الفصل السادس

10.8K 169 1
                                    

الفصل السادس
مضى الأسبوع فى سرعه كالحلم ما بين استعداد للخطوبه  و شراء ما احتاج اليه  اتفق والدى مع عمر على اقامه الحفل  فى حديقه المنزل و طلب منه دعوه من يحب  من أهله و أقاربه  . كان عمر قد اصطحب أباه و امه و أهله الى زياره والدى و طلب يدى رسمياً  و قد استعددت لهذا اللقاء و انا فى غايه الفرح كان أهله فى قمه الأدب  فأبوه انسان مكافح يسعى الى تربيه ابناءه و امه سيده طيبه لا تعرف غير زوجها و بيتها و ابناءها فى الحياه اما اخته الصغيره هدى  فقد كانت فتاه مرحه تصغرنى بعام واحد   تحبها ما ان تراها حتى اننا صرنا اصدقاءاً على الفور سارت الأمور على ما يرام و لم تكن هناك مشاكل تذكر على الرغم من مظاهر القلق التى ظهرت على ابيه و امه من مستوانا المادى المرتفع فقد خشيا  ان يغالى  ابى فى مطالبه الماديه و له الحق ان يفعل و لكن ابى لم يفعل بل اخبرهم بقصته هو و امى ليرفع عنهم الحرج ويطمئنهم  فقد أعطى عمر اغلىً ما يملك فى الحياه و كل ما يطلبه ان يحبنى و يحسّن معاملتى.
  اتفق ابى مع والده على كافه التفاصيل و قد طلب من عمر الالتحاق بالعمل معه فى الشركه ليصير ساعده الأيمن و يعتمد عليه فسيكون زوج ابنته و ابنه على كل حال رفض عمر فى البدايه و امتنع و لكن والدى  طلب من والده ان يقنعه فهو يحتاج الى من يثق به و يعتمد عليه  و لم يتركه حتى رضى بما طلبه منه  .
كان ذلك اليوم  هو اسعد ايام حياتى حتى اننى كنت اشعر انى أطير فى السماء ولا امشى على الارض هل هناك سعاده فى الدنيا اكثر من ذلك ان تكون و من تحب و تعشق معا وتتوحدا لتصيرا كيان واحدا صار هذا اليوم و الأيام التاليه كالحلم كانت فتره الخطبه من اسعد ايام حياتى كنت اسمع منه اجمل حديث عنى و عن جمالى و عن شوقه الى اليوم الذى سيجمعها معا فى بيت واحد انتظم عمر فى العمل مع والدى و تبعه كظله كان يريدان يثبت له انه اتخذ قرارا صائباً و احسن الاختيار كان يمضى الساعات الطويله فى العمل حتى اننى كنت احيانا أشكو من انشغاله الدائم عنى و لكن والدى كان دائماً ما يدافع عنه و يمدح فيه فقد رأى منه صوره له فى شبابه  كان يريد لها النجاح . مضت عده أشهر اخرى و قد بدأنا فى الاستعداد لتحديد موعد للزفاف كان ذلك عندما حدث ما يهدد كل ما حلمت به بالانهيار.
- يعنى ايه يا عمر
- يعنى مَش هاقدر يا عشق أوافق على طلب عمى  بصى يا عشق انا عارف ان مستواى المادى قليل جدا بالنسبه ليكى بس  انتى قبلتى تعيشى معايا بإمكانياتى انا قبلت انى اشتغل مع عمى لما قالى انه محتاج حد يثق فيه لكن مَش هاقدر أوافق على طلبه ده ابدا  مراتى لازم تعيش معايا فى بيتى انا و انا اللى أتكفل بيها و تبقى مسئوليتى انا  بحب عمى جدا  بس مش هاقدر أعيش معاكم فى الفيلا بعد الجواز انا عندى شقتى فى بيت اهلى هى صحيح مش قد المقام و يمكن صغيره و بسيطه  بس ده بيتى و  دى امكانياتى  انا مخبتش عنك حاجه من الاول يا عشق و انتى قلتى ليا ان انا عندك اغلى من اى حاجه فى الدنيا و انك هتستحملى معايا لحد ما أكون نفسى و أحقق احلامىً
- و لِسَّه بأقولها يا عمر بس بابا راجل كبير و  انا كل حياته بعد ما ماما ماتت ازاى عايزنى اسيبه لوحده بالسهولة دى
- سنه الحياه ان الست تعيش مع جوزها و بإمكانياته
- عمر انا مَش معترضه على اى حاجه انا مستعده أعيش معاك فى اى مكان بس بابا  انا مقدرش ازعلهً او ارفضه  له طلب يا عمر اطلب اى حاجه  ثانيه منى  هانفذها  الا ده مَش هاقدر أخيب امله واسيبه لوحده يا عمر
- طيب و الحل
- عمر لو بتحبنى وافق عشان خاطرى  انا عارفه انك اتنازلت عن حاجات كثير عشان ترضينى  بس معلش
- فى دى لا يا عشق دى مسأله كرامه انا مقبلش أعيش فى بيت مراتى مهما كان
- عمر انا
- عشق أرجوكى الكلام اتقفل فى الموضوع ده خلاص
رجعت الى المنزل حزينه باكيه كان عمر قد تركنى غاضباًو ذهب دون ان يرجع معى الى البيت ليطمئن على وصولى ككل مره دخلت الى البيت كنت ارغب فى الصعود الى غرفتى فقد كنت أحبس دموعى بصعوبه امام الخدم  و ارغب فى الانفراد بنفسى فى غرفتى و لكنى ما ان دخلت الى باب المنز ل حتى وجدت ابى ينتظرنى  و بنظره واحده الى وجههً ادرك ما انا فيه فقد كنت بالنسبه له كالكتاب المفتوح    فتح لى ذراعه لأجرى الى احضانه و ارتمى فيها باكيه كنت عاجزه عن التصرف فكلاهما حبيبى ولا أستطيع ان أغضبه  تركنى قليلا حتى فرغت من البكاء ثم رفع وجهى بيده
- عشق مالك يا عمرى فيه ايه انا اول مره اشوفك كده و اشوف دموعك  انتى اتخانقتى مع عمر هو زعلكً
عند ذكر عمر لمعت عينى بالدموع مره اخرى و ان هززت رأسى بالنفى
- هو اللى زعلان منى يا بابا مَش انا
- ليه يا حبيبتى قوليلى اللى حصل متخبيش على بابا
نظرت له فى حيره هل اخبره ان كرامه عمر لم تسمح له ان يعيش فى منز ل زوجته و انه رفض ذلك بإصرار هل سيغضب منه وتتعقد الأمور هل سيحزن  كنت خائفه من رد فعله ان علم
- كده يا عشق مَش عايزه تقولى  دى اول مره تخبى  عن حبيبك حاجه
و عند ذلك اندفعت لاختبىء منه فى  صدره و أقص عليه كل ما حدث و بالتفصيل
- يعنى هو ده كل اللى حصل و عشان كده بتعيطى
- انا مَش زعلانه هو اللى زعلان منى لانى اتمسكت برأيى
- انا مبسوط من عمر يا عشق هو راجل عنده كرامه و عايز يعتمد على نفسه دا كبر فى نظرى اوى
نظرت له و انا امسح دموعى
- صحيح يا بابا يعنى انت مَش زعلان من اللى قاله
- ابدا انا لو فى مكانه هارفض زيه كده بالضبط
- طيب هو زعلان منى دلوقت قلى انا اعمل ايه
-روحى كلميه  الوقت و قوليله ان انا عازمه على العشا
- و لو رفض
- هاتى التليفون و انا هاتصرف
- أيوه يا عمر ازيك يا حبيبى انت فين دلوقت
استمع ابى اليه للحظه ثم قال
- انت تسيب كل اللى بتعمله و تيجى دلوقت تتعشى معايا انا عايز اتكلمً معاك لا مَش هاقبل منك اى عذر تجيلى  دلوقت  خلاص اتفقنا مستنيك
نظرت له لأعلم نتيجه المكالمهً و لكننى كنت اعلم من وجه الذى يبتسم
- جاى دلوقت يا ستى ولا تزعلى قومًى بقى يا حبيبه بابا شوفى هتعشينا ايه انا عايز احلى عشا من ايديكى الحلوين دول
ضحكت وأعطيته قبله على خده و انا اسرع فى اتجاه المطبخ لأساعد داده عليه فى تحضير العشاء
مضى بعض الوقت لاصعد الى غرفتى غيرت ملابسى و ارتديت  ثوبا جميلا  و فككت  شعرى لينسدل على ظهرى كنت اريد ان أبدو جميله فحبيبىً سياتى بعد قليل  نزلت الى أسفل لانتظر حضوره كنت فى غايه  القلق اخشى ان يغير رأيه و يعتذر لأبى و خفق قلبى عندما دق جرس الباب لقد اتى عمر   اسرعت الى الباب لأفتحه وانظر اليه دخل متجاهلا اياى كان لا يزال غاضبا منى سلم على ببرود و سالنى عن ابى الذى اتى اليه مرحبا ما ان سمع صوته
- ايه يا ابنى هو انا لازم اتصل و اطلب تيجى عشان اشوفك مَش ده بيتك تبجى فى اى وقت
- طبعا يا عمى بس انا
- مفيش بس تعال نقعد شويه مع بعض على ما عشق تجهز لينا العشا ثم نظر الى قائلا
- ايه يا عشق  واقفه كده ليه هاتى عصير لعمر و شوفى العشا خلص ولا لِسَّه تتحركى با بنت  كنت اعلم انه يريد ان يتحدث مع عمر وحدهما فاتجهت الى المطبخ متشاغله بإعداد العشاء  كنت شارده فى عالم اخر لا أستطيع التركيز فيما افعل فقد كنت قلقه ترى فيما يتحدثون الان  حتى سمعت ابى ينادينى
- عشق انتى فين  هو عشا ولا سحور  جوعتينا 
اسرعت اليهم و انا اغالب قلقى لاقول
- ايوه يا حبيبى كل حاجه جاهزه بس كنت مستنيه تخلصوا كلامكم اتفضلوا العشا جاهز
كان كلاهما يضحك و ينظر الى الاخر وًكانهما قد  اتفقا على اسرع ابى يسبقنا ليجلس على المائده بينما  امسكً عمر بيدى فى قوه و هو يهمس بأدنى قائلا  كلمه حبيبى دى متتقالش لاى حد غيرى حتى لو كان بابا  انتى ملكيش حبيب غيرى انا  و انا بأغير  واضح نظرت اليه و انا اخفض وجهى الى الارض و ابتسم من كلامه فى سعاده  و قد صبغ اللون الاحمر وجهى كله من الفرحه و الخجل فقد كانت كلماته تلك تعنى انه قد سامحنى و ان كل شىء على ما يرام.
مضت الساعات بيننا و كأنها دقائق لم نكف فيها عن الحديث و الضحك كنّا جميعا فى غايه السعاده و كان الدنيا قد خلت من الاحزان و الهموم حتى اننى لم أكن اصدق نفسى و اخشى ان تزول كل تلك السعاده انتهى اليوم كاى حلم جميل لاودع عمر حتى الباب ليمسك يدى و ينظر الى عينى و  يقول
- انا مَش مصدق نفسى ان الحلم اخيرا هيتحقق و هاتكونى معايا بعد أسبوع تصبحى على خير يا عشقى
نظرت له و كانى قد فقدت القدره على الكلام هل يموت الانسان من شده السعاده لا اعلم و لكن كل ما اعلمه انى كنت أطير فى هذه اللحظه و لا اصدق نفسى من الفرحه .ذهب و اغلقت الباب ثم اسرعت الى ابى لاستفهم عن ما قاله عمر  و لكننى وجدته يبتسم ابتسامه واسعه و يقول لى و كأنه يقرا افكارى
- زى ما قالك كده جهزى نفسك يا احلى عروسه الفرح بعد أسبوع .
- أسبوع كررت الكلمه و انا شارده
ايه يلا اطلعى نامى عشان تصحى بدرى ورآنا حاجات كثير لازم تخلص و مفيش وقت خالص
قبلته فى فرحه ثم تذكرت ما دار بينىىو بين عمر فى الصباح فأجابنى ابى هذه المره ايضا
- بصى يا عشق عمر زى ابنى ربنا يعلم انا بحبه اد ايه دلوقت كفايه انه هياخد احلى زهره فى حياتىى احنا اتكلمنا مع بعض بصراحه و انا شايف انه هو عنده حق  الست دائماً مع جوزها يا  بنتى و على العموم هو معندوش مانع تيجوا تونسونى و تقعدوا معايا شويه  احيانا و هو مَش هيعترض  على العموم دا بيتكم و تقدروا تيجوا فى اى وقت و انا اتفقت مع عمر هنقسم  الوقت بين هنا و هناكً  و متخافيش عليا يا حبيبتى انا النهارده اسعد راجل فى الدنيا كفايه انى حبيبه عمرى هتبقى عروسه و اطمن عليها   .   عمر راجل  يعتمد عليه  و بيفكرنى بنفسى زمان  انا و أمك و حبنا .   انا عايز افرح  بيكى و اشوفك بالفستان الابيض  دا الحلم اللى انا عشت عشانه طول السنين دى كلها عشان اما اقابل حبيبتى اقولها انى اديت الامانه و سلمتك لجوزك اللى هيحبك و هيصونك اخذت احتضنه و ابكى و انا أقول له ربنا يديك طول العمر يا حبيبى و مايحرمنيش منك ابدا  فلم أكن ارغب فى ان  أفارقه على الاطلاق فهو عشقى الاول و لكنه ليس الأخير .

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن