الفصل الثانى عشر

9.7K 174 1
                                    

وصلنا الى بيتهم لتستقبلنا  امه و اخته بالاحضان و القبلات  مما ازال عنى  الوحشه و الضيق الذى اشعر بهما منذ ان اغلقت منزل ابى و تركته خاليا كنت قد طلبت من داده عليه ان تظل هناك و تشرف على تنظيف المنزل و العنايه به حتى لا يظل مهجورا .  لم يخف على ان الاثنان كانا ينظران لى بتعجب و كانهم يتعجبون من عودتى الى هنا فى هذا التوقيت بالذات حتى ان هدى ما ان انفردت بى فى المطبخ حتى سالتنى دون مقدمات عن سبب عودتى
- ممكن اعرف  انتى سبتى بيت باباكى  و رجعتى ليه هنا دلوقت يا عشق
- انتى مضايقه انى رجعت يا هدى
- ابدا و الله اوعى تفهمينى  غلط بس انا بس  مستغربه انك تسيبى بيتك و حياتك هناك وتيجى  تعيشى معانا ثانى هنا
- عشان خاطر عمى و الحاجه فاطمه انا اعمل اى حاجه
- مَش فاهمه
- عمر فهمنى الوضع و ان عمى تعبان و محتاجه و انا مَش ممكن أتأخر عنكم انتم وقفتم جنبى و جنب بابا الله يرحمه  و انا مَش ممكن انسىً ده ابدا و كمان لا و أقف جنب عّمر و أساعده
كانت الدهشة هذه المره ظاهره على وجه هدى و لكنها تداركت نفسها بسرعه  و سالتنى
- عمر اللى قالك ان بابا تعبان و اننا محتاجينه هنا 
- ايوه طبعا و عشان كده انا قفلت بيت بابا و جيت
احتضنتى  هدى  فى وجوم  و هى تقول
- ربنا ما يحرمنا منك يا عشق  انتى انسانه قلبك طيب و تستاهلى كل خير
ابتسمت لها فى ود و انا أقول
- طيب يالا نجهز الغدا  انا وحشنى اكلك جدا
مضت عده ايام كنت  منذ قدومنا الى هنا  و قد بدات اشعر بالملل من انشغال عمر الدائم عنى و ان كنت التمس له العذر فهو يشكو لى من كثره اعباء  العمل  ومتطلباته والمشاكل التى يواجهها و التى تتطلب منه التواجد هناك  باستمرار و لساعات طويله كنت كلما شعرت بالملل انزل الى أسفل لأجلس معهم و أساعدهم  ونتحدث احيانا و لكن مع انشغال هدى بالامتحانات النهائية لها لم يكن هناك ما افعله  و حتى فى الأوقات القليله التى كنت أراها فيها كانت تتعمد  الابتعاد عنى و كأنها تتجنب الحديث معى او مواجهتى.  و حتى الحاجه فاطمه كانت تعاملنى برفق و عطف زائد لم اعتاده منها و كأنها تشفق على من امر ما كنت قد بدات اشعر بالقلق فهناك شىء يدور حولى ولكنى لا اعرفه    .
قررت فى هذا اليوم انتظار عمر فى شرفه المنزل رغم انه اخبرنى انه سيتأخر فى العمل كعادته فى الفتره الاخيره و انه ليس على انتظاره   لم أكن ادخل الى شرفه المنزل كثيرا فانا غير معتاده على الزحام  من حولى و قد كنت أتجنب أنظار الجيران المحيطين بى  و أسالتهم عنى لم أكن احب الاختلاط كثيرا  و لكنى فى ذلك اليوم  كنت اشعر بالملل و ارغب فى التجديد جلست فى احد أركان الشرفه بعيدا عن الأنظار و انا انظر الى الطريق  ظللت  لفتره جالسه و لم يعد عمر بعد و قد تاخر الوقت كثيرا  و خفت الحركه و  قل الزحام حتى انى بدات استمتع بالهدوء المحيط بى لأجد سياره عمر تدخل الى المكان اعتدلت و انا ابتسم و كدت ان أقوم من مكانى لادخل من الشرفه و استقبله  على الباب لولا ما رأيت و جعلنى أتوقف فى مكانى كانت هى تخرج من سيارته مبتسمه ضاحكه و هى تحدثه ثم تستدير الى الجانب  الاخر و تميل عليه لتحدثه بطريقه لم افهمها او أتقبلها   ثم تحركت لتدخل الى منزلها  و هو يتابعها من السياره لتستدير اليه مبتسمه قبل ان تدخل و تغلق الباب كنت واقفه أراقب كليهما و انا اكاد اجن بينما هناك سؤال واحد لا يرحم يدور فى عقلى ترى ماذا كانت تفعل شهد مع زوجى فى هذا الوقت المتأخر ؟
دخل عمر و أغلق الباب كنت قد اسرعت الى الغرفه و تظاهرت بالنوم بينما دموعى تتساقط و لكن لم تكن بى قدره على مواجهته و حتى ان فعلت ترى متذا سيقول لى هل سينكر ام يقول لى أنهما التقيا صدفه لقد تعدت الساعه الواحدة فأين  و متى التقيا لابد لى ان اعرف. ألقى عمر على نظره و عندما تأكد من نومى اخذ ملابسه ثم  خرج و أغلق الباب خلفه  فتحت الباب فى هدوء و حذّر لأَجْدَه يغير ملابسه ثم اسرع الى هاتفه ترى من يحادث فى هذه الساعه ربما يطمئن على ابيه و لكننى اعلم انه لا يستيقظ حتى هذه الساعه و لاول مره وجدتنًى أقف لأستمع الى حديثه كنت اغالب شعورا بالذنب و لكننى كنت اكاد اجن من الحيره و القلق و لم اشعر بالراحه مما رايته منذ قليل و لكن ما سمعته لم  بكن يخطر لى على بال  أبداً
- ايوه يا حبيبتى وصلتى بالسلامه 
....
هتنامى و لا سهرانه لا انا رجعت لقيتها نامت فقلت اسمع صوتك قبل ما انام  و اقولك تصبحى على خير
.....
-النهارده كان اجمل يوم فى عمرى عدى زى الحلم
........
- بكره مَش عارف اصلى لِسَّه معدتش على الشركه بقالى يومين و لازم اتابع الشغل
- نتغدى سوى طيب يا حبيبتى ماشى الساعه كام خلاص  اتفقنا
- تصبحى على خير
أغلق الهاتف و هو يبتسم ثم تحرك ليجدنى أمامه انظر له فى صمت ليسالنى فى خوف  ممزوج بالغضب
- انتى هنا من امتى ؟مالك ساكته كده ليه متنطقى ؟
- كنت بتكلم مين يا عمر ؟
و اذا به بخطوه واحده يمسك بذراعى بقوه حتى انى صرخت من الالم
- انتى كُنتُى بتصنتى  عليا ولا ايه  و انتى مالك أكلم اللى أكلمه 
غالبت المًى الذى بدا يشتد فى ذراعى و قد فاض بى و لم اعد أستطيع الاحتمال لأكثر من ذلك  و صرخت
-  لا يا عمر انا مراتك و من حقى اسال مين الى بتكلمها الساعه واحده بالليل و بتقولها يا حبيبتى و مين اللى نزلت معاك من العربيه و انت بتوصلها الساعه واحده بالليل.
- عايزه تعرفى
- ايوه ده من حقى انا لازم اعرف
لتجاوبنى  صفعه نزلت على وجهى بعنف و قسوه ثم تبعتها اخرى و اخرى لم أكن استوعب ما يحدث حتى اننى لم اشعر بالم تلك الصفعات على وجهى رغم انها تركت اثرا باقيا على وجهى سقطت على الارض و لم انطق بكلمه و اذا به ينظر الى  و يقول
اوعى أسمعك تسالينى او تحاسبينى   بعد كده  فاهمه و لو لسانك نطق بكلمه  هاتشوفى منى اكثر من كده  بكثير فهمتى  و لا اكمل عشان تفهمى و تفوقى  . تركنى و دخل الى الحجره و أغلق الباب خلفه بينما ظللت انا راقده  على الارض دون حراك و حتى الصباح.  كم مضى من وقت و لكنى أفقت على صوت الباب يغلق لقد خرج خرج و تركنى ملقاه على الارض دون حراك  و لم يهتم   بما فعل بل انه لا يشعر حتى بذره من ندم كم كنت حمقاء حين ظننت انى أظلمه او انه قد  تغير  لقد خدعت نفسى لما ابداه من  تفهم و عطف عندما مرض ابى حتى انى نسيت كل ما فعله معى قبل ذلك بل و التمست له العذر اما الان فانا لا افهم و لا استوعب ما يفعله معى و لماذا ما الذى اسأت اليه فيه هل كل جريمته انى احبه و أغار عليه أليس من حقى كزوجته ان اسال عن الأخريات فى حياته خصوصا و انا أراها معه و فى وقت متاخر من الليل و بوضع لا أقبله كزوجه تساقطت دموعى و انا احاول ان انهض  زحفت على الا ض حتى وصلت الى حجرتى  حاولت ان اريح جسدى المنهك على الفراش و لكنى لم استطع كان وجهى متورما من اثار الضرب بينما كل عظمه فى جسدى تؤلمنى كنت أعض على شفتى من الالم و الغضب أهذه انا عشق  ابنه مراد الحديدي رجل الاعمال حبيبه ابيها و مدللته كيف انتهى بى الحال الى ذلك المصير  لقد جرنى  قلبى الى طريق مجهول على ان اسير فيه الى النهايه . ظل الهاتف بجوارى يرن بإلحاح و لكنى لم أكن ارغب فى الرد على احد ولكن بعد قليل خفت ان  تكون هدى و تقلق على و تصعد للاطمئنان على فترى ما انا فيه لم أكن ارغب ان يرانى احد و انا على تلك الحاله
آلو
-ايوه  يا هدى صباح الخير
- ايه يا عشق انتى فين كل ده نوم طبعا ناموسيتك كحلى  مين قدك
لم أرد عليها ظللت صامته استمع
- ايه يا عشق انتى فين ومتى  منى ثانى و لا ايه
- لا ابدا معاكى
- مال صوتك
- ابدا تعبانه النهارده بس شويه
- تحبى اطلعلك انا خلاص خلصت امبارح و فاضيه
-!لا خليكى النهارده  مع طنط لو هى عايزه حاجه انا هاستريح و ان شاء الله هاكون كويسه
- طيب مَش عايزه حاجه
- لا شكرًا متحرمش منك يا هدى
- سلامتك يا عشق
- الله يسلمك
اغلقت الخط و انا أغمض عينى و اتمنى الا افتحها أبداً بعد ذلك   لم ادرى كم ظللت على هذا الوضع و لكنى سمعت جرس الباب يرن بإلحاح  قمت بصعوبه مستنده على الحائط لافتح و لم انتبه الى شكلى و ما انا فيه
فتح الباب لأجد هدى و امها واقفتان  كانت هدى قد قلقت على حين قلت لها انى مريضه فأخبرت امها انها ستصعد للاطمئنان على و قد قررت الحاجه فاطمه الصعود معها  هى الأخرى لتفاجا كل منهما بشكلى ووجهى المتورم من شده الضرب

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن