الفصل العشرون

11K 190 2
                                    

- انا عايز اعرف ايه اللى حصل احكيلى يا بنى
ظل عمر صامتاً  لا ينطق  و هو يعض على شفتيه فى غيظ
- بص يا عمر لو متكلمتش انا هامشى و مَش  هاتشوف وشى ثانى أبداً و اتصرف انت مع المحامى بتاعك  السلام عليكم يا بنى وربنا معاك 
- استنى يا حاج أرجوك متمشيش ليصمت للحظه ثم ينظر الى ابيه و يقول  انا مَش عارف   اقولك ايه يا بابا وشى منك فى الارض اقولك ان ابنك اللى كنت طالع بيه السما أتضحك عليه و من واحده زى دى  اقولك  انى اكتشفت ان خطبيبتى اللى بحبها و كتب كتابنا الأسبوع الجاى تعرف واحد ثانى و مَش من دلوقت من و هى على ذمه جوزها الاولانى اقولك ان ابنك  عبيط و أتضحك عليه و انى كنت بالنسبه ليها مجرد خزنه فلوس تغرف وتاخد منها اللى هى عايزاه  و انى مَش مالى عينيها اصلا .
صمت الحاج على وقد ظهر على ملامح  وجهه الصدمهً مما يسمع
- بس يا عمر اسكت متقولش ولا كلمه ثانى بعد كده انت عارف انت بتقول ايه يا بنى انت متاكد من اللى بتقوله ده انت عارف عقوبه قذف المحصنات عند ربنا ايه اوعى يا بنى تظلم واحده ست و تتجنى عليها او تظلمها بدون دليل  هتروح فين من ربنا 
- عندك حق تقول اكثر من كده انا اللى استاهل انا مجرم و مستحقش اى حاجه غير اللى انا فيه ده و اكثر بس  و الله يا حاج انا ما ظلمتها انا شوفت يعنيها و سمعت بودانى و عشان كده اتجننت و ما دريتش بنفسى بعمل ايه و حصل اللى حصل
ازاى يا بنى انا مَش مصدق  كل اللى بتحكيه ده طيب فهمنى
تنهد عمر و هو يسترجع بأفكاره ما حدث و من البدايه
فلاش باك
- صباح الفل يا حبيبتى ازيك يا احلى شهد فى الدنيا
بصوت ناعس
-  مين بيتكلم
- مَش عارف صوتى يا جميل أزعل يعنى انت عندك حد غيرى بيكلمك
ضحكت شهد بميوعه و هى تنهض من الفراش و تقول
- اللى عايزين يكلمونى كثير يا حبيبى  بس المهم انا عايزه أكلم  مين
- طب قولى انت عايز مين يا قمر
ضحكت لتقول له بدلال مصطنع
-   عايزاك تفطرنى فى احلى حته فيكى يا مصر النهارده و نقضى يوم كله سوا انا فاضيه النهارده
ضحك عمر لحديثها  ليرد عليها مشاكساً
-  النهارده بس ه انتى اصلاً  وراكى ايه  غيرى
- طيب انا زعلانه منك و مخصماك و مَش هاكلمك الا لما تصالحنى
- انا مقدرش على كده اصالحك طبعا يا جميل
- طيب هاتصالحنى بايه
- اللى تأمرى بيه يا حبيبى
- خلاص ماشى انت فين
جاهز و تحت البيت مستنى
- ايه انا لِسَّه صاحيه دلوقت على جرس التليفون ولسه هأقوم و هاخد شاور و البس لِسَّه قدامى وقت
- و انتى عايزانى استنى دا كله تحت البيت لا طبعا
- معرفش بقى روح بيتك استنانى شويه
- انتى عارفه ان الدنيا والعه جوه و انا مَش ناقص نكد على الصبح انا صاحى مزاجى حلو و عايز اتبسط  النهارده
ضحكت ثم قالت-  خلاص ممكن تتطلع تستنانى  هنا بس تبقى مؤدب
- هى مامتك  فين
- عند خالتى من امبارح
- يعنى انتى قاعده لوحدك فى البيت لحسن تحصل مشكله
- ولا مشكله و لا حاجه اطلع  محدش يعرف انها بره و بعدين احنا فى حكم  المكتوب كتابنا  و انا واثقه فيك و كلها نص  ساعه بدل ما تفضل فى الشارع و الناس تتفرج عليك
- طيب هاركن و اطلع
- هاعملك قهوه على ما تيجى يا حبيبى
فتحت له الباب ليجد انها لازالت بملابس النوم و التى تبرز تفاصيل جسدها الشهى ليمسكها و يضمها الى صدره فى شوق قائلا
- ايه الحلاوه دى كلها يا شهد انا مقدرش على كده ابداً  لتبعده بكلتا يديها ناظره له فى غضب مصطنع
- احنا مَش قلنا تبقى مؤدب ايه الحركات دى بقى و بعدين الباب مفتوح افرض حد من الجيران شافنا يقول علينا ايه ؟
- مَش هايقولوا حاجه اثنين مخطوبين  و على وش جواز
- عمر
- يا عيون عمر طيب خلاص متزعليش  دخل و أغلق الباب. لتذهب الى المطبخ لتعد له القهوه ليسمع صوت  تليفونها المحمول برنات  رسائل  متتالية
- شهد تليفونك عمال يرن  مين اللى عايزك على الصبح كده
وضعت أمامه القهوه و هى تقول
- تلاقيها البت شوق صاحبتى الله يخرب بيتها مَش عارفه عايزه ايه بدرى كده مع انى قلتلها انى مبصحاش  بدرى كده  انا اللى غلطانه كنت عملته سايلنت و ريحت  نفسى .
ثم دخلت لتحضر التليفون و تلقى نظره عليه باللامبالاة  
- ضحكت و انا أتناول الفنجان الموضوع امامى يا ستى سيبيها ترن  خلينا فى موضوعنا تحبى تروحى فين النهارده
نظرت الى و هى تترك التليفون من يدها و تقول لى بدلال
-   اى حته حلوه عايزه انبسط و أغير جو
- خلاص يا حبيبى روحى خدى الشاور  بتاعك و البسى عشان نلحق اليوم من أوله و  انا هاوديكى حته تجنن
- بجد خلاص يا حبيبى   ثوانى و أكون جاهزه
دخلت الى غرفتها و منها الى الحمام لأسمع صوت غنائها و صوت تدفق الماء من الحمام
ابتسمت فى نفسى و انا أتجول فى الصاله الضيقه لاشغل نفسى  حتى تنتهى
ظلت أصوات الرسائل تتوالى فى سرعه  متتالية حتى انى ابتسمت و رفعت التليفون لأنظر الى ما ترسله تلك المجنونه لخطيبتي
ظللت اقرا للحظات لم أكن استوعب الرسائل التى تتوالى على الشاشه دارت بى الارض و ظننت ان عينى تخدعنى  مددت يدى للضغط على الهاتف بكلمه السر فقد  كنت انا من اشتريت لشهد هذا الهاتف و انا أعرف ان كلمه السر الخاصه بها هى تاريخ ميلادها
اخذت اقلب فى الرسائل و الصور فى جنون لم أكن استوعب ما أراه و اسمعه  أهذه حقيقتها أكنت احمق الى هذه الدرجه حتى اننى سرت ورائها دون ان اعلم
كانت الرسائل فيما بينها و بين فتحى احد جيراننا فى المنطقه شاب فاسد لم يكمل تعليمه  و ظل عاطلا لفتره طويله ثم سافر ليعمل سائقا فى الخارج لعده سنوات  ليعود من فتره ليجلس مره اخرى فى بيت امه كانت الرسائل منه اليها و لكنها كانت تضع رقمه باسم صديقتها شوق ولولا انى قرأت احد الرسائل التى ظهرت مصادفه على الشاشه ما كنت انتبهت للامر من الأساس
كنت اقرا الرسائل و يتصاعد الغضب فى داخلى حتى وصلت الى رسالتها الاخيره  التى كانت بينهما امس بعد ان عادت من نزهتها  معى
-  ايه يا حبيبتى كُنتُى فين
- مع سى عمر خطيبي يعنى هاكون فين
- انا زهقت من الحكايه دى يا شهد
- زهقت من ايه يا فتحى احنا هانعيده  ثانى ما انت عارف اللى فيها
- عارف ايه انا مَش طايق تكونى مع حد ثانى غيرى
- عارفه يا حبيبى و متأكده بس هنعمل ايه يعنى
- معرفش تتصرفى انا خلاص معدتش  قادر على كده
- فتحى اعقل انت عارف ان انا رجعت من بره يا مولايا كما خلقتنى محلتيش  حاجه بعد كل اللى حصل
- حظ زفت لولا الشيخ ده كشفنا كُنتُى ممكن تزهقيه و يطلقك  و ترجعى شايله و محمله
- ايوه و من جنانك كشفنا و عرف و طردنى بالهدوم  اللى عليا بعد ما طلقنى احمد ربنا انه مقتلناش و خاف من الفضيحة و كلام الناس .
- اه ياختى ور جعنا احنا الاثنين قفانا يأمر  عيش دا احنا استلفنا ثمن تذكره الطياره
خلاص نعقل بقى احمد ربنا اننا لقينا  عمر فى سكتنا   انا مكنتش مصدقه نفسى لما طلب انه  يرجعلى ثانى بعد كل اللى حصل
- ليه يا ماما انتى شهد برضه
- ماشى مَش هاقولك لا  لكن عمر لقطه  زوج مثالى للى زى و فى ظروفى غنى ووسيم و على قلبه فلوس اد كده  بعد ما قشط البت  العبيطه اللى كان  متجوزها .
- شوفى ربنا و يقع ما بين ايديكى انتى صحيح ذنب ناس  بتخلصه ناس  ربك عادل
- ايه يا فتحى احنا هنلبخ
- و انا اقدر يا روحى  سيبك من ده كله الصور اللى بعتيها تجنن
- عجبتك
- طلقه يا ماما انا مَش مصدق نفسى ومش صابر عشان نتقابل
- اعقل يا فتحى
- بقولك ايه يا جميل انا على نار هنتقابل امتى
- بقولك ايه يا فتحى انا زهقت من الكتابه على البتاع ده استنى هابعتلك فويس عايزه اقولكً كلمتين  تسمعهم  و تحطهم حلقه فى ودنك
- طيب يا جميل
فتحت الصوت لاسمع صوتها 
- اسمع يا فتحى عمر مَش زى اللى قبله  الثانى كان راجل كبير و عنده ستات ثانيه و مشاغل يعنى مكنش فاضيلى  و كان عندى وقت و بأعرف إتصرف خصوصا انك كنت السواق بتاعى  لكن دلوقت الوضع اتغير عمر شاب و بيحبنى لا بيعشقنى يعنى احنا لازم ناخد بالنا  كويس اوى الفتره الجايه و نبعد شويه عن بعض لحد ما كل حاجه تعدى على خير و اخد منه اللى انا عاوزاه و ساعتها انا و اللى ملكىً كله ليك يا حبيبى انت عارف يا فتحى انا بحبك اد ايه و من زمان بس مَش بايدى امى انت عارفها بتحب الفلوس اد ايه و مستعده تبيع نفسها  حتى عشانها دى رفضت عمر قبل كده رغم انه كان مهندس و عنده شقه  عشان بس لِسَّه بيبتدى حياته  وجوزتنى للشيخ حسان اللى كان اد ابويا عشان بتحب الفلوس زى عنيها و انت عارف الباقى بقى  و دلوقت هى رضيت بعمر اللى رفضته قبل كده بعد ما شافت الهلمه  اللى بقى فيها عز وفلوس هو متعبش فيها و جاتله من ألهوا  و عشان كده يا فتحى  لازم تصبر شويه و انا بوعدك اننا هنرتب امورنا بعد كده  انا مقدرش استغنى عنك يا روحى  لاسمع صوت قبلتها  التى مزقت قلبى و كرامتى معاً. 
استبد بى الغضب و انا اسمع الرساله الاخيره منها بصوتها لم أكن اشعر بنفسى ألقيت  الهاتف بينما توقف صوت الماء و فتح باب الحمام لاجدها امامى تبتسم شبه عاريه  شعرت بالاشمئزاز منها و من نفسى فى هذه اللحظه و لم أدر بنفسى الان انا أجرها من شعرها  اضربها   بغيظ و قسوه  اخرجت فيهما كل مشاعرى و كرامتى و رجولتى المهدورة. 

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن