وصلنا الى بيتهم لتستقبلنا امه و اخته بالاحضان و القبلات مما ازال عنى الوحشه و الضيق الذى اشعر بهما منذ ان اغلقت منزل ابى و تركته خاليا كنت قد طلبت من داده عليه ان تظل هناك و تشرف على تنظيف المنزل و العنايه به حتى لا يظل مهجورا . لم يخف على ان الاثنان كانا ينظران لى بتعجب و كانهم يتعجبون من عودتى الى هنا فى هذا التوقيت بالذات حتى ان هدى ما ان انفردت بى فى المطبخ حتى سالتنى دون مقدمات عن سبب عودتى
- ممكن اعرف انتى سبتى بيت باباكى و رجعتى ليه هنا دلوقت يا عشق
- انتى مضايقه انى رجعت يا هدى
- ابدا و الله اوعى تفهمينى غلط بس انا بس مستغربه انك تسيبى بيتك و حياتك هناك وتيجى تعيشى معانا ثانى هنا
- عشان خاطر عمى و الحاجه فاطمه انا اعمل اى حاجه
- مَش فاهمه
- عمر فهمنى الوضع و ان عمى تعبان و محتاجه و انا مَش ممكن أتأخر عنكم انتم وقفتم جنبى و جنب بابا الله يرحمه و انا مَش ممكن انسىً ده ابدا و كمان لا و أقف جنب عّمر و أساعده
كانت الدهشة هذه المره ظاهره على وجه هدى و لكنها تداركت نفسها بسرعه و سالتنى
- عمر اللى قالك ان بابا تعبان و اننا محتاجينه هنا
- ايوه طبعا و عشان كده انا قفلت بيت بابا و جيت
احتضنتى هدى فى وجوم و هى تقول
- ربنا ما يحرمنا منك يا عشق انتى انسانه قلبك طيب و تستاهلى كل خير
ابتسمت لها فى ود و انا أقول
- طيب يالا نجهز الغدا انا وحشنى اكلك جدا
مضت عده ايام كنت منذ قدومنا الى هنا و قد بدات اشعر بالملل من انشغال عمر الدائم عنى و ان كنت التمس له العذر فهو يشكو لى من كثره اعباء العمل ومتطلباته والمشاكل التى يواجهها و التى تتطلب منه التواجد هناك باستمرار و لساعات طويله كنت كلما شعرت بالملل انزل الى أسفل لأجلس معهم و أساعدهم ونتحدث احيانا و لكن مع انشغال هدى بالامتحانات النهائية لها لم يكن هناك ما افعله و حتى فى الأوقات القليله التى كنت أراها فيها كانت تتعمد الابتعاد عنى و كأنها تتجنب الحديث معى او مواجهتى. و حتى الحاجه فاطمه كانت تعاملنى برفق و عطف زائد لم اعتاده منها و كأنها تشفق على من امر ما كنت قد بدات اشعر بالقلق فهناك شىء يدور حولى ولكنى لا اعرفه .
قررت فى هذا اليوم انتظار عمر فى شرفه المنزل رغم انه اخبرنى انه سيتأخر فى العمل كعادته فى الفتره الاخيره و انه ليس على انتظاره لم أكن ادخل الى شرفه المنزل كثيرا فانا غير معتاده على الزحام من حولى و قد كنت أتجنب أنظار الجيران المحيطين بى و أسالتهم عنى لم أكن احب الاختلاط كثيرا و لكنى فى ذلك اليوم كنت اشعر بالملل و ارغب فى التجديد جلست فى احد أركان الشرفه بعيدا عن الأنظار و انا انظر الى الطريق ظللت لفتره جالسه و لم يعد عمر بعد و قد تاخر الوقت كثيرا و خفت الحركه و قل الزحام حتى انى بدات استمتع بالهدوء المحيط بى لأجد سياره عمر تدخل الى المكان اعتدلت و انا ابتسم و كدت ان أقوم من مكانى لادخل من الشرفه و استقبله على الباب لولا ما رأيت و جعلنى أتوقف فى مكانى كانت هى تخرج من سيارته مبتسمه ضاحكه و هى تحدثه ثم تستدير الى الجانب الاخر و تميل عليه لتحدثه بطريقه لم افهمها او أتقبلها ثم تحركت لتدخل الى منزلها و هو يتابعها من السياره لتستدير اليه مبتسمه قبل ان تدخل و تغلق الباب كنت واقفه أراقب كليهما و انا اكاد اجن بينما هناك سؤال واحد لا يرحم يدور فى عقلى ترى ماذا كانت تفعل شهد مع زوجى فى هذا الوقت المتأخر ؟
دخل عمر و أغلق الباب كنت قد اسرعت الى الغرفه و تظاهرت بالنوم بينما دموعى تتساقط و لكن لم تكن بى قدره على مواجهته و حتى ان فعلت ترى متذا سيقول لى هل سينكر ام يقول لى أنهما التقيا صدفه لقد تعدت الساعه الواحدة فأين و متى التقيا لابد لى ان اعرف. ألقى عمر على نظره و عندما تأكد من نومى اخذ ملابسه ثم خرج و أغلق الباب خلفه فتحت الباب فى هدوء و حذّر لأَجْدَه يغير ملابسه ثم اسرع الى هاتفه ترى من يحادث فى هذه الساعه ربما يطمئن على ابيه و لكننى اعلم انه لا يستيقظ حتى هذه الساعه و لاول مره وجدتنًى أقف لأستمع الى حديثه كنت اغالب شعورا بالذنب و لكننى كنت اكاد اجن من الحيره و القلق و لم اشعر بالراحه مما رايته منذ قليل و لكن ما سمعته لم بكن يخطر لى على بال أبداً
- ايوه يا حبيبتى وصلتى بالسلامه
....
هتنامى و لا سهرانه لا انا رجعت لقيتها نامت فقلت اسمع صوتك قبل ما انام و اقولك تصبحى على خير
.....
-النهارده كان اجمل يوم فى عمرى عدى زى الحلم
........
- بكره مَش عارف اصلى لِسَّه معدتش على الشركه بقالى يومين و لازم اتابع الشغل
- نتغدى سوى طيب يا حبيبتى ماشى الساعه كام خلاص اتفقنا
- تصبحى على خير
أغلق الهاتف و هو يبتسم ثم تحرك ليجدنى أمامه انظر له فى صمت ليسالنى فى خوف ممزوج بالغضب
- انتى هنا من امتى ؟مالك ساكته كده ليه متنطقى ؟
- كنت بتكلم مين يا عمر ؟
و اذا به بخطوه واحده يمسك بذراعى بقوه حتى انى صرخت من الالم
- انتى كُنتُى بتصنتى عليا ولا ايه و انتى مالك أكلم اللى أكلمه
غالبت المًى الذى بدا يشتد فى ذراعى و قد فاض بى و لم اعد أستطيع الاحتمال لأكثر من ذلك و صرخت
- لا يا عمر انا مراتك و من حقى اسال مين الى بتكلمها الساعه واحده بالليل و بتقولها يا حبيبتى و مين اللى نزلت معاك من العربيه و انت بتوصلها الساعه واحده بالليل.
- عايزه تعرفى
- ايوه ده من حقى انا لازم اعرف
لتجاوبنى صفعه نزلت على وجهى بعنف و قسوه ثم تبعتها اخرى و اخرى لم أكن استوعب ما يحدث حتى اننى لم اشعر بالم تلك الصفعات على وجهى رغم انها تركت اثرا باقيا على وجهى سقطت على الارض و لم انطق بكلمه و اذا به ينظر الى و يقول
اوعى أسمعك تسالينى او تحاسبينى بعد كده فاهمه و لو لسانك نطق بكلمه هاتشوفى منى اكثر من كده بكثير فهمتى و لا اكمل عشان تفهمى و تفوقى . تركنى و دخل الى الحجره و أغلق الباب خلفه بينما ظللت انا راقده على الارض دون حراك و حتى الصباح. كم مضى من وقت و لكنى أفقت على صوت الباب يغلق لقد خرج خرج و تركنى ملقاه على الارض دون حراك و لم يهتم بما فعل بل انه لا يشعر حتى بذره من ندم كم كنت حمقاء حين ظننت انى أظلمه او انه قد تغير لقد خدعت نفسى لما ابداه من تفهم و عطف عندما مرض ابى حتى انى نسيت كل ما فعله معى قبل ذلك بل و التمست له العذر اما الان فانا لا افهم و لا استوعب ما يفعله معى و لماذا ما الذى اسأت اليه فيه هل كل جريمته انى احبه و أغار عليه أليس من حقى كزوجته ان اسال عن الأخريات فى حياته خصوصا و انا أراها معه و فى وقت متاخر من الليل و بوضع لا أقبله كزوجه تساقطت دموعى و انا احاول ان انهض زحفت على الا ض حتى وصلت الى حجرتى حاولت ان اريح جسدى المنهك على الفراش و لكنى لم استطع كان وجهى متورما من اثار الضرب بينما كل عظمه فى جسدى تؤلمنى كنت أعض على شفتى من الالم و الغضب أهذه انا عشق ابنه مراد الحديدي رجل الاعمال حبيبه ابيها و مدللته كيف انتهى بى الحال الى ذلك المصير لقد جرنى قلبى الى طريق مجهول على ان اسير فيه الى النهايه . ظل الهاتف بجوارى يرن بإلحاح و لكنى لم أكن ارغب فى الرد على احد ولكن بعد قليل خفت ان تكون هدى و تقلق على و تصعد للاطمئنان على فترى ما انا فيه لم أكن ارغب ان يرانى احد و انا على تلك الحاله
آلو
-ايوه يا هدى صباح الخير
- ايه يا عشق انتى فين كل ده نوم طبعا ناموسيتك كحلى مين قدك
لم أرد عليها ظللت صامته استمع
- ايه يا عشق انتى فين ومتى منى ثانى و لا ايه
- لا ابدا معاكى
- مال صوتك
- ابدا تعبانه النهارده بس شويه
- تحبى اطلعلك انا خلاص خلصت امبارح و فاضيه
-!لا خليكى النهارده مع طنط لو هى عايزه حاجه انا هاستريح و ان شاء الله هاكون كويسه
- طيب مَش عايزه حاجه
- لا شكرًا متحرمش منك يا هدى
- سلامتك يا عشق
- الله يسلمك
اغلقت الخط و انا أغمض عينى و اتمنى الا افتحها أبداً بعد ذلك لم ادرى كم ظللت على هذا الوضع و لكنى سمعت جرس الباب يرن بإلحاح قمت بصعوبه مستنده على الحائط لافتح و لم انتبه الى شكلى و ما انا فيه
فتح الباب لأجد هدى و امها واقفتان كانت هدى قد قلقت على حين قلت لها انى مريضه فأخبرت امها انها ستصعد للاطمئنان على و قد قررت الحاجه فاطمه الصعود معها هى الأخرى لتفاجا كل منهما بشكلى ووجهى المتورم من شده الضرب