طويل وكئيب  ولكنها فى هذه الليلة قررت ان تعود الى عملها كى تنسي نفسها بين مرضاها وتعود مرهقه فتنام دون تفكير الى ان يحكم الله فى امرها
و فى صباح اليوم التالي
استيقظت علي رنين هاتفها فوجدتها رنا فأجابت قائلة : صاحية من بدرى ليه
رنا : نزله الشغل يا فالحه اسبوع الاجازه خلص خلاص...، وانتى مش هترجعى شغلك ولا ايه
سلمى : والله عايزه انزل الشغل بس فكرة انى الاقي حاجه هنا صعبه وفكرة انى اجى القاهرة واقعد لوحدى صعبه فمش عارفه أقرر
رنا : تعالى واقعدى معانا هنا واهو نسلى بعض
سلمى : لا طبعا هبقا محرجه جداا.. هافكر واشوف هاعمل ايه
رنا : ممكن تشوفى سكن طالبات وبكده متبقيش لوحده وكمان هتحسي بجو الشغل فى البيت انتى عارفاهم بيبقو قلبين البيت مستشفى المجانين
سلمى : هههههههههه توحفه
اهو ده اللي مصعب الموضوع ربنا يسهلها بقا
رنا : هتيجى بكرة المعرض
سلمى : هتصل بيه ابارك بس بكرة عشان ميفضلش يتحايل وكده واضظر اجى
رنا :كان نفسي تيجى تقضي اليوم معايا واهو تغيير
سلمى : هبقا اجيلك بعدين
رنا : راسك ناشفه... ماشي براحتك يا موزه اسيبك دلوقتى عشان نازلين سلام
سلمى : سلام
انهت رنا الاتصال والتفتت الى محمود وقالت : مش عاوزه تيجى بحاول اقنعها من يوم ما قلنا
محمود : لو زنيتى اكتر هتبدأ تشك ان فى دماغك حاجه تانية.. انا هكلم ادهم يأكد عليها المعاد هو وكمان يعزم ياسين وهو ياسين بقا اللى ممكن يخليها تيجى غصب عنها.. بس برده انا مقتنع ان كل الكلام ده كله مش هايجيب اى نتيجه مع سلمى بس انا هاخلينى معاكى للآخر لحد مل نشوف اخرتها
احتضنته رنا بدلال وقالت: يا حبيبي ما هو انا لازم اعمل كل اللى اقدر عليه عشان اساعدها ترجع لنفسها.. تفوق من اللى هى فيه
محمود : ايه الجمال ده حضن وياحبيبى لا ده احنا ناخد النهارده كمان اجازه
رنا : هههه يلا يا كسلان كفايه دلع بقا كده هنترفد احنا الاتنين وهنشحت كلنا
محمود : ههههههه اعمل ايه انتى السبب.. حد قالك تبقي قمر كده.. وبعدين من ساعه ما لبستى الحجاب وانتى بقيتى اجمل مش عارف اعمل ايه البسك نقاب واخبيكى عن الناس كلها
رنا : لا نقاب ايه!!! ده حتت طرحه مش عارفه اظبطها وبيبقي شكلى عجب
محمود : شكلك قمر
رنا : القرد فى عين امه غزال.... يلا يا حب نشوف تالا عشان ننزل
محمود : هاكلم ادهم اخرجى شوفيها وانا هاحصلك
خرجت رنا لتساعد تالا فى انهاء استعدادها للنزول للمدرسه وبقي محمود فى غرفته يتحدث الى أدهم  الذى اتصل  بعدها على الفور  بسلمى التى كانت تتأمل السماء من نافذة غرفتها حين قطع الرنين سكون الغرفه فأجابت على الفور ;صباح الخير ازيك يا ادهم عامل ايه
ادهم : صباح الورد على اجمل ورده فى الدنيا
وحشتيني والله.. عامله ايه
سلمى : الحمد لله ماشى الحال
ادهم : كنت محتاج يعنى بعد اذنك يعنى لو مفيهاش غلاسه.. مساعدتك فى تنظيم المعرض وترتيب العرض برده ذوقك ورأيك هايفرقوا معايا
سلمى : والله يا ادهم احنا كنا فى اسكندرية امبارح ومرهقه جدا صعب انى اسافر تانى النهارده
ادهم : تمام يبقي تعالى بكره من الصبح بدرى عشان نحط اللمسات الأخيرة مع بعض
امتعضت سلمى وشعرت انها بذلك مضطره للانضمام اليه غداا صباحا على عكس ما كانت تخطط له  ثم قالت : ربنا يسهل مش عارفه ظروفي بكره هتبقي ايه
ادهم : خايف متجيش... هزعل اوى بجد.. مش هاحس بطعم الفرحه و لا النجاح من غيرك يا لوما
اغمضت سلمى عينيها وتنهدت بنفاذ صبر وغضب مكتوم وقالت : متربطش سعادتك بشخص اربطها بهدف لان الأشخاص بيروحو ويجو مفيش حد دايم لحد
ادهم : نصيحه متأخرة للأسف انا خلاص ربط سعادتى بيكى شخص وهدف وحلم... ارجوكى يا سلمى انا والله مش بطبيعتى بترجى حد...، اعتبريها ياستى امنية حياتي ارجوكى
سلمى : خلاص يا ادهم خلاص هاجى ان شاء الله
ادهم : هاستناكى من دلوقتى لحد ما توصلى بكرة ان شاء الله
سلمى : ان شاء الله... سلام
شعرت سلمى انها اصبحت امام امر واقع يجب أن تتعامل معه  احست بالضيق بسبب ما ظهر من طريقة ادهم فى الحديث من عشقه لها وانه مصرا علي موقفه ولن يتراجع أبداً لذلك قررت ان تخبره فى الغد عن موقفها بوضوح لكى توقف الامر عند هذا الحد
....
اما ادهم فكان سماعه لصوتها ولو بضع دقائق يدخل السرور علي نفسه ويشعره بالسعاده لذلك قرر هو الاخر ان يخبرها بشكل واضح فى الغد انه يريدها ان تشاركه حياته.. يرغب ان يتقاسم معاها كل لحظه من عمره وحتى تنقطع انفاسه...
.
.
.
مرت ساعات هذا اليوم سريعه علي سلمى كانت تتمنى لو استطالت اكثر بينما شعر ادهم ان دهرا قد مر من طول ما شعر به من الوقت

سيكوباتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن