الحلقة 1 ( بداية جديدة )

18.3K 262 44
                                    


فذيك الغرفة للي كتبان لها كئيبة كانت ممددة على ناموسيتها، بالها مشغول بالتفكير فبزاف ديال الأمور خلاتها تنسى طعم الراحة فالفترة الأخيرة، كتفكر فحياتها للي كتشوفها كتدوز قدام عينيها بلا ماتقدر تعيشها، فشبابها للي غيمشي قبل ما تحقق كل حاجة تمنتها، وفالناس للي بين ليلة وضحاها خرجوا من حياتها مخلفين وراءهم فراغ كبير مازال ما قدرت تتخطاه.

تنهدت تنهيدة مريرة ومسحت علامات الحزن من على وجهها الصفر للي لونه كيوضح لها كل نهار أنها كتودع الحياة شوية بشوية، حاولت تنوض من الناموسية و تحرك شوية جهة الشرجم يضربها شوية ديال الهوا ولكن ماقدرتش!

تمنت كن قدرت تبعد عليها كل ذيك الأسلاك للي مقيدة ذاتها فذاك السرير، كن قدرت تخرج تجري تسابق الريح وتفزگ تحت الشتا ومتخاف من والو، ولكن الواقع شيء آخر. رجعت بظهرها لور مسنداه على الخشبة ديال السرير الطبي كتشوف فالسقف..فالفراغ للي ولات عايشة فيه، كتسول راسها حتى لإمتى؟ السؤال للي مازال مالقات ليه جواب.

_صباح الخير "ليلى"

خرجها صوت الطبيبة للي دخلت من شرودها، شافت ليلى فالطبيبة للي كانت على وجهها ابتسامة مشرقة وهي كتقرب منها بوزرتها البيضاء، بادلتها ليلى الإبتسامة للي بالرغم من انها صادقة إلا أن حزن كبير مخبي وراها وقالت:
_صباح النور دكتورتنا الجميلة "غفران"

طلت الطبيبة المسمية غفران على الأوراق و الملاحظات للي كانت معلقة حدا سرير ليلى.. حاولت ترسم ذيك الإبتسامة المعهودة ديالها ولكن ليلى ما خفاش عليها القلق ديال غفران الواضح لها، حطت الطبيبة الشي للي بين يديها وقالت وهي كتشوف فليلى:
_كيف صبحتي اليوم أليلى لاباس شوية؟ وجهك منور هاذ الصباح وبغيت روحك تبقى ديما عالية كما عهدتك.

ردت ليلى عليها مازال محافظة على ابتسامتها الصغيرة:
_كلشي هو هذاك..من غير قلبي.

شافت فيها غفران بأسى للي مقدروش عينيها يخبيوه، قربت عندها ودوزت يدها على شعرها القصير :
_قلبك عنيد و بزاف..عارفك قوية و ماغتستسلميش دغيا بحال قلبك أ ليلى..شوية دالوقت و غي..

قاطعتها ليلى وهي كتقول بنبرة ديال شي حد فاقد الأمل:
_ذاك الوقت هو للي معنديش..حاسة براسي بحال شي جثة هامدة اغفران! حتى من المشي محرومة منه.. البكاء ..الضحك! واش حتى هذي كتسمى حياة؟

شافت فالطبيبة بعينيها للي ظهرت عليهم لمعة و كملت بيأس:
_عرفتي ما بقيتش باغة نكمل..مابقيتش باغا نعطي أمل زائف لحياتي... خاصني نتقبل حقيقة وضعي كما هو بلا آمال زائفة مازال، بغيت غير نرتاح أختي غفران!!

قاطاتها غفران كتأنبها:
_سكتي ماتقوليش هاذشي! كيفاش عطاك خاطرك تقوليها أليلى بعد كل هاذ الصبر؟ انت غادي تصحي ان شاء الله و غتوقفي على رجليك و تجري تحت الشتا وتنقزي گاع...غير ماتفقديش الأمل...أملك فالشفاء هو للي مخليك عايشة تال دابا وإلا فقدتيه...

نبض الحب (بالدارجة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن