الفصل الرابع و الخمسون

7.5K 160 5
                                    


فى صباح اليوم التالى استيقظت على صوت حمزه و عشق ينادونها
- ماما اصحى بقى انتى لسه نايمه انتى اتاخرتى اوى و احنا بقينا الظهر
- لتقول لهم فى كسل و هى لا تستطيع ان تفتح عينيها
- ياه انا نمت كل ده بس يلا يوم من نفسى اصحى متاخر فى الاجازه
- لا قومًى احنا عايزين نخرج نتفسح و كمان بابا  على التليفون بيسأل عنك
لتفتح عيناها  على اتساعهما و تنظر لهم  و قد طار النوم و الكسل  من عينيها و ظهر عليها اثار القلق
- بيسأل عنى انا خير
- مش عارف  يا ماما هو قالى ادخلك التليفون عشان حابب انه يكلمك
- طيب هاته
- ايوه يا عمر
- صباح الخير يا عشق
لتتنهد و هى ترد عليه
-  صباح النور خير ؟
- انتى لِسَّه زعلانه منى يا عشق ؟
لتصمت للحظه فهى لم تتوقع سؤاله هذا لها لترد بمراره
- ليه و و انت عملت حاجه تزعل يا عمر؟
- عشق انا اسف انا مَش عارف انا باتصرف كده معاكى ازاى او ليه بس مكنتش قادر انى اتحكم فى اعصابى
- ثانى يا عمر بص انا لِسَّه صاحيه من النوم دلوقت و عندى صداع فظيع فأرجوك ممكن نأجل الكلام  ده لوقت ثانى لو سمحت
- لا يا عشق مَش هاقدر هتصدقينى لو قلتلك انى منمتش طول الليل و عمال أفكر انا ليه عملت فيكى كده ثانى بعد ما وعدت نفسى قبل ما اوعدك انى عمرى ما هازعلك ثانى ابدا او أكون السبب فى دمعه من دموع عنيكى
- و بعدين معاك يا عمر انت عايز منى ايه بالضبط كل ساعه معايا بحال انا مَش عارفه انت ليه بتعمل فيا كده كفايه بقى حرام عليك انا فعلا تعبت و مَش قادره كل ما اقرب خطوه الاقيك بدل ما تقربنى  منك و تحسسنى بالامان بتتصرف  بطريقه تخلينى اخاف منك و ابعد انا مَش قادره اقرب ثانى خلاص يا عمر
- عشق ارجوكى اسمعينى انا مش هاقدر أبرر اللى انا قلته ليكى امبارح و لا غضبى و جنونى بس عذرى الوحيد انى بحبك بعشقك باغير عليكى و مَش قادر استحمل وجود حد ثانى فى حياتك حتى و ان كان على الهامش
-و  عايزنى بعد ما اسمع منك الكلام ده اعمل ايه بص يا عمر دا مَش حب دا غرور و حب امتلاك انت بس مَش قادر تستحمل انى بس مجرد أفكر  أعيش مره ثانيه او انى اندمج ثانى بالناس مجرد خطوه واحده منى بعيد عن الحدود اللى انت حطتها ليا  بتجننك و  دى مشكلتك انت يا عمر مَش مشكلتىً لو كنت بتحبنى صحيح كنت هاتثق فيا و فى اى حاجه بأعملها
- عشق انا فعلا باثق فيكى صدقينى
- لا يا عمر مجرد كلامك معايا امبارح يثبت ليا انك زى ما  انت و عمرك ما هاتتغير ابدا كفايه بقى انا خلاص تعبت و مَش حابه انى اتكلم ثانى لتغلق الخط فى عصبيه و تقوم لتضع نفسها أسفل الماء البارد عله يهدىء من ثوره غضبها و احتراق قلبها
خرجت لتجده  أمامها يجلس بانتظارها مع أولاده  فتراجعت الى الوراء   و هى تريد ان تلوذ بحجرتها منه و لكنه امسكً يدها فى رفق ليوقفها و يجعلها تستمع له
- عشق ارجوكى اسمعينى بقى
- انت ايه اللى جابك يا عمر؟  تعرف ان اكثر حاجه  ممكن تضايقنى  انك تصر على فتح موضوع أتقفل بينا من زمان  و لتلاحظ باقه الورد التى احضرها لها فوقفت صامته للحظه و هى تنظر  و هو يتابعها بعينيه لا يبتعد عنها لحظه لتنادى عشق
- داده عليه  ممكن تاخدى الورد ده من هنا انا مَش حابه اشوفه ثانى ابدا
لينظر لها عمر فى عتاب  و لوم
- ليه بس يا عشق دا انا جايبه ليكى مخصوص مَش دا الورد اللى كُنتُى بتحبيه
- ليه عايز تعرف ليه يا عمر لانه بيفكرنى بأسوأ  ايام حياتى ايام انا لو اقدر امسحها او أمحيها من عمرى كله  كنت عملت كده  و لان بسببه انا ضيعت سنين من عمرى فى الأحلام كنت عايشه فى دنيا ثانيه انت خلقتها ليا بالورد ده و فقت على واقع مر مكنتش قادره أواجهه كل ورده من دول يا عمر بتفكرنى بقلم او ضربه او يوم مديت فيه ايدك عليا لونه الاحمر ده كان دمى اللى كان بيسيل على ايديك و الشوك اللى فيه كان الطريق اللى مشيت فيه معاك  ها خلاص يا عمر فهمت ولا أقول كمان
- ياه يا عشق كل ده فى قلبك و رغم كل السنين اللى فاتت دى مَش قادره تنسى
- انسى انسى ايه يا عمر و انت عملت ايه عشان تعوضنى او حتى  تنسينى رد عليا يا عمر ؟
- طيب انا اسف مَش عارف أقول ايه غير كده و هاحاول انى اعوضك ع كل اللى فات اذا كان مَش عشانى عشان ولادنا
- عمر كفايه أرجوك بص انا لاز م استعد عشان الحفله
ليصمت فى غضب طيب يا عشق اللى انتى حابه انك تعمليه تعمليه انتى حره اتصرفى زى ما يعجبك  و لكنها لم تهتم به او بكلامه لها  و دخلت غرفتها لتغلقها فى وجهه بغضب .
-شايفه يا داده
- شايفه و سامعه يا بنى و بصراحه بقى انت زودتها اوى معاها امبارح انت عارف عشق كويس و مكنش لازم تجرحها بالشكل ده احنا مصدقنا انها كانت بدات تلين و ترضى جيت انت و هديت كل اللى عملناه يا بنى
- طيب أعمل  ايه يا داده دبرينى
- انا عارفه بنتى كويس اوى و متاكدهً انها مجروحه فى قلبها و كرامتها من اللى عملته فيها امبارح و شكك فيها
- انا عمرى ما أشك فى عشق يا داده انا كنت بس غيران و هاتجنن من الغيره عليها
- هى فهمت انك بتشك فيها و انك فاكرها زى اللى قبلها الحل الوحيد ادامك دلوقت انك تثبت لها انك بتحبها و تثق فيها
- طيب اعمل ايه؟
- انا هاقولك يابنى و ربنا يقدم ما فيه الخير
- عشق يا بنتى مَش هتاكلى حاجه انتى ماكلتيش حاجه من الصبح و حابسه  نفسك هنا
- ماليش نفس يا داده هو عمر مشى ؟
- ايوه خرج من شويه يا بنتى و اخد  الولاد معاه
لتعتدل فى خوف و قلق  و هى تقول
- ايه اخدهم ازاى يعنى و من غير ما يقول ليا هو قاصد ايه يعنى انه
- اهدى يا بنتى شويه انا اللى قولتله ياخدهم
- انتى يا داده طيب ليه ؟
- لأنهم شبطوا  فيه و كانوا عايزين يخرجوا   و كانوا هيطلبوا منك انك تروحى معاهم  بس انا حاسه بيكى يا بنتى و عارفه انك حابه انك دلوقت تبقى لوحدك
- فعلا يا داده انتى الوحيده اللى بتفهمينى و تعرفى اللى بيا و كانى كتاب  مفتوح بالنسبه ليكى
- دا انا اللى مربياكى يا بنتى و عارفاكى كويس
- طيب و عملتى ايه ؟
- ولا حاجه قولت  للاستاذ عمر ياخدهم يغديهم  بره و يجيب لهم آيس كريم و بعدين يرجعهم اهم هيلعبوا شويه  و يرجعوا
- و عمر مقالش حاجه
- هو خاف لإنتى  تضايقى منه بس انا قولتله انى انا المسئوله و هاقولك
- و الله انا مَش عارفه من غيرك كنت هاعمل ايه يا داده
- طيب طالما بتحبينى كده يبقى تسمعى كلامى و تيجى تفطرى
- بقولك ايه ما تسيبك من الفطار بقى و تعمليلى فجأه قهوه مضبوط من ايديكى الحلوين دول
-هاعملك بس بعد ما تفطرى و قدامى مفيش قهوه على معده فاضيه ها قولتى ايه ؟
- وهو انا اقدر أقول حاجه بعدك يا سكر  انت خلاص حاضر يلا بينا
مضى بعض الوقت ليعود الاولاد الى المنزل بينما كانت عشق تستعد للذهاب الى الحفله
- انتى هتخرجى و تسيبينا يا ماما
- زى ما انتم خرجتم و سيبتونى  بالضبط
- احنا كنّا عايزينك معانا بس داده  قالت انك عايزه تفضلى هنا انًما احنا لا ممكن نروح معاكى ؟
- مَش هينفع يا حبيبتى لانه ممنوع  لتنظر لها عشق الصغيره فى أسى نظره تفتت القلب
- عشق عشان خاطرى بلاش تزعلى ماما خلينى اخرج مره و انا مبسوطه و فرحانه
- طيب يا حبيبتى انا مَش هازعل خلاص
- اتبسطتوا مع  بابا ؟
- اوى فسحنا  و جاب لينا كل حاجه طلبناها منه
- ربنا ما يحرمكم منه ابدا يا حبيبتى و لا من وجوده فى حياتكم 
- احنا بس يا ماما طيب و انتى ؟ لتتجاهل الرد على سؤالها و تسألها
- ها قوليلى ايه رايك فى شكلى
- زى القمر انتى احلى ماما فى الدنيا
- و الفستان
- يجنن يا حبيبتى
-   طيب هتدوا ماما بوسه  حلوه و لا لا عشان أخرج و انا  مبسوطه ليتجه الاثنين اليها فى فرح و يحتضناها بقوه و يغرقونها بالاحضان  و القبلات و هى تضحك فى سعاده بينما تنظر لهم داده عليه مبتسمه
مضى بعض الوقت و عشق جالسه فى غرفتها تستعد  كان الاطفال قد دخلوا ليغيروا ملابسهم بينما كانت  هى تحاول ان تطلب السائق الخاص بها و لكن تليفونه كان مغلقا حاولت عده مرات و هى تنظر الى الهاتف فى ضيق فلم تكن تتوقع ذلك وضعت تليفونها   و خرجت من الغرفه لتنادى داده عليه و تسألها
- داده انا باكلم السواق بس التليفون مغلق 
- ايوه يا بنتى دا انا نسيت اقولك السواق اخد النهارده اجازه و قال انه لازم يسافر البلد لان عنده ظرف طارىء و عشان كده  هتلاقى التليفون مقفول معلش بقى السن له احكام انا نسيت  اقولك  الصبح  و انشغلت. مفتكرتش  الا الوقت و انتى بتسالى لتنظر لها عشق فى تعجب و تسألها
- يعنى هو قالك طيب مكلمنيش انا ليه و قالى ؟
- اصلك كُنتُى نايمه و التليفون بتاعك انا قفلته عشان تستريحى شويه يا بنتى
لتسألها عشق فى دهشه
- و من امتى بتقفلى التليفون بتاعى يا داده ؟
- اللى حصل يا بنتى المهم هو انتى هتعملى ايه دلوقت ؟
- مَش عارفه الحفله هاتبتدى بعد نص ساعه من دلوقت و انا
ليقاطعها جرس للباب
- طيب انا هافتح الباب دقيقه يا بنتى
اتجهت الى حجرتها لتحضر تليفونها الذى كان يدق فى إلحاح  لتسمع هى صوت عمر يحدث داده عليه عند الباب لتدخل الى حجرتها و تمسك  بهاتفها لتجد المتصل اياد لترد عليه بسرعه
- مساء الخير يا عشق ها مستعده
- اهلًا يا اياد ازيك  اخبارك ايه ؟
- انا قلت أكلمك  عشان اسئلك تحبى نتقابل  فى الحفله و الا انتى هيكون معاكى حد هناك  اذا كُنتُى حابه ممكن نتقابل و نشرب حاجه بعدها أكون سعيد جدا
- لا مفيش معايا حد انا لوحدى بس
- بس ايه خير  فيه حاجه؟
-  و الله انا كنت مستعد و لبست فعلا بس السواق بتاعى حاله ظرف طارىء و مَش موجود و انا
ليقاطعها اياد قائلا بمرح
- بس كده و الله جت من عند ربنا انا لِسَّه متحركتش هاعدى عليكى حالا ثم استدرك فى حرج من تسرعه
- دا لو انتى معندكيش مانع انك تروحى معايا طبعا
لترد فى حرج من الموقف كله
- لا ابدا يا اياد انا يشرفنى طبعا انى أكون معاك بس انا مكنتش حابه انى اتعبك معايا
- تعبك راحه يا عشق بالعكس وجودك معايا يسعدنى خلاص انا هاعدى عليكى بعد خمس دقايق بالضبط مع السلامه
كادت ان تعترض و لكنه اغلق الخط فى سرعه لتتنهد هى فى ضيق من الموقف كله ثم سمعت صوت عمر بالخارج لتتجه الى الباب لتفتحه و هى تنظر اليه فى تساؤل  فقد كان هنا منذ الصباح فما الذى عاد به  الان  ليجيبها هو دون ان تسال
- اصل عشق نسيت اللعب بتاعتها فى العربيه وانا خفت أنها تضايق  فقلت اجى أجيبهم لها
لترد  فى رسميه عليه
- دا بيتك يا عمر اهلًا بِيك فى اى وقت  لتفاجأها   داد ه عليه بقولها له
- اقعد يا بنى و انا هاعمل لك احلى فنجان قهوه دا انت جيت لينا من السما
لتنظر هى لها  فى دهشه من قولها بينما يسألها عمر
- خير يا داده
- ابدا يا بنى عشق حابه انها تروح الحفله النهارده و على حظها السواق مَش موجود جاله  ظرف طارىء و اخد اجازه
- انا مستعد  أوصلها طبعا ثم يستدير لى و يقول  انا تحت امرك يا عشق وممكن ارجع أجيبك كمان  بعد ما تخلصى اذا مكنش عندك مانع
لأنظر انا اليها فى عتاب ثم أجيبه ببرود
- خلاص الحمد لله اتحلت يا عمر اياد هو كمان رايح الحفله زى ما انت عارف و لما عرف ان السواق مَش موجود عرض انه ياخذنى فى سكته و انا قلتله انى معنديش مانع و هو هيعدى  عليا  بعد شويه ان شاء الله
- اياد  ثانى قالها  عمر فى غضب بينما لم اهتم انا بغضبه و نظرت له فى برود يذيب الجليد
- عموما البيت بيتك يا عمر تقدر تقعد هنا مع الولاد  طبعا زى ما تحب ثم نظرت الى داده عليه التى ظهر على وجهها خيبه الأمل لأسألها فى سخريه
- ايه ياداده مَش هتعملى لعمر قهوه ولا ايه ؟هو بيحبها ساده و مره .... اوى
ثم تركتهم و انا ابتسم لنفسى فى رضا لاتجه الى الباب و انتظر اياد الذى لم يخيب رجائي  و كان فى سيارته امام الباب و قبل الموعد المحدد مبتسما ينتظرنى لاجد عينا عمر تتابعنى فى غضب وحسره  لأطلق انا  ضحكه صغيره و انا اركب بجوار اياد الذى نظر الى مستفهماً عن سبب ضحكاتى لاجيبه فى مرح
- اسفه اصلى افتكرت موقف حصل من شويه و مقدرتش أُمسك  نفسى
- خير ان شاء الله ؟
- ابدا خير هابقى احكيلك بعدين  
- بس تعرفى انتى النهارده طالعه ماشاء الله مميزه و فيه لمعه فرح فى عنيكى بس مَش عارف ليه
- يمكن عشان فرحانه النهارده اوى  يا اياد زى العيال الصغيره بالضبط
- للدرجه دى يا عشق
- تعرف انى دى اول حفله احضرها من سنين انا فعلا مَش عارفه أشكرك ازاى
- العفو انا يهمنى اوى انك تكونى مبسوطه يا عشق نظرت الى الأسفل فى خجل ودون ان تنطق
- انا اسف اذا كنت أتجاوزت  حدودى فى الكلام بس انا بأعتبر نفسى جار و  صديق ولا ايه ؟
- طبعا ابدا مفيش حاجه لتشير الى تجمع من السيارات ينتظر الدخول لتشير  اليه قائله 
- الظاهر اننا وصلنا خلاص
- فعلا الأوقات الجميله عمرهاقصير
========
- يعنى عاجبك اللى حصل ده يا داده بقى احنا نخطط كل ده و ندى  السواق اجازه و فى الاخر ييجى الاستاذ اياد و ياخدها هو يوصلها على الجاهز كده دا انا لو كنت باساعده مكنتش هتيجى كده اصلا
- عندك حق و الله يا بنى بس احنا اللى. غلطانين مفكرناش و لا حسبنا حسابنا صح
- طيب يا داده انا دلوقت هاتجنن و الود ودى  اروح دلوقت  أجيبها من هناك
- ازاى يعنى يا بنى استهدى بالله و متعملش مشاكل معاها مَش هتعرف تدخل الحفله و حتى اذا دخلت هنرجعها ازاى يعنى
لترد عشق
- ممكن نقولها ان حد مننا تعبان
- لا يا عشق يا بنتى اولا الكذب حرام و بعدين انتى ترضى انك تخضى  ماما و تخوفيها  كده
- لا طبعا  هى حبيبتى بس يعنى بابا صعبان علينا اوى
- بص يا بنى انا مَش عارفه أساعدك ثانى ازاى انا اصلا مَش عارفه هى هتعمل فيا ايه لما ترجع من الحفله واضح كده انها فهمت انا عملت فيها ايه ربنا يستر بقى
- طيب نعمل ايه يا داده ؟
- العمل عمل ربنا بقى بص انا هاروح اجيب شويه  طلبات من السوبر ماركت و حبه خضار  و يمكن اروح اقعد على البحر شويه و ارجع  خليك انت هنا قاعد مع الولاد بقى و  أتفاهموا
- يعنى انتى مَش حابه تكونى موجوده لما هى ترجع
- بصراحه لا يا بنى انا ست كبيره و مَش حمل لوم ولا عتاب انا حاولت مقدرتى و انتو فكروا بقى و لو حابين انى أساعدكم بحاجه برضه مَش هاتاخر عليكم ابدا طالما خير
- طيب هتروحى ازاى لوحدك
- ما انا كلمت السواق ومستنى  بره
-هو مَش تليفونه كان. مقفول
- لا ما هو معاه تليفون ثانى لما أكون عايزاه  بطلبه عليه انا طلبته لما لقيت مفيش فايده من اللى عملناه و قلتله ييجى
لتنظر لها عشق الصغيره مبتسمه
-  خلاص روحى انتى يا داده ولا يهمك و احنا هانقعد هنا نفكر نعمل ايه
خرجت و تركتهم لينظر ثلاثتهم الى بعضهم البعض
- ها هانعمل ايه يا ولاد انتو مَش قلتم انكم هاتساعدونى
ايوه بس دا باين انك زعلتها منك جامد اوى ومش بسهوله تسامحك حتى لو قلت اسف
- فعلا انا غلطت معاها غلطه كبيره اوى و مَش عارف اتصرف ازاى دلوقت ولا اعمل ايه ؟
- ليه عملت ايه يعنى ؟
لينظر لها فى دهشه ثم يجيب
-  دى حاجات بين الكبار يا عشق مَش هينفع انك تعرفيها
- طيب ماشى بس انا عندى فكره حلوه عشان إصالحها بيها
- بجد طيب الحقينى بيها عشان خاطرى
طيب هات بوسه و حضن الاول  و انا هاقولك
- بس كده يا سلام ما احب ما عليا يا ستى اتفضلى
ليجيب حمزه فى غضب
- طيب و انا؟ إنتوا على طول بتنسونى كده
- و احنا نقدر ابدا متزعلش تعالى
ليحتضنهم و يقبلهم فى حب
- بص بقى انا شفت فى فيلم اجنبى ان البطل زعل حبيبته  فاستنى لما هى خرجت و ملا البيت شمع وورد و كتب ليها بحبك اوى لما رجعت لقت الحاجات دى فرحت و سامحته علطول
لينظر لها عمر فى دهشه و يسألها
- و انتى بقى اتفرجى على الفيلم دا امتى ان شاء الله؟ 
و هو ده وقته احنا فى الفيلم ولا ماما دلوقت
- لا ماما طيب تفتكرى انا لو عملت كده ممكن هى تنبسط و تسامحنى
- معرفش بس كل الستات بتحب الشمع و الورد هى ساعتها عجبها الفيلم اوى
- بس  هى رمت الورد بتاعى قبل كده ومرضيتش تاخذه منى
- ابدا بعد ما انت مشيت حطته فى زهريه و قعدت تبص له
- بجد حصل كده ؟
-ايوه ها ايه رايك؟
- طيب انا هاسمع كلامك وا ملا  ليها البيت شمع وورد
-منين ؟
- هاجيبهم حالا ليرفع سماعه الهاتف و يطلب مجموعه من الشموع و كميه من الأزهار  التى تعشقها حبيبته لتصل بعد نصف ساعه فقط
المهم لازم تساعدونى دلوقت قبل ما هى ترجع
- ماشى
ليبدأوا فى رص الشموع و الورود لينتهوا بعد نصف ساعه اخرى 
- ها ايه رايكمً ؟
- الله شكل البيت بقى حلو اوى يجنن.
- انا عملت كل اللى قلتوا عليه بس يا رب هى متضايقش ولا تكسفنى
- حد يلاقى الجمال دا كله و يتضايق معتقدش
- طيب انا هاروح اطلب أوردر اكل بالتليفون لينا و ليكم انتم تتعشوا و تدخلوا تناموا و انا هاستنى هنا
- طيب هات لينا احنا بيتز ا يا بابا
مضى بعض الوقت و دخل الاولاد ليناموا بينما جلس هو فى الانتظار فقد اقترب موعد انتهاء الحفل و عودتها الى المنزل كان شاردا يفكر حين أتاه تليفون من والدته تطمئن عليه وتطمأنه  على والده فخرج يحدثها و هو ينظر الى البحر تاركاً المكان للحظات كان كل من حمزه و عشق قد خلدا الى النوم بعد العشاء و اللعب طوال النهار و لم تعد داده عليه بعد فقد تعمدت ان تتأخر كى تتجنب لقاء عشق عندما تعود و لم يبقى الا هو ساهراً و تلك الصغيره ذات الفراء التى خرجت من صندوقها لتعبث فى تلك الورود المنثوره  على الارض و تلهو قليلا لتقترب من أحدى الشموع دون قصد لتلسعها فتصرخ و تنتفض هاربه فى فزع  و قد أسقطتها على الارض  ليلتقطها طرف الستارة التى يداعبها الهواء فتشتعل النيران بها فى لحظه .
انتهت الحفله لتركب عشق السياره مع اياد مبتسمه لتغمض عينيها فى سعاده و هدوء كانت تلك هى المره الاولى التى تشعر فيها بالرضا و تبتسم منذ وقت طويل
لينظر لها اياد و هو يقود السياره و يقول
-  ها يا عشق عجبتك الحفله ؟
- جدا انا كنت حاسه انى طايره من السعاده و انا باسمع المزيكا 
- باين عليكى انا لو كنت اعرف انك هتتبسطى اوى كده كنت عزمتك  من زمان
لتضحك و هى تنظر له
- زمان امتى يا اياد احنا جيران منعرفش بعض الا من  كام يوم بس و ابتدت بمشكله بينا و دكتور
ليضحك و هو يتذكر ما كان منذ ايام و يقول 
- فعلا انتى عندك حق بس تعرفى مَش عارف ليه انا حاسس انى أعرفك من زمان  لتنظر له  ثم تخفض عينيها الى أسفل فى خجل و يشعر هو بذلك ليقول 
- انا اسف الظاهر انى انا أتجاوزت حدودى فى الكلام ثانى بس انا باتكلم كصديق و جار
لترد فى مرح محاوله تلطيف الموقف
- لا ابدا انت تقول اللى انت عايزه ولا يهمك انا مسامحه يا سيدى
هم بان يرد عليها  لولا انه انتبه الى ذلك الدخان و  الضوء المتراقص الذى بدا يظهر من بعيد ليعقد حاجبيه فى قلق   و يزيد من سرعه سيارته مما اشعر عشق بالخوف و همت  ان تسأله لولا انها انتبهت الى ما ينظر اليه لتصرخ فى فزع و هى تنظر الى السنه النيران التى بدات ترتفع الى السماء 
- حمزه عشق ولادى
أوقف اياد السياره ليقفز منها فى سرعه و يلتقط  طفايه الحريق و ينطلق الى الشرفه و هو يصرخ فيها
- عشق بسرعه فيه طفايات ثانيه  فى الفيلا خليهم يجيبوها اتحركى
افاقت على صراخه فيها لتحاول الاتجاه ناحيه الحريق ليصرخ هو فيها
- عشق لازم نطفى  الحريق بسرعه  هو مش كبير اوى بس مَش هينفع تدخلى دلوقت روحى هاتى الطفايات  بسرعه
أنهى عمر المكالمهً ليستدير عائدا الى الفيلا ليفاجأ بالسنه النيران المشتعله فى الشرفه لينظر مصدوماً مما يحدث  للحظه و ينتبه على صراخ اياد فى عشق لمساعدته لينتفض ثم يتجه اليه جرياً   ثم ينتبه الى وجود أولاده بالداخل  ليتجه الى عشق فى سرعه و يلتقط حقيبتها ليبحث عن مفاتيح المنزل ليجدها و ينطلق الى الناحيه الاخرى حيث الباب ليفتحه   و يدخل الى الفيلا و يتجه الى غرفه الاولاد التى كانت بعيده  نوعا ما عن الحريق ليجدهم نائمين ليختطفهم من على أسرتهم لينهضوا فى فزع و رعب مما يحدث و لكنه احتضن كل منهم و هو يخرج بهم الى حيث امهم التى تساقطت دموعها ما ان راتهم لتخطفهم منه و تحتضنهم و كأنها تخبئهم  بين ضلوعها عن ما يحدث حولهم .
كنت دموعها تتساقط فى صمت و هى تحتضن اولادها عندما انتهى رجال الأمن و عمر و اياد  من اخماد الحريق الذى لم يكن كبيرا لحسن الحظ فقد كان فى بدايته عندما وصلت عشق و اياد الى المكان  ليتجه اياد اليها متأملاً حالها و هى تحتضن اولادها و تبكى فى صمت و يسألها
- عشق انتى كويسه ؟
لتهز راسها له دون ان تنطق و ان ظلت دموعها تسيل دون توقف  
- عشق لو كُنتُى حاسه انك  تعبانه انا ممكن اجيبلك دكتور ؟
لتنظر اليه ثم تخفض عينيها الى الارض و هى تحتضن اولادها فى قوه
- عشق ارجوكى ردى عليا طيب طمنينى كان عمر قد انتهى من اخماد باقى الحريق  و اتجه اليها عندما سمع اياد يحدثها و هى لا تجيبه ليسرع هو  اليها  و لكنها لم تكن تستوعب ما يحدث او تنطق فقط تحتضن اولادها بطريقه مؤلمه نظر اليها بقلق ثم اخذ يحدثها  لتنتبه له
- عشق ارجوكى ردى عليا طيب بصيلى  انا عمر  حبيبك طيب كلمينى صرخى اعملى اى حاجه بس متفضليش ساكته كده  عشق عشق
ليرد عليه اياد فى قلق
- حالتها مَش طبيعيه من ساعه الحريق و هى منطقتش بكلمه دموع بس انا ابتديت اخاف عليها انا لازم اجيب  لها  دكتور
خوفه و قلقه هو ما جعله يتجه لها و يمسك بها فى قوه ليرفعها  و لكنها تشبثت بحمزه و عشق فى خوف لينتزعهم  من بين يديها و يهزها فى عنف
- عشق فوقى  اضربينى اعملى  اى حاجه عشق و لكنها كانت شارده لم تكن تنظر حتى اليه او تسمعه  ليمد يده و يلطمها  على وجهها بقوه  لتنظر له للحظه ثم تترك اطفالها و تندفع لتضرب صدره  و وجهه و هى تصرخ بقوه
- انت السبب فى كل اللى حصل ليه عملت كده انا كنت قربت انسى و ابتدى أعيش حياتى من ثانى ليه فكرتنى بالماضى و بكل قسوه  انت ايه  حرام عليك انا بأكرهك سامع يا عمر بأكرهك
كان يستمع اليها و عيناه تنطق بالالم من كلماتها و عذابها لم يحاول الدفاع عن نفسه حتى  ضد ضرباتها تركها تفرغ كل انفعالها و غضبها فيه كان بعلم انه لو لم يفعل فإنها قد تنهار منه  او يفقدها فى اى لحظه بينما كان اياد يراقب ما يحدث فى صمت بينما يبكى حمزه و عشق فى فزع لصراخ أمهما  و هجومها على والدهم  .  اندفع اياد يمنعها عنه و هو يحدثها برفق
-كفايه يا عشق اهدى شويه دا قضاء و قدر حصل خير الحريق  الحمد لله مكنش  كبير و قدرنا نلحقه  و الأضرار مَش كبيره و تتصلح لتنظر له فى غضب فهو لا يعلم ما يتحدث عنه او ما تشعر هى به فى هذه اللحظه الوحيد الذى ادرك ذلك كان عمر الذى علم ما تعانى هى منه الان و الذى كأن هو  السبب فيه  .
- سيبها يا اياد هى عندها حق فى كل اللى بتعمله انا فاهم و مقدر   لتنظر هى له و عينيها تشتعل من الغضب
- عشق تعالى معايا الفيلا انتى و الولاد مَش هينفع انكم تقعدوا هنا دلوقت و المكان بالشكل ده  .
كان عمر يستمع له و النيران تشتعل بداخله فهو لا يريدهم ان يذهبوا معه و لكنه فى نفس الوقت لن يستطيع الاعتراض 
لترد هى بصوت بارد خالى من الحياه يشتعل غضبا ....
- اياد من فضلك  خد الولاد و دخلهم جوه عندك دلوقت  و انا هابقى احصلكم    انا حابه انى اتكلم مع عمر شويه لوحدنا لو سمحت
- عشق انتى تعبانه و الوقت مَش مناسب  خلى   الكلام ده لوقت ثانى لما تهدى شويه  و تعالى معايا دلوقت
- اياد من فضلك  مَش هاقول ثانى خد حمزه و عشق من هنا دلوقت
لم يجد مفرا الا ان ياخذ منها الطفلين  و يتجه بهما الى الداخل ليتركهما معا و ما ان ذهب الجميع حتى التفتت هى اليه تنظر له  فى غضب
- عشق انا اسف انا ....
لتشير له بيدها ان يتوقف وترد عليه بصوت بارد  قاسى
- اسكت يا عمر كفايه انا مَش عايزه اسمع صوتك ولا حابه انى اسمع منك كلمه اسف  مَش هتفيد  بحاجه    بالعكس انا خلاص معدتش عايزه اسمع منك حاجه ثانى ابدا كل مره تغلط و تقولى اسف تقدر تقولى   هيفيدنى بايه اسفك ده   انت عارف انا حسّيت بايه النهارده يا عمر و انا شايفه النار حسّيت ان انا اللى بموت باتحرق
- عشق ارجوكى كفايه كفايه تعذبى نفسك و تعذبينى معاكى انا عارف انى مهما قلت ولا اتكلمت مَش هتسمعى  منى حاجه بالعكس انا عار ف انى خلاص يمكن معدتش ليا اى مكان فى حياتك بعد كل اللى حصل  بينا ده بس صدقينى انا المره دى مظلوم و ماليش اى ذنب فى اللى حصل   احنا حبينا اننا نعمل ليكى مفاجاه انا والولاد عشان لما ترجعى تلاقيها حبينا نشوف الفرحه فى عنيكى   و معرفش ايه اللى حصل  انا مغبتش  عن المكان غير دقايق كنت باتكلم فيها فى التليفون و رجعت لقيت النار ولعت فجأه فى المكان كله
لترد عليه فى ثوره و غضب
- عايز تعرف ايه اللى حصل يا عمر انا اقولك اللى حصل انك أب مَش مسئول يا عمر   انا  سبت الولاد امانه معاك و أدى النتيجه قدامك اه  كانوا هيفقدوا حياتهم و بأبشع طريقه انت عارف انا حسّيت بايه وولادى جوه يا عمر  و النار بتقرب منهم هما كمان ..فاكر اشجان يا عمر  ؟ لينظر لها مصدوما ثم يرد عليها
عشق ارجوكى كفايه 
- انا اللى كفايه يا عمر طيب ما انا ساكته من زمان اوى و مَش باتكلم  باصبر  و أسامح و احاول انسى بس خلاص انا معدتش  قادره سامعنى يا عمر انا تعبت  أرجوك امشى ابعد عنى  اخرج من حياتى و حياه ولادى قبل ما تدمرها   ارحمنى و ارحم نفسك بقى  تركته و دموعها تتساقط و سارت مبتعده عنه فى اتجاه فيلا اياد نظر اليها وهى تبتعد عنه و هو يشعر انه فقدها هذه المره و الى الأبد .
ظل واقفا للحظات ينظر بحزن  الى الاطلال المحترقه التى كانت ترسم  له منذ ساعات قليله املا فى إرضائها  و لكن الامور تطورت و كان للقدر راى اخر ليكون ما سعى هو اليه سببا فى غضبها و  ابتعادها عنه مره اخرى  و خروجه من حياتها  تنهد فى اسف و هو يستدير ليتجه الى سيارته ليرى داده عليه  و هى  تنظر الى المكان فى ذعر  و يسمع  شهقه ذعر منها
- بِسْم الله الرحمن الرحيم ايه اللى حصل هنا بالضبط  ثم تنبهت الى وجود عمر فاتجهت اليه فى لهفه
- عمر يا بنى ايه اللى حصل دا انا مسبتش  البيت الا ساعتين بس  طمنى يا بنى حد جراله حاجه الولاد بخير؟
- الحمد لله يا داده قدر و لطف
-  امال ايه اللى حتى يا بنى فهمنى ؟
ليرد هو فى مراراه
- اذا كنت انا نفسى مَش فاهم يا داده كل حاجه كانت ماشيه كويس و فجأه حصل اللى حصل.
- الحمد لله انهم بخير يابنى و كويسين  طيب هما فين انا عايزه اطمن عليهمً ؟
- عند اياد فى الفيلا هو اخد الولاد و عشق حصلتهم
لتسأله داده فاطمه فى تعجب
- هى عشق هتقعد هناك  عنده ؟
ليرد فى غيظ جاهد فى كتمانه 
- معرفش يا داده كل حاجه اتلخبطت مره واحده و انا مَش عارف اعمل حاجه ولا قدرت انى اعترض عشق كانت منهاره من كل  اللى حصل  ده انا خفت عليها  اوى يا داده
- طيب هى كويسه دلوقت يا بنى ؟
- ايوه الحمد لله انا اللى تعبان اوى يا داده
- ليه يابنى بعد الشر عنك خير مالك ؟
- عشق يا داده  بعد اللى حصل  النهارده كانت قاسيه عليا اوى و طلبت منى ابعد عنها دى قالتلى انها بتكرهنى
- دى لحظه غضب يا بنى و هاتروح لحالها هى بس تلاقيها كانت غضبانه من اللى حصل و قسيت عليك فى الكلام شويه 
- لا يا داده عشق اتغيرت مبقتش تحبنى  زى الاول قلبها اتغير
- انتى اللى بتقول كده يا بنى  دا انتى عارف و متاكد انت بالنسبه لها ايه بس متاخذنيش هى شافت منك ايه الا الهجر و القسوه
- طيب اعمل ايه يا داده كل ما اقرب منها و احاول اصلح اللى  عملته  بتحصل حاجه تبعدنا ثانى عن بعض و اكثر من الاول
- تقرب اكثر مَش تبعد يابنى لازم تحسسها انك شارى
- طيب اعمل ايه يا داده و هى قالتلى ابعد ؟
- تقرب اكثر هو انا اللى هاقولك يابنى  بص انا عندى فكره
==========

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن