#سيكوباتي
الفصل السابع والعشرون
ا ______________
انهت سلمى الاتصال وانخرطت فى نوبه من البكاء تعالت فيها شهقاتها وهى تتذكر كلمات ياسين التى شعرت وكأنها سياط تجلدها.. ينخلع قلبها قلقا على والدتها واخوتها هل صحيح انها ضحت بهم من ا أجل نفسها... اما انها كانت فقط تحاول انقاذ روحا من الهلاك. اهى حقا انقذت روحها من الموت والقت ببقيه احبابها في التهلكة..!!
التفتت لذلك النائم لايعى ما يحدث من حوله.. لشحوب وجهه ونبضات قلبه المتردده التى تأبى التمسك بالحياة.. اقتربت منه لتفحص نبضه ودرجة حرارته المرتفعة التى ما ان تنخفض حتى تعاود فى الارتفاع مرة أخرى و هو يهذى بإسم سالى وتيسير وكذلك أسمها
قامت باعطاءه بعض الادويه من خلال المحاليل المغذية التى يعيش عليها منذ وصلا.. وظلت مستيقظه الى جواره حتى الصباح
بدأ فى التململ فى فراشه ثم فتح عينيه فابتسمت له وقالت : صباح الخير
ابتسم لها وقد بدأ فى ادراك فكرة انه اصبح بعيدا عن محبسه الذى اُحتُجز فيه ظلماً وقال بضعف : صباح النور
سلمى : تقدر تقوم شويه
سليم : توء... مش قادر حاسس انى ببذل مجهود عشان اتكلم اصلا
سلمى : معلش يومين وتبقى احسن... انا اصلا مكنتش مصدقه انك هتقوم وتفتح عينك وتكلمنى.. الحمد لله
سليم : الحمد لله
سلمى :هاقوم اعملك حاجه تكلها عشان تسترد قوتك بقي وتفوق من اللى انت فيه ده
سليم : مليش نفس اقعدي متتعبيش نفسك
سلمى : هاعملك حاجه خفيفه
قامت سلمى الى المطبخ واعدت له طعاما وعادت لتجده نام مرة اخرى أعادت الطعام للمطبخ وعادت له فوجدت حالته ساءت من جديد
.
.
.
.
فى الفيوم
قضت رنا نهارا خانقا بصحبه اختيها ووالدتهما الى ان دخلت عليها اختها وقالت : بابا بيقولك تعالى كلى معانا اصل انتى عارفة كلنا سادين نفسه انتى بس اللى ميعرفش ياكل من غيرك
قالت رنا بغيظ : اتكلمى كويس يا ميرنا مش طريقه دى
ميرنا : اه بقا.. ما انتى حبيبة بابا محدش يقدر يدوسلك علي طرف
رنا : عملتلك انا ايه!!! ليه بتكرهينى كده دا المفروض اننا اخوات
ميرنا : طول عمر بابا بيحبك اكتر منننا زى ما يكون مخلفش غيرك.. بيراضيكى وعمره ما زعلك اهم حاجه رنا.. اللى تحبه رنا.. اللى عايزاه رنا هو اللى يتعمل انما احنااا لا ولا اكننا في البيت
رنا : انتى مستكتره عليه حب بابا!! واهتمامه بيا ومخدتيش بالك انى اتحرمت من امى وانا عندى خمس سنين هااا متعرفيش انى اتربيت يتيمه... وان ابويا راح اتجوز عشانى... ومراته للأسف محبتنيش... واما بقا عندى اخوات بقيت احس انى اختهم بس درجه تانيه مش زى الاخوات اللى من نفس الاب والام طبعا..حتى مكنتش بنام معاكو في نفس الاوضه طنط قفلتلى البلكونه وعملتهالى اوضه ورغم انى كان نفسي ابقا معاكو انتى ومى الا انى كنت متخيله انها بتميزنى عليكو.. مخطرش في بالى انها بتفصلنى عنكو... واما كنتو بتروحو عند جدتكو وتسبونى لبابا مفكرتيش كنت بحس ب ايه!!!!واما كانت مامتك تاخدنى معاكو غصب عنها مكنتيش بتشوفي ببقا منبوذه ازاى!! ؟ انا عشت حياتى كلها احلم واستنى الليوم اللى هاسيب فيه البيت مش عشان بكرهه ولا بكرهكوا لا.. عشان انتو مش طايقين وجودى ولا قادرين تحسبونى فرد من العيله فهمتى ليه!!! وبعد ده كله جايه تقوليلى بابا بيحبك وبيفضلك علينا حرام عليكى خلى عندك شويه انصاف
التفتت ميرنا وهى تشعر بالندم وتأنيب الضمير لتخرج من الغرفه بعد ان عجز لسانها عن الاعتذار لرنا التى طالما حقدت عليها وكرهتها فوجدت والدهما يقف بالباب وقد استمع لكل ما قالته رنا فقال : راحة فين... استنى شوية.. يمكن انا غلطان انى كنت شايف انكو مش قريبين من بعض من زمان وفضلت ساكت بس كنت بقنع نفسى ان عادي كل الاخوات بينهم خلافات بس مكنتش عارف انها توصل للكره يا ميرنا... انا فعلا كنت بهتم زيادة برنا بس كان مفروض تاخدى بالك انى كنت بحاول اعوضها عن حرمانها من حضن امها الله يرحمها... امك يا ميرنا معرفتش تعوضها ولا تقربها منها.. وانا مش بلومها.. مش كل الناس تقدر.. فكان طبيعى انى اعمل كده مش معقول ابقى انا والزمان عليها... ومع كده مكنتش بقصر معاكى انتى ومى... ،ده غير ان رنا اصلا بقالها سنين مش عايشه معانا من ساعة ما دخلت الكليه تقريباً
ميرنا : انا اسفه يا بابا انا فعلا غلطانه يا رنا انا كنت بفكر بأنانيه
حسن : انا مش عايز اسف..، انا عايز اطمن عليكو.. اوعدونى انكو تفتحوا صفحه جديده مع بعض.. انا مش عايشلكو العمر كله.. عشان لو مت يبقى قلبي مطمن عليكو
رنا و ميرنا : بعيد الشر عنك يا بابا
حسن : هااا فين الوعد
رنا : وعد يا بابا
ميرنا : وعد يا حبيبى
حسن : محمود هايجى الخميس صح؟؟
رنا : ان شاء الله
حسن : ربنا يتمم بخير عقبالك يا ميرنا
ميرنا : ميرسي يا بابا ربنا يخليك لينا وتفرح بينا كلنا
حسن : يارب
.
......
فى الإسكندرية
شعر ياسين انه لاول مرة يشعر بهذا الكم من الخذلان ممن كان يعتبرها توأمه.. من تلك التى عاشت معه تفاصيل حياته لحظه بلحظه... كيف استطاعت ان تخونه وتخون ثقته بها بهذه الطريقة.. كيف لهذا الغريب ان يأخذها منه بتلك السهوله... قطع تفكيره رنين هاتفه برقم منير والد عصمت فأجاب مضطرا قائلا : الو سلامو عليكو
منير : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا باشمهندس
ياسين : بخير الحمد لله ازى حضرتك؟؟
منير : الحمد لله تمام... انا سألت عليك في دمياط وسألت عليك هنا والحقيقة سمعت عنك كل خير ربنا يبارك فيك يا ابنى بس طبعا انت عارف الرأي فى الموضوع ده يرجع لعصمت بنتي.. عشان كده عايزك تتفضل عندنا بكره الساعه 7 تقعدوا مع بعض تتكلموا عشان تقدر تاخد قرارها في الموضوع ده
كاد ياسين ان يخبره انه صرف نظر عن الامر وانه ليس بحاله نفسيه تساعده علي الخوض في امرا كهذا ولكن رغم ذلك قال : حاضر ان شاء الله هاكون موجود في المعاد
منير : واحنا في انتظارك...، مع السلامه
ياسين : الله يسلمك
انهى ياسين الاتصال وهو يقول فى نفسه مش وقتها خالص المقابله دى.. ثم وقف أمام المرآة يطالع وجهه التى نطقت الكآبه من كل ملامحهه وقال : دى خلقه اقابل حد بيها
...... ؟.
....
فى صباح اليوم التالى
تصدر خبر انتحار مدير مستشفى الامل للصحة النفسية الصفحة الاولى بعد خطف احد مرضاه وطبيبة... لكل الصحف اليوميه ومعه تصريح زوجته انه لم يكن يعانى شيئا ولم يكن يؤرق حياتهما شيئاً.. الا قبل ان ينتحر بدقائق كان يبدو قلقا خائفا وعينيه غارقه فى الحزن
...
التقطت محمود الجريده وخرج من منزله وأخرج هاتفه واتصل بسلمى وقال : رشوان عزيز انتحر
انتفضت سلمى واقفه وقالت : نعم!!! ازاى ده
محمود : تقريبا حازم هدده بحاجه كبيره... فى لحظه يأس ضرب نفسه بالرصاص
سلمى : احنا السبب فى موته.. ثم بدأت في البكاء
فقال ; لا مش احنا السبب ده انسان باع ضميره ومبيخفش ربنا ودى نهاية كل ظالم ولو مكناش اتصرفنا كده كان هايقتل سليم و الله اعلم كان هايقتل مين تانى... المهم طمنيني سليم عامل ايه
سلمى : نبضه وضغطه مش مستقرين بيفوق لحظات ويغيب عن الوعى تانى
محمود : يعنى مفيش تحسن خالص؟؟
سلمى : لا اتحسن شويه بس لسه مفيش استقرار
محمود : الحمد لله...
علي فكرة هاروح عند رنا بكرة عشان نقرا فاتحه وكدا.. كان نفسي تبقي موجوده معانا
سلمى : ربنا يتمم بخير.. معلش ان شاء الله ابقا معاكو في الفرح
محمود : ان شاء الله... خدى بالك من نفسك واوعى تخرجى ابداا من الشقه كل حاجه معاكى لو احتاجتى اى شىء استنى لما اكلمك وانا هتصرف واوصلهولك
سلمى : تمام ان شاء الله
محمود : رنا وادهم بيسلمو عليكى
سلمى : الله يسلمهم... ادهم كلمنى من شوية
محمود : مع انى قلتله ميتصلش... اممم يلا مش مشكله هو علي اى حال بعيد عن دايرة الشبهات... خدى بالك من نفسك ماشى!!
سلمى : ماشى
محمود : فى رعاية الله
سلمى : مع السلامة
....
التفتت رنا لسليم النائم و هى تدعو الله ان يعيد له الحياه ويرد له عافيته ويشفيه ويستطيعا معا اثبات براءته وان يبدئا حياتهما معا
.
.مر اليوم علي سلمى وهى تتابع سليم الذى بدأت صحته في التحسن وبدأ ينتبه من نومه وقت اطول من قبل ولكن رغم ذلك مازال يشعر بالضعف ومازال يلازم الفراش
.فى منزل منير...، والد عصمت
وصل ياسين في الموعد المحدد فاستقبله منير بالترحاب وجلس معه ريثما تستعد عصمت
بدأ الحديث معه قائلا : انا بغض النظر عن نتيجه المقابله دى يعنى سواء حصل نصيب او لا انا اتشرفت بيك وبأهلك.. ونعم الناس الحقيقة واللى سمعته عنكو كل خير
ياسين : ربنا يكرم اصلك الشرف لينا والله
منير : هاقوم اشوف العروسة
غاب منير دقيقة وعاد تتبعه عصمت التى دخلت وجلست علي استحياء فقال والدها.. : اتكلمو وانا قاعد بره لو احتجتو حاجه نادو عليه
عم الصمت بعد خروج منير فتنحنح ياسين قائلا : ازيك
عصمت : تمام الحمد لله
ياسين : عايزه تسأليني عن اى حاجة انا تحت امرك
عصمت : ايوة.. ليه اتقدمتلى مع انى اللى فهمته من ردود افعالك انى مش عجباك علي ما اظن
ياسين : انا معظم كلامى بيبقي غلاسه وساعات ببقى قاصد اقول حاجه ولسانى يقول حتى حاجه تانيه خالص... زى مثلا يوم ما قلتلك اشربي اللبن انا والله كنت جاى اعتذرلك عن اللى حصل فى المكتب بس معرفش الكلام ده جه منين... بس اصلا انا مخدتش بالى منك بتركيز غير قريب
عصمت : تعرف عنى ايه يخليك تتقدملى
ياسين : ولا حاجه غير اللى شوفته من جديتك واخلاقك.. و الحقيقه حبيت باباكى اوى هخطبك عشان خاطره
عصمت : ايه 😳
ياسين : هههه اكذب عليكى يعنى!!! شوفتى لسانى بدأ يلخبط تانى اهه
عصمت : انت بتصلى!! ؟"
ياسين : مش منتظم
عصمت : ليه انت عندك كام سنه!!
ياسين : 26
عصمت : 26 سنة ربنا عز وجل بيحفظك ويرزقك بانتظام من غير ما يوم واحد يمنع عنك خيره وانت مش منتظم!!! ايه المبرر اللى هتقوله لربنا لما تقف بين ايديه لما يحاسبك
شعر ياسين بالحرج مما قالته ولم يجد كلمة واحده ليرد بها عليها فغيرت الموضوع قائلة : ليه مجبتش سلمى معاك
تبدلت ملامح ياسين إلى ملامح جامده بعد ذكرها لاسم سلمى وقال : مشغولة...؛ لسه عندك أسئلة تانية!؟
عصمت : هتستقر هنا ولا في دمياط
ياسين : في دمياط طبعا
عصمت : تمام.. كده معنديش اى اسئله ليك... لو حابب تسألني عن اى حاجة اتفضل
ياسين : لا ولا حاجه خالص.. ممكن استأذن!!؟
عصمت بحرج : بابــااا الباشمهندس ياسين عايز يسلم علي حضرتك قبل ما ينزل
دخل منير وسلم علي ياسين الذى خرج وهو يشعر بالغضب بعدما تذكر ما فعلته سلمى اما عصمت فدخلت غرفتها تتبعها والدتها وابيها واختها فقال والدها : ها ايه الاخبار
عصمت : مبيصليش بانتظام داخل فى تلاتين سنه ولسه مش منتظم
منير : اممم بس هو جدع ابن حلال وطالما بيصلى حتى لو مش بانتظام مسيره ينتظم وانتى عليكى برده عامل كبير
عصمت : دا علي اساس انى وافقت!!! لسه هافكر
عفت : تفكرى ايه يا بت اصل يطفش واحنا مصدقنا.. عريس يا ابوى طخه بس متموتوش 😂😂😂
انفجر الجميع من الضحك فقالت : مش هاسيبك يا فوفا.. قاعدالك علي قلبك
والدتهما : لا كله الا كده شوفى حالك بقا خلينا نشوف اللى بعدك
عصمت : واهون عليكى برده يا ماما
والدتها : اه طبعا امال تهونى ونص اتكلى علي الله
عفت : اتكلى علي الله بقا يا عصومى ومتبقيش تنسى الجواباات
عصمت : اه شكلها هيبقى فيها جوابات صحيح ده ناوى يستقر في دمياط
منير : بجد :/ متخافيش ممكن اناقشه في الموضوع ده بس اهم حاجه فكرى كويس وخدى قرارك
عصمت : ان شاء الله.. ربنا يقدر اللى فيه الخير
.
.
.
يتبع💕
أنت تقرأ
سيكوباتى
Acciónجريمة قتل اتهم فيها بعدها اودع مصح عقلى .. كان يائس تماما لا يتمنى سوى أن تنتهى حياته حتى القاهآ القدر فى طريقه فاعادت له الامل