الفصل الخامس و الاربعون

8.8K 162 3
                                    


فى صباح اليوم التالى دخلت عشق الى الشركه مبتسمه فعلى الرغم من انها لم تستطع الراحه فى الليله الماضيه الا ان اليوم كان يوماً مميزا بالنسبه لها انه اليوم الذى انتظرته و من مده طويله فاليوم افتتاح المشروع الخاص بها و المشغل و قد كانت تحلم بهذا اليوم طويلا كما و انها سعيده بسبب حديثها مع على فى الليله السابقه و الدى لم يستطع ان يحضر الى  الشركه لانه يجهز لكل ما اتفقت عليه معه اى الليله الماضيه
انتزعها من افكارها صوت السكرتيرة
- أستاذه عشق الاستاذ سعيد و معاه الاستاذ مدحت صاحب شركه المجد هنا و بيقولوا ان فيه معاد دلوقت مع حضرتك
- فعلا خليهم يتفضلوا
ليدخل سعيد يتبعه مدحت مبتسما
-ازى حضرتك يا استاذ مدحت ؟
- اهلًا يا مدام عشق ازيك خير انتى طلبتينى و انا قلت لازم طبعا اجى وشوف  انتى  عايزه ايه ؟
- تسلم فيك الخير يا استاذ مدحت انا طلبت اقابلك عشان كنت حابه  اعزمك بنفسى على الافتتاح
- افتتاح ايه بالضبط مَش فاهم ؟
- المشغل اللى انا باعمله  لينظر لها فى غضب من استهزاؤها به
- بس هو حضرتك معطله شغلى و باعته ليا عشان بس توجهى  ليا الدعوه طيب ما كان ممكن تبعتيها او تكلمينى بالتليفون
- لا طبعا مَش عشان بس كده احنا  كان لازم نتكلم شويه مع بعض  
- كويس حابه تتكلمى معايا فى ايه بالضبط
- حبيت انى ابلغكً شخصيا بقرارى  انا درست العرض اللى حضرتك عرضته عليا من فتره و رفضته
- ايه و ترفضين ليه وإزاى انتى اكيد بتهزرى طيب و انتاج المصنع هتعملى بيه ايه هتخزنيه و لا توقفىً الانتاج انتى عارفه خسارتك هتبقى اد ايه غير سمعه المصانع الدى هتروح ؟
- اعتقد انى دى مصانع مراد الحديدي  ابويا و انا اكثر واحده ادرى بيهم من اى حد و عموما انا حابه انى اطمنك البضاعة كلها اتباعت  خلاص انا معنديش اى مخزون للبيع و حتى الانتاج محجوز لست شهور قدام
- انتى اكيد بتهزرى اتباعت لمين و امتى و انا الموزع الوحيد ولا حضرتك بتقولى كده بس عشان الإتفاق ؟
- حضرتك تفكر فى اللى انت عايزه بس احيب اقولك  ان موضوع الموزع الوحيد ده كان زمان و خلاص انتهى  و انت اللى رفضت تجدد العقد معانا و عشان كده انا مَش مسئوله عن اللى حصل احنا استنينا حضرتك كثير و انت اللى حاولت تفرض علينا شروطك بس مع الاسف حسبتها غلط
-يعنى  ايه ؟
- يعنى زى ما قلت لحضرتك الانتاج كله اتباع و مفيش منه حاجه خلاص عشان اديها لحضرتك و تجار نص الجمله بتوعك  لما عرفوا انى وزعت لتجار  التجزئة  و انى انا استغنيت عنهم و عنك  و وزعت بنفسى  كل واحد منهم جه و بدا يحاول  يتراجع و يتفاوض معايا و يزودو السعر و مَش كده و بس انا كمان اتفقت مع مجموعه جديده من  الموزعين بره و عملنا معاهم عقود خلاص يعنى حضرتك دلوقت ملكش اى علاقه بالمصنع او الانتاج خالص
لينظر لها فى عصبيه و ثوره
- مَش ممكن  انتى بتقولى ايه كل ده عملتيه امتى وإزاى و انا كنت فين ؟
- انا مغلطتش فيك او تجاوزت حدودى بالعكس   انا كنت بادافع  عن نفسى منك ومن اللى بتحاول تعمله معايا
- انتى عارفه انتى كده  عملتى ايه انتى خسرتينى كثير اوى و قضيتى  على شبكه التوزيع بتاعتى مجهود و تعب سنين راح على الارض  و  السبب انتى
  - السبب طمعك وجشعك و انك حاولت تستغل واحده افتكرت انها ضعيفه بس هى حبت انها تثبت  ليك و لغيرك  ان ورا كل  ضعف قوه و دلوقت الاجتماع خلاص انتهى تقدر. تتفضل دلوقت و اتمنالك الخير اللى ما اتمنتوش انت ليا قبل كده
ليجيبها و هو يتجه الى الباب فى ثوره و غصب
- هتندمىً يا عشق على كل اللى عملتيه معايا أوعدك
- انا ندمت  فعلا بس عشان معملتش كده من الاول شرفت يا باشمهندس مدحت
- انتى كنت قاسيه عليه اوى يا بنتى و بصراحه انا خايف منه  خسارته كبيره قوى ان مكنتش قضت عليه 
- احنا مظلمناش حد يا عّم سعيد هو اللى ظلم نفسه لما حاول انه يستغلنا
- معلش بس عشان خاطرى يا بنتى خدى بالك من نفسك اليومين دول لحد ما الأمور تهدى شويه
- ان شاء الله المهم سيبك انا عايزاك معايا فى مشوار مهم النهارده يا راجل يا طيب
- مشوار  ايه ده يا بنتى
- انت ناسى ان افتتاح المشغل النهارده و الكل مستنينا
- لا مَش ناسى بس انا دخلى ايه بالموضوع ده انتى عارفانى مبحبش الدوشه ولا الحفلات
- المره دى هيكون ليك
- مَش فاهم
- انا هافهمك كل حاجه بس يلا تعالى معايا و من غير نقاش
حاضر اللى تأمرى بيه  يا بنتى . ركبا السياره لينطلق بهم السائق بعد ان طلبت منه عشق التوجه الى المشغل  ثم رفعت  سماعه التليفون لتتصل بصفيه
- ايه يا صفيه انتى فين كل ده ليه عندك بتعملى ايه انتى مَش عارفه النهارده مهم اد ايه و البنات كلهم اكيد مستنينا لا مفيش كلام من ده لازم تيجى انا عايزاكى معايا هناك  ضرورى اذا مكنش عشان خاطرى يبقى عن خاطر اشجان و البنات طيب انا هاستناكى مسافه السكه تكونى عندى  اغلقت سماعه الهاتف و هو تبتسم فى هدوء فى انتظار القادم
وصلت الى المكان لتجد الكل ينتظرها و ملامح الفرحه ترتسم على الوجوه رحب بها الجميع لتسمع صوت الاغانى و الزغاريد و هى تنطلق فى كل مكان لتقف و تنظر الى المكان و اللافتة الموضوعه عليه و هى تتذكر كيف كان أطلالا من شهور مضت و كيف اصبح اخذت العاملات تقترب منها و هم ينظرون اليها فى ترقب لتبتسم لهم و تفتح ذراعيها ليندفع الجميع اليها يقبلها و يحتضنها
- انتو كنتوا فاكرين انى نسيتكم  ابدا انتو عارفين دا احنا بينا  عيش و ملح
- ربنا يكرمك يا ست عشق و يوسع عليكى زى ما عمرتى. وفتحتى بيوتنا
- دا مجهودكم و تعبكم ولولا مساعدتكم ليا مكنتش قدرت اعمل حاجه ثم نظرت الى اللافتة الموضوعه وقد بدات الدموع تلمع فى عينيها و تهدد بالسقوط
- الله يرحمك يا اشجان اكيد كُنتُى هتبقى فرحانه فى يوم زى ده بس أوعدك ان كل شىء هيتغير و حبايبك كلهم ان شاء الله هيكونوا بخير ظلت صامته للحظه ليتجه لها على و يسألها 
-ايه يا أستاذه مَش هتقصى بقى الشريط عشان الحفله تبتدى
-ليه انت مدعتش حد من المسئولين عشان بقصه ؟
-ليه هو فيه حد اهم منك محدش هيقصه غيرك
-الأهم  عملت اللى قلت ليك عليه كله ؟
- طبعا زى ما انتى طلبتى بالضبط كل حاجه جاهزه جوه
و الاكل و الهدايا كلها اتوزعت  و تمام و الناس كلها فرحانه الحمد لله
- الحمد لله طيب فيه حد محتاج حاجه سالت يا على
- واحده واحده يا أستاذه  مَش هتقصى الشريط بقى؟
- حاضر لتقص الشريط ومعها عّم سعيد ثم تتجه للداخل لترى تعب الايام و شقاء الشهور حلما يتحقق امام عينيها  دخلت لتتجول فى المكان بفرح حتى وصلت الى قاعه واسعه تجلس فيها العاملات لتنظر الى المكان بنظره فاحصه ثم تستدير الى على و تسأله بابتسامه
- هنا يا على
- ايوه يا أستاذه
- طيب تعال نقعد  هنا يا عم سعيد
- اشمعنى هنا  يا بنتى ؟
- عشان هنحضر هنا حفله
مضت ده دقائق لتدخل احدى العاملان مسرعه و تشير الى على ليخرج ورائها فى سرعه  خرج ليجدها أمامه خرجت من السياره و هى تشكر السائق و تتطلع الى المكان فى فرحه وتتجول بعينيها حتى التقت عيناها مع عينيه لتخفضها فى حياء و هى تحاول ان  تتجاهل وجوده و تدخل الى المكان و لكنه امسكً بيدها فجأه لتتوقف و هى تنظر اليه فى دهشه و تحاول ان تسحب  يدها من يده و لكنه زاد من شده تمسكه بها
- صفيه استنى انا عايز اتكلم معاكى شويه عشان خاطرى
- أرجوك سيب ايدى ميصحش كده فيه ناس حوالينا و بعدين عايز تكلم فى ايه بالضبط يا على معدش فيه بِنَا كلام خلاص
- لا بينا يا صفيه بينا حاجات كثير و انتى عارفه
- على هو فيه ايه أرجوك سيب أيدى اكيد ست  عشق مستنيانى دلوقت ومتضايقه انى اتاخرت عليها
- لا هى مَش هتضايق  ولا حاجه يا صفيه انا قولتلها انى عاوز اتكلم معاكى كلمتين قبل الحفله و هى واقفت
- طيب اتكلم انا سامعاكً اتفضل
- لا مَش هنا انا هاقولك كل حاجه دلوقت حالا بس قبل ما ندخل انا حبيت اقولك أسف
- نظرت له فى حيره فلم تكن تتوقع ان يعتذر منها و بكل هذه البساطه
- أسف على ايه يا على على الكلام  اللى قلته و لا اللى عملته هنا من كام يوم
- لا أسف انى زعلت و انى ضايقتك او اتسببت فى زعلكً أوعدك مَش هازعلك منى ثانى ابدا لكن الثانيه لا انا مَش أسف على اللى عملته فى الباشمهندس و لو اتكررت هاعملها ثانى و ثالث محدش يقدر يضايقك ولا يدوس ليكى على طرف طول ما انا عايش يا صفيه
- و ليه دا كله يا على انا حابه افهم انت عايز منى ايه بالضبط بقى  فهمنى ؟
- طيب دقيقه واحده تعالى معايا  و انا هافهمك دلوقت حالا
ليشدها من يدها للى الداخل و هى تصرخ فيه
- بالراحه يا على سيب ايدى لو سمحت ساحبنى وراك كده ليه  الناس كلها هتتفرج علينا كده انت ايه اللى جرالك
وصلوا الى القاعه لتنظر الى الجميع فى دهشه وحرج فقد كان الجميع يجلسون فى الانتظار و لينظر الكل إليهما ما ان دخلوا الى القاعه بابتسامه
لتتراجع الى الوراء خطوه و هى تسال فى دهشه
- هو فيه ايه بالضبط؟
و فجأه و باشاره من يد على بدات موسيقى حالمه من مكبرات الصوت المنتشره  فى المكان و ليفتح احد الأبواب الزجاجيه لتظهر مجموعه كبيره  من البالونات الحمراء على شكل قلوب صغيره  بينما يدخل الى القاعه العديد من الاطفال و البنات الصغار منهم حمزه و عشق الصغيره  الذين يرتدون ملابس بيضاء ويحملون مجموعه رائعه من القلوب الحمراء  كان الكل يصفق فى فرح بينما نظر اليها على فى حب و هو يخرج من جيبه علبه صغيره زرقاء ليفتحها و يظهر بها دبلتين  و خاتم فى غايه الرقه و الجمال
- تجوزينى يا صفيه انا عارف انى انا على قدى دلوقت بس لو وافقتىً تكملى معايا  أوعدك انى هانحت فى  الصخر لحد ما نبقى سوا  و يجمعنا بيت واحد ها ايه رايك ؟
لتنظر له فى سعاده و عيناها تلمع بالدموع
- انت عملت كل ده عشانى ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا  رب 
ليشاكسها قائلا
- طيب انا مَش فاهم معناه ايه موافقه ولا ارجع العيال دى بالبلايين وبالقلوب
-لتضربه على كتفه بغيظ
- كده يعنى علطول رجعت فى كلامك طيب مَش هارد عليك و اسيبك كده اما نشوف بقى هتعمل ايه ؟
ليحتضن يدها فى حب
- هاعمل ايه هاشتكيكى لولى امرك اللى قاعد هناك ده عشان يشوف ليا حل معاكى و مع عندك ده قالها ضاحكا و هو يشير الى عشق التى لم تستطع ان تكتم ضحكاتها من ما يحدث .
- طيب هات الخاتم   و الدبل ألبسهم بقى
- ايه انتى ما صدقتى يا صفيه و انا قلت انك هاتقوليلى سيبلى فرصه  أفكر او بعدين 
لتدير له ظهرها فى غضب
- خلاص زى ما تحب انا مَش موافقه و حتى لو عملت ايه دلوقت هاقولك لا
- و اهون عليكى برضه يا حبيبتى
ليحمر وجهها فى خجل و هى تسأله بتردد
- ايه بتقول ايه ؟
- يعنى مسمعتيش يا صفيه ؟
-ها سمعت بس مَش مصدقه نفسى
- لا صدقى انتى حبيبتى وروحىً و عمرى و اللى جاى كله ان شاء الله
لتتجه لها عشق و تحتضنها فى فرحه
- مبروك يا صفيه ربنا يتمم بخير
- ربنا ما يحرمنى منك اكيد انتى كُنتُى عارفه و ساعدتيه يعمل كل ده عشانى
- بصراحه اه على زى اخويا و انتى كمان و بعدين احنا عايزين نفرح شوفى الفرح النهارده بقى فرحتين المشغل و انتى وعلى انا مبسوطه اوى النهارده يا صفيه متعرفيش ازاى 
لتحتضنها صفيه و هى تبكى
- الله انتو هتقلبوها غم  و لا ايه احنا عايزين نفرح
- دى دموع  الفرح يا على
- ياااه اخيرا اعترفتى يا ريت كنت سجلت الكلام  ده ليكى
لتنظر له صفيه فى غضب
- و بعدين معاك بقه يا على
- خلاص خلاص انا ماصدقنا انك رضيتى  عنى ووافقتى
ضحك الجميع و مضى اليوم على اسعد ما يكون و كأنها لحظات مسروقهً من عمر الزمن
فى صباح البوم التالى نزلت عشق لتجلس مع داده عليه
- صباح الخير يا بنتى احضر ليكى الفطار
- صباح الخير يا داده هى صفيه صحيت
- لِسَّه يا بنتى اصلها كانت سهرانه طول الليل بتتكلم فى التليفون مع على انا قمت اصلى الفجر و كنت ساعتها  بتتكلم و تضحك
- ربنا يهنيها عروسه بقى طيب خلاص  سيبيها براحتها
- مالك يا بنتى حالك اتبدل ليه مكنتى مبسوطه و فرحانه امبارح و كأنها كانت خطوبتك انتى ايه اللى حصل
- معلش يا داده اصل فيه موضوع شاغلنى شويه ومش عارفه اخد فيه قرار
- خير يا بنتى ان شاء الله
- طيب اقعدى يا داده و انا احكيلك و اخد رايك  ...صفى
- ماله يا بنتى ما هو زى الفل و الحمد لله ربنا خد بيده و بقى كويس
- الموضوع مَش كده يا داده الست امال اتكلمت معايا  امبارح  بعد الخطوبه كانت جايه تبارك  لصفيه و بعدين طلبت منى نتكلم
-ها و قالتلك ايه ؟

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن