الفصل الرابع و الثلاثون

10.4K 188 0
                                    

دخل عمر الى المنزل فى ساعه متاخره   ليجد والديه و هدى فى انتظاره كان يشعر بالاختناق بعد تلك المقابله مع حبيبته و التى انتهت بأن يعدها ان يفترقا و ان يخرج هو من حياتها لم يكن يعلم هل يستطيع أن  يفى بوعده هذا لها ام لا و لكن عليه ان يفعل فكفاها منه ما احتملت حتى الان كان يشعر بالراحه و قد اطمئن ان لديها الآن  ما تستند عليه لتعيش هى ومن معها قطعتين من قلبه كتب عليه أن يحرم منهما و لكنه يجنى الآن  ما صنعت يداه و يحصد ما زرعه فعليه ان يحتمل . كاد الصداع ان يحطم رأسه  وقد احس بحراره عاليه تغزو جسده كله و كأنه يحترق و لكنه تحامل على نفسه أمامهم
مساء الخير
- كده يا بنى قلقتنا  عليك كنت فين دا كله دا أنت  بره من أول النهار وتليفونك كان مقفول  ليه يا عمر
- انا أسف إنى  قلقتكم بس كان ورايا حاجه مهمه ولازم اعملها
- ربنا يعينك يابنى و يصلح ليك الحال
- امين يا رب عن اذنكم انا تعبان وهادخل استريح شويه
- ادخل يا بنى إنت  مكنش المفروض تخرج أساسا الدكتور قال ترتاح بس أنت  بتعند مع نفسك و تقلقنا عليك
- معلش انا أسف  انى تعبتكم  معايا الفتره اللى فاتت
- انا هاجى وراك يا ابيه عشان نغير على الجرح
- انا حتعبان يا هدى أجليها لوقت ثانى
- لا الدكتور قال كل يوم
- لازم يا بنى تهتم بصحتك عشان خاطرنا احنا بنموت من القلق عليك
- طيب خلاص
- دخل الى الغرفه يجر قدميه فى تعب كان يشعر انه ليس على ما يرام و لم تعد قدماه تستطيع حمله ليرتمى على الفراش ثم يصرخ متألما فقد ألمه جرح كتفه بشده
دخلت هدى لتجده على تلك الحاله فحاولت مساعدته و لكنها ما ان أمسكت يده حتى ارتدت فى خوف
- أبيه  انت درجه حرارتك عاليه اوى انت حاسس بايه
- انا كويس يا هدى متشغليش انتى بالك سيبينى بس انام شويه و هبقى كويس
- لا طبعا بقولك انت محموم لازم نشوف دكتور
- هدى ارجوكى انا تعبان و مَش عايز أقلقهم بره
- و انا مَش هاقدر اسيبك كده لازم اتصرف
خرجت من الغرفه  لتذهب الى حجرتها و تفتح حقيبتها لتخرج الرقم الذى أعطاها لها الطبيب نظرت له فى تردد فالوقت متاخر و هى لم تعتد على الاتصال بأحد فى مثل ذلك الموعد كانت تعلم ان اخيها مريض و بشده و لكنه يخفى ألمه و يحاول التماسك  و  خوفها هو ما جعلها تمسك بهاتفها  و تضغط الأرقام فى سرعه قبل ان تغير رايها انتظرت للحظه قبل ان تسمع صوته على الطرف الاخر  ارتبكت قبل ان تستجمع شجاعتها و تتحدث إليه
- السلام عليكم
- و عليكم السلام مين معايا
ايوه يا دكتور محمد انا هدى اخت الباشمهندس عمر انا  اسفه انى باطلب حضرتك متاخر كدا
أهلاً انسه هدى لا ابدا بالعكس حضرتك تكلمى فى اى وقت خير تحت امرك
- عمر لِسَّه راجع دلوقت من بره و شكله تعبان اوى و درجه حرارته عاليه  انا خوفت عليه و قولت اسال حضرتك انا عارفه ان الوقت متاخر بس معرفتش اتصرف ازاى  .
- طيب ادينىً العنوان
- حضرتك هتيجى دلوقت  الوقت متاخر
- ايوه مَش بتقولى محموم وحرارته عاليه
- انا مقصدتش بس هنتعب  حضرتك معانا
- لا تعب ولا حاجه ياستى دا واجبى
- شكرًا لحضرتك
- بعد ساعه كان الدكتور محمد يفحص كتف عمر فى دقه و الذى اشتدت عليه الحمى
- الجرح ملتهب و حرارته عاليه جدا لازم تنزل باى طريقه
- طيب نعمل ايه
- انا حذرته انه ميجهدش  نفسه و يستريح بس هو مسمعش كلامى مكنش لازم أسمحله يخرج أساسا قبل ما يكمل علاجه
لتنظر له هدى بعينين  يملائها الخوف و الانزعاج
- هو حالته خطيره يا دكتور يعنى ننقله المستشفى ثانى
- لا انا أديته مسكّن و خافض الحرارهً بس هنفضل جنبه الكام ساعه دول لحد ما حرارته تنزل
لترد الحاجه فاطمه 
- ربنا يخليك يا بنى احنا من غيرك مكناش هنعرف نتصرف كتر خيرك تعبت نفسك و جيت فى الوقت المتأخر ده
- تعبك راحه يا حاجه و بعدين دا واجبى
- طيب تحب تشرب ايه
- ممكن قهوه مضبوط لو سمحت
- هدى اعملى للدكتور قهوه يا بنتى
حاضر يا ماما دقيقه واحده  لتعود بعد لحظات تحملها و تضعها أمامه
- تسلم إيدك
- ماما انتى تعبتى قوى و انتى مَش حمل سهر استريحى انتى و انا هاسهر جنبه
- و انا هيجيلى راحه و هو كده يا بنتى انا هأقعد هنا على الكنبه دى و اهى كلها كام ساعه بس هاروح اشوف والدك الاول يمكن محتاج حاجه 
- براحتك يا ماما اللى تشوفيه
  لتجلس هدى بجوار اخيها بينما جلس الدكتور محمد على كرسى بجوار الفراش ليسمعا صوته و هو ينادى باسمها و يطلب منها السماح و المغفره لتنظر له الحاجه فاطمه فى حزن  و شفقه و يسألهم الدكتور محمد
- مين عشق 
لترد هدى 
- عشق دى مراته و افترقوا
- طيب واضح انه بيحبها عمال ينادى عليها
- فعلا
- طيب مَش ممكن تيجى هيفرق معاه كثير فى صحته و نفسيته كمان
- صعب يا دكتور عشق مستحيل تيجى هنا مهما كان
- ليه انا أسف انى بادخل
- لا ابدا هما بينهم خلاف و صعب يتحل  فانفصلوا و هى خرجت من حياته خلاص ومش ممكن ترجع ثانى 
-   واضح  انك أنسانه  عاطفيه جدا  يا انسه  هدى
خفضت هدى عينيها الى الارض فى خجل و قد اكتسى وجهها باللون الاحمر  لم تستطع ان تنطق بكلمه ردا على تعليقه و هى تسال نفسها ترى ماذا يقصد بالضبط  اما  هو فقد لاحظ ارتباكها و خجلها ليرد
- انا أسف اذا كنت ضايقتك او تخطيت حدودى  فى الكلام  معاكى
فتنطق بصوت منخفض يقطر خجلا
- لا ابدا مفيش حاجه
ظلا صامتين لفتره حتى مضت بضعه ساعات لتستيقظ الحاجه فاطمه من غفوتها على  الكنبه  و يفحص الطبيب عمر بدقه ثم ينظر لهم مبتسما
- الحمد لله الحراره نزلت و هو بقى كويس بس زى ما قولت لحضرتك الالتزام بمواعيد الدوا و الراحه التامه و انا هابقى أعدى اطمن بالليل ان شاء الله
- تسلم يابنى ربنا يحميك لشبابك
- سلام يا انسه هدى
لترد فى خفوت
- الله يسلمك
مضت عده ايام تحسنت فيها صحه عمر واصبح هو والدكتور محمد  صديقين مقربين 
- الحمد لله انت بقيت تمام و تقدر دلوقت تتحرك و تعمل كل اللى انت عايزه
- شكرًا يا محمد لولاك الواحد مكنش هيعرف يعمل ايه
- لا شكر على واجب يا سيدى
- طيب اتفضل
- ايه دا
- انا عارف ان الزيارات المنزليه اغلىً من كده  بكثير بس معلش بقى على قدنا
- انتى قاصد تحرجنى يعنى و تطردنى بالذوق انت عارف كويس انى مَش هاخد منك فلوس احنا مَش بقينا اصحاب يا عمر
- طبعا و انت عارف بس دا ميمنعش ان دا حقك
- و انا متنازل عن الحق دا يا سيدى انا عايز حاجه ثانيه
- يا ترى ايه تحت امرك
- انا عايز عزومه حلوه كده من أيد الحاجه فاطمه
ليبتسم عمر بينما ترد عليه الحاجه فاطمه بابتسامه واسعه
- بس كده انت تؤمر   البيت بيتك يا دكتور
- الله يخليكى يا حاجه بس انا اسمى محمد بلاش رسمى و يا دكتور دى
- خلاص بكره ان شاء الله نتغدى كلنا سوا
- ان شاء الله يا حاجه  عن اذنكم
- فى أمان الله
بدات الحاجه فاطمه فى إعداد متطلبات الدعوه  فورا بينما ينظر لها الكل مستغربا ليسألها عمر مشاكسا أيها
- يعنى مَش عوايدك يا حاجه تعتنى اوى كده بحد
- دا جزاتى يعنى الراجل بقاله أسبوع و انت عيان رايح جاى مخدش مننا حاجه و هو اللى طلبها بنفسه تكسفه يعنى بعد كل اللى عمله  عشانك
- لا طبعا  انا عارفك يا حاجه صاحبه واجب
-  تسلم يا حبيبى بركه انك بقيت كويس وبخير
قضت الحاجه فاطمه معظم النهار فى المطبخ لإعداد الطعام بينما وقفت هدى معها لتساعدها
- يعنى هو يطلب و احنا نتعب و نفضل واقفين كده طول النهار
- اشتغلى يا هدى بلاش مناهده كفايه اللى عمله مع عمر محدش بيعمل اللى عمله معانا دا ابدا ربنا يوفقه ابن حلال
- طيب يا ستى انا خلصت عايزه منى  حاجه ثانى
- لا روحى انتى حضرى  السفره  
- حاضر
مضت عده ساعات ليحضر دكتور محمد و يقضى معهم وقتا طيبا
- انا مَش عارف أشكرك ازاى يا حاجه فاطمه على العزوىه الحلوه دى بجد كثير اوى
- انت تستأهل اكثر يا بنى و الله و عموما انا معملتش حاجه دى عمايل أيد هدى
لتنظر لها هدى فى دهشه من كلامها بينما يبتسم محمد قائلا
- اى حاجه تعملها الانسه هدى بتكون ممتازه بس  انا تعبتها  النهارده جدا
- تعبك راحه يا بنى 
- سفره دايمه
- ايه هو الاكل معجبكش و لا ايه
- لا ابدا ممتاز مين قال كده دا انا اكلت كثير اوى
- طيب يابنى بالهنا
  - عمر انا عايزك فى كلمتين كده
- طيب اتفضلوا إنتوا و هدى تشيل السفره و انا هاعمل الشاى
مضت عده دقائق ليدخل عمر بعدها الى المطبخ مبتسماً لتسأله الحاجه فاطمه
- ايه يا عمر محتاجين حاجه انت سبت الدكتور محمد لوحده ليه يا  ابنى
- هو الحاج فين يا حاجه فاطمه 
- دخل يصلى العصر ما انت عارف
- طيب انا عايز اتكلم معاه شويه
- خير يابنى  ان شاء الله
كادت هدى ان تخرج من الباب لتنظف السفره
ليبتسم لها عمر بنظره شقيه لم تراها فى عينيه منذ زمن
- استنى يا هدى الكلام يخصك انت يا جميل
- تقصد ايه يا ابيه
- بصراحه كده يا حاجه الدكتور محمد طلب أيد  هدى منى وبيستأذن  يكلم الحاج 
ليحمر وجه هدى من الخجل و تحاول المراوغه و الخروج من المكان ليمسك عمر بها من كتفها و يسألها مبتسما
- ايه رايحه فين  و كمان مكسوفه امال فين الغلبه بتاعتك يا عروسه  
- الله بقى يا ابيه
- عايز اعرف انتى  رايك ايه  طيب
- فى ايه بس
- فى اللى قولته من شويه
- معرفش بقى
- طيب خلاص هأقوله انك رفضتى و ان كل شىء قسمه و نصيب
- انا مقولتش كده يا ابيه الله
- طيب ايه
- اللى تشوفه انتى وبابا
لترد الحاجه فاطمه فرحه و قد كانت تتابع الحوار بابتسامه
ربنا يتمم على خير يا بنتى الف مبروك

=================

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن