الفصل التاسع والثلاثون

9.6K 188 1
                                    


وصلنا الى المستشفى كنّا طوال الطريق صامتين لم يستطع اى منا ان ينطق بكلمه او يخبر الاخر بما يشعر به كان كل منا يخاف من الاخر و من رد فعله  دخلت الى المستشفى بينما ذهب عمر ليركن السياره و يلحق بى
- صباح الخير يا عشق
نظرت لأجد الدكتور خالد واقفاً مبتسماً فأجبته فى ارتباك
- دكتور خالد صباح النور ايه الصدفه السعيده دى؟
- بصراحه مَش صدفه اوى يعنى انا كنت مع محمد و هو بيكلم هدى و عرفت  انك جايه النهارد  محمد كان هنا مستنى معايا  بس فيه حاله مستعجله جت  وقالى استناكى انا و ادخلك العنايه  عموما انا تحت امرك
نظرت له فى امتنان و خجل  لأجيب
- شكرًا  لحضرتك 
- طيب مَش يلا بينا
- على فين نطق عمر هذه الكلمه فى غضب ليلتفت اليه  كل من عشق و الدكتور خالد
- اهلًا استاذ عمر شرفت
- انتو كُنتُم رايحين فى حته
- ايوه الدكتور خالد كان هيخلينى اشوف صفى لان مواعيد الزياره لِسَّه مبدأتش  
نظر له عمر نظره صامته و لكنها تحمل غيظ و غضب  و غيره و لكن الدكتور خالد تجاهله تماما ليشير الى عشق بابتسامه
- اتفضلى من هنا يا عشق كده اقرب
تبعته عشق فى هدوء ليزفر عمر فى ضيق و هو يتبعهم ليقول بصوت هامس اللهم طولك يا روح هو انا ليه يطلعلى كده  فى كل خرابه عفريت كنت ناقص الدكتور خالد ده كمان
توقف الجميع امام  باب العنايه ليشير الدكتور خالد الى الممرض امام الباب فيقوم بفتحه لتدخل  عشق الى  الداخل كاد عمر ان يتبعها و لكن الدكتور خالد منعه قائلا ً
- أسف يا استاذ عمر واحد بس كل مره مينفعش اثنين يدخلوا مره واحده
- طيب ما انت هاتدخل
- انا دكتور هنا حضرتك و محدش يقدر يمنعنى حضرتك ممكن تستنى هنا و لو حابب تدخل بعد كده تحت امرك
- بس
- عن إذنك  مَش هنتاخر
ليدخل و يترك عمر امام الباب يغلى من الغيره و الغضب
دخلت عشق تبحث عنه فى هدوء حتى وجدته أمامها كان جسده الضئيل ساكنا و متصل به العديد من الأجهزه و الأنابيب  صدمت عشق من المنظر و تراجعت فى خوف لتتساقط دموعها حزناً على حاله لتجد يد الدكتور خالد تربت على كتفها فى رقه
- متخافيش اوى كده هو كويس و الله و حالته ممتازه بس لازم يفضّل كده شويه لحد ما نتطمن عليه
- انا خايفه عليه اوى انا كنت هاموت امبارح لما قالولى انه جراله حاجه حسّيت ان روحى ساعتها بتنسحب منى انت متعرفش هو غالى عندى اد ايه يا دكتور؟
- لا حاسس طبعا بس واضح كمان انك رقيقه اوى و مبتستحمليش
لأنظر له فى حيره غير مستوعبه لكلامه
- انا اقصد ان اقل حاجه بتأثر فيكى و بتنزل دموعك
- فعلا بس على الناس اللى بعزهم بس
ظللت انظر له فى حزن و أسف حتى شعرت ان انفاسى تضيق مره اخرى
- انتى كويسه
- ايوه بس قلبى مقبوض شويه
- طيب ممكن تيجى معايا دلوقت و هنرجع ثانى
- هنروح فين
- هانشرب حاجه و نرجع ثانى لان شكلك كده مَش عاجبنى
- ايوه بس
- انتى مديونه ليا بعصير ولا نسيتى
فابتسمت و انا اتذكر ما حدث معه و مع عمر وقت الحفله
- بس هنرجع  هنا ثانى
- نص ساعه بس يكون الاستشارىً جه و هاخليه يشرحلك كل حاجه بالتفصيل و يطمنك ان شاء الله
تبعته فى استسلام و قد نسيت كل شىء عن عمر الذى ينتظرنى بالخارج
ليخرج من احد الأبواب و اجد نفسى امام الكافتيريا
- دا مَش نفس الباب اللى دخلنا منه
- لا دا باب بيوصل للكافتيريا المكان هنا مفتوح ها تحبى تشربى ايه
- ممكن قهوه
- لا هاجيبلك عصير احسن
أمضى عمر وقتا طويلا ينتظر ثم ذهب فى غيظ الى الممرض عند الباب
- ممكن تندهلى الدكتور خالد لو سمحت  او الناس اللى جوه او تسيبونى ادخل ليهم
- ممنوع حضرتك
- يعنى  ايه طيب و هما دخلوا ازاى و ازاى لِسَّه  جوه  ثم اخرجت ورقه نقديه له انا كمان عايز اتطمن لو سمحت
- انا هاكلمهم لحضرتك دقيقه واحده  ليمسك بالهاتف و يتحدث قليلا ثم يعود الى أسفا
- مفيش حد جوه
-  لأسأله فى غضب يعنى ايه؟
- هما دخلوا و قعدوا  هنا شويه و بعدين خرجوا من الباب الثانى
شعرت بالغضب و الغيره تقتلنى لمجرد ان اعرف انها قد تركتنى ترى ما الذى تفعله الان بالضبط  كدت ان  اخرج  هاتفى و اتصل بها لولا ان قاطعنى سؤال الممرض لإحدى زميلاته الممرضات كانت تسير فى الممر أمامه   
متعرفيش الدكتور خالد راح فين؟ لتجيبه
انا شوفته من شويه قاعد فى الكافتيريا
لاتجه الى هناك فى سرعه كالمجنون و هناك  وجدتها تجلس فى وداعه و تحتضن كوبا ينبعث منه بخار ساخن مثل الذى ينبعث منى ألان من شده غضبى و غيرتى عليها
- الله الله يعنى انا مستنى  قدام باب العنايه و انتى هنا قاعده معاه  و نسيتى وجودى ولا كانى موجود معاكى
- مَش كده يا استاذ عمر الناس بتبص علينا عيب كده اوى حضرتك  فى مستشفى هنا و بعدين عشق كانت أعصابها تعبانه وخفت تتعب زياده بعد اللى قالته الانسه هدى لينا  فقلت ابعدها عن العنايه  شويه
- كان ممكن اصدق لو مكنتش فضلت انا واقف   على الباب و جيتم هنا لوحدكم
و عند هذه النقطه احست بالإهانة من كلامه و تلميحه الجارح لها  ليلمع الغضب فى عينها و تقوم وتتجه ناحيته
- عن إذنك يا دكتور خالد  و شكراً على القهوه
   ثم تلتفت لى و تقول بصوت بارد حازم
- عمر ممكن تتفضل معايا شويه  انا عايزه اتكلم معاك  لو سمحت
اتجهت الى الحجره التى حجزتها فى المستشفى لتجد صفيه بالداخل فتطلب منها الخروج ثم تغلق الباب و تنظر لى فى غضب
- بصى يا عشق مهو متطلبيش منى امسكً اعصابى بعد كل اللى حصل ده كان واضح جدا انه بيحاول يتقرب ليكى و انا مقدرتش استحمل ده
-و انت مالك ؟
لاتراجع الى الوراء فى صدمه و انا انظر لها فقد بلغتنى إجابتها و جعلتنى غير قادر على الكلام
- ممكن اعرف يا عمر انت عايز منى ايه بالضبط
-انتى عارفه يا عشق كويس انا عايز ايه بس بتتهربى  لكن هاقولها  ثانى انا بحبك  و مَش قادر استغنى عنك و نفسى نرجع ثانى لبعض و نربى ولادنا
- انت فاكر ان انا طفله صغيره يا عمر وهاصدق الكلام ده ولا  ان قلبك ده صحى مره واحده كده زى ضميرك  و عرفت انك بتحبنى بعد ما شهد خانتك ايوه يا عمر انا  عرفت الحقيقه كلها و اللى مكنتش قادره استوعبها او أصدقها انت مرجعتش  تدور على عشق الا لانك انانى عارف انها ملكك و عمرها ما هتفكر فى غيرك و لا هاتحب  حد ثانى غيرك ابدا وطبعا انت اتجننت  لمجرد انك شفتنى  الوقت مع حد ثانى لانك معتبرنى  ملكك بتاعتك و مَش من حقى يكون ليا حياه بعيد عنك و عن حبك لا يا عمر انا خلاص و هاقولها ليك ثانى عشق اللى كنت تعرفها خلاص ماتت مَش موجوده و عشق بتاعت النهارده قويه وليها حياتها ، تقدر تعيش من غيرك و من غير حبك ليها انا مَش هانكر  انى فكرت أسامح و انسى و ارجع بس مقدرتش لقيت كل حاجه بترجع تفكرنى  باللى عملته فيا مَش هاقدر يا عمر عشان كده انا باترجاك ابعد بقى عن حياتى امشى يا عمر انا مَش عايزه اشوفك ثانى   لو بتحبنى صحيح ابعد سيبنى أربى ولادك على الحب و أعلمهم ازاى يحبواالدنيا  و لما أكلمهم عن ابوهم أقولهم انه راجل عظيم انا خلاص يا عمر معدتش قادره و لا مستحمله وجودك فى حياتى
لم ينطق بكلمه ردا على كل حديثها و ثورتها عليه كان يعلم انها على حق فى غضبها منه و انه تجاوز معها كل الحدود لقد وثق كثيرا بعشقها له و لكنه لم يكن يدرى انها قد تكفر بهذا العشق فى يوم من الايام  لم يعد أمامه الان سوى ان ينسحب من حياتها علها تغفرله ما فعله من قبل  معها نظر لها بعينيه التى طالما تاهت فيهما  لقد كانت عينيه تحمل كل ما يرغب ان يقول دون كلام لتقول لها انه أسف و انه نادم و انه احمق لانه ضحى بمثل هذا العشق الذى ملاء عليه حياته لقد امن بالحب و لكن بعد فوات الاو ان. لقد علم ذلك الان فقط و قد حان موعد الوداع .
خرج دون كلمه واحده او حتى وداع لم يؤنبها او يلومها على طلبها منه  لم ينطق بكلمه عتاب واحده على هجومها عليه و ما قالته له  فقد كان  يعلم انها على حق مهما قالت او عاتبت او قست بل اكتفى بالصمت و الرحيل بنظره لائمه متكسره فى عينيه التى طالما عشقتها ليخرج و يغلق الباب و كأنه اغلق تلك الصفحهً من حياته  الى الأبد لترتمى  هى على المقعد ذاهله كيف استطاعت ان تطلب منه ما طلبت و هل تستطيع ان تعيش بعيدا عنه؟ لقد قست على نفسها قبل ان تقسو عليه  فهى كانت غاضبه من اقواله و افعاله معها و كانت تنتقم لقلبها و كرامتها و لكنها لم تدرك انها قد طعنت نفسها قبله  بنفس السلاح الذى طعنته به اغلقت عينيها فى حزن  و الم لتتساقط دموعها فى صمت فقد كانت تشعر و كأنها سفينه تائهه فى بحر بلا شطآنو دون أدنى امل فى النجاه
طرقت صفيه باب الحجره كثيراً دون رد لتفتح الباب و تدخل لتجد عشق جالسه و هى  تضع راسها بين يديها
- مالك يا ست عشق انتى كويسه امال الاستاذ عمر سابك و راح فين
لتنظر لها بعيونً دامعه ثم تغمض عينيها لتجيب
- مشى يا صفيه  و معتقدش هيرجع ثانى  تعالى نطمن على صفى و نشوف اخباره ايه
- بس انتى شكلك تعبان
لا ابداً انا كويسه الحمد لله يالا بينا
دخل الى المنزل ليدخل مباشره الى حجرته و يغلق بابها خلفه دون ان ينطق بكلمه واحده  لتنظر كل من والدته و هدى الى بعضهما  البعض فى دهشه 
- هو فيه ايه يا ماما؟  عمر كده شكله متعصب
- والله ما انا عارفه يا بنتى كل ساعه بحال ربنا يجيب العواقب سليمه
- هو مَش كان خرج مع عشق عشان يروحوا المستشفى سابها و رجع لوحده ليه ؟
- و الله انا خايفه يا بنتى ليكون ضايقها زى عوايده او عمل حاجه  ربنا يستر
- طيب قومى يا حاجه اتطمنى عليه و شوفى ايه اللى حصل
- لحسن يتضايق يا بنتى و لا اقولك انا مَش قادره اصبر هادخل اساله
لتقوم و تطرق باب الحجره مناديه إياه
- عمر   عمر ممكن ادخل يا ابنى
قبل ان يجيبها بالقبول
تدخل  و تغلق الباب لتجده لازال بملابسه يدور  فى الحجره. ذهابا و اياباً
- مالك يا ابنى كفا الله الشر انت كويس
- مفيش حاجه يا امى بس تعبان شويه
- امال فين عشق لِسَّه هناك طيب سبتها لوحدها و جيت ليه ؟
ليجيبها فى غضب
- هى اللى طلبت يا امى  انى امشى و أسيبها مش عايزه تشوفنى ثانى
- ليه يا ابنى ما انتم كُنتُم كويسين ايه اللى حصل
- معلش يا امى انا تعبان  و مَش قادر اتكلم فى الموضوع ده  الوقت
- طيب يا ابنى استريح شويه ربنا يريح قلبك
ليقبل هو يدها ثم تخرج و تغلق الباب لتسألها هدى فى فضول
-  ها عرفتى منه حاجه
- هدى و النبى يا بنتى سيبى اخوكى فى حاله لحسن هو على اخره و مَش ناقص ربنا يصلح  له الحال  يا بنتى و يهدى سيرته انا مَش عارفه ايه اللى حصل  بينهم بس ربنا يستر بقى 
ظلت واقفه امام العنايه فى صمت كانت تنظر الى صفى الراقد أمامها خلف الزجاج فى ثبات عميق كان الطبيب قد ذهب للتو و قد طمأنها ان حالته قد استقرت و انه  سينقله الى غرفه عاديه فى الغد لتتنهد فى راحه و قد شعرت ان عبئاً كبيرا قد انزاح عنها بحديثه هذا
- انتى لِسَّه هنا يا عشق
كان هذا خالد ينظر اليها و هى تقف فى صمت
- انا كنت هامشى بس استنيت الدكتور لما يطمنى
- متخافيش انا لِسَّه كنت معاه و قالى ان العمليه نجحت و ان حالته مستقره و بكره او بعده بالكثير هينقله غرفه عاديه
- انا مَش عارفه أشكرك ازاى على اهتمامك ده يا دكتور
- لا شكر على واجب و انا تحت امرك فى اى وقت
-؟طيب عن إذنك انا هامشى بقى عشان الاولاد
- امال فين الاستاذ عمر
لتتوقف و قد شعرت بكلماته  تطعنها  فى قلبها الذى لم ينسى
- مشى من ساعتين  كان ورآه شغل مهم ثانى
- انا أسف ان كنت سببت مشكله بينكم بدون ما اقصد ان كنت بس حابب اعتذر له و أوضح
- مفيش داعى يا دكتور خالد مفيش حاجه حصلت اصلا انت مَش مضطر تبرر اى حاجه و بعدين انت معملتش اى حاجه غلط بالعكس انا باشكر حضرتك على ذوقك و اهتمامك
- بس انا لاحظت انه كان منفعل شويه و انا مكنتش اقصد يعنى ابعدك عنه يمكن اى زوج فى مكانه هينفعل و يضايق عشان كده انا ....
- دكتور خالد انا و عمر منفصلين 
قالت كلمتها تلك و انسحبت من أمامه  فى سرعه لتترك المكان و المستشفى كله . تركت صفيه ورجعت الى بيت والده عمر لتصطحب طفليها شاكره والدته على اهتمامها بهم و تجاهلت أسئلتها الحائرة عما دار بينها و بين عمر و كذلك نظرات الحزن فى عينيها على فراق الطفلين كانت تشعر بالاسف من اجلها و لكنها لن تستطيع ان تتركهم معها الى الأبد
قالت و هى تاخذهم بين أحضانها و تتجه الى الباب
- بصى يا ماما انتى عارفه ان بيتى مفتوح لحضرتك علطول و كمان احنا هنبقى نيجى  نزوركم باستمرار بس انتى عارفه انى هاكون مشغوله الفتره اللى جايه فاى وقت تحبى ابعتلك السواق يجيبك علطول
لتصمت الحاجه فاطمه و قد كانت تامل ان تعود الأمور الى سابق عهدها بين عشق و عمر و قد هدم حديث عشق الان كل الامال التى كانت تبنيها فى الساعات الماضيه .
دخلت عشق الى المنزل و معها الطفلين لتستقبلها داده عليه
- كده يا بنتى تقلقينى عليكم كل ده
لترد عليها عشق فى وجوم
- معلش  يا داده غصب عنى والله و عمر قالى انه كلمك و قالك
لتتناول منها احدى الطفلين مبتسمه و مقبله إياه
- ايوه و قالى على اللى حصل انا حتى استغربت ان تليفونك كان معاه صفى ازيه الوقت ؟
- الحمد لله هينقلوه أوضه عاديه بعد يومين
- طيب فرحتينى يا بنتى الحمد لله ربنا كريم
لتجلس عشق متنهده  لتضع دا ه فاطمه الطفلهً فى العربه و تنظر اليها
- مالك يا بنتى  فيه ايه؟
- و لا حاجه يا داده بس تعبانه شويه
-هتخبى على داده  يا عشق دا انا اللى مربياكى و عرفاكى كويس
لتنفجر عشق فى البكاء فجأه لتأخذها داده عليه بين أحضانها
- بِسْم الله الرحمن الرحيم مالك يا بنتى جرى ايه ثانى لدا كله ما انتى كُنتُى زى الفل الايام اللى فاتت ايه اللى حصل ثان  يخليكى بالشكل ده ؟
- عمر يا داده عمر
- ثانى عمل ايه معاكى  عمر قوليلى و انا بقى المره دى اللى هاتصرف معاه انا قلت ان ربنا هداه و حاله اتصلح احكيلى يا بنتى انتى قلقتينى كده
لتقص عليها عشق كل ما دار بينها و بين عمر حتى طلبها منه الابتعاد عن حياتها  و استجابته لها لتنظر لها عليه فى صمت
- ساكته يعنى يا داده و متكلمتيش
- و عايزانى اقولك ايه يا بنتى
- تقوليلى اعمل ايه معاه؟
- ما انتى عملتى خلاص يا عشق و الموضوع على كلامك انتهى عايزه ايه ثانى؟
-يعنى ايه مَش فاهمه ؟
- لا انتى فاهمه كويس يا بنتى بس انا عايزه اعرف لا انا عارفه بس عايزه اسمعها منك انتى بتحبيه يا عشق
لتنظر لها بحيره لا تجد ما تقول
- بتحبيه ولا لا
- ايوه يا داده انتى عارفه كويس انى بحبه رغم كل اللى عمله معايا مَش قادره لحد الوقت  أكرهه و لا أنساه
- طيب كويس  و لما انتى  بتحبيه و مَش قادره تستغنى عنه طيب ليه طلبتى منه انه يخرج من حياتك و يبعد ؟
- لانى مَش قادره أسامحه يا داده مَش قادره انسى كل ما أقول خلاص انسى الماضى و ابدا من جديد  معاه و مع الولاد الاقى حاجه تخوفنى منه  و تفكرنى بكل اللى عشته و بكل قسوه انا بحبه بس مَش قادره اثق فيه و لاأحس معاه بالامان بعد كل اللى حصل انتى عارفه انا حسّيت بايه لما دخلت شقتى فى البيت القديم حسّيت بقلبى بيوجعنى اوى يا داده
- يبقى خلاص يا بنتى انتى عملتى عين العقل
- لا يا داده لان لو انا راضيه و مستريحه ليه حاسه  بكل الوجع ده قلبى مَش قادر ينساه يا داده  لا قادره ابعد و أنساه ولا قادره اقرب و أسامح اعمل ايه يا داده انا تعبانه قوى؟
- بصى يا عشق انتى عارفه انتى غاليه عندى اد ايه  ربنا يعلم يا بنتى طالما انتى بتحبيه خلاص  اللى بيحب بيسامح يا بنتى لاز م تسامحيه و تنسى لو مَش عشانك عشان خاطر ولادك انا حاسه بكل اللى بيكى و عارفه و مقدره انه مَش سهل عليكى تمسحى الماضى كله بس طالما بتحبيه لازم تديله فرصه ثانيه يصلح فيها غلطته و اللى عمله افرحى يا بنتى و افتحى قلبك للحب من ثانى  انتى عمرك ما هاتحسى  انك سعيده من غيره لانك بتحبيه
- طيب و تصرفاته معايا ياداده و اللى بيعمله دلوقت دا عايز يتحكم فيا
- لا يا بنتى فرق كبير اوى  انه بيحبك و بيغير عليكى و انه يتحكم فيكى انتى بس أعصابك كانت تعبانه من كل الظروف اللى احنا فيها ووجودك فى البيت القديم و اللى عرفتيه من هدى خلاكى تجرحيه اوى كده زى ما جرحك انتى كُنتُى بتردى كرامتك و اعتبارك بس الحب مفهوش كرامه يا بنتى الحب تضحيه و إخلاص و  عشره 
- طيب اعمل ايه دلوقت يا داده
- ولا حاجه اطلعى استريحى الوقت و كان مفيش حاجه حصلت سيبى كل حاجه لوقتها و لو بيحبك صحيح عمره ما هيقدر يبعد عنك او ينسى مهما قلتى له او عملتى كُنتُى قدرتى انتى يا بنتى .
لأخذها بين احضانى فى حب ،فقد احسست بالرضا   من  كل كلمه قالتها لى
- انتى مَش عارفه انتى ريحتينى اد ايه يا داده ربنا يخليكى ليا يا رب  انا مَش عارفه من غيرك كنت هاعمل ايه
- ربنا يسعد قلبك يا بنتى و يهدي ليكى عمر و يفرحنى بيكى يالا سيبي ليا حبايبى دول لأنهم وحشونى اوى و اطلعى انتى استريحى شويه انا عارفه انك اكيد معرفتيش تنامى امبارح
- فعلاً يا داده عن إذنك
مضت عدت ايام تحسنت فيها صحه صفى كثيرا لينقل الى غرفه عاديه حاولت عشق ان تشغل نفسها بالكثير من الأمور و العمل كى لا تسمح لنفسها بالتفكير فيه او الحنين له مره اخرى و لكنها كانت تشعر بالحزن كلما اختلت  الى نفسها فى حجرتها ليلاً وحيده  بعد ان ينام الجميع  لتجد نفسها تفكر فيه رغماً عنها ويدق قلبها فى صدرها اشتياقاً اليه  لم يحاول عمر الاتصال بها او السؤال عنها بعد ذلك اللقاء الأخير  بينهما .
فى الصباح  جلست عشق تتناول طعام الافطار مع داده عليه قبل الذهاب الى العمل
- عشق مالك يا بنتى هتفضلًى سرحانه كده كثير
- ها مفيش يا داده ما انا كويسه اه
- انتى مَش عجبانى ألبومين دول لا بتأكلى ولا بتنامى و علطول سرحانه كده مَش كويس يا بنتى
- مَش بايدى يا داده اعمل ايه طيب؟
- كلميه يا بنتى و قوليله ييجى 
- انا مَش ممكن طبعا يا داده بعد كل  اللى قلته له ارجع احن ثانى و اطلب منه يقرب ليا لا يا داده كرامتى متسمحليش اعمل كده
- طيب يا بنتى مهو مَش هيقدر يتكلم ثانى بعد كل اللى قلتيه له
- مَش انتى قلتى لو بيحبنى مَش هيقدر يبعد
- ايوه يا عشق بس انتى كمان افتحى الباب شويه يا بنتى مَش تقفليها فى وشه كده علطول
- يعنى اعمل ايه
-متكلمش   هو و لا سال نسال احنا
- ما انا قلتلك مقدرش يا داده
- طيب كلمى الحاجه فاطمه او هدى و اعرفى الأخبار ايه مَش يمكن تعبان او فيه حاجه
- تصدقى يا داده انا وقصره معاها اوى و نسيت خالص اطمن عليها انتى مشفتيش حالتها ساعه ما اخدت الاولاد من عندها كانت تصعب عليكى و الله
- طيب يا بنتى  كلميها اسالى عليها و لو حابه تشوف الولاد ابعتيهم لها
- طيب يا داده بصى انا هاخلص الشغل و أكلمها و لو حبت انا ممكن اخد الولاد و أعدى عليها
- ايوه كده يا بنتى ربنا يهديكم
- طيب يا داده سلام دلوقت لحسن انا اتاخرت
ربنا يفتحها فى وشك يا بنتى
خرجت و لم تكن تعلم ما يسطره لها القدر من احداث نعم فما نحن الا لعبه بيد القدر

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن