الفصل التاسع و العشرون

10.7K 200 2
                                    


كم ظل غائبا عن الوعى كان يشعر بالم شديد و ان كل عظمه فى جسده  تئن بشده حاول الحركه ليرتد صارخا فى الم لتتجه اليه ممرضه لم يتبين ملامحها و تطلب منه ان يظل ساكنا و لكنه لم يستطع حاول الحركه مجددا و لكنها اسرعت بوضع بعض المسكنات فى المحاليل الموصله بيده ليغيب عن الوعى مره اخرى
آفاق ليجد نفسه فى غرفه بالمستشفى بينما يجلس أهله جميعا ينظرون له فى حزن  و شفقه كان ابوه و امه و شقيقته معه فى الغرفه اهم هنا حقا ام انه  يهذى من اثار المخدر كيف وصلوا الى هنا من اخبرهم   .
ليتجه اليه ابوه قائلا
- ًعمر عمر ازيك يا بنى الحمد لله
بينما ردت الحاجه فاطمه فى حزن
-  حمد الله على السلامه يا بنى بركه انك بقيت بخير يا حبيبى  احنا كنّا قلقانين عليك اوى
- انا فين ايه اللى حصل و انتو ازاى عرفتوا و جيتوا هنا
لترد هدى هذه المره
- الدكتور هو اللى  اتصل بينا  اتكلم   من تليفونك رقمى كان متسجل فيه و هو اللى قال لنا
لتكمل الحاجه فاطمه
متصورش  يا ابنى حالتنا كانت ازاى و هم بيقولوا انك هنا و ان حالتك صعبه اوى  و محتاج عمليه بسرعه
لينظر لها عمر  و يردد بحيره
- عمليه
- ايوه يا بنى الحرق اللى فى كتفك كان كبير اوى و الجرح التهب من عدم الاهتمام انت كان ممكن تموت لولا الإسعافات الاوليه  اللى اتعملت  ليك   احنا اول ما جينا هنا كانت حالتك صعبه و فى العمليات الدكتور عمل معجزه و شال الجلد الميت كله ونظف الحرق و حتى عمل عمليه تجميل بسيطه و هو قال ان شاء الله  الحرق مَش هيسيب اثر الا حاجه بسيطه بس هياخد وقت شويه ولازم له عنايه   كبيره عشان تخف
-   الحمد لله على كل حال احنا كنّا فين انت بعد العمليه كانت حالتك صعبه اوى و فضلت غايب عن الوعى ثلاث ايام و الجرح ملتهب و مكناش عارفين نعمل ايه  لكن ربنا لطف بِيك و بينا
لم ينتبه  عمر   الا بكلمه ثلاث ايام  ترى ماذا حدث فيهم لمعشوقته لينتفض محاولا القيام و لكنه ارتد فى الم من اثر الحركه المفاجئة  ليضغط على اسنانه و يسألهم بلهفه
- و عشق  عامله ايه انا سبتها فى العنايه لوحدها لازم  أقوم واطمن عليها
- مش هتقدر تتحرك دلوقت يا بنى الدكتور مانع الحركه خالص احمد ربنا انك قمت بالسلامه و عشق انا لِسَّه  مطمن عليها  حالتها زى ما هى مفيش اى تغيير 
- يعنى ايه لِسَّه  انا عايز اكلمً الدكتور المسئول عن حالتها
- عمر انت عارف كويس ان عشق فى غيبوبه و الدكتور قال الأمل ضعيف انها تفوق بس هما سايبنها  على الأجهزه عشان اللى فى بطنها
- لا عشق هاتقوم و تفوق انا متاكد و هاعوضها عن كل حاجه عملتها فيها انا عايز أشوفها سيبونى اروح لها
- كفايه  يا عمر عشق مَش هتستفيد حاجه لو انت تعبت ثانى احنا هنستنى الدكتور و نسأله اذا كان ممكن تروح تشوفها
- طيب عشان خاطرى  روح دور عليه دلوقت
- حاضر يا بنى بس اهدى شويه   ربنا يخليك انا و أمك مَش مستحملين خلاص
تساقطت دموعه فى غزاره و هو يمسك بيدها فى شوق و يقبلها ثم يضعها برفق الى جوارها
- عشق عشق فوقى بقى و  ردى عليا يا حبيبتى سمعينى صوتك   انا عمر حبيبك  انا عارف انك زعلانه منى و ممكن تكونى بتكرهينى من اللى عملته انا عارف انى السبب فى كل اللى حصل ليكى سامحينى يا عشق سامحى عمر حبيبك اللى معرفش هو بيحبك اد ايه الا متاخر اوى   طيب قولى اى حاجه حتى لو انك بتكرهينى و مَش عايزه تشوفينى  ثانى خالص اخذ يتحسس بطنها فى رفق و هو يناجيها طيب بلاش عشانى عشان ولادك اللى جوه دول اللى انتى متعرفيش حتى انهم اثنين  هتسبينى و  تسيبيهم  لمين يا عشق  ردى عليا قومًى بقى انا عارف انك أقوى من كده يا رب يا ب
ظل يناجيها لعده أيام و هى فاقده للوعى لا تستجيب كان يمضى اغلب ساعات اليوم جالسا على مقعد بجوارها فى العنايه المركزه و احيانا ما يغلبه النعاس لتوقظه الممرضات ليذهب الم فراشه فيرفض و يخبرهم انه لم يعد يرغب فى النوم بل فى البقاء بجوارها ظل هكذا لمده و لكن الوضع لم يتغير  ليجد الطبيب يدخل عليه فى احد الايام  وهو  ينظر اليه فى شفقه
- استاذ عمر ممكن اتكلم مع حضرتك شويه
- اتفضل يا دكتور
- دلوقت اخر تحاليل لمدام عشق ورسم المخ  بتقول ان مفيش تغيير فى الحاله و انها هتفضل  فى الغيبوبه دى لحد ما ربنا يسترد وديعته
نظر اليه عمر فى تحفز. و قد بان   الغضب على وجهه و برنه صوت حاده سأله
-   تقصد ايه حضرتك  بالكلام ده
- الإعمار بيد الله يا استاذ عمر بس احنا مَش هنقدر نستمر على كده لازم كمان نعمل عمليه قيصرية و نخرج التوأم والا هتبقى فيه خطوره على حياتهم لو فضلوا اكثر من كده .
- طيب و عشق
- مدام عشق مَش بتستجيب  لحاجه خالص الاولويه عندى الوقت للاطفال لازم أنقذ حياتهم 
- طيب و هى هيحصلها ايه ؟
- بالنسبه ليها انا مقدرش أوعد حضرتك بحاجه انا كل اللى اقدر عليه انى احاول أنقذ ولادها
- عشق عندى بالدنيا  كلها و مفيش عندى اى حد اهم منها و لا حتى ولادى منها
- تفتكر  هى لو كانت واعيه كانت هتقول زيك كده
- انت عارف بتطلب منى ايه يا دكتور انت بتطلب منى أتخلى عن حب عمرى  و أسلمها للموت بايدى انا مَش هاقدر اعمل كده ابدا انت بتطلب منى المستحيل
- انا مطلبتش  منك حاجه حاجه يا استاذ عمر انا بس بقولك انك تحاول تاهب نفسك للأسوأ وإذا كان علينا احنا بنعمل كل اللى نقدر عليه بس ده مَش بايدنا ده امر ربنا و بعدين لازم الوقت تفكر فى اولادك
تساقطت دموع عمر و هو يحدث نفسه
- انا دخلت النار عشانها  طيب ليه فى الاخر تموت ولا ده بقيه عذابى انى الاقى الأمل و ارجع اتحرم منه ثانى
- ليرد عليه الطبيب فى حزم استغفر ربنا يا استاذ عمر انا مقدر حالتك بس ربنا له حكمه فى كل شىء لو مكنتش أنقذتها و خرجت بيها ولادك كانوا هيموتوا معاها
- انا عايزها هى عايز اقولها انى أسف وتسمع منى كلمه الحب اللى عمرى مقولتها ليها عايز اسمع منها انها سامحتنى و انها هاتبدأ معايا من جديد عشان خاطر ولادنا
ادرك الطبيب انه لا توجد جدوى من الحديث معه فهز راْسه أسفا و خرج لياخذ ما يراه هو مناسبا من إجراءات لم يهتم عمر. بخروجه و انًما التفت اليها ليقول لها
- عشق عشق فوقى بقى عشان خاطرى عايزين ياخدوكى منى  منى و يفرقونا ثانى بس دا عمره ما هيحصل انا هأفضل احبك و هتفضلًى معايا لآخر يوم فى عمرى مهما حصل تساقطت دموعه على وجهها ليشعر باضطراب على الشاشه أمامه شعر بالرعب فهو لا يفهم ما يرى فأسرع ينادى الممرضه التى أتت على صراخه و اسرعت هى الاخرى فى اضطراب لتنادى الطبيب فى سرعه بعد ان ألقت نظره واحده على الشاشه .
نظر عمر الى ما يحدث كالمصدوم أهى تحتضر اتلك المؤشرات التى ترتفع و تنخفض أمامه فى سرعه هى الرابط الوحيد لها بالحياه  امن المعقول ان حياته و امله فى هذه الدنيا أمامه معلقاً بنبضات يصدرها هذا الجهاز فقط لكى يطمئنه انه لازال هناك امل له و ان قلبه لم يعلن وفاته بعد تساقطت دموعه فى خوف و هو يقبض على يدها و كأنه يخشى ان تختفى من أمامه و لا تعود و لكنه  وجد انا تقبض على يده بالمثل و بقوه  كاد ان يصرخ و هو ينظر اليها فى دهشه وهم بأن  يحتضنها لولا ان دخلت الممرضه يتبعها الطبيب فى سرعه طلب منه الطبيبان يتراجع الى الوراء و اخذ يراقب الشاشه التى ترتفع بها المؤشرات لدرجه كبيره ثم تعود للانخفاض و الهدوء اخيرا وجد عمر صوته و الطبيب بفحصها و هو يقول له
- مسكت ايدى يا دكتور و الله مسكت ايدى و ضغطت عليها
- يمكن رد فعل انعكاسى  دا ممكن يحصل فى الغيبوبه يا استاذ عمر
- طيب ايه اللى بيحصل بالضبط انا مَش فاهم حاجه من اللى على الشاشه
هم الطبيب ان يرد عليه و لكن ارتفاع المؤشرات ظهر مره اخرى ليعقد الطبيب حاجبيه فى اهتمام و هو ينظر اليها بانتباه
- طمنى يا دكتور
و لكن الطبيب تجاهله للحظه و هو يأمر الممرضه ان تعد له غرفه العمليات بسرعه
لينظر له عمر مرتعباً و يسأله
- عمليات ليه ايه اللى بيحصل  بالضبط ؟
- دى حاله ولاده يا استاذ عمر   النبضات التى انت شايفها على الشاشه دى من الم الولاده
- مَش فاهم ازاى هى هتولد و هى فى غيبوبه
- الولاده ملهاش علاقه بالغيبوبة يا استاذ عمر دا معاد محدده ربنا سبحانه و تعالى  والام الطلق من  المحفزات الطبيعية الالم الشديد و هو اللى بيحفز المخ احيانا
- يعنى ممكن تفوق
- محدش يقدر يعرف انا اللى شايفه ان مع الالم بتحصل شويه مؤشرات بس ممكن تكون مَش كفايه عموما انا لازم أفحصها و نشوف  فاضل اد ايه  بالضبط انا طلبت من الممرضه انها تجهز غرفه العمليات عشان نبقى مستعدين لاى طارىء
- يا رب
قاطعهما دخول الطبيب المختصص ليقول الطبيب موجها حديثه الى عمر
- استاذ عمر ممكن تتفضل  بره شويه
خرج يجر  قدميه من خوفه عليها و رعبه من ان يفقدها  و ظل واقفا للحظات حتى سمع عده أصوات من الداخل  لم يستطع الصبر لأكثر من ذلك فدخل   الى هناك مره اخرى ليجد انها هل يحلم ام ان الواقع اجمل من اى خيال انها   تتحرك تهز رأسها و تحاول ان تفتح عينيها فلا تسعفها بينما يحاول الطبيب الحديث اليها مدت يدها لتقبض على اى شىء يساعدها على النهوض و لكنها لم تستطع  و فجأه بدات فى الصراخ بصوت متألم  ضعيف و لكنه كان فى أذنه اجمل من اى نغم انها حيه تتحرك و تتنفس و على الرغم مما تعانيه من الم الا انها قد خرجت من النفق المظلم الذى كانت فيه الى الحياه .
اخذت الطبيبه تحدثها و تطلب منها ان تكتم انفاسها لتحفظ قوتها و لكنها لم تكن تستوعب شيئاًمما قيل لها فلم يعد لها كامل وعيها بعد و لكن كل ما احست به هى الآلام  تطحن كل عظمه من جسدها و لكنها متعبه للغايه فلم يعد لديها قدره على المزيد من  الصراخ
اهو يقف أمامها و ينظر اليها باكيا مبتسماً ام انها فى كابوس مزعج ستستيقظ منه بعد قليل  حاولت ان تعرف وتتأكد مما تراه عينيها و لكن الالم لم يسعفها فقد صارت نوباته متتالية  و بشكل كبير .
- هتولد طبيعى
- بس هتقدر تستحمل 
- حنحاول و عموما لو مقدرناش ممكن ندخل جراحى بس انا شايفه انه مفيش داعى لكده و انى اعرضها لتخدير ثانى
- انا عمرى ما شفت حاله زى كده ابدا دى معجزه 
- دى قدره ربنا يا دكتور ربنا دائماً بيفكرنا ان الانسان ضعيف و انه وحده  القادر المقتدر
- سبحان الله
أسرعوا بها الى غرفه العمليات ليظل هو واقفا على باباها لساعه او اكثر يستند على الحائط خائفا يترقب فلم تعد قدماه تستطيعان حمله ليسمع بعد قليل صوت بكاء يتبعه اخر لقد اتى طفليه الى الحياه و كتب لقصه عشقها ان تبدأ و تستمر  ببدايه جديده ابتسم بينما دموعه تتساقط فى فرح حينما خرج الطبيب و هو ينظر اليه مبتسما قائلا له
مبروك ولد و بنت هاتسميهم  ايه بقى
- طيب و عشق
- الحمد لله هى زى الفل تعبت شويه فى الولاده بس دا طبيعى عشان تؤام بس بالنسبه لحالتها و اللى كنّا فيه الحمد لله احنا كنّا فين  حاله مرات حضرتك  معجزه بكل المقاييس  عموما مبروك مره ثانيه يا استاذ عمر و يتربوا فى عزك و خيرك ان شاء الله
خرجت الممرضه تحملهم اليه مبتسمه لينظر اليهم فى فرح مقبلا اياهم و يسألها عنها فتخبره انها سوف تخرج بعد قليل  ابتسم و هو ينظر إليهما الى مستقبله معها الى الحياه الجديده التى خرجت من حكايه عشق ليحتضنهما فى فرح منتظرا ما سوف تاتى به الايام بعد ذلك .

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن