- اهلًا يا أياد مساء الخير يا دكتور تعبت نفسك و الله انا بقيت الحمد لله كويسه
- الولاد لِسَّه كانوا بيقولوا ليا انك تعبانه
- لا دا شويه صداع و راحوا لحالهم انا احسن بكثير الحمد لله
- طيب نخلى الدكتور يطمن و يطمنا
- بس مفيش داعى انا احسن الحمد لله
- معلش هو جه لحد هنا و اهو يطمنا عشان خاطرى
لتبتسم له فى ود بينما الاخر يشتعل
- طيب اللى تشوفه اتفضل معايا يا دكتور
خرجت بعد دقائق لتجد الجو متوترا فقد كان كل منهما ينظر الى الاخر و عمر يكاد ينفجر من الغيره و الغيظ لتكتم ضحكه كادت ان تفلت منها على حاله
ليسال أياد الطبيب فى لهفه
-ها يا دكتور طمنى ؟
- الحمد لله صحتها فعلا احسن بس هى لازم تستمر على الادويه يومين كمان و كمان لازم تاكل كويس و احسن من كده
ليرد حمزه هذه المره فى براءه
- دى مغلبانا انا و اختى يا دكتور كل ما نقولها تاكل مَش بترضى و لا بتسمع الكلام ليضحك الجميع من تعليقه و تبتسم هى فى رضا
ليقول الطبيب
- طيب استأذن انا و حمد الله على سلامتك يا مدام
- الله يسلمك يا دكتور شكرًا على تعب حضرتك معايا
- العفو بس زى ما قولت لحضرتك التغذيه و الراحه دول اهم حاجه
- ان شاء الله شكرًا مره ثانيه
- طيب عن اذنك انا هاوصل الدكتور الحمد الله اننا اطمنا عليكى
- أياد استنى انا عايزاك من فضلك
- طيب هاوصل الدكتور و ارجع دقيقه واحده
كاد عمر ان يصرخ فيها عندما نادته باسمه أمامه و طلبت منه الانتظار و لكنه صمت غاضبا و قد ظهر ذلكً واضحاً على وجهه عندما رجع اياد يحدثها
- خير انا تحت امرك يا عشق
- انا شاكره ليك كل اللى عملته معايا و مع الولاد و حتى عديت عليك النهارده عشان كنت حابه أوصلك دول و أشكرك بنفسى بس الولاد قالوا ليا انك مَش فى الفيلا و نزلت القاهره
- فعلا كان ورايا مناقصه مهمه خلصتها و رجعت ثانى بس ايه دول؟
- ما انا مَش عارفه تكاليف الادويه و الدكتور اد ايه
- كده يا عشق يعنى انتى بتهينينى و لا بتشكرينى فلوس ايه اللى هاخدها انا مَش قلت ليكى قبل كده لا مَش هينفع
- و انا مَش ممكن اقبل يا أياد معلش مينفعش انك تدفع ليا الفلوس دى و انت عارف
- اولا دى حاجه بسيطه و ثانيا احنا جيران و الجيران لبعضها ثالثا لو حابه انك ترديهم انا معنديش مانع
-ازاى طيب ؟
- اقبلى عزومتى بكره على الغدا و فسحه تجنن فى اليخت بتاعى انتى و الولاد انا خارج بكره اصطاد طول النهار و حابب انكم تكونوا معايا
لتبتسم له فى رقه ممزوجه بالسخريه وتقول
- و انا كده هاردهم و لا العكس ثم تفكر للحظات و تقول
- طيب انا موافقه بس على شرط
- تحت امرك
- انك تتعشى معانا الوقت الاكل جاهز و انا حابه انك تكون معانا
- بس انا شايف انك عندك ضيوف
- دا مَش ضيف يا أياد دا عمر والد عشق و حمزه طليقى
ظهرت ملامح الدهشة و الحرج على وجهه
- اه طيب انا اسف انا ممكن امشى دلوقت و نتقابل الصبح ان شاء الله
- فيه ايه يا أياد انت متضايق و لا محرج من وجوده (
- انا ابدا بس
- انا و هو اتفقنا نحافظ على علاقه الود اللى بينا عشان الاولاد هو جاى عشان يشوفهم و يقعد معاهم شويه لانه كان مسافر لفتره طويله
- طبعا دا اُسلوب كويس جدا عشان خاطر الاولاد و نفسيتهم
- طيب يلا بقى نتعشى لحسن انا فعلا جعانه جدا
- عشق انتى متاكدهً انه عادى انى اتعشى معاكم النهارده ؟
- فيه ايه يا أياد دا بيتى انا مَش بيت عمر عمر مالوش اى علاقه بيا خلاص غير انه ابو ولادى
- طيب خلاص انا اسف ارجوكى متضايقيش منى
- طيب يلا بينا و الا مَش هاقبل دعوتك بكره
- لا ارجوكى دا انا حتى جاى من السفر على الدكتور على هنا علطول و هاموت من الجوع
- طيب اتفضل
جلس الجميع على المائده كان بعضهم يشعر بالسعاده و البعض بالغضب و اخر بالإحراج
لتبتسم عشق و هى تنظر لهما ثم تتجاهل عمرالذى كلن يبدو على وجهه الوجوم من وجود أياد المفاجىء هنا
- اياد انا مَش بأعرف اعزم يا ريت بقى تجرب الصنف ده و تقولى رأيك ايه؟
ليبتسم لها فى ود و يقول ببساطه
- متتعبيش نفسك ياعشق انا اصلا ميت من الجوع و الأكل شكله تحفه انا مَش بعيد اخلصه كله لوحدى
لتضحك هى فى مرح و تقول له و هى تضع بعض الطعام فى أطباق اطفالها
- اكل داده بصراحه لا يعلى عليه انا مَش باطاوع نفسى و الا وزنى هيزيد مرتين منها
- و هو انتى بتاكلى اصلا يا بنتى
- ما انا باكل اه يا داده
لياخذ اياد احدى قطع اللحم و يضعها فى طبقها
- جربى دى طعمها يجنن
- شكرًا يا اياد
ليضع عمر شوكته و سكينه بطبقه بصوت مسموع لينظر الجميع له فى استفهام
- الحمد لله شبعت
- و هو انت لسه اكلت حاجه يا بنى والا الاكل مَش عاجبك
- لا يا داده ما انتى أكلك فعلا لا يعلى عليه بس الحمد لله ليقوم من على المائده و يتجه الى المقاعد الموضوعه فى الشرفه و تتبعه داده عليه و تسأله
-مالك يا بنى انت تعبان و الا ايه؟
- لا بس انا حاسس انى ماليش مكان هنا معاكم
- ازاى يا بنى دا بيتك ودوّل ولادك فيشعر انه يكاد يحترق من الغيره فهى زوجته و امى طفليه و حبيبته قبل اى شىء اخر
- ممكن تعمليلى قهوه يا داده بعد ما تخلصى اصل انا حاسس ان دماغى هينفجر
لتنظر له عليه بمكر فهى تعلم انه يكاد يشتعل من غيرته عليها ووجود اياد
- سلامتك يا بنى من عنيا حاضر
تبدلت الأدوار ليجد نفسه يجلس وحيدا فى الشرفه المطله على حمام السباحه و أمامه فنجان من القهوه المره الطعم بينما يسمع أصوات ضحكاتهم تاتى من بعيد فيتوعد فى ضيق و هو يحادث نفسه.
و بعد فتره انضم له حمزه و عشق الصغيره بينما ظلت عشق و اياد بالداخل يتحدثون
كان حمزه و عشق ينظرون اليه فى دهشه فقد كان يُبين عليه انه يكاد ان ينفجر مما يحدث
-مالك يا بابا انت متضايق ؟
-انا و هاتضايق ليه ؟
- امال مالك ساكت و مَش بتكلم او تلعب معانا احنا ضايقناك فى حاجه
- لا ابدا بس انا كنت متوقع ان ماما تيجى تقعد معانا هنا
- مهى متقدرش تسيب عمو اياد لوحده بره
- و هو قاعد ليه اصلا ما العشا خلص خلاص هيفضل قاعد لإمتى؟
- ماهو جارنا هنا يا بابا و يقدر يقعد براحته
-ايه جاركم؟
- ايوه هو صاحب الفيلا الكبيره اللى قدامنا على البحر و احنا بنروح نقعد عنده على الشط
- بتقعدوا عنده ها و بتعملوا بقى ايه كمان؟
- بننزل البحر و نلعب و نأكل آيس كريم
- و ماما بتبقى معاكم ؟
- لا احنا بنروح لوحدنا
ليشعر بالراحه من كلامه و التى تبددت حين اكمل حمزه حديثه قائلا - بس اول امبارح ماما كانت معانا و قعدنا طول النهار هى و عمو قعدوا يتكلموا بالساعات
- بيتكلموا فى ايه يا حمزه؟ ساله عمرمستفهما و هو يكاد يجن
- معرفش يا بابا انا مقدرتش اسمع بيقوله ايه و حتى لو عرفت مَش هاقول كده يبقى بافتن و الفتره أشد من القتل ماما قالتلى كده
- فعلا يا حمزه ماما عندها حق
ثم يلتفت الى عشق الصغيره و يسألها
- يعنى ساكته و مَش بتقولى حاجه
- طيب و عايزنى أقول آيه يا بابا ؟
- اى حاجه المهم تكلمى
- بس انا مَش عايزه اتكلم
- طيب ما تقولهم يجوا يقعدوا معانا هنا دلوقت و نتكلم كلنا
- ماما قالت لا
- لا ليه ؟
- قالت انك جاى لينا انا و عشق عشان تقعد معانا و هى حابه انك تقعد معانا براحتك
ليغمغم فى غضب ايوه
- انا اقعد معاكم هنا و هو يقعد معاها هناك
-بتقول حاجه يا بابى ؟
- ها لا ابدا
جلس صامتا لا يتحدث ويحاول ان يستمع عّم ماذا يتحدثان فى الخارج
- احنا مَش هنخرج يا بابى ؟
- نخرج نروح فين ؟
- نجيب آيس كريم و نروح الملاهى انت مَش جيت عشان تأخذنا تفسحنا
ليتنهد عمر و هو ينظر إليهما
- عندكم حق طيب روحوا قولوا لمامى الاول اننا هنخرج
- عشان خاطرنا يا مامى احنا عايزين نروح الملاهى
لتتوتر عشق فهى تخشى عليهما و لا تعلم هل سينتبه عمر لهما ام لا
- مره ثانيه بصوا انتو هتخرجًا بكره و طالعين معايا انا و عمو اياد رحله بحريه يعنى لازم تناموا بدرى النهارده
- بس احنا عايزين نخرج مع بابا و مَش هنتاخر لِسَّه بدرى
- لا
لينظر لها اياد قليلا ثم يقول
- حمزه عشق ممكن تخلوا داده تعمل لنا شاى
- بس احنا بنتكلم مع مامى دلوقت
لتنظر له عشق الصغيره
- طيب يا عمو حاضر تعال يا حمزه نقول لداده
ابتعدوا قليلا لينظر هو اليها
- عشق انا طبعا مليش أتدخل بس ممكن اعرف انتى مَش حابه انهم يخرجوا مع باباهم ليه ؟
- لانى بصراحه خايفه و مَش مطمنه أسيبهم لوحدهم معاه
- ليه ؟ دا ابوهم و هيخاف عليهم زيك بالضبط و اكثر
- آبه بس هما اشقيا و انا بخاف
- دا مَش معناه انك تحرميهم من انهم يقضوا وقت معاه
- انا ....
- بصى لما يرجعوا قوليلهم انك موافقه و فرحيهم اتفقنا و انا هأقوم بقى و اسيبك تستريحى . تصبحى على خير و هستناكم بكره ان شاء الله .
- اياد شكرًا
انه يكاد يجن لقد سمعها تناديه باسمه و تشكره فى رقه غيرته عليها تكاد تقتله لقد كان يظن انه سيظل الوحيد فى حياته و انها لن تفكر ابدا فى سواه ستظل عشق له وحده يخفق قلبها بحبه هو دون سواه و لكنه الان بدا يشك فى ذلك بعد ان رأى و بعينيه بدايه تحول مشاعرها عنه تجاه اخر انه يريد ان يقتله و لكن من يلوم على ما يحدث الان ايلومها هى ان فكرت ان تعيش حياتها بعد سنوات من الحرمان و الشقاء لم تعرف فيها طعم الحب ام يلوم نفسه ان ضاعت منه فهى لم ترى منه الا الهجر و الجفاء و لم تذق ابداً طعم عشقه لها ربما ابتعدت عنه و صدته بارادتها و لكن ما الذى كان يتوقعه منها بعد ان جرح كرامتها و كبريائها و هى التى لم تعرف طعم الذل ابداً لقد ابتعد ليحقق ذاته و ليثبت لنفسه انه يستطيع ان يكون و ان يخلق لنفسه اسماً و حياه لقد صار مشهوراً فى مجال المال و الاعمال و حقق نجاحاً لم يكن يحلم به و لكن ماذا عنها هى من تركها ورائه لسنوات لم لم يفكر بها او بمشاعرها و احتياجاتها كامرا لقد اخطا فى حقها كثيرا و حاول إصلاح خطاه بمزيد من الأخطاء التى تراكمت لسنوات و سنوات حتى اصبح من الصعب إصلاحها و كيف توقع منها ان ترضى لقد صور لها غروره انها له و إلى الأبد و لكنه لم يتوقع ان دوام الحال من المحال و ان التغيير سمه من سمات القدر لقد تبدلت الأدوار و عليه الان ان يسعى هو اليها و يحارب من اجل استرداد حبها هذا اذا كان لم يفقده حتى الان كيف يسترضيها و يستعيدها لقد اكتشف انه لا يعرف فهو لم يعتد على ذلك ابدا لقد كانت النساء هى من تسعى اليه و حتى الان و لكنه لا يرغب الا بها هى و هى فقط نعم عليه ان يتعلم كيف يحب و كيف يخضع و لكن من يساعده من ؟
- احنا جاهزين يا بابى
ابتسم و هو ينظر اليهم انهم سلاحه الذى عليه ان يحارب به فى معركته مع الحب و حلفائه فى معركته مع قلبها الذى أعلن التمرد و العصيان سلاح قوى و عليه ان يحسّن استغلاله جيدا
ليبتسم و هو يسألهم فى رقه
- طيب انتو استاذنتم مامى انكم تيجوا معايا ؟
- ايوه طبعا هى قالت لا فى الاول بس عمو اياد اقنعها
كاد ان يحطم آسنانه و هو يجز عليها مَن شده غيظه ثم أغمض عينيه يحاول ان يتمالك نفسه للحظه و سألهم بصوت حاول ان يجعله هادئا
- طيب هى كانت معترضه ليه ؟
- خايفه علينا
-منى ؟
- لا هى بتقول اننا اشقيا و انك مَش هتقدر علينا لوحدك
- عندها حق طبعا لتلمع عينيه بفكره
- طيب تعالوا معايا ليتجه ناحيتها
- عشق
نظرت له متساءله
- الولاد بيقولوا ليا انك خايفه عليهم
لترتبك و هى تنظر لهم معاتبه
- انا مقصدتش يا عمر انا بس اقصد انهم اشقيا و انت مَش متعود عليهم ولا على شقاوتهم بره انا خايفه عليهم مَش اكثر
- طبعا انتى عندك حق وعشان كده انا رايى انك تغيرى هدومك و تيجى معانا
نظر كل من حمزه و عشق الى بعضهم البعض فى دهشه و فرح لتلمع عيونهم ثم يصرخوا فرحين
هييييه ماما هتيجى معانا الملاهى بينما نظرت هى له فى دهشه فلم تتوقع ان يطلب منها ان تخرج معهم لتجيب فى سرعه و عناد
لا معلش روحوا انتم انت عارف انى لِسَّه تعبانه و الدكتور لِسَّه قايل انى ارتاح
- احنا هانروح الملاهى و بعدين هانروح ناكل آيس كريم يعنى هنا فى القريه مَش هنتعبكً و كمان لو تعبتى ممكن تقعدى على اى كافتيريا بره
لتقول فى ارتباك و هى لا تجد ما تقوله
- لا انا
ليقاطعها حمزه و عشق
- عشان خاطرنا يا مامى انتى مَش قلتى انك هتفسحينا و هتعملى كل اللى احنا عايزينه اخرجى معانا احنا و بابى
كانت حائره فهى لا ترغب فى التواجد معه فى مكان واحد ولا حتى الخروج معه و لكنها ترى اللهفة و الفرحه فى عيون اطفالها و لا ترغب فى إغضابهم منها
-انتى مروحتيش الملاهى من امتى ياعشق ؟
ايسالها عمر هذا السؤال ظلت صامته لا تجد ما تقوله
- جربى و مَش هتندمى و الله هتتبسطى عشان خاطر حمزه وعشق انتى مَش بتقولى انك خايفه عليهم اه هتبقى معانا
- يلا يا ماما عشان خاطرنا و النبى
لتخرج داده فاطمه على صياحهم
-فيه ايه يا ولاد مالكم ؟
- بابا عايز ماما تيجى معانا الملاهى و هى مَش راضيه يا داده
نظرت لها بتوسل لعلها تنقذها من هذا الموقف لتبتسم داده عليه فى طيبه و هى ترد
- وماله يا بنتى روحى مع ولادك مفيهاش حاجه ربنا يسعد ايامك انتى مبتخرجيش خالص أهه تتفسحوا و تشموا ألهوا
لتتنهد فى ضيق
- طيب خلاص انا هأقوم أغير هدومى استنونى هنا
----------------
بعد نصف ساعه كان عشق و حمزه ينظر كل منهما الى الاخر فى ملل ليتنهد حمزه فى ضيق و يقول
-ماما اتاخرت اوى و انا عايز اروح الملاهى بتعمل آيه كل ده
لتقول عشق
- ادخل اشوفها
ليرد عمر هذه المره
- لا سيبوها براحتها يا ولاد احنا ماصدقنا انها وافقت اصبروا شويه
ليفتح الباب و تخرج كانت ترتدى بنطلون جينز و بلوزه من الحرير بلون عينيها وحذاء رياضى و رفعت شعرها كالأطفال كانت تبدو جميله فاتنه رغم التوتر الذى بدا ظاهرا على وجهها
- يلا يا ماما اتاخرنا
- طيب انا جاهزه يالا بينا
خرجوا من الفيلا
- عشق هاتى ايدك فى ايدى
لتنظر عشق له فى دهشه ليبتسم هو فى مكر و يقول
- انا اقصد عشق الصغيره بنتى
- اه طيب لتمسك عشق بيد حمزه و يمسك هو بيد عشق الصغيره و يتجهوا الى السياره ليفتح هو الباب و يركب حمزه و عشق فى الخلف معا وتترد و هى تقف أمامهم
- ايه يا عشق مرتكبى واقفه ليه ؟
- هو انا هاركب جنبك قدام؟
- ودى فيه ايه مفيش اطفال بتركب قدام لتتنهد و هى تفتح الباب و تجلس فى صمت
- عربيتك حلوه اوى يا بابا
- شكرًا يا حبيبتى مهى عربيتكم إنتوا كمان
ليدير السياره و يمد عمر يده لتنبعث موسيقى هادئه فى السياره
- الله الموسيقى اللى مامى بتحبها
ليبتسم هو و هو يقود السياره فى صمت حتى وصلوا الى مدينه الألعاب
-؟هييييه
- نزل الاثنين من السياره فى سرعه ووهم ينظرون بفرح و انبهار الى الاضواء الملونه الموجوده فى كل مكان حولهم و اسرع عمر الى شباك التذاكر ليدخلوا الى المكان
- انا عايزه العب دى
- لا نلعب دى الاول
- طيب نروح عند العربيات
لتقول عشق فى حزم و هى تنظر اليهم
- بالراحه واحده واحده ياولاد والا هاخدكم و امشى
امضوا ساعتين يلعبون حتى وصلوا الى لعبه العجله الدواره
- مامى احنا عايزين نركب دى
- لا يا عشق مَش هينفع دى عاليه اوى
- عشان خاطرى بصى لو خايفه اركبى معانا
- لا انا باخاف من الحاجات دى
- و انا كمان عايز اجربها
- شوفوا لعبه ثانيه
- لا يا ماما عشان خاطرى دى حلوه اوى
- خلاص يا عشق مفيهاش حاجه انا هاركب مع واحد و انتى اركبى مع الثانى
- بس انا مَش حابه اركب
-!هتسيبهم يركبوا لوحدهم يعنى انا هاقطع التذاكر
دخلوا الى اللعبه
ليركب حمزه و عشق معا العربه فى سرعه فتنظر لهم عشق مندهشه
- ازاى يعنى هو انا مَش هاركب معاكم
- انا عايزه اركب مع اخويا
- طيب انا هاركب هنا و الامر لله
ممنوع يا فندم اثنين بس فىً كل مره
- طيب حد فيكم ينزل ويستنى يركب مع بابا
- لا ما تركبى انتى معاه و فيها ايه
- لا مَش هينفع و هى تسمع ضحكاتهم
- حضرتك انتو كده معطلين اللعبه
- طيب اتفضل لتتراجع الى الوراء و تاتى عربه اخرى بعدها اتفضلى حضرتك
- لا شكرًا خلاص مَش هاركب
ليتقدم عمر هذه المره
- اركبى يا عشق على الأقل تجربى
- لا انا مَش بحبها ركبتها مره و تعبت دا كان عشان الولاد و هما خلاص الحمد لله ركبوا
- انا رايى تجربى مره ثانيه متحكميش على الحاجه من مره واحده مَش يمكن تكون احسن
- ازاى يعنى انا هو انا متغيرتش
- لا اتغيرتى لا الوقت ولا المكان
- رجع التذاكر انا مَش هاركب
- التذاكر مبترجعش اركبى والا حمزه و عشق هيركبوا الدورين
- انتو معطلين الدور كده هتركبوا و لا آيه
- خلاص احنا اسفين هنركب ليمد يده و يمسكها لتدخل الى داخل اللعبه التى ترتفع بهم الى الاعلى فى سرعه
كانت تجلس أمامه و اللعبه ترتفع بهم الى الاعلى كان ينظر اليها ليلمح الخوف و القلق فى عينيها و اللعبه ترتفع بهم ببطء الى الاعلى
-هى اللعبه دى أمان؟ نطقتها عشق بصوت حاد و جاف لينظر. اليها عمر مستمتعا ببراءتها
- ايه خايفه ؟
-لا بس انا بأسأل عشان الاولاد ؟
- متخافيش عليهم انا متاكد انهم مبسوطين
- طيب
ارتفعت اللعبه مره اخرى لتنظر عشق الى الاضواء البعيده بالأسفل و تشعر بالدوار ثم تتوقف اللعبه فى الاعلى ليركب المزيد
- عشق انتى كويسه طيب بصى ليا و كلمينى
لتغمض عينيها و تجيبه
- انا قولتلك انى مَش باستحمل الأماكن العاليه عندى دوار ليتحرك عمر و يجلس الى جوارها و يضع راسها على كتفه
- طيب انا اسف بس المهم عندى دلوقت انك تكونى كويسه
لتقول له فى سخريه
- انا هو انا لِسَّه مَش بأحب أتعلق فى السما و عمرى ما اهتغير
وصلت اللعبه الى اقصى ارتفاع لها لتضع راسها على كتفه و تغمض عينيها كى لا تشعر بالدوار كان سعيدا للغايه فهى ولأول مره منذ سنوات بهذا القرب منه و تمنى الا تنتهى تلك اللعبه و ان تستمر لفتره طويله حتى يستمتع بقربها منه و عندما اهتزت اللعبه و هى تنزل ببطء الى الأسفل شعر بارتجافتها ليمد ذراعه فى تردد و يحيط كتفها بيده
كانت تشعر بالضيق و لكنها لم تستطع الاعتراض فهى فى حاله لا تسمح بذلك مطلقا لتتنتهى اللعبه و تنزل ببطء الى الأسفل ليساعدها على النزول لتنزل مترنحه و تقف فى انتظار نزول حمزه و عشق من اللعبه لينظر لها مشاكساً إياها و يقول فى مرح
- مكنتش اعرف يا عشق انك طفله كده ابدا
لتنظر اليه و قد عقدت ما بين حاجبيها و تسأله
- و هو دا مدح ولا ذمً بقى؟
-انتى تفتكرى ايه ؟
كادت ان تجيبه لولا نزول حمزه و عشق من اللعبه بعد انتهاءها فاتجهت اليهم على الفور
-انتو كويسين ؟
- اه يا ماما الحمد لله اللعبه دى حلوه اوى ممكن نركبها ثانى لو سمحت
لينظر لها عمر مبتسما
- ها يا ستى اتطمنتى الحمد لله الاولاد طالعين ليا فى اللعب
زفرت فى ضيق و غيظ من كلامه لتقول-
انا مَش ....ليقاطعها حمزه قائلا
- ماما انا عطشان و عايز شوكولاته
لتشير عشق الصغيره الى احد الأكشاك التى تبيع الحلوى و المرطبات و تقول
- و انا كمان عايزه غزل البنات و فشار
ليرد عمر ضاحكا
- طيب تعالو نقعد شويه و انا هاجيب لكم كل اللى إنتوا عايزينه
جلسوا جميعا و قد شعرت عشق بالراحه لتوقفهم عن ركوب تلك الألعاب الخطره ولو قليلا
- ها تشربوا ايه طلب كل واحد منهم ما يرغب فيه ليلتفت لها و يسألها
-ها و انتى يا عشق ؟
- شكرًا مَش عايزه حاجه
كلنا هنطلب و انتى؟
لترد فى اقتضاب
- لا شكرًا
- طيب انا هاروح اجيب الطلبات
- انا هاجى معاك يا بابى
- تعالى يا حبيبتى
احضر لهم ما طلبوا لتتجه عشق الصغيره بعد ذلك الى كشك الحلويات و تطلب غزل البنات
- مَش بلاش يا حبيبتى عشان سنانك و الحلويات اللى معانا كفايه
- لا و النبى يا بابى انا بحبه اوى و مامى كمان كنّا بنتخانق عليه انا و هى لما كنّا بنروح السينما
-هى مامى بتأكله ؟
- اه هى اللى خلتنى احبه دى بتحبه اوى خالص
ليبتسم لها فى فرح و يقول
- طيب تعالى
رجع هو و ابنته اليهم ليختطف حمزه احد الاكياس منهم
- ها جيبتوا ليا ايه ؟
- كل اللى طلبته يا حبيبى
لتنظر له عشق قائله
- عيب كده يا حمزه اتكلم بآدب
- اسف يا ماما بس انا فعلا عطشان
كان عمر يمسك بأحد الاكياس ليفتحه و يمد يده اليها
- انا جبت ليكى مياه اكيدعطشانه
لتأخذها منه
- شكرًا
ليخرج كيس اخر به قطع كبيره من غزل البنات الملون ملفوف بعنايه
- و جبت ليكى ده كمان
لتنظر له فى دهشه ثم نظرت الى عشق الصغيره بعتاب و لكنها لم تنتبه اليها فقد كانت مشغوله بالتهام ما تحمله من حلوى
- شكرًا مَش عايزه
- عشق قالت انك بتحبيه و انا جبته مخصوص عشانك و لِسَّه معمول طيب جربى
لترد فى عناد قلت
- لا شكرًا
- طيب اللى يريحك ليفتح هو الكيس ويخرج احد القطع ليضعها فى فمه باستمتاع و هو ينظر اليها
-هو انت هتاكله ؟
- انتى مَش عايزاه و عشق اكيد مَش هتاكل اثنين يبقى حرام يترمى على الأقل نستفيد بيه و بعدين طعمه حلو اوى
لتنظر له فى صمت و هو ياخذ قطعه اخرى و لكنه لم يضعها فى فمه و انًما قربها من فمها و هو يقول بصوت منخفض ناظرا اليها
- جربى كده مَش هتندمى حلو اوى
لتفتح فمها و هى تنوى ان ترفض ليضع هو أطراف الحلوى بين شفتيها لتتذوق طعم السكر و تغمض عينيها فى استمتاع ليدفع هو باقى القطعهً فى فمها و بين شفتيها لتأخذها منه مستمتعه بطعمها كالأطفال ثم تمد يدها و تختطف باقى الكيس و تبدأ فى التهامه باستمتاع كابنتها تماما
اخذ هو ينظر اليها مبتسما كانت شهيه مغريه تماما كقطع الحلوى التى تضعها فى فمها لتذوب بين شفتيها و ود لحظتها لو كان هو لا الحلوى مضت عده دقائق لينتهوا مما أتوا به لينظر هو لها ثم يبتسم و يمد يده ليمسح بقايا السكر العالقه على جانبى فمها فى استمتاع لتغلق هى عينيها ثم تنتبه الى ما تفعل فتبعد وجهها عن يده ثم تتناول منديلا من حقيبتها و تجيبه
- انا هامسحها شكرًا مَش عايزه اتعبك
- تعبك راحه يا عشق قالها بصوت خفيض و هو ينظر الى عينيها الجميلتين مرت لحظه صمت بينهما ابلغ من اى كلام لتنفض عشق تلك الخواطر عن نفسها
- احنا مَش هنكمل لعب بقى يا ولاد قدامكم شويه صغيرين كمان و لازم نمشى عشان تناموا بدرى النهارده دا لو عايزين تطلعوا معايا الرحله البحريه بكره ان شاء الله و خدوا بالكم لازم نصحى بدرى
انتبه عمر لكلامها ليسألها فى اهتمام
- هو إنتوا طالعين رحله بحريه بكره يا عشق
- ايوه ان شاء الله الصبح بدرى اياد عزمنا النهارده
ليصمت عمر و قد احس ان هناك دلو من الماء البارد سقط على راْسه فهو لم يكد يستمتع بتلك اللحظات الماضيه
- ايه.... اياد ؟هو انتو هاتطلعوا الرحله بكره مع اياد ؟
- ايوه هو قالى انه عنده يخت صغير هنا فى المرسى و حابب اننا نطلع كلنا نغير جو
-كلنا مين بالضبط يا عشق ؟
- انا و حمزه و عشق طبعا تقصد ايه ؟
لينظر لها و ملامحه تنطق بالغضب و الثوره و لكنه رد بصوت بارد
- ولا حاجه يا عشق مقصدتش اى حاجه طيب مَش يلا بينا نروح عشان تناموا بدرى و تلحقوا الرحله من اول اليوم
ليعترض كل من حمزه و عشق الصغيره على كلامه
- لا يا بابا احنا عايزين نكمل لعب شويه كمان
- كفايه كده النهارده يا ولاد و كمان عشان تناموا بدرى يلا بينا
ليقوم من مكانه و يمسك بايديهم و يتجه الى باب الخروج فى سرعه تتبعه عشق التى كانت تدرك ان هناك شىء ما على غير ما يرام و ان هناك ما يغضبه ولكنها لا تفهم ما هو ؟
ركبوا السياره ليظل هو طوال الطريق صامتا لا ينطق بكلمه حتى وصلوا الى باب الفيلا لينزل الاولاد و يسألوه
- مَش هتنزل يا بابا شويه لِسَّه بدرى
- لا معلش كفايه كده النهارده تصبحوا على خير
- و انت من أهله لينطلق بعدها بالسياره دون ان يوجه لها كلمه واحده لتنظر هى فى دهشه لسيارته التى تبتعد عنها فى سرعه
===========