الفصل الثالث والثلاثون

149 4 1
                                    

#سيكوباتي
الفصل الثالث و الثلاثون
ا ____________
قامت تيسير من فراشها و تناولت دوائها المنوم التى لم تعد تستطيع النوم بدونه ثم ابدلت ملابسها ودخلت الى فراشها تتلمس به شىء من الهروب من واقعها الذى لم تعد تحتمله
وما ان راحت فى النوم حتى شعرت به من جديد يتجول فى الصاله كما كان يفعل فى فترة اقامته معها شعرت وكأنما فتح التلفاز ورفع صوته كمان كان يفعل ليخبرها انه لا يستطيع النوم وانه يحتاج الى صحبتها.. قامت من الفراش وخرجت للصاله فوجدته ينظر لها.. لم يبتسم كالعادة.. لم يقل كنت عارف انى مش هاهون عليكي وهتخرجى تسهرى معايا.. بل كانت نظراته مبهمة لم تعرف ان كانت لوم او حزن ام انها عتاب.. قام دون كلام نظر اليها نظره اخيره واخرج ذلك السلاح من جيبه واطلق الرصاص علي راسه
عند تلك اللحظه استيقظت تيسير مذعوره تصرخ وكأن ما راته كان حقيقة ولم يكن مجرد كابوس مزعج.. ولكن احيانا يكون الواقع هو الكابوس الحقيقى الذى لا يقظه منه... شربت بعض الماء وقالت : لسه عايز منى ايه يا سليم.. حتى النوم مش قادره اتهنى بيه... اعمل ايه بس ياربى
.. خرجت الى الصاله تتجول حتى يهدأ روعها فوقعت عينيها على تلك الرسالة التى تركها سليم لسلمى.. نظرت لها بتمعن وقالت : معقول الكابوس ده يكون عشان عايزنى اوديلها الجواب ده....
الامر لله... حاضر يا سليم حاضر هكلمها الصبح وهاروحلها
عادت الى فراشها تتقلب فيه حتى الصباح لم تنم دقيقه واحده بعد هذا الكابوس
التقطت هاتفها واتصلت برقم سلمى فاجاءها صوت شخص اخر قائلا : الو
تيسير : صباح الخير.. مش ده تليفون الدكتوره سلمى
اجابها قائلا : ايوه تمام انا الدكتور محمود زميلها يا انسه تيسير
تيسير : طب ممكن اكلمها
محمود : والله يا ريت... سلمى من يون الحادثه مبتتكلمش خالص ولا حتى نزل من عنيها دمعه واحده... بقالها شهر كامل في مصح نفسي
تيسير : يا خبر!!! لا حول ولا قوة إلا بالله... طب ممكن اخد العنوان عشان اجى ازورها
محمود : هابعتهولك في رسالة
تيسير : تمام انا مسافة السكه هكون عندكو
محمود : فى انتظارك... مع السلامة
انهى محمود الاتصال و التفت لرنا التى تابعت الحوار و قال : دى الشخص الوحيد اللى سلمى ماشفتوش بعد الحادثه.. يمكن عشان هى من طرف سليم سلمى تتفاعل معاها او تعمل اى رد فعل
رنا : يارب يا محمود... انا قلبى بيتقطع عليها دبلت يا حبيبتى اللى يشوفها الاول ميصدقش ان هى هى سلمى 
محمود : ان شاء الله هترجع كويسه بس الصدمة كانت شديدة عليها وهى اصلا انسانه حساسه وهشه عشان كده حصلها كده بس انا متفائل خير ان شاء الله
رنا : ان شاء الله
محمود : بابكى كلمنى تانى فى موضوع الجواز.. انا بقول نعمل حفله علي الضيق ونتجوز وخلاص عشان هو باله مش مرتاح وخاصه انك قاعدة حاليا لوحدك وانا صراحة مش عاجبنى الموضوع ده برده بالذات بعد ما عرفت ان اسر لسه بيتعرضلك.. حتى بعد ما عملنا المحضر.. خايف يبعتلك حد يتهجم عليكى ولا يأذيكى
رنا : محمود... معقوله تعيش حياتك مجاملة.. انا مش عايزاك ترتبط بيه من باب التعاطف  انا عارفه انى انا اللى ورطك في الجوازه دى بس انا رأيي تعيد النظر في الحكايه دى
ابعد محمود نظره عنها وقال : انا مش هارتبط بيكى عطف ومتنسيش ان تالا بتحبك و متعلقة بيكى ومتتكلميش فى الموضوع ده تانى.. فكرى فى يوم يناسبك عشان احدد مع بابكى معاد كتب ااكتاب والفرح ونلحق نحهز نفسنا فى الوقت المناسب
رنا : طب و سلمى!! انا كان نفسي تبقي معايا فى فرحى مش كفاية فى الخطوبه ما كنتش معايا
محمود : انتى عارفه المرض النفسي محدش عارف نهايته امتى و زى ما قلتلك انا قلقان ومش مرتاح تقعدي لوحدك
رنا : خلاص هافكر وارد عليك ان شاء الله
قطع حديثهم وصول تيسير التى قالت : صباح الخير
محمود و رنا : صباح النور
محمود : ازيك يا انسه تيسير عامله ايه
تيسير : اهه بحاول استمر وخلاص هاعمل ايه
رنا : كلنا بنحاول نتاقلم مع الظروف دي ربنا يهون علينا وعليكى
تيسير : يارب... ممكن اشوف سلمى !!
محمود : ايوة طبعا اتفضلى معايا
طرق محمود باب الغرفه ودخل تتبعه رنا وتيسير وقال : الانسه تيسير جاية تشوفك يا سلمى
ثم التفت لتيسير وقال : هاسيبكو لوحدكو شويه علشان
خرج محمود ورنا من الغرفه واوصد بابها فاقتربت تبسير من سلمى وقالت : ازيك يا سلمى... عاملة ايه... بسألك وعارفه انتى ممكن تكونى حاسه بإيه... لانى حاسه نفس إحساسك بس لانى قويه زى ما عشت طول عمرى لسه واقفه علي رجليه لكن انتى هشه وحساسه وضعيفه مقدرتيش تواجهى الموقف ده... يمكن ضعفك ده هو اللى جذبه ليكى هو اللى خلاه يحس انك محتجاله.. ديما الانسان بينجذب للضعيف وقلبه بيرق ويحن للمحتاجله .. سبحان الله... لو مكنتش جتلك دلوقتى مكنتش خدت بالي من العيب اللى فيه اللى كنت مفكراه ميزه.. كنت فاهمه ان القوة دى ميزه.. بس علي اد ما أكون جدعه وصلبه وبستحمل علي اد ان مفيش حد بياخد باله لو زعلت او تعبت او احتاجت... لازم انعزل الملم نفسي بنفسي واهدى وابقا كويسه واخرجلهم تانى تيسير القويه اللى مبتتهزمش... بس الحقيقة انا اتهزمت يا سلمى.... لم تستطع منع نفسها من البكاء فى هذه اللحظه.. وتابعت حديثها وهى تبكى قائله : اتهزمت لما غدر بيه وسابنى كنت راضيه بوجوده فى حياتى باى صفه كنت مرتاحه وهو معايا وكنت حاسه بالاماان لييييه مشى وسابنى بالشكل ده... طب ليه سابك وهو بيحبك ليه!!!
عند تلك اللحظة انحدرت الدموع من عيني سلمى كردة فعل اولى من بعد الحادث... لم تنتبه تيسير للامر لانها كانت منفعله وتتجول فى الغرفه هنا وهناك كاالطير المذبوح.. يرقص من شدة الالم.. فتابعت حديثها وهى تقول : واخرتها سايب لى رسالة.. هاعمل ايه انا بالكلام... تنهدت بعمق وقالت: وسايبلك برده رسالة.. انا فى الاساس جاية عشان اوصلهالك
اسفه يا سلمى انى انفعلت كده بس انا كنت محتاجه اتكلم مع حد... وانتى اخر حد كان مع سليم قبل الحادثة..
وضعت الرسالة علي الكومود الذى يجاور فراشها وقالت :دى رسالة سليم.. مش عارفه هاقدر اجيلك تانى ولا لا.. احتمال اسافر
أتمنى تكوني بخير
قالت كلمتها الأخيرة ثم انصرفت فالتفت سلمى لموضع الرسالة وترددت يدها في تناولها ى ان حسمت امرها اخيرا والتقطتها بأيد مرتعشه وفتحتها ودموعها تجرى كالسيل علي وجنتيها وفيها قرأت :
حبييتى سلمى... ملاكى الرقيق.. انا مش عارف ايه اللى انا عملته فى حياتى عشان قلب رقيق زى قلبك يحبنى.. عارف انك دلوقتى عامله زى العصفور الجريح  وقت المطر.. عارف اد ايه انتى مش قادره تتجاوزى اللى حصل.. بس صدقينى فترة وهتعدى.. علي اد ما حبيبتك علي اد انو ماهانش عليه اورطك مع واحد منتهى زيي.. جسد بلا روح. انتى متستهليش تعيشى كده لا تستحقى السعادة والفرحه
عند تلك الكلمة صرخت سلمى قائلة : ومفرحتنيش ليه!!! ليه قتلتنى يا سليم!!! ليه سبتنى لييييييه!!
هرعت رنا يتبعها محمود علي صوت الصراخ الصادر من غرفة سلمى ليجدوا انها تجلس علي الارض تبكى و تصرخ فى حالة يرثى لها
رفعها محمود من علي الارض قائلاً : قومى يا سلمى قومى متقعديش علي الارض
سلمى : سابنى يا محمود.. سابنى وانا بعت الدنيا كلها عشانه
رنا : اهدى يا سلمى.. اهدى يا حبيبتي
سلمى : بيقول تستاهلى تفرحى!! ،قتلنى ليه!! سليم ما قتلش نفسه قتلنى انا يا محمود.. قتلنى انا
محمود : هاتى بسرعه حقنه مهدئه الانفعال الزايد ده ممكن يضر القلب بسرعه يا رنا
أسرعت رنا إلى الخارج احضرت الحقنه المهدئه وعادت لمحمود الذى حقن سلمى مباشرة وما هى الا دقائق حتى هدئت سلمى وغابت  عن الوعى تماما
.....
.
.
يتبع

💕

سيكوباتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن