الفصل السابع و الخمسون

7.2K 147 1
                                    

الفصل السابع و الخمسون
-   داده يا داده انتى فين ؟
- انا هنا يا بنتى حمد الله على السلامه ايه اللى جابك بدرى كده؟
- معلش اصل  النهارده جاى لنا ضيوف
- مين يا بنتى؟
-  مفاجاه تعرفى مين اللى  كلمنى النهارده و طلب ييجى يزورنا؟
- هيكون مين يعنى يا بنتى ؟
- اياد يا داده
-  الاستاذ اياد جارنا فى الساحل  هو رجع القاهره امتى ؟
- امبارح يا دا ه و طلبنا اول ما رجع الحقيقه هو كلمنى من فتره بعد ما سافرنا علطول  و اتطمن علينا عشان مشينا فجأه و انا نسيت انى اقولك بس النهارده هو كلمنى فى التليفون و طلب انه يزورنا
-  عموما اهلًا وسهلا يا بنتى يشرف
-  طيب انا هاطلع استريح شويه و بعدين استعد عشان أقابله و انتى بقى اعملي لنا حاجه حلوه كده من اديكى
-  من عنيا يا بنتى هو هييجى الساعه كام؟
- حوالى   الساعه ٧
-  طيب احضرلك  الغدا
- لا مَش دلوقت مَش جعانه الا صحيح هما الولاد فين؟
-  فوق يا بنتى بيلعبوا احنا مخرجناش النهارده زى ما قولتى
-  ربنا يخليكى و يريح قلبك يا داده
- طيب  اطلعى شوفيهمً و اقعدى معاهم شويه لأنهم متضايقين
- ليه بس مالهم فيه ايه؟
  - هما كانوا حابين انهم يروحوا النهارده عند عمتهم يلعبوا مع نادين و انا قلتلهم لازم نستأذن من ماما الاول
   - طيب و عملوا ايه ؟
- كلموا الاستاذ عمر و هو قالهم انهم يسمعوا كلامى و ان مينفعش يخرجوا من غير إذن ماما 
-  عمر قالهم كده؟
- ايوه يا بنتى و قالهم انه هاييجى بعد شويه  و يوصلهم  بنفسه بعد ما يقولك
-  و عشان كده هما سكتوا طبعا . لتضحك داده عليه
-  ايوه يا بنتى ما انتى عارفه لولا هو اتفق معاهم  كانوا مَش  هيسكتوا
- بس يا داده
  -بس ابه يا بنتى؟
- انا مَش حابه انهم يخرجوا خالص اليومين دول
- و هما هيخرجوا مع حد غريب يا بنتى مَش مع ابوهم 
- ولو برضه الاحسن انهم يفضلوا هنا أأمن
- عشق هو فيه ايه بالضبط يا بنتى طمنينى؟
- ابدا يا داده مفيش بس الحرص واجب
- ليه يا بنتى احنا طول عمرنا بندخل و بنخرج و مفيش حاجه اشمعنا  اليومين دول انتى قلقانه كده و خايفه  فيه حاجه حصلت؟   
- ابدا يا داده كل خير بس انا اللى اعصابى تعبانه اليومين دول و قلقانه شويه
- ربنا يطمن قلبك يا بنتى ليرن جرس الباب و يدخل عمر مساء الخير يا أحلى داده فى الدنيا
-  اهلًا يا ابنى اتفضل
-  الظاهر ان انا جيت  بدرى شويه  امال فين  الاولاد؟
- فوق و عشق وكمان وصلت بدرى  من حظك بقى يا ابنى  ليتجه اليها فى لهفه و يقول
  -عشق مساء الخير بس انتى جيتى النهارده بدرى  اوى عن ميعادك لتنظر له  فى دهشه فهى لم تتوقع انه يعرف مواعيد رجوعها الى المنزل
- ايوه لان جاى ليا ضيوف النهارده و رجعت عشان استعد و أكون فى استقبالهم
-   طيب انا لو اعرف انك انتى هنا كنت عملت حسابى يعنى لتضحك من تعليقه
-  يعنى كنت هتعمل ايه يا عمر؟ كنت هاجيبلك ورد او شوكولاته بس ملحوقه اتفضلى ليخرج من جيبه قطعه كبيره من الشوكولاتة التى تحبها  و و يعلم ذلك جيدا
- بس دى للولاد مَش ليا 
-انا هاجيب للولاد غيرها اول ما نخرج علطول  بس طالما انتى هنا تبقى من نصيبك  لتضحك و هى تتناولها منه و تهم بفتحها لتتناول منها قطعه و لكن يد داده عليه كانت اسبق و هى تختطفها منها و تقول
-  مفيش شوكولاته يا عشق الا بعد ما تتغدى احنا هنعمل زى الولاد الصغيره  لتضحك عشق منها و تقول
-  كده يا داده دا انا قلت أكلها قبل ما الولاد ينزلوا و يعرفواانا بقالى كثير  اوى اوى ما أكلتش  شوكولاته
-    تتغدى الاول و بعدين كلى اللى انتى عايزاه قلها  يا عّمر يا ابنى دى بتغلبنىً اكثر من الولاد فى موضوع الاكل ده.
-  ليه كده يا عشق احنا مَش قلنا تاخدى بالك من صحتك و تاكلى كويس
-   هبقى اكل بعدين مَش دلوقت 
- لا يا بنتى هتاكلى  انا مَش هاتعب و اعمل الأكل ده كله  و بعدين يفضّل كل  يوم زى ما  هو و فى الاخر اضطر إديه لحد  قبل ما يبوظ  و اعمل غيره كده على فكره حرام  بقولك ايه يا بنى  انت  حماتك بتحبك تتغدوا بقى مع بعض عشان يمكن انت تقدر عليها و تفتح نفسها
  - بس كده يا داده و الله انا كمان وحشنى  أكلك جهزى انتى بس  السفره   و اندهى اولاد نتغدى كلنا سوا
- لا احنا سبقناكم يا بنى  كل انت بالهنا و الشفا و أكلها معاك  انا معتمده بقى على ربنا و عليك  دقيقه واحده والسفره تكون جاهزه. لم تمضى لحظه حتى نادتنا داده عليه ليمسك هو بيدى  و يقول
  - يلا يا عشق انا شخصيا ميت من الجوع و ريحه الاكل تجنن واصله لحد هنا هو صحيح اكل امى الحاجه فاطمهً لا يعلى عليه  بس انا فعلا وحشنى اكل  داده عليه و خصوصا لما اكل معاكى انتى  و الا انتى بخيله و مَش حابه اننا ناكل مع بعض عيش و ملح كنت صامته انظر اليه و الى يدى المرتعشة التى استقرت  بين يديه لم  تكن لدى القدره على مجادلته لاتبعه فى صمت الى حجره السفره  ليجلس الى جوارى مسلطاً عينيه على  وضع لى بعض الطعام امامى  و  لكننى كنت مرتبكة من قربه الشديد  منى فاخذت اقلب الطعام فى الطبق دون ان أتناول منه شيئا لأَجْدَه يمد يده الى ببعضه ليضعه فى فمى لأنظر  اليه مندهشه  ليقول
- طالما سرحانه و مَش بتأكلى خلاص هاكلك انا بإديا زى ما  باكل حمزه و عشق  كده لاقول له بعناد من محلى الشديد منه
- ليه هو انا طفله صغيره يا عمر مَش هاعرف اكل لوحدى؟
  - انا بحبك و باخاف عليكى زيهم بالضبط و اكثر  انتى الأصل يا عشق لأنظر له فى دهشه من حديثه الى و أسئل  نفسى اين كان ذلكً كله من  قبل حينما احتجت اليه لماذا تتحقق الأحلام و لكن بعد فوات الاوان و.....
- عشق انتى هتفضلى  سرحانه كده و بعدين معاكى
  - لا انا هاكل اه يا عمر 
- بالهنا يا حبيبتى  سمعته ينطقها لأشعر بغصه فى حلقى من كلمته العفويه و لم استطع أن  ابتلع الطعام  ليناولنى هو كوب  من الماء قلقاً
- عشق انتى كويسه؟
  - ها الحمد لله لأضع ملعقتى جانباً  و أقوم  من على الطعام لأهرب منه قائله
- انا الحمد لله كده شبعت اوى كمل  انت بقى يا عمر
- هو انتى أكلتى حاجه اصلاً  يا عشق ؟
- لا انا الحمد لله كده اوى بالعكس انا أكلت  كثير
- طيب انا كمان  الحمد لله لينزل حمزه و عشق مع داده عليه و قد ارتدوا ملابسهم فرحين  لأسال عمر بقلق
  - هو إنتوا لازم تخرجو ا النهارده يا عمر؟ انا بقول خليكم هنا احسن 
- ليه يا ماما احنا عايزين نروح عند نادين و نلعب معاها؟  كان هذا حمزه معترضا على كلامى 
- طيب إنتوا هترجعوا امتى؟ يا ريت  ترجعوا بدرى  وَيَا ريت كمان  تاخذ معاك طقم الحراسه  كان عمر ينظر الى صامتا حين كنت اتحدث و فى عينيه الف سؤال لا يجد له اجابه لأَجْدَه ينظر الى حمزه و عشق مبتسما ثم يعطيهم مفاتيح السياره و يقول
-   بصوا  بقى إنتوا تسبقوا بابى على العربيه  و انا هاحصلكم علطول بس هاقول لمامى حاجه و جاى  ثم يلتفت  الى   متساءلا بينما خفضت انا  عينى فى ارتباك ليتجه هو الى و يمد يده ليرفع راسى و ينظر الى عينى مباشره بينما وضع يده الاخرى على كتفى حاولت الابتعاد فقد كان هذا  القرب وًمواجهته لى تربكنى و تزيد من توترى  و لكنه لم يعطينى  الفرصه لذلك ليسألنى
  - عشق مَش هتقولى ايه اللى بيحصل بالضبط و مخليكى قلقانه بالشكل ده؟  انتى عمرك  ما سالتى  هانروح فين او نرجع امتى و ايه موضوع الحراسه اللى حابه انى اخدها معانا على فكره يا عشق انا اقدر احمى ولادى كويس  اوى ومحدش يقدر يقربلهم و انا عايش على وش الدنيا و انتى عارفه ده  بس انا عايز افهم.
- مفيش حاجه يا عمر يمكن انا قلقانه شويه من موضوع الصفقه والمناقصه و انت عارف ان دى فيها  منافسه كبيره 
- بس انتى عمرك ما  كُنتُى بتقلقىً بالشكل  ده يا عشق 
- يمكن ببالغ المره دى  شويه  يا عمر عموما خلاص طالما الولاد معاك مفيش مشكله انا متطمنه يلا بقى عشان تلحقوا وقتكم
-   يعنى مَش هاتقوليلى برضه  مالك؟
- عمر الولاد بره بقالهم كثير  انت اتاخرت عليهم
طيب يا عشق انا مَش هاضغط عليكى بس انتى عارفه انى  هنا  لو حبيتى انك تكلمى انا موجود  .لاتنهد  فى ضيق و هو يتركنى مبتعداً ثم اتجه  الى الاعلى لقد مضى الكثير من الوقت وٌعلى ان استعد  لزياره اياد كنت شارده مشغوله الخاطر و لست على استعداد للحديث  و لكنها المره الاولى  التى يطلب فيها  اياد زيارتى فى منزلى  و قد مضى وقت طويل  لمً أراه   فيه   .
- عشق يا بنتى الحرس  بلغونى ان عربيه الاستاذ اياد وصلت تحت  طيب يا داده استقبليه انتى  و انا نازله علطول
- حاضر يا بنتى. مضت خمس دقائق لأنزل و اجده جالسا فى الانتظار نزلت على السلم مبتسمه  له فى ود  لأَجْدَه قد وقف ينتظر نزولى
  - السلام عليكم ازيك يا اياد
- عشق ازيك ياه فات وقت طويل اوى 
- مَش طويل ولا حاجه كلها عشر ايام من ساعه ما سافرنا
- بس والله عدوا عليا كانهم عشر سنين انا اتعودت على وجود الجيران بتوعى جنبى لابتسم انا   له فى ود 
-انت مَش حاسس انك بتبالغ شويه يا اياد
-لا و الله انتى فعلاً  وحشتينى لأنظر له فى ارتباك فقد صدمنى ما قاله لى للتو ليتدارك  هو خطأه و تسرعه ليكمل
- و حمزه و عشق وداده عليه كلكم و الله على فكره امال فين الولاد وحشونى جداً و حابب انى أشوفهم و اسلم عليهم  و كمان كنت جبت ليهم حاجه صغيره كده فى العربيه لو تسمحى
- يا خبر وكلفت  نفسك ليه يا اياد كده  كثير و الله ورد و شوكولاته و هدايا ليه كدا
  - دى حاجه  بسيطه ممكن تندهى لهم
- اصل الاولاد مَش هنا خرجوا مع باباهم و راحوا  عند عمتهم هما ميعرفوش انك جاى النهارده انا مقولتش لهم والا كانوا. استنوا
- خساره انا كنت حابب انى أشوفهم و اسلم عليهم      
- مره ثانيه ان شاء الله عموما انت نورتنا النهارده يا اياد  تتعشى معانا  النهارده بقى و يمكن يكون الولاد رجعوا
- لا مَش هينفع انا عارف انى جيت  فجأه و يمكن فى وقت غير مناسب   بس انا حبيت انى أفكرك بالميعاد.
- ميعاد ايه يا اياد؟
الحفله يا عشق انتى نسيتى  ولا ايه ؟
- اه انا اسفه والله يا اياد المشاكل و المشاعل خلتنى نسيت فعلا و بعدين انا
-اسفه فعلا يا اياد بس  انا مَش مستعده اليومين دول انى احضر حفلات
  - عشق انتى وعدتينى و انا اعتمدت عليكى انك هتكونى معايا وًجنبى و أظن انك من الناس اللى بتحافظ على وعدها
- عندك حق بس انا....
  - انا مَش هاضيقك  اذا كُنتُى مَش حابه خلاص مَش مشكله
- لا يا اياد خلاص انا تحت امرك هى الحفله ميعادها  امتى بالضبط؟
- بعد بكره ان شاء الله
- طيب كويس انك فكرتنى قبلها عشان استعد 
-تحبى اعدى عليكى  الساعه كام  ؟
- زىٍ ما تحب ثمانيه كويس.
- ممتاز طيب خلاص  مكمن نشرب قهوه من أيد  داده بقى
- يا خبر انت فعلاً  مشربتش حاجه لحد الوقت دقيقهً واحده  بس  و القهوه تكونً جاهزه  مضت عده دقائق لتمد عشق  يدها الى الفنجان الموضوع أمامها و هى تتحدث الى اياد فى ود حينما دق جرس الهاتف لتمد هى يدها  و ترد دون ان تنتبه للمتحدث فقد كانت مشغوله فى الحديث مع اياد لتسمع صوت المجهول الذى يهددها وًهو يسألها عن اولادها لترتجف يدها و هى تحمل فنجان القهوه على ثوبها و تحرق يدها لتصرخ متالمه بعد ان اغلقت الخط 
- حاسبى يا عشق يا خبر انتى حرقتى ايدك لم تكن منتبهه الى حديثه  و انًما التقطت الهاتف بسرعه متالمه لتضرب رقم عمر و تحاول ان تدارى المها و هى تسأله  بصوت حاولت ان تجعله  هادئاً  عنه و عن الاولاد وًمتى سيعودون لتستمع الى إجابته ثم تغلق  السماعه و تغمض عينيها  بينما تتابعها عينى اياد المندهشه لينادى داده عليه ان تحضر  له بعض الماء  المثلج ليضع به يد عشق المحترقه و هو يسألها فى اهتمام و قلق
- عشق هو ايه اللى بيحصل بالضبط وًمين اللى كان بيكلمك و خلاكى مرعوبه كده و ليه بتسالى على عمر و الاولاد بعدها علطول فهمينى فيه ايه بالضبط؟
- مفيش يا اياد انا كويسه و....
- عشق احنا مَش أصدقاء هتخبى عليا هو انا مَش باحكيلك مشاكلى و بطلب مساعدتك احكيلى فيه ايه؟ و كأنه ضغط على وتر حساس  اكثر مما ينبغى ام انها لم تعد تحتمل اكثر مما تعانيه الان  لتنفجر فجأه فى بكاء متوتر و تنهمر دموعها أمامه لينتظر هو حتى أفرغت كل قلقها و توترها فى البكاء ليمد هو يده اليها بمنديل لتجفف دموعها و هى تعتذر له 
- اياد انا اسفه مَش عارفه جرالى  ايه و عملت كدا ازاى لينظر لها هو فى عطف و إشفاق و يقول
- بتعتذرى على ايه يا عشق هو احنا مش اصحاب و لازم نستحمل بعض بس انا حابب انى افهم فيه ايه بالضبط بيحصل ؟
- مفيش حاجه بس انا متوتره شويه و ......
- عشق اذا كُنتُى هتخبى عليا و مَش حابه تكلمى خلاص اللى يريحك بس انا هاعرف بطريقتى. لتنظر له مندهشه و تسأله
- يعنى ايه مَش فاهمه يا اياد ؟
-يعنى مَش ممكن اشوفك فى الحاله دى و أقف ساكت  عشق ارجوكى فيه ايه احكيلى كل حاجه   و بصراحه يمكن اقدر انى اعمل حاجه  لتتنهد فى ضيق و هى تقول
- مَش عارفه اقولك ايه يا اياد الموضوع كبير  و انا مَش حابه انى اورطك فيه معايا.
- لا بالراحه عليا  و واحده واحده انتى كده قلقتينى زياده احكيلى كل  حاجه و بالتفصيل يا عشق متخبيش عنى حاجه لتقص هى عليه هى كل ما حدث فى الايام الماضيه و كأنها تنفض عنها كل ما يخيفها و يقلقها  المناقصه و الفساد و الرشوه  و ما تواجهه محاولات التهديد و التليفونات التى تتلقاها من مصدر مجهول  و التى كانت تلك المكالمهً منذ قليل اخرها كان يستمع اليها و عينيه تلمع من الغضب  و لم يقاطعها حتى انتهت من حديثها و صمتت فجأه كما بدات
  - و مَكنتيش حابه انك تعرفينى بكل ده يا عشق ممكن اعرف انتى كُنتُى مستحمله كل ده لوحدك ازاى يعنى؟  لتعض هى على شفتيها فقط دون  ان تنطق ليكمل هو
- بصى يا عشق انا سمعتك للاخر و  متكلمتش اسمعينى انتى بقى الموضوع ده أنسيه خالص و كملى حياتك عادى المناقصه تدخليها  و هنشوف  هيحصل فيها ايه و على الأساس ده هنتصرف اما مكالمات التهديد دى انسيها محدش هيقدر يقربلكم  و انا موجود و جنبك وأما  الناس دى فانا هاعرف اتعامل معاهم و كويس اوى متخافيش
  - انا مَش خايفه على نفسى انا معايا ربنا بس لما سالنى على الولاد انا....
عشق خلاص ارجوكى انا فاهم و مَش محتاج انك تفسرى ليا  اى حاجه اللى عملتيه دا طبيعى وعادى من اى ام و انا هاقولك ثانى انا اللى هاتصرف مع الناس دى ومحدش هيقدر يقرب ليكى ثانى او يدوس ليكى على طرف اما المكالمات دى فانسيها 
- أنساها ازاى مَش فاهمه يا اياد ؟
- انا هاعرف أوصل للى ورآها و أجيبه و أحاسبه على اللى بيعمله ده و كويس اوى  اطمنى يا عشق دقيقه انا هاعمل مكالمه بس و ارجعلك ثانى  ليخرج الى الشرفه و يتحدث الى احدهم فى الهاتف و هى تراقبه مستطلعه لتاتى داده عليه و تحدثها 
- انتى كويسه دلوقت يا بنتى  ؟
- الحمد لله يا داده
- هو ايه اللى حصلها بنتى ؟
- ولا حاجه ماخدتش بالى  والقهوه وقعت على ايدى حرقتها 
- طيب انا جبت مرهم الحروق اه هاتى ايدك ادهناهالك
- اه و النبى يا داده لحسن هى مولعه نار
- سلامتك يا بنتى بعد الشر عليكى  
- عنك انتى يا داده انا هادهن  لها أيدها و انتى هاتى لنا شاش طبى من جوه   كان هذا اياد و قد انتهى من مكالمته
- لا مفيش داعى  خلاص انا بقيت كويسه
- انا لِسَّه سامعك و انتى بتقولى انها بتحرقك جدا  و رينى  ايدك لينظر الى يدها الملتهبة من اثر الحرق و يتناول المرهم من يد داده عليه و يضعه عليها بحرص و يفرده كان  يتصرف ببساطه  بينما قالت هى فى احراج
كفايه كده  يا اياد انا بقيت كويسه
  - عشق اطمنى كل حاجه هتبقى كويسه ومفيش حد هيقدر يقرب منك و انا موجود  ليدخل عمر و الاولاد فى تلك اللحظه بينما يمسك هو يدها و يتحدث لها  ليتسمر مكانه و هو ينظر إليهما فى غيره و غضب كانت  عينيه تشتعل ناراً  بينما تسحب هى يدها من يد اياد  و هى محرجه من الموقف كله ليرد عمر بصوت بارد قاسى
-الظاهر اننا جينا فى وقت مَش مناسب بينما يتجه له اياد مبتسماً
- ابداً ازى حضرتك يا استاذ عمر؟
  - انا كويس وواضح جدا انك كويس الحمد لله فيتجاهل اياد تعليقه و يتجه الى حمزه و عشق الواقفين خلف أبيهما يراقبان الموقف فى صمت
- مَش هتسلموا   عليا ولا ايه انا موحشكمشيا ولاد ؟
- لا ابدا وحشتنا ازيك يا عمو
- انا الحمد لله انا سالت مامى عليكم و قالتلى انكم بره ممكن تيجوا معايا العربيه عشان فيه حاجات لكم هناك و يارب يعجبكم ذوقى
  - بجد  طيب شكرًا يا عمو  نخرج معاه يا مامى لتهز هى راسها بابتسامه هادئه لهم ليخرجا معه بينما يتجه عمر لها فى غضب و يمسك يدها المحروقه بقوه و هو لا ينتبه لها مَن شده غضبه و غيرته
- ممكن اعرف الاستاذ ده بيعمل ايه هنا بالضبط و ازاى اجى انا و الولاد  ألاقيه ماسك ايدك بالشكل ده  كانت علامات الالم ترتسم على وجهها و بشده الالم من افعاله و الالم من كلامه و تجريحه لها  لتصرخ فيه غاضبه متالمه
سيب ايدى يا عمر مَش من حقك انك تتعامل معايا بالشكل ده ولا انك تسالنى عن اى حاجه مين اللى اداك  الحق ده يا عمر جاوبنى؟
- بتسالينى يا عشق   بس عندك حق انا اللى غلطان  و استحق كل اللى يجرالى  لترد عليه هى فى ثوره
- لا انا اللى غلطانه يا عمر مَش انت انا اللى غبيه و دايما باتصرف غلط و ارجع أندم من ثانى بس اعمل ايه فى قلبى ده  بس خلاص انا تعبت منه و منك  و مَش هاسمح لاى حد انه يعمل كده  فيا ثانى ولا حتى انت يا عمر فاهمانى  لتدخل داده عليه وهى تنظر لهم ثم تمد يدها اليها بما تحمله
الشاش اه يا بنتى حطيه على الحرق  اللى فى ايدك سلامتك الف سلامه لينظر اليها عمر فى صدمه و ينتبه الى يدها المحروقه التى انتزع  هو جزء من جلدها الملتهب من اثر إمساكه لها بقوه و يتراجع  بصدمه بينما وقفت هى ثابته تنظر له فى اسف و هى ترد على داده عليه  بصوت باك مرتعش
- معدش له لزوم يا داده الحرق اللى بيا  صعب  يتداوى  بسهوله كدا  الحرق اللى بيا فى قلبى يا داده  لتنهمر دموعها بينما تبتعد عنهم بسرعه صاعده الى غرفتها فى الدور العلوى فلم تكن ترغب فى ان  يرى احد دموعها لينادى عليها عمر و هى لا تجيبه بينما تتابعها داده عليه فى اسف و هى تقول
-  لا حول ولا قوه الا بالله ليه كده يا ابنى عملت ايه ثانى فيها احنا ما صدقنا انها كانت كويسه و الامور بدات تتصلح بينكم ايه اللى حصل ثانى ؟
- اللى حصل انى غبى يا داده و مبتعلمش ابدا و استاهل كل اللى بيجرالى بس انا اللى صعبان عليا هى  لانها استحملت منى كثير و لِسَّه  بتستحمل انا مَش عارف اعمل ايه فى نفسى يا دا ده غيرتى عليها  و حبى ليها بيعمينى عن كل حاجه و بتخلينى دايما  اتصرف غلط    و دايما باذيها غصب عنى
مَش عارفه اقولك ايه يابنى ربنا يصلح الاحوال و يهدى النفوس ليدخل حمزه و عشق و هم يحملون الكثير  من اللعب و الهدايا بينما ينظر لهم اياد مبتسما ليبحث عنها و يعلم من دا ده عليه انها صعدت الى حجرتها ليقول فى ود
- طيب استأذن انا دلوقت  عن اذنكم لينصرف بينما تتبعه نظرات كل  الموجودين بالمكان.
-عشق انتى كويسه  يا بنتى؟  دخلت داده عليه الحجره المظلمه لتجد عشق جالسه على المقعد المواجه النافذه شارده كانت دموعها لا تزال تلمع على خديها من اثر البكاء  لترد عليها بصوت حزين
-انا الحمد لله يا داده هما الناس اللى تحت  خلاص مشيوا؟
-ايوه يا بنتى الاستاذ اياد أدى الولاد الحاجه و مشى علطول و قال هيبقى يكلمك و يعدى عليكى و الاستاذ عمر فضل قاعد بعدها شويه يدخن  و هو متضايق قوى و بيبص على اوضتك  و بعد ما خلص العلبه كلها تقريبا اخد بعضه و مشى
  - طيب و الولاد فين ؟
- جوه يا بنتى بيلعبوا باللعب و الهدايا اللى جابها لهم الاستاذ اياد  المهم انتى.
- انا مالى ما انا كويسه اه.
- كويسه ازاى يعنى ؟انتى لو هتخبى و تدارى على الكل  مَش هتعرفى تدارى عليا  يا بنتى دا انا اللى مربياكى و عارفاكى كويس 
- و طالما عارفانى كويس  يا دا ه تبقى اكيد عارفه انى حابه انىً أفضل  لوحدى دلوقت
- لا يا بنتى عشان خاطرى انا بصى انا هاعالج ايدك بس و اسيبك ترتاحى
  - ما انا قولتلك يا داده الحرق مَش فى ايدى الحرق فى قلبى
- سلامه قلبك يا حبيبى كل  ده عشان كلمتين قالهم لكى فى لحظه غضب
مَش الكلامً بس اللى وجعنى  يا داده اللى وجعنى اكثر انًه  مَش بيثق  فيا لو كان فعلا بيحبنى كان مَش  ممكن يعمل  كده فيا
  - لا يا بنتى الشهاده لله هو بس مَش بيحبك دا هيموت  عليكى بس هو مجنون شويه و مَش قادر يبطل غيرته  دى  .
- طيب اعمل ايه يا داده انا موجوعه منه و من تصرفاته اوى  لتتناول يدها و هى تضع لها المرهم مره اخرى و تلفها بالشاش بحب و حرص
- بصى متعمليش حاجه  سيبيه هو يحاسب نفسه على اللى بيعمله ده هو اكبر عقاب لنفسه يا بنتى لوًكنتى شفتيه لما قلتى له الكلمتين و طلعتى فوق و سبتيه كان و الله هيصعب عليكى .
-انتى بتقولى بس كده عشان بتعزيه و دايما فى صفه
- يمكن  يا بنتى بس اذا كنت باعزه فإنتى  بنتى و انا عمرى ما هاسمح لحد يضايقك أوييجى ابداً  عليكى
- ربنا ما يحرمنى منك يا حبيبتى
- امين  .

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن