الفصل الخمسون

9.5K 147 4
                                    

وضعت عشق الصغيره يدها على رأس امها لتجد انها ساخنه للغايه و ترتجف من الحمى
- حمزه ماما تعبانه اوى هنعمل ايه دلوقت ؟
- مَش عارف نتصرف ازاى طيب نكلم داده عليه و نقولها
- و  هى داده هتعمل ايه دلوقت و هى  فى القاهره 
- تبعت لينا دكتور
- مَش هينفع احنا لوحدنا هنا و مَش هنعرف نتصرف
- طيب نكلم بابا
- برضه لا احنا لازم نطلب لماما دكتور و الوقت حالاً لانها تعبانه
-  انا خايف
- متخفش خليك هنا  مع ماما و انا هاتصرف
- هتعملى ايه
- هتشوف دلوقت دقيقه واحده لتخرج من الباب و تتجه الى فيلا أياد لم يعترض الحارس طريقها لتدخل  و تدق الجرس لتفتح لها الخادمه الباب و تسألها عن ما  تريد؟     
- انا عايزه أياد بسرعه دلوقت لو سمحت
- تقصدى أياد بيه ايوه بس هو عنده شغل مهم الوقت و مَش عايز حد يزعجه
- قوليله عشق على الباب و عايزاك ضرورى فى حاجه مهمه اوى
- طيب هاحاول اتفضلى
لتدخل و تغلق الخادمه الباب لتشعر  هى بالخوف من وجودها فى مكان غريب لا تعرفه و لكنها مضطره 
مضت لحظات لتعود الخادمه يتبعها أياد فى دهشه فلم يكن يتوقع حضورها
-خير يا عشق فيه حاجه حمزه فين هو كويس ؟
- ايوه انا سبته مع ماما ممكن تيجى معايا لان ماما تعبانه اوى و انا و حمزه مَش عارفين نعمل ايه لوحدنا  و انت قلت انك ممكن تساعدنا لو محتاجين حاجه
- طبعا تحت امرك بس انا مَش فاهم ايه اللى حصل بالضبط ؟
- ولا انا هى  كانت كويسه امبارح و فجأه النهارده الصبح تعبت اوى و احنا لوحدنا هنا عشان خاطرى تعالى معايا
- طيب دقيقه واحده ليدخل الى المكتب و يحضر تليفونه المحمول  و يتبعها
لتسبقه  عشق و تخرج من الحديقه متوجهه آلى الفيلا  ليقوم الحارس عندما  راى  أياد  قادماً و لكنه أشار له بالجلوس ثم تبعها الى داخل فيلتهم
دخل و هو ينظر الى ما حوله ثم يسألها
-هى ماما فين ؟
- هنا فى الاوضه دى
- طيب ممكن تدخلى قبل ما ادخل و تشوفيها
لتفهم هى ما يقصد رغم صغر سنها
- طيب دقيقه واحده بس
لتدخل ثم تنادى عليه ليجد حمزه جالسا و الدموع فى عينيه و هو ينظر اليها عاجزاً عن التصرف و ما ان دخل الى الحجره حتى اتجه اليه حمزه باكياً و محتضناً إياه
- الحقنا يا عمو أياد ماما تعبانه اوى ومش بترد عليا
ليتجه هو اليها و يفاجأ بأنها هى الفتاه التى كانت تجلس على الصخره  فى الليله الماضيه توقف للحظه و هو ينظر اليها متردداً ثم حسم تردده و اقترب منها فلم يكن الموقف يحتمل و عليه ان يتصرف بسرعه  كانت ترتجف تحت الاغطيه التى وضعتها ابنتها عليها قبل دخوله فمد  يده يتحسس جبهتها ليجد انها ساخنه للغايه بل انها تعانى من شده الحمى .
اضطرب للحظه ثم اخرج محموله  ليطلب طبيبه الخاص كى يحضر بسرعه  و أعطى له العنوان.
كان الطفلان فى حاله صدمه مما يحدث امامهما و مرض عشق المفاجىء لتنهمر دموعهما فى  خوف ليتقدم هو منهما و يحاول التخفيف عنهم
- متخافوش يا ولاد سليمه ان شاء الله ماما هتبقى كويسه انا كلمت الدكتور و جاى حالاً فى السكه و انا مَش هاسيبكم  لوحدكم
- ماما يا عمو  احنا خايفين عليها اوى
- متخافوش  خير ان شاء الله عشق روحى هاتى ليا مايه  عشان نعمل  لها كمادات تنزل الحراره لحد ما الدكتور ييجى
- حاضر يا عمو
جلس  الى جوارها يضع المناشف المبلله  على جبهتها الساخنه و يتأمل وجهه الاحمر بفعل  الحراره حتى حضر الطبيب فأدخله اليها و جلس ينتظر خروجه بجوار  حمزه و عشق
مرت عده دقائق ليخرج الطبيب من الغرفه فيتجه اليه أياد متسائلاً
- خير يا دكتور طمنى هى عندها ايه بالضبط ؟
- الحمد لله مفيش حاجه تقلق نزله برد و ارتفاع شديد فى درجه الحراره  انا أديتها حقنه مضاد حيوى و مخفض للحراره هتنام شويه و لو ارتفعت درجه حرارتها ثانى تاخد حقنه ثانيه بالليل  و كتبتلها شويه إدويه و مقويات  بس لازم تلتزم بالعلاج و الراحه يومين  كده عشان الحاله متطورش معاها للأسوأ يعنى تهتموا بيها شويه
- طيب شكرًا لحضرتك
- العفو انا هامر عليها كمان يومين ان شاء الله  حمد الله على سلامتها 
- اتفضل ليوصله الى الخارج و يرجع ليجد الاثنان ينظران له فى قلق
- هى ماما مالها جرالها ايه ؟
- متخافش يا حمزه ماما هتبقى كويسه ان شاء الله  استنونى هنا دقيقه
خرج للحظات ثم عاد ليجدهم عندها ينظرون اليها فى صمت
- انتو ايه اللى دخلكم هنا دلوقت سيبوها ترتاح شويه عشان تخف بسرعه تعالوا  معايا
- انت كنت فين ؟
- بجيب الدوا لماما يا عشق
- طيب هنعمل ايه دلوقت  ؟
- انتو هنا لوحدكم؟
- اه احنا و ماما 
- طيب فين بابا ؟
- فى القاهره  عند جدو لانه تعبان قاعد معاه
-طيب مَش ممكن تكلموه ؟
- لا ماما قالت منكلمش  حد من غير ما نقولها
- ايوه بس هو لازم حد يقعد  معاكم   هنا دلوقت هو أوحد كبير  عشان  ياخد باله منكم  و من ماما و هى تعبانه
- احنا هناخد بالنا منها
ليضحك أياد من براءتهم
- طيب ادينى تليفون بابا و انا هاكلمه     
- بابا مينفعش يجى هنا  ولا يقعد معانا و مَش هينفع انك تكلمه  
لم يفهم معنى كلامهم و لكنه التزم الصمت فهولا يعرفهم بدرجه كافيه
- طيب خلاص انا هابعت حد من عندى  تقعد معاكم لحد ما ماما تفوق و تبقى كويسه و بعدين ربنا يسهل انا هاسيبكم الوقت و هاجى بالليل
- انت هتسيبنا لوحدنا هنا ؟
لينظر لهما فى دهشه
-طيب اعمل ايه يعنى ؟
- اقعد معانا هنا لحد ما ماما تفوق
- مينفعش انا ورايا شغل و حاجات ثانيه لازم اعملها
- اقعد اعملها معانا احنا مَش هنعطلكً بس خليك معانا هنا
مضت ساعتين و هما جالسين أمامه فى صمت و هو يراجع مجموعه من الأوراق الخاصه بالمناقصة قبل ان ينتهى مما يفعل و يغلق اوراقه التى احضرها من مكتبه
- انا خلاص خلصت كل الشغل اللى ورايا  الحمد لله تحبوا تعملوا ايه دلوقت ؟
- احنا جعانين عاوزين نأكل
ليبتسم لهم و يقول
- بس كده بصراحه انا كمان جعان تحبوا تتغدوا  ايه ؟
- اى حاجه الموجود   هى ماما مَش  هتاكل معانا
- طيب دقيقه واحده
بعد ان طلب الطعام دخل الى غرفتها ليطمئن عليها و على انخفاض درجه حرارتها  و ما ان جلس بجوارها حتى فتحت هى عينيها بضعف  و هى تئن
- حمد الله على سلامتك ازيك دلوقت مَش احسن
فتحت عينيها و نظرت له فى رعب و هى لا تستوعب  وجوده فى حجرتها و على مقعد بجوار فراشها انه نفس الشاب الذى تناقشت معه أمس  على الصخره و الذى كان السبب فيما تشعر به الان من مرض ما الذى اتى به و كيف دخل شعرت بالخوف على نفسها و اطفالها حاولت الاعتدال فى سرعه و النهوض من على الفراش لتترنح و هى  تشعر  بالضعف و الدوار  ليمسك بكتفها و يعيدها الى وضعها الاول
- بالراحه شويه الدكتور قال تستريحى يومين لانك تعبانه
لتصرخ فى وجه و يخرج صوتها مبحوحا لا يكاد يسمع
- انت مين وأيه اللى جابك هنا  و ازاى دخلت الفيلا   فين ولادى  راحوا فين اتكلم ؟
كاد ان يجيب عليها لولا ان فتح الباب فجأه ليدخل حمزه و عشق الى الغرفه ليجدوا امهم قد استيقطت فيندفعوا الى أحضانها
- ماما انتى صحيتى الحمد لله احنا كنّا قلقانين عليكى اوى
منعهم فى رفق و أبعدهم عنها
- بالراحه شويه ماما لِسَّه تعبانه
- حاضر يا عمو  
نظرت له فى دهشه من يكون حتى يتكلم معهم بهذه الطريقه و الغريب انهم قد استمعوا اليه  
- ماما انتى  كويسه  بقيتى احسن دلوقت ؟
- الحمد لله هو ايه اللى حصل  بالضبط ؟
- احنا كنّا خايفين اوى لما لقيناكى  تعبانه و مَش بتردى علينا
نظرت لهم فى دهشه فلم تتوقع ان تكون حالتها قد ساءت لهذا الحد 
- انا كنت هاكلم بابا او داده عليه بس انتى كنت تعبانه اوى  فروحت ناديت عمو أياد و هو اللى جابلك  الدكتور
- دكتور هو انا حالتى كانت صعبه اوى كده
ليرد هو عليها هذه المره
- متقلقيش الحمد لله الدكتور بيقول نزله برد بس جامده شويه المهم تستريحى و متتعبيش نفسك و تاخدى الادويه دى بانتظام
حمد الله على سلامتك
لترد فى جفاء
- الله يسلمك شكرًا لحضرتك
فيستشعر البرود فى لهجتها
- العفو انا معملتش غير الواجب الجيران لبعضها
- شكرًا اتفضل حضرتك احنا مَش حابين نعطلك اكثر من كده
- مفيش تعب ولا حاجه المهم اننا اتطمنا  عليكى و انك بقيتى كويسه   عن إذنك
- رايح فين يا عمو  انت هتسينا  لوحدنا  برضه مَش وعدتنا تستنى معانا
لتنظر لهما عشق فى ضيق من حديثهما له و تقول لهما
- و بعدين يا ولاد  عيب كده
ليقول بنفاذ صبر و هو يتحرك ناحيه الباب
-   انا هارجع الفيلا بتاعتى  و لو احتجتم حاجه ابعتولى ثم يسمع صوت الباب الخارجى يدق ليقول
- الظاهر الأكل  وصل دقيقه واحده افتح الباب
وما ان خرج من الباب حتى اعتدلت عشق فى فراشها لتسألهم 
- انتوا  كمان طلبتوا منه اكل  عال و الله و عملتم ايه كمان وانا مَش دريانه ؟
- احنا قلنا له اننا جعانين و هو اتصرف و طلب لينا اكل
لترد عليهم فى عصبيه
- طيب اتفضلوا الوقت اخرجوا بره
قامت من فراشها بصعوبه  واتجهت ناحيه الباب لتفتحه برفق  وتجده يضع بعض الاكياس و العلب على المائده  و اولادها حوله يتصايحون فى مرح بدا يفتح ما احضره أمامهم ثم قبلهم و اتجه الى الباب
- لو احْتَجَم اى  حاجه انا فى الفيلا كلمونى لتنادينه بصوت ضعيف
- دقيقه واحده من فضلك
لينظر لها فى دهشه
- انتى ايه اللى قومك من السرير الدكتور قال لازم تستريحى يومين ؟
- معلش ممكن دقيقه واحده من فضلك
- تحت امرك
نظرت الى اولادها الذين يتناول  الطعام بشهيه ثم اتجهت الى احد  المقاعد لتجلس عليها  فقد كانت تشعر بالدوار ولا تستطيع الوقوف بسهوله
- اتفضل
جلس أمامها متساءلا
لتخرج حافظه نقودها و تسأله
-  ممكن اعرف حضرتك دفعت كام لحد دلوقت؟
- أفندم
- الأكل  و الدكتور و الدوا ؟
-حضرتك بتكلمى جد ؟
- أفندم تقصد ايه؟ طبعا باتكلم جد
- انا كنت فاكر ان حضرتك هتشكرينى انى ساعدتك الاقيكى بتسالينى دفعت كام ؟
- حضرتك السبب فى كل اللى حصل ده  و عايزنى أشكرك
لينظر لها فى دهشه و يسألها
-  انا....
- ايوه انا وقعت فى المايه امبارح بسببك و اخدت برد
- و حضرتك كُنتُى متوقعه منى ايه و انا شايف واحده قاعده فى مكان خطير بالشكل ده و بمنتهى البساطه؟
- انا متعوده اقعد كده  من زمان و محصلش حاجه
- دا مَش معناه  انه صح و بعدين انا كنت قلقان من المنظر
-خلاص عموما حصل خير  المهم حضرتك دفعت كام ؟
- أظن عيب حضرتك السؤال ده ؟
- ليه ؟دا حق حضرتك و لازم تاخذه
- طيب ممكن نتكلم بعدين انتى لازم  تستريحى الوقت
- انا بقيت كويسه الحمد لله
- دا مَش معناه  انك تنسى تعليمات الدكتور اتفضلى ارتاحى لو سمحت و انا هامشى دلوقت و ابقىً ارجع بالليل اتطمن عليكم
- لا شكرًا متتعبش نفسك
- مفيش تعب ولا حاجه  دا واجب عن إذنك
خرج و تركها جالسه كانت تشعر بالضيق ولا تعلم هل منه ام من نفسها فهو  لم يفعل شيئاً خاطئاً بل على العكس كان شهماً و ساعدها هى و اولادها حين احتاجت الى المساعده عليها ان تعترف انها شعرت بالضيق من وحدتها و انها لا يوجد من تعتمد عليه نعم حين احتاجت الى من يساعدها لم تجد أحداً شعرت بالخوف على اولادها فهى لا تهتم بنفسها ماذا كان يمكن ان يحدث لو لم يساعدهم أياد و فى هذه اللحظه شعرت بالغضب من عمر ... عمر لماذا تتذكره الان و قد كانت تظن انها قد نسيت و تجاوزت ما كان معه و لكنها تتذكره  مع كل  موقف يمر بها فى حياتها فهو السبب فيما تعانيه حتى الان ظلت صامته لتجد الاثنين يقتربان منها بابتسامه
- ماما انتى مَش هاتكلى معانا ؟
- لا يا حبيبى انا مَش جعانه دلوقت
- خلاص مَش هنأكل الا لما تاكلى معانا  دا عمو أياد جايب لنا اكل  حلو اوى
-  كلوا  انتو بالهنا و الشفا يا حبايبى انا هاكل لما اجوع
- لا دوقى انتى بس كدا و بدأوا يضعوا الطعام فى فمها لتتنهد و هى تاكل و تنظر اليهم فى حب
ربنا ما يحرمنى منكم ابداً يا حبايبى
====•====
كان غاضبا ام انه ليس كذلك اتحاول ان تعطيه نقوداً بدلاً من ان تشكره  و لكنه مع ذلك يشعر انه معجب بها فعلى على الرغم من ضعفها قويه و على الرغم من  قوتها جميله رقيقه انها تربكه بشكل كبير  و لكن لماذا يشغل نفسه بها امراه متزوجه و لديها  طفلان و لكن اين زوجها و لماذا يترك امراه مثلها وحيده؟
انقضت عده ساعات و قد انقضى النهار فترك مكتبه و سار بخطوات بطيئه ليقطع الممر الذى يربط بين الفيلتين و يدق الجرس ليفتح له حمزه الباب
- ازيك يا  حمزه اخباركم ايه دلوقت و ازى ماما؟
- اتفضل  ماما  كويسه الحمد لله   لتخرج عشق من غرفتها فتجده امامهما
- انا قلت اجى اطمن عليكم و اشوف اذا كُنتُم محتاجين حاجه ؟
- شكرًا احنا كويسين الحمد لله
-طيب اخدتى الدوا اللى كتبه الدكتور ؟
- ايوه شكرًا
- طيب كويس انا قلت للبنت اللى عندى هاتيجى تبات معاكم
- مفيش لزوم انا بقيت الحمد لله احسن و كلمت داده عليه عشان تيجى
-؟داده عليه ؟
- ايوه الداده بتاعتى و هتيجى الصبح ان شاء الله
تعجب فى نفسه لماذا لم تحدث زوجها و تخبره بما تعانيه و قرر ان  يسال حمزه او عشق حين يلتقيهم بعد ذلك
- طيب لو احتجتم حاجه بلغونى عن إذنك
- أياد
- نعم
- شكرًا على تعبك معايا
ليتعجب من رقتها و هى تشكره
- العفو انا تحت امرك تصبحوا على خير
- و انت من أهله
خرج من المكان يتعجب من حاله فلم يهتم بها كل هذا الاهتمام  رغم انه لم يعرفها الا مؤخراً و لكن امراه مثلها تستحق مثل هذا الاهتمام من يستطيع ان ينكر ذلك ؟

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن