الفصل الثامن

11K 196 7
                                    

تراجعت الى الوراء فى خوف و لكنه لم يتركنى و قد امسكً بشعرى  بين يده و يقبض عليه بقوه ليتمزق  جزء منه و فأصرخ هذه المره من الدهشة و الالم و لكنه صرخ فى
- صوتك ده ميطلعش خالص  ولا اسمعه وبعدين انتى ازاى تكلمى امى بالأسلوب ده انتى فاكره نفسك مين؟
تساقطت دموعى و انا أقول له
- مَش فاهمه يا عمر  انا معملتش حاجه اصلا ووالدتك زى والدتى انتى ليه بتقول كده؟
- أسمعى انتى لازم تفهمى كويس اللى انا بقوله اوعى تكونى فاكره انك احسن مننا من ساعه ما جيتى و انتى مَش عاجبك حاجه و بتردى بأسلوب مَش عاجبنى هى بترحب بيكى و انتى مبترديش على كلامها الا على القد و بكلمه واحده بالعافيه لازم تفهمى ان ده بيتك  و ان دى حماتك  و انك  هنا عشان  تخدمينى و تخدميها فاهمه والا أفهمك .
لارد عليه فى صعوبه و دموعى تغرق وجهى من الخوف و الالم
- انا مقولتش حاجه انا كنت مكسوفه بس لانها اول مره اجى  فيها هنا  مقصدتش اى حاجه وحشه و اذا كنت ضايقتها  انا مستعده انزل اعتذرلها من فضلك سيب شعرى .
و لكنه دفعنى بقسوه و غضب  ليرتطم رأسى  بأحد الكراسى وا فقد الوعى  .
كم مضى من الوقت لا اعلم كل ما اعلمه انى أفقت لأجد هدى الى جوارى صامته  نظرت اليها و قد حاولت القيام لأشعر بالدوار و الالم و لكنها إعادتنى  الى مكانى فى وجوم و هى تقول لى فى شفقه
- بالراحه يا عشق   مَش تحاسبى يا حبيبتى   الحمد لله انها جت على قد كده
- ايه اللى حصل  كنت اسألها فى حيره فلم أكن قد استرددت وعى بالكامل بعد
- رأسك  اتخبطت جامد واضح انك وقعت و مخدتيش  بالك  بس الحمد لله حصل خير دا احنا لما عمر نادانا و لقيناكى مرميه و رأسك مفتوحه و الدم نازل على الارض  اتخضينا جامد بس الحمد لله  هما غرزتين و الدكتور هيفكهم بعد يومين  سلامتك يا حبيبتى  انا هاخرج اطمنهم
- لا خليكى متسبينيش لوحدى نطقتها فى ذعر فقد تذكرت كل ما حدث معى منه دفعه واحده
- متخافيش انا هاقول لماما و عمر انك فقتى بس   الحمد لله  انها جت على قد كده قدر و لطف
التزمت الصمت و كيف أقول لها ان اخيها هو من فعل بى هذا تساقطت دموعى فى صمت و انا أتألم مما بى أيهما أشد الم القلب ام الم الجسد  تحاملت على نفسى لأذهب ناحيه الباب كنت ارغب فى الذهاب الى الحمام لأغسل وجهى من دموعى فلم اعد ارغب فى ان يرانى ضعيفه باكيه فتحت الباب بهدوء وهممت بالخروج من الحجره حينما سمعت امه الحاجه فاطمه تتحدث اليه
- حرام عليك يا عمر ليه عملت فيها كده يا ابنى اتقى ربنا فى مراتك
- انا غلطان انى حكيت ليكى اللى حصل كان ممكن اقولكً انها وقعت و خلاص
- انا مَش فاهمه ازاى تمد إيدك عليها و تضربها انا مَش مصدقه انك ممكن تعمل كده
- عصبتنى و مقدرتش امسكً نفسى
- و تفتكر هى هتسكت و مَش هتكلم و تحكى لابوها على اللى عملته فيها ده
- مَش هتقدر تقول حاجه  و بعدين ابوها مَش هنا اصلا عشان تحكيله
- ليه يا عمر بتعمل فيه كده ليه اتقى الله فيها يا ابنى دى بنت ناس و مَش وش بهدله
- انا مكنتش دارى  بنفسى لما ردت عليكى كده ببرود و كأنها مَش عاجبها حاجه حبيت افهمها
- تفهمها ايه يا ابنى دا اُسلوب تعامل بيه مراتك و بعدين مراتك معملتش اى حاجه وحشه بالعكس دى فى منتهى الذوق و الأدب بنت ناس صحيح
وهنا ردت هدى حقيقى يا ابيه دى فى منتهى الرقه والذوق و الأدب
- و أسلوبكم ده هو اللى يخليها تتفرعن عليكم و تفتكر انكم تحت امرها هى فاكره نفسها ايه
- لا حول ولا قوه الا بالله فيه ايه يا عمر بتعاملها كده ليه يا ابنى هى البنت عملت حاجه
- و انا هستنى لما تعمل
- حرام عليك يا ابنى دا شكل عروسه لِسَّه فى شهر العسل
رد عليها عمر فى عصبيه
- خلاص بقى  يا امى اللى حصل حصل مراتى و انا حر فيها
لا يا ابنى حرام عليك دى بنت ناس و متستهلش منك كده ابدا  انت عندك اخت طيب عشان خاطرى انا و حياتى عندك بالراحه عليها شويه واحده واحده بص لنا هانزل أجيب لكم  صينيه الغدا و انت استهدى بالله و خش ليها طيب خاطرها بكلمتين و صالحها .
- إصالحها  ليه انا واحده  غلطت وبأدبها
و هنا نظرت له امه فى عتاب  اسمع يا عمر بنات الناس مَش لعبه دى مراتك و لو معملتهاش كويس انا اللى هاقفلك سامعنى و دا اخر كلام عندى  يالا يا هدى ننزل لابوكى   و حسك عينك تقوليله حاجه من اللى حصلت هنا البنت وقعت و اتخبطت و الحمد لله ربنا ستر  .  هزت هدى راْسه بالموافقه و خرج الاثنين لاتراجع  انا و أغلق الباب   مرتعبه فقد صرت معه وحدنا  عدت الى فراشى لاتمدد فيه و انكمش على نفسى كانت رأسى تؤلمنى بشده و قد بدات اشعر بانى احترق من شده الحرارة كان جسمى كله يرتعد و لم اعلم هل هو بسبب الخوف ام المرض.
فتح الباب  كان عمر يقف على عتبته ينظر الى حاولت ان أتظاهر بالنوم و أكن فضحنً ارتجاف جسمى اقترب منى ليرفع الغطاء عن وجهى و ينظر الى لم تكن بى قوه على مواجهته تساقطت دموعى و انا اشيح بوجهى عنه بينما اخذ جسمى ينتفض فى قوه مد يده ليضعها على جبهتى وقد ظهر على وجهه القلق فقد كانت حرارتى  مرتفعة بل انى كنت اشتعل نظر الى فى ضيق لم يكن  يدرى ماذا يفعل  اينادى امه او اخته مره اخرى  لتساعده و لكنه لن يحتمل  لومهما له مره اخرى اسرع يخرج من الحجره لم أكن اعلم الى اين ذهب كنت كنت قد بدات افقد وعي مره اخرى فقد ارتفعت درجه حرارتى بشكل كبير و بدات اعانى من الحمى و اهذى ثم شعرت بشىء بارد يوضع على رأسى ثم   فقدت الوعى بعدها مره اخرى  .
- عشق عشق فوقى يا بنتى  انتى ماكلتيش حاجه من امبارح ولازم تاخدى الدوا
فتحت عينى بصعوبه  لأجد الحاجه فاطمه جالسه الى جوارى على الفراش  حاولت ان اعتدل و لكنى لم استطع نظرت الى و قد اشفقت على و على حالى  
- خليكى يا بنتى متتعبيش نفسك الحمد لله قدر و لطف انتى كُنتُى مفرفره من السخونيه امبارح بس الحمد لله   كانت تضع الى جوارها صينيه عليها بعض الطعام الذى اعدته لى بنفسها بصى انتى لازم تاكلى عشان تخفى بسرعه  مدت يدها لتضع بعض الطعام فى فمى و لكنى هززت رأسى رافضه لم تكن لدى اى قدره على الاكل 
- لا انتى هتزعلينى منك ولا ايه دا انا زى أمك بصى انا هاكلك بايدى
نظرت لها فى حب كم هى طيبه  تساقطت دموعى فى صمت
- لا عشان خاطرى يا حبيبتى انا مَش مستحمله حقك عليا انا و الله عمر طيب بس بيتعصب  بسرعه و الله انتى لو تشوفيه  امبارح كان قلقان عليكى ازاى دا كان سهران جنبك طول الليل و انتى تعبانه
نظرت لها فى دهشه غير مصدقه لما تقول زوجى القاسى يهتم لأمرى و يشفق على أليس هو من فعل بى هذا
- يلا بقى عشان خاطرى كلى حاجه لاتحامل على نفسى و اكل  من اجل هذه السيده الطيبه التى ذكرتنى بامى .
مضت عده ايام استرددت فيها صحتى قليلا و شفى جرحى و لكنه ترك أثرا بسيطا فى جانب رأسى أكد لى الطبيب انه  يحتاج الى بعض الوقت ليزول كنت احاول فى تلك الفتره ان اتصل بأبى و لكن هاتفه كان دائماً خارج نطاق الخدمه كنت فى غايه القلق فهى المره الاولى التى يختفًى فيها ابى بهذا الشكل لم يخفف من قلقى الا ان عمر اخبرنى ذات مساء ان ابى اتصل به و اخبره انه سيعود بعد فتره قصيره  حاولت ان اعرف منه اى تفاصيل و لكنه لم يكن راغبا فى اخبارى بالمزيد مما زاد من حيرتى فلماذا لم يتصل ابى و يخبرنى بذلك بنفسه كما و ان تليفونه مغلق طوال الوقت  كيف صبر على الابتعاد عن عشقه كل تلك المده ربما حين يعود سيفسر لى ما يحدث .  لم يبق لى الا عمر الذى تجنبنى منذ ما حدث بيننا و قد أقنعت نفسى انه ربما اساء  فهمى ولذلك تعامل معى بكل تلك القسوة و العنف  . حاولت ان أتأقلم مع حياتى فبدأت انزل الى بيت امه لاساعدها و لاتعلم منها كيف اعد الطعام او انظف المنزل انا التى لم ترفع طبقا طوال حياتها و لكنى كنت راغبه ان ارضيه باى شكل تجنبا للمشاكل  .كان الوقت يمر على بطيئا و لكنى قد تعودت على الصمت و عدم الشكوى فلا يوجد من اشكو اليه حالى . حتى كان يوم دق جرس هاتفى  ففتحت الخط لافاجىء بصوت ابى على الخط
- عشق 
- حبيبى انت فين تليفونك علطول مقفول وحشتنى كده تقدر تقعد من غيرى المده دى كلها خلاص نسيت عشق
- صمت للحظه ثم قال غصب عنى يا حبيبتى معلش  ظروف شغل و اول مره تحصل
- بابا هو فيه ايه انا عايزه اعرف مالك
- متشغليش بالك بيا يا حبيبتى انا كويس الحمد لله
- طيب هتيجى امتى انا عايزه اشوفك
- لِسَّه شويه يا حبيبتى بس قريب هارجع ان شاء الله المهم انتى عامله ايه مع عمر مبسوطة يا حبيبتى
- الحمد لله  كان هذا كل ما أستطيع قوله فأنا لم اعتد الكذب على ابى
- عمر انسان كويس يا عشق حبيه و أسمعى كلامه
قلت و دموعى تكاد تفضحنى
- بابا انت وحشتنى اوى عايزه اشوفك طيب قلى انت فين و إنَّا أجيلك
- و انتى كمان يا حبيبتى بس الوقت انتى متجوزه  مينفعش تسيبى بيتك وجوزك
- بس يا بابا انا
- عشق لو بتحبينى صحيح خدى بالك من بيتك و جوزك و ان شاء الله هارجع قريب يا حبيبتى
- حاضر يا بابا
- اشوفك على خير يا حبيبتى   لا اله الا الله
- محمد رسول الله
اغلقت الخط كان بالى مشغول هناك شىء غير طبيعى بالمره  هل يمر ابى بازمه ماليه او مشاكل لا يريدنى ان اعرفها  لا اعرف و لكن كل ما اعلمه ان عمر يمضى الان  اغلب الوقت فى الشركه    أاكون قد ظلمته او اسأت اليه دون قصد ايكون غاضبا منى لسبب ما لا اعلمه حسنا يمكننى ان احاول ان استرد زوجى او أغير من حالى
امضيت بعض الوقت انظف الشقه و اطهو  الطعام ثم نزلت الى أسفل لاساعدهم  و ما ان دخلت من الباب حتى وجدتها جالسه فتاه على قدر كبير من الجمال و لكنها ترتدى ثوبا ضيق من الوان صارخه يبرز مفاتن جسدها بوضوح كانت تشرب كوبا من الشاى نظرت لها فى دهشه ربما هى صديقه هدى و لكنها اكبر منها قليلا اسرعت الحاجه فاطمه بتعريفنا
دى شهد جارتنا يا عشق كانت مسافره و رجعت و جايه تشوفنا و تسلم علينا

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن