لم أدر بنفسى الان انا أجرها من شعرها اضربها بغيظ و قسوه اخرجت فيهما كل مشاعرى و كرامتى و رجولتى المهدورة.
- ساكت ليه يا بابا مَش مصدقنى
- بالعكس انا متاكد انك بتقول الحقيقه سبحان الله يمهل و لا يهمل
خفض عمر راْسه فى خجل بينما اكمل الحاج على كلامه قائلا له
- انا مش بأشمت فيك يا بنى حد يشمت فى روحه انت عارف انت بالنسبه ليا ايه يا عمر انت ابن عمرى بس انا باستعجب من حكمه ربنا . دا ربنا دا عادل بشكل و بيحبك يابنى انت فاكر ان اللى حصل دا شر بالعكس دا خير كبير اوى. دا عملى الصالح فى الدنيا و دعايا ليك ان ربنا يهديك و ينور طريقك و يغفرلك . دا درس صغير يا عمر عشان تفوق و ترجع .
- سامحنى يا بابا انا غلطان و استاهل كل اللى بيجرالى ده
- مش انا اللى أسامحك يا بنى انتى مغلطتش فيا و حتى بعد كل اللى حصل ده انا مَش هاقدر أزعل منك انت حته منى يا عمر لكن اللى تطلب منه السماح الناس اللى انت ظلمتها رد الحقوق لصحابها يابنى و ارجع عمر ابنى اللى ربيته بالحلال .
قاطعهما صوت طرقات على الباب ليظهر المحامى و معه الظابط خلفه ليلتفت الحاج على الى ولده قائلا.
- انا هامشى دلوقت يا ابنى عشان انا سايب أمك و اختك لوحدهم و لازم اطمنهم و اطمن عليهم وهكون عندك الصبح من بدرى ان شاء الله
- متتعبش نفسك يا بابا المحامى هنا معايا اه و يمكن يقدر يتصرف
- متعبش نفسى ازاى يعنى هو إنتوا وراكم الا التعب .قالها و خرج عائدا الى منزله و قد ترك قطعه من قلبه ورائه
- انتى بتقول ايه يا حاج
- زى ما بقولك كده يا فاطمه دا اللى ابنك حكاه ليا فى القسم و حلف ليا ان دى كل الحقيقه
- يعنى ايه
- فيه ايه يا فاطمه انا بقولك البت ضحكت عليه و طلعت مَش مضبوطهً استغفر الله مع الواد فتحى السواق و كانت بتستغل ابنك بس عشان تاخد منه اللى تقدر عليه من الفلوس اللى هو اخدها من مراته .
- كل دا يطّلع من البت دى انا مَش مصدقه
- و مَش مصدقه ليه يا فاطمه احنا ياما حذرناه من الطريق اللى هو ماشى فيه ده و فى الاخر جه على البنت اليتميه الغلبانه مراته و حصل اللى حصل .
- دا ذنب عشق يا ماما ربنا اعلم بيها دلوقت هى فين و بتعمل ايه
- اسكتى يا بنتى ربنا يخليكى احنا مَش ناقصين
- كلنا نسيناها و مفكرناش فيها هتعمل ايه وفكرنا بس فى عمر و اللى حصل معاه
- طيب و كان فى أيدينا ايه نعمله يا بنتى ما احنا دورنا كثير و مفيش فايده
- مَش عارفه بس انا خايفه عليها اوى
- و انا كمان ربنا يعلم قلبى بيتقطع عليها و على ابنى اد ايه
- طيب هاتعمل ايه دلوقت يا حاج
- العمل عمل ربنا يا فاطمه كل اللى قاله ده مفيش عليه دليل لانه كان على التليفون يعنى مفيش شهود و حتى ان كان فيه هى كانت خطيبته مَش مراته و مَش من حقه ان يعمل فيها كده نهايته هانشوف بكره فى النيابه هيحصل ايه ربنا يقدم اللى فيه الخير انا تعبان هأقوم ارتاح شويه
- اتفضل يا حاج
دخل الحاج على لتجد هدى امها ترتدى طرحتها و تستعد للخروج
- رايحه فين يا ماما
- هاقولك بعدين المهم لو صحى ابوكى قليله خرجت تزور واحده جارتنا
خرجت لتغيب لأكثر من ساعه و استيقظ الحاج محمد من نومه ليبحث عنها
- فاطمه. فاطمه يا هدى يا بنتى أمك فين
- معرفش يا بابا لبست الطرحه و نزلت و لما سالتها مردتش عليا و قالت مَش هاتاخر رايحه أزور واحده جارتنا
- يعنى تكون راحت فين دى هو ده وقته
قطع كلامهما صوت المفتاح يدور فى الباب لتدخل الحاجه فاطمه و تغلق الباب
- كُنتُى فين يافاطمه قلقتينا عليكى
- خير يا حاج متقلقش كله خير ان شاء الله
- كُنتُى فين الساعه دى يا فاطمه
- كنت باخد بخاطر واحده جارتنا غلبانه
- ربنا يقدرك على فعل الخير يا حاجه طيب انا هاروح اصلى و اقرا شويه قران عشان ربنا يفرجها علينا و على عمر بكره ان شاء الله .
- كله بأمره يا حاج سيبها على ربنا و هو هايحلها ان شاء الله تبات نار تصبح رماد يا حاج
نظر اليها الحاج على متعجبا من حالها فقد كانت فى غايه القلق قبل ذلك و لكنه مضى و تركها مسلما أمره لله
فى صباح اليوم التالى استيقظ الحاج محمد ليتوجه الى النيابه و ما ان وصل الى هناك حتى وجد المحامى و عمر ينتظران الدخول الى التحقيق وقف مع ابنه لدقائق حتى اخبره المحامى ان عليهم الدخول الان الى وكيل النيابه جلس الحاج محمد ينتظر خروجهم فى قلق. على احد المقاعد كان يخشى ان يقرر وكيل النيابه حبس عمر و لم يطل انتظاره لدقائق قليله حتى وجد عمر و المحامى يخرجان من الحجره فأسرع اليهم ليسألهم
- خير يا ابنى حصل ايه طمنى
- اطمن يا حاج الحمد لله القضيه اتحفظت
- نظر الحاج محمد فى دهشه الى المحامى
- اتحفظت ازاى انا مَش فاهم
- مدام شهد فاقت و النيابه اخدت أقوالها وقالت ان عمر بيه برىء و معملهاش حاجه بالعكس و عشان كده وكيل النيابه أفرج عن عمر بيه و بدون ضمان
- ازاى و ليه عملت كدا بعد كل اللى حصل انا مَش فاهم حاجه
- خلاص يا حاج الحمد لله ان الموضوع انتهى يا ريت تاخد عمر بيه و تروحوا مفيش داعى تفضلوا هنا
- عندك حق يا بنى لينا بيت نتكلم فيه
