الفصل السابع و العشرون

10.2K 177 2
                                    


كانت الداده عليه تضع فنجان القهوه امام عمر كعادتها فى كل مساء قبل ان تستأذنه لترجع الى المنزل فقد كانت تعلم ان عشق ستعود اليوم مبكره و عليها الا تتركها بمفردها و لكنها لم تدرى لماذا ارتعشت يدها فى تلك اللحظه و كان قبضه بارده تعتصر قلبها فى قسوه  ليسقط منها الفنجان محطماً على الارض و قد تناثرت محتوياته على السجاده الغاليه  . ارتبكت داده عليه و هى تحاول ان ترفع بقايا الفنجان عن الارض و تعتذر لعمر الذى انتبه من شروده  ليسألها
- مالك يا داده انتى تعبانه
- قلبى مقبوض النهارده مَش عارفه ليه  يا بنى   انا اسفه  انا هانظف الارض و أعملك غيره حالاً
- لا متتعبيش نفسك خلاص لو تعبانه روحى النهارده
- طيب انا هانظف الارض بس و امشى شكرًا
رفعت داده عليه بقايا الفنجان المكسور و همت ان تزيل بقايا القهوه من على الارض عندما ارتفع رنين هاتفها الذى كانت تحمله معها باستمرار فى  الفتره الاخيره تحسبا لاى طارىء نظرت الى الرقم لتجد انه رقم غريب  تجاهلت الرنين حتى انقطع و لكنه عاد يرن مره اخرى فى اصرار لترد عليه  
- ايوه من معايا
- الست عليه انا صفيه زميله الست  عشق فى المشغل 
- خير يا بنتى فيه حاجه
- انا قلت اتصل بحضرتك لانك قريبتها و خدت رقمك من الست عزيزه صحبتك
لترد عليه بنفاذ صبر و خوف
- متفهمينى يا بنتى عشق  مالها و ليه ماتصلتش هى  بيا هى كويسه
لترد صفيه فى صوت مخنوق بالبكاء
-  الحقينى يا ست عليه المشغل كله بيتحرق و الست عشق دخلت عشان اشجان نايمه جوه فى المخزن و خافت عليها و بعد ما دخلت المدخل كله ولع عربيّات المطافئ هنا  بس النار فى كل  حته و انا خايفه عليها اوى و مَش عارفه اعمل ايه
لتصرخ عليه فيها انتى بتقولى ايه
- المشغل  بيتحرق و عشق جوه انا جايه حالا لتغلق السماعه وهى تستدير قائله و دموعها تخنقها  استر يا رب لتفاجا بوجود عمر خلفها  ينظر لها يصدمه و عدم تصديق .

قاد عمر سيارته كالمجنون فى شوارع القاهره محاولا الوصول لمكان المشغل باقصى سرعه ممكنه كان الوجوم و الصدمه باديا على وجهها  عليه فلم تنطق  بكلمه واحده رغم رعبها  من سرعته العاليه التى تنذر بحدوث كارثه كانت هى الاخرى ترتعد خائفه من الوصول للمكان بعد فوات الاوان   و ان  يكون قد اصاب حبيبتها الغاليه  مكروه  كان عمر  قد هاتف المصنع و طلب إرسال سيارات الاطفاء الإضافية التى يمتلكونها الى المشغل على وجه السرعه . ساد الصمت بينهم للحظات بدت كدهر و لكن عمر قطعه عندما انفجرت دموعه و هو يكاد يحطم المقود فى  يده وهو يحدث نفسه كالمجنون دون ان يكن يعى ما يقول حتى  نظرت اليه داد ه عليه فى دهشه فقد نجح فى صرف تفكيرها فقد كانت هذه هى المره الاولى التى تراه بهذا الشكل انه يحبها حقا لم يعد هناك ذره شك لديها فى ذلك انه لا يفعل ما يفعله الان الا اذا كان  يحبها بل يعشقها  حاولت عليه ان تواسيه  باى كلمه و لكن الكلمات احتبست فى حلقها و لم تستطع النطق لتنفجر دموعها فجأه و تبكى بصوت عال و قد بلغ منها التوتر اقصاه لينظر اليها عمر حائراً فقد كان غاضبا منها لانه أخفت عليه الامر

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن