الحلقة:42 (حساسية)

2.3K 88 14
                                    


طُويت صفحة الشتاء التي شهدت أحداث ومشاهد مؤلمة وقاسية، صفحة ذاقوا فيها طعم الخيانة والموت والفقدان، وتخللتها الجراح والآلام. واليوم، ها هو الربيع يحل أخيرا ويزهر من حولهم وفي قلوبهم التي ذاقت كفايتها من الحزن.

نفضت ليلى الغطا على الناموسية وبانت كرشها للي تكورت كثر، قربت دابا لخمس شهور وبدات كتحس بحركات بنتها فكرشها، واخا مازال ما عرفت شنو هو جنس الجنين ولكن كانت كتقول بلي هي بنت بثقة كبيرة، كانت بغاتها بنت وتسميها على اسم ذكرى كما كانت باغا أريج.

ظهر عمر من ورا الباب وهو كيمسح وجهه بالفوطة، شافها عاطياه بظهره وقرب عندها بشوية حتى قال حدا وذنيها:
_البطة ديالي فاقت!

نقزت هي خيفانة حيث غفلها وضرباته على كتفه حتى تقصح نيت وهي كتقول بينما رجعت كتصاوب فالخدادي:
_انت شي نهار إلا ما وقفتيش لي قلبي غتولدني قبل الوقت.

عنقها بزز منها من لور ويديه فوق كرشها كيدوز يده عليها:
_لا غير خلي بطيوط ديالي يكمل هاذ الشهورة وذيك الساعة مرحبا بيه بيناتنا..

دارت ليه:
_بطيوطة ماشي بطيوط، غتكون بنت غير تهنى!

حبس عمر ضحكته وهي تشوف فيه بنص عين، وقفت قبالته كتقول بشك:
_انت علاش مصر بلي هو ولد ها!؟ ياكما الطبيبة گرت ليك من وراية وما فخباريش؟

شاف بعيد عليها وهو كينفي بسرعة:
_لا لا علاش انا نقدر...انتي كنتي باغا تعرفي شنو عندك فاش تكون عند سبع شهور وانا محترم قرارك غير حس الأبوة كيخبرني بلي ولد او صافي.

_الله يجعلني نثيق.

تمشت ناحية الماريو ديالها، خذات باليزة من الارض وفتحتها وبقات كتحط فيها شي حوايج. بدل عمر حوايجه وجا وقف حداها مسند جنبه على الماريو، سولها:
_واش ضروري تمشي قبل العرس بومين؟

ردت بلاما تهز عينيها فيه:
_ضروري راه بنت خالتي هذيك وكثر، كن ما كنتشي حاملة كن مشيت قبل، دابا يلاه غنحضر لليلة الحنا وليلة توديع العزوبية!

سكتت عند ذاك الحد وهو ينزل عندها مستغرب:
_توديع العزوبية؟ منين جبتوها هاذي عاود؟ هي حتى توفيق غيدير شي ليلة فاعلة تاركة يودع فيها عزوبيته للي ولات على المحك.

دفعاته حتى طاح جالس وهو كيضحك فحين هي وضحت:
_ليلة الحنة بحالها بحال توديع العزوبية غيكونوا غير البنات بيناتهم...اما توفيق الا دارها فيعلم الله اش غيكون فيها، وحتى انت عاجبك الحال البانضي...ما كذبش للي قال كلكم مسقيين من مغرفة وحدة!

***

فصالة كبيرة تجمعوا بزاف ديال البنات، كانت الموسيقى مطلوقة وهما لابسين مزيان ومقادين راسهم. ليلى بانت بيناتهم بكريشتها للي حاولت تخبيها تحت صاية فالغوز طالعة لخصر وطولها حد الركبة، مع تيشيرت بيضة كتلمع بالموزون خاشياها تحت الصاية وبينتها صغيرة رغم حملها الواضح.

نبض الحب (بالدارجة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن