الفصل الثانى

21.8K 289 3
                                    


الفصل الثانى
كم مضى على وانا فاقده للوعى لا أدرى ، كل ما أعلمه  انى  قد استيقظت على صوت تليفون  يرن بإلحاح كانت الحجره خاليه فهو لم يكن موجوداً  هل خرج و تركنى و انا بتلك الحاله ؟ انه لم يهتم  حتى بعد كل ما فعله بى ان كنت بخير ام لا ؟ كنت اشعر بصداع قاسى يمزق رأسى و كان صوت التليفون يزيد من حدته و من ألمى   .
رفعت السماعه بسرعه حى أتخلص من صوته لأجد صوت أبى على الهاتف أبى  الحبيب كم اشتقت إليك رغم اننا لم نفترق سوى يوم واحد بل ربما بضعه ساعات فقط  و لكنها  عندى كعمر كامل ليتنى ما تركتك و ما كان ما كان .
- عشق. تساقطت دموعى رغماً عنى حينما سمعت صوته و هو ينطقها بلهفه و حب   
- أيوه  يا حبيبى  أزيك  نطقت بها و صوتى يكاد يخوننى كى أبكى   و اصرخ  و اشرح له حالى و ما انا فيه ليأتى و ياخذنى  و ليحدث ما يحدث بعدها و لكنى لم أقوى على ذلك 
- مال صوتك يا حبيبتى
هل أبوح له لا لن أستطيع لن يتحمل
- لا ولا حاجه أصلى  كنت نايمه شويه
- طيب يا حبيبتى مبروك يا حبيبتى مبروك يا عروسه  بس كده تنسينى يا عشقى أنا كنت قلقان عليكى قوى أنا  عارف انك مشغوله مع عمر بس مفيش مكالمه لبابا تطمنه على حبيبه قلبه ؟
اه لو تعلم يا حبيبى ما أنا فيه و ما أعانيه منذ الامس و ما فعله بى زوجى و حبيبى  عمر
- معلش يا حبيبى ما أنا كنت هاكلمك أول  ما اصحى علطول بس أنت  سبقتنى
- خلاص يا حبيبتى مفيش مشكله الف مبروك يا عشق ربنا يسعدك يا بنتى  امال فين عمر  عشان اباركله هو كمان
- عمر كنت فى حيره ماذا أقول له  إن  قلت  له أنه  هنا  فإنه  قد يطلب منى  أن يحدثه و إن قلت له أنه  خرج و تركنى قد يصيبه القلق على و يسألنى عن السبب 
- عشق روحتى فين   أدينى عمر أكلمه و اباركله
- اصله فى الحمام يا بابا كان هذا أقصى ما فكرت فيه لأتجنب  ذلك المأزق
- طيب يا حبيبتى  مَش مشكله خليه براحته  و انا هاكلمه بعدين  المهم قوليلى يا حبيبه بابا إنتوا  هاتسفروا امتى ان شاء الله ؟
- نسافر سألته فى صدمه
- أيوه يا حبيبتى شهر العسل
عن اى عسل يتحدث ابى أنا لم أرى  منه إلا  العلقم و سواد يكسو حياتى
- عشق انتى معايا ايه السرحان دا كله احنا لحقنا
- ايوه يا بابا معلش  اصلى  لِسَّه مفقتش الظاهر أنى  عايزه فنجان قهوه عشان أفوق 
- طيب يا حبيبتى خلاص  براحتك بصى أنا هسيبك دلوقت و انتى كلمينى لما تتفقى مع عمر و كمان عشان اباركله
خلاص ماشى يا حبيبى مع السلامه
لا اله الا الله
محمد رسول الله
أغلقت  الهاتف و انسابت دموعى كشلال لا أستطيع حبسه  كنت اشعر بالحزن لقد كذبت على ابى ولأول مره فى حياتى و لكن ماذا كنت سأفعل فَلَو علم ما أنا فيه ستكون كارثه  لن يحتمل قلبه ما يحدث لحبيبته و ابنته الغاليه ابنه عمره  .
سحبت جسدىً مره اخرى لأقف تحت المياه محاوله ان أسكن  الام جسدى و روحى  و لكنى لم استطع . كانت دموعى تتساقط فتختلط بالماء  كنت اشعر بطعمها المالح على شفتى أهذه حياتى التى كنت احلم بها و أرسم  لها الامانى و الأحلام  لا لن أستطيع الاستمرار بهذه الطريقه فقد يقتلنى إن  عاد على الان ان أذهب  من هذا المكان سأعود إلى  ابى و ليكن ما يكون فلم يعد لدى اى قدره على الاحتمال .اسرعت ارتدى ملابسى و اجفف شعرى و دموعى  اخذت ابحث فى سرعه عن حقيبه يدى التى احضرتها معى  لكى اخرج من هذا  المكان .و بينما انا افعل اذا بالباب يفتح و اجده  ينظر الى
- صحيتى أهو. كويس أنا قولت اسيبك تستريحى شويه
نظرت له فى غضب  و لم أعلق  على كلامه لم يكن هناك فائده من المحاوله
إنتى  بتعملى ايه بالضبط
- بدور على شنطتى
- ليه ان شاء الله
- انا هارجع لبابا
اقترب منى ليمسك بذراعى بقوه آلمتنى  و جعلتنى أنظر  له فى ذعر 
- ترجعى فين  انتى ناسيه إنى جوزك و أن امبارح كان فرحنا
- لا مَش ناسيه مَش ناسيه اى حاجه من اللى انت عملتها فيا و مَش ممكن أنسى ابداً و حتى لو  حاولت كل حته فى جسمى  بتفكرنى باللى عملته فيا و عشان  كده انا لازم امشى من هنا  انا  هارجع لبابا
ترك يدى و هو ينظر الى فى سخريه ماشى يا عشق عايزه تمشى امشى أنا  مَش هامنعك
نظرت له فى حيره وشك لماذا تركنى و لم يحاول منعى  ما الذى يسعى إليه  بالضبط
- تحبى أوصلك و لا هتروحى لوحدك
ظللت صامته لم أكن  استوعب ما يقول فاخذت أكرر كلامه فى حيره
-  توصلنى
- ايه عايزه تروحى لوحدك ماشى أنا  معنديش مشكله إتجه  الى الفراش ليستلقى عليه بملابسه و كأنه يؤكد لى انه غير مهتم
تحركت ناحيه الباب فاذا به يستوقفنى
بس قبل ما ترجعى لبابا يا عشق فكرتى هتقوليله ايه
نظرت له فى غضب قائله
-   الحقيقه يا عمر هأقوله  الحقيقه و اللى حصل
و تفتكرى بعد ما تحكيله كل اللى حصل بينا   بابا حبيبك هيعمل ايه و حتى إن  عمل طيب  هيستحمل أن  بنته الوحيدهً تتطلق  و يوم الصباحيه ولا كلام الناس   انتى فاهمه يا عروسه دا معناه ايه
كنت اريد ان اصرخ معناه إنك  حقير و لكنى ألتزمت  الصمت و دمعه محبوسه تلمع فى عينى و إنَا  انظر له فى  صدمه وغضب 
اعتدل  على الفراش ووضع يديه الاثنتين خلف راْسه و هو ينظر لى فى سخريه و تحدى
-  عموما أنا  قلتلك قبل كده اعملى اللى انتى عايزاه
- ليه  انا عملت فيك ايه عشان تعمل معايا كل ده انا كنت مستعده إديلك عمرى كله و بالتراضى
رفع رأسه  قليلا ليواجهنى فى برود و يقول لى
-  و هو انا عملت ايه دى طريقتى فى التعامل و انتى مراتى و كل واحد حر فى حياته و بيته
- انتى عايز ايه منى ايه  بالضبط يا عمر كنت أسأله   هذه المره فى مراره
- ولا حاجه انتى بالنسبه ليا ولا حاجه زوجه جميله و غنيه و بنت ناس مَش اكثر من كده
صعقتنى تلك الكلمات و شعرت بالحزن و الالم اهذا كل ما امثله بالنسبه له  نزلت دموعى فى تلك اللحظه على الرغم منى  و لم استطع أن احبسها فقد شعرت بالضعف و انا أسأله  مستعطفة
-  و كلامك قبل كده و نظراتك ليا و حبنا
- انا مقولتش ابداً إنى بحبك يا عشق  انتى بتحبينى  ممكن لكن أنا  لا أنا  قلبى مبيعرفش يحب
- و الشهور  اللى فاتت دى  كانوا ايه
- انا قولتلك اللى عندى يا عشق  انتى اللى مَش عايزه تفهمى انا كنت منبهر بيكى جميله و غنيه و بنت ناس مين ميحبش تكونى ملكه و بتاعته لكن حب لا
- يعنى انا اللى كنت غبيه و مفهمتش انه حب من طرف واحد  انا كنت فاكره انك انت بتحبنى  زى ما انا بحبك و اكثر وأن  اللى كان بيفرق بينا هى الظروف  ظروفك الماديه الصعبه و كرامتك و عزه نفسك .
- ياه دا انتى خياليه بشكل عموما انا مَش مسئول عن اللى انتى افتكرتيه
- عندك حق دى غلطتى انا انا اللى كان الحب مخلينى  مَش شايفه حد غيرك  و الظاهر انى كنت غلطانه
- عشق لاحظى  انك دلوقت بتستفزينًى و ان ده مَش كويس عشانك
- ها قررتى ايه هتعملى ايه هتقعدى ولا هتمشىً
كنت اهم بإلاجابه عندما رِن  هاتفه كان أبى  هو المتحدث هذه المره ايضا كان يرغب فى أن يتحدث إليه  
- عمر حبيبى ازيك يا ابنى انا اتكلمت من شويه و عشق قالتلى إنك فى الحمام مبروك يا عمر
كان ينظر الى و قد لمعت فيه عينيه نظره استهزاء و تحدى لى
-  الله يبارك فيك يا عمى شكرًا
- خد بالك من عشق  يا عمر انا مَش هاوصيك  عليها يا ابنى  انت خدت أغلى حاجه عندى خدت عمرى كله
- عشق فى عينيا يا عمى متقلقش عليها
كنت انظر اليه و هو يحدث ابى بأدب  و احترام و كأنه شخص اخر غير الذى كان يحدثنى منذ قليل  لماذا يفعل ذلك بى و الى متى ساتحمل تلك المعامله  ولكن  ماذا عن ابى لو تركته هل سيحتمل  الصدمهً بل هل سيصدقنى و هو يحدثه بكل هذا الود و الاحترام لقد وقعت فريسه  فى يده فمن يفك قيودى التى استسلمت لها بارادتى  .
أنهى المكالمهً و هو ينظر الى كان يعلم انى باقيه معه ولن أستطيع ان اتركه ليس الان على كل  حال لن يتحمل ابى  الاقاويل  و الفضيحة و التاجر راس ماله فى سمعته على ان احتمل من اجله فقط  فهو اختيارى  انا على كل حال و على ان أتحمل نتيجته لماذا أشركه فى همًى انه يظن اننى سعيده فليبق على اعتقاده هذا ولاحترق انا بنار العشق التى صورها لى قلبى .ظللت  وأجمه صامته لم انطق بكلمه وهو ايضا  لم يعلق على صمتى و كأنه يتوقعه.
جهزى نفسك هنسافر  بكره  عمى بلغنى انه  حجزلنا شهر العسل و هنسافر بكره الصبح
لم اساله حتى إلى  أين  فقد حسم مصيرى و على الآن السمع و الطاعه .

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن