الفصل السابع عشر

203 5 1
                                    

#سيكوباتي
#Heba_Montaser
الفصل السابع عشر
ا ____________
تطلعت سلمى في هاتفها بتعجب و قالت : ده ياسين.. لو رديت عليه هايعرف انى معيطه
رنا : ولو مردتيش هتلقيه بعد ساعتين بيخبط علي الباب
انقطع الرنين ثم بدأ مرة اخرى فاستسلمت سلمى واجابت قائلة : الو.. ازيك يا ياسو
ياسين : الحمدالله  ايه مبترديش ليه
سلمى : معلش كنت في الحمام.. عامل ايه
ياسين : كويس الحمد لله... ما اتصلتيش بيه ولا مرة من ساعة ما رجعنا من دمياط كل مرة انا اللي بكلمك... مشغوله اوي كده
سلمى : اه والله مشغوله اوى والدنيا ملخبطه عندى ع الاخر
ياسين : طب فرصة بقا تيجى بكرة تقضي معايا اليوم وتغيرى جو
سلمى : انت ناسي الشغل و لا ايه
ياسين : انتى اللى ناسيه ان بكرة الجمعة.. انتي مش عايزة تيجي ولا ايه!! حاسس ان فيكى حاجه غلط
سلمى : اه فعلا انا الظاهر عندى برد هاريح بكرة اكيد مش هاقدر علي السفر
ياسين : اممم طيب خلاص هاجيبلك انا
سلمى : لا لا ملهاش لازمه البهدلة وكده كده مش هاقدر اخرج معاك ولا نروح في اى حته
ياسين : مخبيه ايه مش عايزانى اعرفه!! صوتك متغير وموضوع التعب ده مش داخل عليه مالك يا سلمى
انفجرت سلمى في هذه اللحظة بالبكاء وقالت : مشكلة كبيرة في الشغل يا ياسين ومش عارفة اتصرف فيها
ياسين : طب اهدى بس وروقي وكل مشكلة ليها حل...
سلمى :حاسه بالعجز وقلة الحيلة
ياسين : لو فكرتى بهدوء هتقدرى توصلي لحل.. فلازم تهدى والأفضل انك تبعدى عن جو الشغل عشان تبصي للموضوع من بعيد... انا كنت هاجيلك بكرة بس تعالى انتي ابعدى عن القاهرة كام ساعة و اتمشى معايا علي البحر هيفرق معاكى جداا
سلمى : طيب.. هاشوف لو قدرت الصبح ما قدرتش هاقولك انت تيجى
ياسين : خلاص اتفقنا... نامي علطول دلوقتي عشان ترتاحى ومتفكريش في اي حاجه وربنا هايحلها ان شاء الله
سلمى : يااارب.. حاضر هاحاول
تصبح علي خير
ياسين : وانتى من اهله
انهت سلمى الإتصال وقالت : كنت عارفه انه هايعرف
رنا : فرصه برده تغيرى جو وتهدى شويه وربنا يسهل  في موضوع سليم ده
سلمى : يارب
رنا : يلا نامى وانا كمان هنام عشان عندى مهمه مستعصية بكرة
سلمى : مهمه ايه
رنا : هاكلم بابا واقوله يزحلق عمرو و هافتح معاه موضوع محمود تمهيدا لانه يسافر يطلبنى منه
سلمى : اممم ربنا يسهل
رنا : تصبحى علي خير
سلمى : وانتى من اهله
تمددت سلمى فى فراشها بعد ان خرجت رنا الى غرفتها تفكر في ذلك النائم في المستشفى يا ترى ماذا فعلو به و كيف حالته الان وهل ستستطيع انقاذه ام لا...
ظلت علي هذه الحاله تتقلب في فراشها لا تستطيع دفع التفكير عن عقلها ولا تستطيع ايضا الغياب عن كل هذا في غيبوبة النوم علها تستطيع ان تريح عقلها من التفكير وقلبها من القلق
اضاء الفجر الدنيا واشرقت الشمس وهى تتابعها من خلف نافذتها الصغيره بعد ان عجزت عن النوم ولو حتى دقيقة واحدة
طرقت رنا بابها فوجدتها أمام النافذه فقالت : صاحية من بدرى تتفرجى علي الشروق ايه الروقان ده
سلمى : وهو انا نمت عشان اصحى
رنا : توء وبعدين بقى... قومى غيرى وننزل نفطر في اى حته وتعالى اوصلك لمحطه الأتوبيس روحى لياسين هاييقا اليوم صعب عليكي لو فضلتى قاعدة في البيت طول اليوم
سلمى : انا فكرت في كده برده هاخرج يمكن اعرف اهرب من دماغى شويه
رنا : تمام.. هاغير هدومي حالا
...
ابدلت سلمى ملابسها وخرجت بصحبه رنا وتناولا افطارهما ثم أستقلت الأتوبيس المتجه الى الإسكندرية
...
كانت هناك من تستعد هى الاخرى لرحلتها الى تلك البلده الريفيه بالمنصورة عاقده عزمها ان تبذل كل ما في وسعها لتجد  تلك السيدة التى قد تكون مفتاح  براءه سليم...
استقلت تيسير سيارتها وانطلقت فى طريقها تتمنى لو تطوى الارض من تحتها فتوصلها الى وجهتها بأسرع ما يمكن.. يطوف في عقلها ذلك الذى حسبته دوما سندها في الحياة  ذلك الذي كان يدفع عنها اذى زملاءها في المدرسه منذ اللحظه الاولي... داعمها الاول للاستمرار في دراستها وتحقيق حلمها... و رغم كل الكسور التى نالت من قلبها حتى الان.. كانت تربيته واحده منه تعينها علي التحمل و الصمود والاستمرار
...
وصلت اخيرا الى وجهتها فخرجت من سيارتها بعد ان صفتها بعيداً عن الطريق
واستوقت احد المارة وقالت : لو سمحت يا حج فين بيت الاستاذ سعيد جابر عبد الحى
الرجل : أمشي طوالى وادخلي من الشارع اللي علي شمالك تانى بيت علي يمينك
انطلقت تيسير الى بيت سعيد كى تسأله عن والدته وعندما وصلت طرقت باب المنزل ففتح لها طفل صغير فقالت : ازيك يا حبيبي بابا موجود!
الطفل : موجود بس نايم
تيسير : طب ماما موجوده! ؟
دخل الطفل الي المنزل مسرعا وعاد بأمه التى قالت : ايوه يا ست هانم تلزم خدمه
تيسير : صباح الخير.. من فضلك كنت عايزة اعرف عنوان ام سعيد هى معرفه قديمة من ايام ما كانت بتشتغل في بيت حسام بيه السعدي كنت عايزاها في موضوع مهم
نظرت لها السيده في ضيق وتأفف ثم قالت : الله يرحمها ماتت وشبعت موت
تعجب ابنها واخذ يطالعها في دهشه واخذ ينقل بصره بين امه وبين تيسير ثم قال : ستى ماتت 😲😲 امتي بس وانى لسه كنت عندها
وقبل ان يكمل الطفل كلامه وضعت السيدة يدها علي فمه وقالت : خش جوه يا ولا
انطلق الصغير لوالده واخبره بالامر فخرج مسرعا ليرى مايحدث بالباب فوجد تيسير بصحبة زوجته التى قالت فورا : الابله جايه تسأل علي امك الله يرحمها
تنبه سعيد لاشارات وجه زوجته فقال : الف رحمة و نور خير يا ابله عايزاها ف ايه
تيسير بضيق : كنت عايزاها بس الظاهر المرحومة مش عايزه تقابلنى بس بلغها انى هاوصلها وافتح التحقيق تانى وهاطلبها للشهادة
ثم غادرت في غضب وعصبيه مندفعه الي سيارتها فقال سعيد : يادى الحزن هاروح بلاش يا ناس
دخل منزله تتبعه زوجته و لم ينتبها لطفلهما الذي تسلل من بينهم دون ان يشعروا به.. وقبل ان تدخل تيسير الي سيارتها كان قد لحق بها وقال : لو عايزة تروحى لستى تعالى وانى اوديك بس اوى تجيبى سيره لامى
تيسير : مش هاقول اى حاجة والله بس ودينى عندها
وصل الصغير الى منزل قديم وسط الحقول وقال : اهو من يوم ما الناس بتوع مصر دول ما اجو عندنا وابويا مخبي ستى هنا وكل اما حد يسأل عليها يقول ماتت الله يرحمها مش عارف ليه
تيسير : طب وانت قلتلي انا ليه
الطفل : اصل انتى شكلك زوات ومنتيش شايله سلاح ولا حاجه قلت يمكن تشغليها معاكى عشان تخدنى معاها زى زمان
تيسير : اممم فهمت.. ثم اخرجت من حقيبتها عملة ورقية واعطتها للصغير وقالت : دى عشانك  وعايزاك تخبط علي جدتك واما تفتح تسيبنا لوحدينا عشان اتفاهم معاها
اومأ برأسه بالإيجاب بعد ان التقط النقود ثم طرق الباب وقال : افتحى يا ستى انى سيد
فتحت ام سعيد الباب فوجدت سيد حفيدها بصحبة تيسير التى تعرفها جيدا فحاولت إغلاق الباب ولكن تيسير دفعت الباب ودخلت عنوة قائلة : ايه يا ام سعيد بتقفلى الباب ليه مش كنتى بتقوليلى انى زى بنتك راح فين الكلام ده.. بتهربي ليه.. خايفه من ايه
ام سعيد : مبهربش ولا خايفه عايزه ايه
تيسير : عايزه الحقيقة... الحقيقة اللى هتبرأ سليم من قتل امه واخته
ام سعيد : معرفش حاجه ولا شوفت حاجه اصلا مكنتش في البيت
تيسير : ليه مكنتيش في البيت
ام سعيد : قلت للظابط ان ابنى كان تعبان واضطريت اجيله
تيسير : طب وهتقولى ايه لربنا لما يسألك
تجهمت ام سعيد وامتقع وجهها وكأن تيسير القتها بحجر اصاب قلبها فقالت : مقدرش اقول حاجه يا بنتى عيالى الأتنين يروحوا فيها
تيسير : ارجوكى... دا انتى مشفتيش من سليم الا كل خير كان بيعاملك زى حد من عيلته ازاى يهون عليكى!!
ام سعيد : مهانش ولا هايهون بس اعمل ايه انى زى اللى محطوط علي راسه سلاح لو نطق هيتفرغ فى دماغه... لو علي انى مكنتش اتهميت لكت ده عيالى وعيالهم ارميهم كلهم فى النار!!!  انى هاقولك اللى حصل بس بينى وبينك بس لو طلبونى للشهادة مش هاقول غير اللى قلته قبل كده...
نهار الحادثة.. كنت بنظف الدور التانى وانى نازله لمحت حازم بيه الله يجحمه بيحط حاجه في درج التسريحه بتاع الست بسمه وكان لابس جوانتى وده اللى خلاني استغرب.... مش ده بس اللي كان بيخلينى استغرب.. لا  حاجات تانيه... يعنى مثلا اسمعه يقول للست بسمه ان سالى بتعشقه وبتطارده في البيت وهو بيتهرب منها مع ان العكس اللى كان بيحصل كان هو اللى علطول بيتعرضلها بس الست بسمه كانت بتصدقه علي طول الخط.. كان بيحطلها حبوب فى العصير بعد ما تشربه تفتح مواويل مع سالى ومعايا وممكن الامن اللى بره الله عالم كان بيحطلها ايه
استنيت لما البيه خرج من الاوضه ونزل تحت و دخلت لاقيته حاطط مسدس في الدرج وانى خارجه من الاوضه لقيته في وشى قالى بتعملي ايه هنا... قلتله ولا حاجة يا بيه انى كنت بنضف الاوضه قالي انتي عارفه انى ممكن اتهمك دلوقتي بالسرقه واوديكى في داهيه قلتله يا بيه انى ما سرقتش حاجه قالى ومشفتيش حاجه والا هاضطر اعمل حاجات كتير اوى.... وطلب منى اعمل عصير للهانم اللى متعود يحطلها فيها الحبوب ولا ابصر ايه ده روحت عملته والظاهر انه تقل العيار شوية الست بقت زى المجنونه فضلت تتشاكل مع سالى وتقولها بتعشقى جوزى يا سافله وتقولها كلام ابيح و سالى تهرب منها وكل اما تسيبها تروحلها لحد ما سالى قالتها انها هتاخد هدومها وهتمشى تروح لسليم دخلت الحمام عشان تستحمى راحت داخله وراها وهاتك يا صريخ معرفش ليه
تيسير : ومرحتيش انقذتيها ليه!!!
ام سعيد : البيه كان حابسنى في اوضة المكتب بعد ما خلانى اتصل بسليم عشان يجى البيت وقال خليهم يخلصوا علي بعض واخلص منهم كلهم... بعدها ركبنى عربيه من بتوعه وسفرنى البلد وقالى مش عايز اشوف وشك تانى ولو طلبوكى للتحقيق قولى انك كنتى عند ابنك لانه تعب فجأه
تيسير : المجرم السافل... قلبك مطاوعك تسكتى ازاى عن ده كله
ام سعيد : يمين بالله ما بنام علي عينى و المصحف الشريف... ده مهددنى بعيالى لو قالي هموتك مكنش همنى لكن الضنى غالى
تيسير : طيب انا هاضمنلك الحمايه وهاخلى الشرطه اللى تحميكى وتحط عليكى انتى وولادك حراسه
ام سعيد : لااا دول ميقدرش عليهم الا ربنا و ربنا عالم ومطلع عليه
تيسير : ارجوكى يا ام سعيد ابوس ايدك
ام سعيد : انى اسفة يا ست هانم انى قلت اللى عندى وخلصنا خلاص
خرجت تيسير من منزل ام سعيد وهى تجر اذيال الخيبه محطمة الامل وهى تسأل نفسها كيف يمكنها ان تجبرها علي الاعتراف بالحقيقة...
ركبت سيارتها متجهه الي القاهرة وهى تتذكر كيف خطط هذا النذل منذ البداية للتخلص من سالى ووالدتها واتهام سليم بقتلهما
.
.
في القاهرة
جلست رنا علي فراشها واستجمعت شجاعتها واتصلت بوالدها الذى ترددت في الاتصال به منذ الصباح.. وبمجرد ان اتاها صوته قالت : بابا حبيبي ازيك النهاردة
حسن : كويس الحمد لله المهم عندك اخبار حلوة و لا ايه
رنا :  امممم!! حلوة ووحشه يعنى خلطه
حسن : ليه كده بس!! طيب ابدئي بالوحشة وبعدين قولي الحلوة بعدين عشان نختم بالحلو
رنا : انا مش موافقة علي عمرو
حسن : ليه كده يا بنتى دا جدع كويس جداا
رنا : مش اهم حاجه في الارتباط القبول.! انا محستش كده معاه وانت عارف دى عشرة عمر
حسن : طيب يا ستى براحتك المهم قولي بقا الخبر الحلو
رنا : الدكتور محمود مدير في الشغل طلب ايدي
حسن : مش ده اللى كان الجدع اللى كان جالى قالي عليه.. يبقى كلامه كان مظبوط بقى
رنا : اقسم بالله العظيم ابداا ولا بينى وبينه اكتر من اللى قلتلك عليه ولو عايزنى ارفضه عشان تصدق هارفضه
حسن : هترفضيه!! معنى كده انك موافقة عليه حتى من قبل ما اشوفه ولا يكلمنى ليه بقا ايه اللى يميزه
رنا : موافقة ع الفكرة بس.... عمر كلامى ما هيكون قبل كلامك... اللى يميزه انى عارفاه بقالى فتره طويله.. انسان محترم جدا علي خلق وحضرتك هتشوف ده بنفسك مجال شغلنا واحد وكمان لو ارتبطت بيه هكون جنب شغلي ودراستى
حسن : بس اللى انا فهمته منك انه ارمل وعنده بنت ايه اللى يجبرك على كده
رنا : وايه اللى اجبر طنط منى تتجوز حضرتك وكنت في نفس الظروف
حسن : ولا حاجة ابدا النصيب.. بس انتى شايفه ان ده مناسب ليكى!! يعني هتقدرى تتعاملى مع البنت؟
رنا : البنت بتحبنى جداا ومتعلقه بيه من زمان و انا عمرى ما هعيشها التجربه اللى عشتها  ولا هاخليها تعانى من اللى عانيت منه
حسن : انا عمرى ما فكرت اخليكى تعانى اصلا انا كنت متجوز عشان اجيبلك واحده تربيكى وتراعيكى بس مااتفقتوش بقا حكم الله والنصيب
رنا : انا مش بلومك علي حاجه يا حبيبي انت عمرك ما قصرت معايا انا كنت بس بشرحلك الموقف
حسن : ماشى... خلي الدكتور محمود يجى يشرب معايا الشاى ونتكلم
رنا : تمام اتفقنا
حسن : ربنا يقدم اللى فيه الخير
رنا : يارب
.....
...
يتبع

💕 ❤

سيكوباتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن