الحلقة:51 (كآخر عناق)

2.1K 80 14
                                    


فتح لها عمر باب السيارة وبقى واقف كيتسناها تنزل، زيرت هي يدها على ساكها وغمضت عينيها وفتحتهم كأنها كتشجع راسها. نزلت وسد الباب وشافت على طول العمارة، حست بيه جنبها وشافت فيه، سولها براسه واش ندخلو وردت بهزة بسيطة براسها.

وقفت جنبه فالمصعد ورفيقهم الصمت، كأنهم غرباء كيتلاقاو لأول مرة. ضغط عمر على زر المصعد وتسد، حس بيها كتزير على ساكها كثر وما حس براسه وإلا وهو كياخذ يدها بين يديه، شافت فيه ساكتة ودام اتصال عيونهم للحظات قبل ما تحدر راسها وهي حاسة بطبول قلبها كتدق.

تفتح باب المصعد وجات خارجة قبل ما يشد يدها عنده، دارت عنده بلاما تسوله علا شنو بغا وكأنها كتمنى يشدها من يدها ويهرب بيها بعيد على كلشي. قال عمر بدون ما يتحرك من بلاصته:
_ليلى بالرغم من كلشي وقع وغيوقع بغيتك عمرك تنساي اني فجنبك، مهما وقع غنكون ديما معاك وفوقت ما حتاجيتيني غتلقايني..

قرب منها بخطوة كانت فاصلاهم حتى بعد خصلة قصيرة من شعرها نزلت لجنب عينيها، غمضت عينيها وجات كتبعد ولكن هو كان باغي ياخذ ريحتها معاه تصبره على أيام فراقهم. خذاها فحضنه مغمض عينيه فحين كانت هي غير كتشوف وجامدة، واش غيكون هذا آخر عناق ليهم بزوج؟ واش بصح هي غتبعد منه وغتفرقهم اميال على بعضهم؟

لقات راسها كتهز يديها وكتحيط بيهم ظهره، الا كان بصح اخر عناق خليها حتى هي تشبع منه واخا غير للحظات. بعداته منها بشوية وتبسم هو بمرارة بالرغم من انه حس بيها ما باغاش تبعد منه فحين هي قالت:
_غنعتبر هذا آخر عناق بيناتنا!

دارت بحالها غادية بلاما تسنى جوابه، خاصها تعود على حياتها الجديدة بلا بيه، بلا أريج والحاجة وبلا دارهم الدافية. خاصها تعود تسكت صوت قلبها وتسمع لصوت عقلها هاذ المرة.

****

تواجدها وسط عائلتها قدر يخفف عليها ولو جزء من معاناتها، على الاقل هي بينهم و وسطهم، و بحال ايام زمان فاش كيشتد عليها المرض كتلقاهم كلهم مجموعين حولها كل واحد يخفف عليها، أمين بخفة دمه وأيمن بسخريته واستهزاءه بمرضها، حنان واليديها الكبير وسلمى مولات الأحضان الدافئة للي ما مكتملش من حضنها وعناقها.

بقات ساهية فيهم وهما كيهدرو بعفوية على الماضي الجميل، بعيد على المرض والشي للي وقع فالأيام الأخيرة. كانت كتبسم مع ضحكاتكم وكتسمع لهدرتهم بصمت، وملي كتفكر الوضع للي هي فيه كترجع تسهى عليهم وكتغير ملامح وجهها قبل ما يفيقها شي حد منهم.

خلى ليهم عبد الله بيته ينعسو فيه بثلاثة، نعست سلمى جنب اختها على الناموسية فحين فرشت لماماها فالأرض جنبهم. عنقت سلمى ليلى للي كانت ناعسة على جنبها كتشوف فيها وهي تهز يدها كتدوزها على شعرها، بعدت سلمى منها وقالت:
_ليلى...واش بصح غتطلقي انتي وعمر؟

نبض الحب (بالدارجة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن