الفصل الثانى و الاربعون

8.8K 178 2
                                    


- اركبى يا صفيه
- اركب فين ان شاء الله انت عايزنى اركب معاك كده
- امال هتروحى ازاى ما احنا لازم نتابع الشغل مع بعض
- اتفضل انت و انا هاتصرف
- و هتصرفى ازاى بقى  ان شاء الله
- هاركب تاكسى او مواصلات انا اعرف اتصرف و حافظه السكه كويس اوى دى كانت منطقتى
- اركبى يا صفيه و متتعبنيش مَش هنفضل كل يوم فى الموال ده
- ليه انت عايزنى كمان  اركب معاك كل يوم  حلو اوى كملت
- على فكره دى مَش عربيتى دى عربيه الشغل و مدام عشق هى اللى أدت ليا المفاتيح و قالت انى اخدك معايا
- طيب و لما هى عربيه الشغل فين السواق
- اعتبرينى  انا السواق يا ستى ولا هى مصاريف و خلاص
- طيب اذا كان كده ماشى اتفضل قدامى
لتفتح الباب وتجلس فى المقعد الخلفى السياره
- هو انتى هاتركبى  ورا
- اه مَش بتقول هاخليهم كانى السواق انا بقى مبركبش  جنب سواقين
- بس انا مَش سواق يا صفيه انا زميلك
- ماليش فيه هاتمشى ولا ايه
- حاضر الصبر من عندك يا رب  ليدير السياره  و ينظر اليها فى مراه السياره باهتمام
- بص قدامك هتفضل باصص ليا كده كثير
- تعرفى انك صعب اوى بس بنت جدعه جدا
ليحمر وجهها خجلا من كلامه و تقول بصوت غاضب
- الله احنا هنعاكس والا ايه لا انا مَش بتاعه الكلام ده
- و الله ابدا انا مقصدتش حاجه انا بقول الحقيقه و بعدين انتى زى اختى بالضبط
- اختك طيب شكراً بص قدامك بقى عشان نوصل مَشوارنا بالسلامه
ليبتسم و هو ينظر اليها كل فتره  دون ان تنتبه  فقد نجح فى اثاره غضبها و استفزازها بكلامه
وصلوا الى المكان المنشود . لتنزل صفيه من السياره و تقول له
- انتى خليك هنا و انا بقى هانتشر 
- يعنى ايه لا رجلى  على رجلك طبعا
- لا مينفعش  خالص انت خليك هنا و تابع الشغل و انا هاروح للبنات ازورهم  و اقعد معاهم  شويه عشان اربط الاتفاقات ما بينا  و لا تحب تيجى  تقعد معانا و فى وسطنا يعنى
ليجيب فى حرج
- لا خلاص انا أسف خليكى براحتك و انا هتابع الشغل هنا زى ما قولتى و لو احتجتينًى  انتى عارفه مكانى او خدى رقم تليفونى عشان تكلمينى
- و انا اخد رقمك ليه ان شاء الله
- مَش زملا فى الشغل هنتواصل  و ناخد راى بعض ازاى
- فى دى عندك حق ماشى هاته
- اتفضلى و يا ريت ترنى  عليا عشان أسجل رقمك عندى
- كمان بس ماشى عشان خاطر الست عشق بس مضطره استحملك معايا
- شكرًا على ذوقك قدامك كثير
- هاخلص و أكلمك عشان نمشى سلام مؤقت دلوقت
لينظر الى تلك المشاكسه التى دخلت حياته فجأه لتربيه و تشغل حيزا من تفكيره و يشعر  بشىء اخر نحوها منذ ان رآها اول مره و لكنه  يرفض ان يعترف به حتى لنفسه .
رجعت عشق الى المنزل لتجد داده عليه فى الانتظار
- ها يا بنتى أجهزلك الغدا دلوقت
- مَش هنستنى صفيه يا داده
- طيب انتى كملتيها
- لا لِسَّه انا عارفه انها لما هتروح هناك هتنسى نفسها شويه بس قلت أسيبها على راحتها
- طيب اتغدى انت يا بنتى و بعدين لما تيجى  هى تاكل مَش مشكله و كمان عشان خاطر صفى
- ليه هو لِسَّه متغداش  لحد الوقت يا داده
يا بنتى انا غلبت معاه و اتحايلت  عليه رفض يأكل الا معاكى و قال هيستنى تاكلوا مع بعض سوا
- طيب يا داده ناديه عشان يأكل حرام الوقت أتأخر اوى
- طيب يا بنتى
ليدخل صفى بعد قليل جريا عليها
- عشق وحشتينى اوى غبتى عليا كثير 
- معلش كان عندى شغل بس انا زعلانه منك
- ليه انا عملت ايه انا حتى لعبت مع حمزه ومزعلتش منه مع انه بيشد شعرى و اكلت عشق الصغيره مع داده و نامت  هى حلوه اوى زى العروسه انا بحبها زيك بالضبط
لتبتسم عشق رغما عنها ثم ترسم الغضب على وجهها
- طيب انت ماكلتش  ليه ؟
- عشان مستنى ناكل   سوا و نفتح نفس بعض يعنى تاكلى لوحدك علطول
- حبيبى انا ممكن أتأخر و انت لازم تتغدى فى ميعاد عشان الدوا مينفعش تستنى لحد دلوقت
- معلش انا ممكن اصبر عشان خاطرك
- بقولك ايه متعملش كده ثانى ابدا و تعالى بقى عشان نتغدى دلوقت
بداوا فى تناول الطعام و اللعب مع حمزه و عشق التى  استيقظت للتو و مضت عده ساعات لتدخل صفيه و على وجهها علامات التعب و الإرهاق  الى المنزل
- مساء الخير عليكم
- اهلًا يا صفيه ازيك اتاخرتى كده ليه ها عملتى ايه طمنينى
- بصى انا اقعد واخد نفسى و بعدين  اكل حاجه الاول و نتكلم بعد كده براحتك
- ليه انتى ماكلتيش لحد الوقت انتى عارفه الساعه كام طيب على سابك من غير اكل كده لحد الوقت
- بصى هو جاب ليا اكل و انا رفضت أخده منه و عملت جدعه بصلى و سكت و أخده اداه لراجل  غلبان فى الموقع ياكله بالهنا و الشفا و على اد ما كنت مبسوطه بده على اد ما كنت ميته من الجوع
لتضحك عشق و هى تسألها
- طيب لما انتى مَش اد الجوع عملتى فى نفسك كده ليه طيب
- يعنى اسيبه يدفعلى  ثمن الغدا ليه يعنى انا اعرفه منين و بعدين يقول عليا ايه
- ايه يا بنتى كل دا دا زميلك و انتو فى شغل مع بعض مَش هيقول عليكى حاجه و بعدين الوجبات على حساب الشركه طالما انكم فى مأموريه هو عارف كده
لترد فى غيظ
- بجد يعنى انا جوعت نفسى على الفاضى و انتى اللى بتدفعى طيب و هو مفهمنيش كده ليه من الاول
لتضحك عشق بصوت عالى و تقول
-  اعتقد انك مدتيش  له اى فرصه يتكلم حتى دى  صفيه اللى اعرفها كويس
لتتجاهل صفيه سخريتها و مداعبتها لها  و تتجه الى المطبخ
- انا هاروح عند داده عليه حبيبتى هتلاقى عندها الخير كله لحسن لو قعدت اكثر من كده هاقع منك
- طيب روحى كلى  بس ارجعى علطول عشان تحكيلى
بعد اكثر من ساعه جلست عشق تنظر الى صفيه بغيظ
- كل ده يا صفيه انتى مَش عارفه انى هاتجنن اعرف عملتى ايه هناك و البنات قالوا ليكى ايه
- كل خير ان شاء الله
- يعنى ايه
- انتى بتسالى يا ست عشق البنات ما صدقوا اصلا اول ما قلت ليهم على الموضوع كانوا هيطيروا من الفرحه فضلوا يحضنوا  فيا و كأنوا هيشيلونى من على الارض شيل كفايه انهم هيشتغلوا معاكى يا ست عشق
- بجد ياصفيه بتكلمى بجد يعنى هما قالولك كده
- مَش بس كده دول هيجمعوا بعض و ييجوا المصنع  بكره ان شاء الله عشان يبتدوا  الشغل
- بس المنافذ لِسَّه مجهزتش
- مَش مهم يا ست عشق هما  هيشتغلوا من البيت و كل واحده هتاخد كميه تبتدى تسوق فيها و احنا هنحصل منهم الفلوس فى نهايه كل يوم و نديهم كميات ثانيه بدالها
- بس دا شغل صغير يا صفيه و هما كدا هيتعبوا  نفسهم على الفاضى
- صغير انتى متعرفيش هما  يقدروا يعملوا ايه بكره ان شاء الله تشوفى و تعرفى بنفسك
- انا متاكدهً   وكنت معاكم و عارفه انتو تقدروا على ايه واد ايه انتو بتتعبوا
- تعبك راحه يا غاليه  كله  يهون عشان  عشان عيونك الحلوه دى يا ست عشق
- طيب يا ست صفيه قومًى انتى نامى دلوقت عشان هنخرج بكره بدرى
لتنظر لها صفيه فى  تردد
- اصل انا
- ايه فيه ايه انتى عايزه تقوليلى على حاجه و مَش عارفه توصيلها ليا ازاى قولى علطول يا صفيه متخبيش عليا حاجه
لتجلس صفيه أمامها  مره اخرى و تقول
- هو موضوع كده عرفته  و انا هناك بالصدفه  و عايزه اخد رايك فيه
- موضوع ايه اتكلمى علطول
- صفى
لتنظر لها عشق فى استغراب فقد كانت هذه الكلمه  هى  اخر ما تتوقع ان تقوله لها
======
- تصبحى على خير يا ست عشق و متزعليش و النبى منى بس انا كان لازم طالما عرفت اقولك و الا ايه
- طبعا يا صفيه عندك حق دا موضوع مينفعش يتخبى او يتأجل انتى عندك حق طبعا و انا مَش زعلانه و الله بس مَش عارفه اعمل ايه لازم أفكر فى الموضوع ده كويس قبل ما اخد قرار
- اللى تشوفيه حضرتك و على العموم انا معايا رقمها لو تحبى تتصلى بيها
- ان شاء الله ربنا يقدم اللى فيه الخير سيبينى انا بس أفكر شويه و بعدين هاقولك نعمل ايه
خرجت صفيه لتنام  بعد ارهاق اليوم الطويل لتجلس عشق وحدها اخيرا بعد يوم طويل كان المكان ساكنا فقد خلد الاطفال الى النوم و داده عليه معهم كانت مرهقه هى الاخرى و لكن النوم استعصى عليها فهو اخر ما تستسلم له كان عليها ان تفكر فى العديد من الأمور خطوتها القادمه تجاه المصانع و الشركات وما يواجهها من منافسه شرسه  يجب ان تحذر منها و تخافها والمشروع  الذى تنوى ان تقوم  به و الذى يعد خطوه هامه  فى حياتها المهنيه  كانت يمكن ان تتجاهل كل هذا و تحتمله فقد تعودت على تحمل كل تلك الضغوط مؤخرا لولا ما أخبرتها به صفيه   و تسبب فى هروب  النوم من عينيها و عدم تمكنها منه على الرغم من شده تعبها كانت تشعر بالقلق و الحيره مما سمعته للتو فماذا عليها ان تفعل  احست بالاختناق من كثره التفكير فى الامر فقررت الخروج  الى الحديقه قليلا و الجلوس فيها. فتحت الباب و خرجت لتجلس فى الحديقه الخلفيه المحيطه بالمنزل فالمكان هناك منعزلا نوعا ما عن كشك الحراسه الخاصه بالبيت و الذى يتواجد به الحرس  تنهدت و جلست و هى تنظر حولها لتغلق عينيها و تظل صامته كانت تحتاج الى الهدوء و صفاء الذهن حتى تتخذ القرار و لكنها سرعان ما استغرقت فى النوم لتمر عده ساعات حتى تفتح عينيها و تكتشف انها نامت فى نفس المكان و قد تأخرت ايضا على عملها 
زفرت فى ضيق و هى تقوم من مكانها و تصعد الى حجرتها لترتدى  ملابسها فى سرعه و تطلب من صفيه مرافقتها الى العمل
وصلت الى الشركه لتصعد الى مكتبها و تطلب من سكرتيرتها عدم دخول احد اليها
- تعالى يا صفيه انا عايزه اتكلم معاكى ضرورى
- تحت امرك يا ست عشق
- انتى عارفه انك طيرتى  النوم من عينى امبارح و معرفتش أعمل حاجه من ساعه الكلام اللى قولتيه  ليا امبارح
لترد صفيه فى نبره  مضطربه يغلب عليها البكاء
- و انا ذنبى ايه بس يا ست عشق انا بلغتك الرساله و ما على الرسول الا البلاغ
- يعنى ايه مين هى دى و كانت فين السنين دى كلها
- ما انا قلت لحضرتك كانت مهاجره بره من سنين و رجعت بعد ما جوزها مات
- و جايه دلوقت تدور عليهم بعد ايه
- ست عشق و النبى ما تزعلى منى خلاص انسى الموضوع و لا كانك سمعتى منى حاجه خالص
- انسى ازاى دا مستقبل انسان اللى فى ايدى و ضميرى مَش هيسمح ليا أضيعه و فى نفس الوقت خايفه عليه من حاجه انا مَش عارفاها
- طيب انتى ناويه تعملى ايه دلوقت  بالضبط 
- انا عايزه أقابلها الست دى فين  رقم التليفون بتاعها اللى أديته ليكى
- طيب ما انا ممكن أكلمها و احدد ليكى معاد معاها
- لا انا عايزه أكلمها بنفسى هاتى الرقم و اتفضلى انتى
- كانت لهجتها جافه لم تتعود عليها صفيه قبل ذلك و لكنها أعطتها الرقم فى صمت 
- عن إذنك انا يا ست عشق
لم ترد حتى عليها و هى تنظر الى الرقم الذى بين يديها فى شرود
خرجت صفيه من المكتب و اغلقت الباب لتنظر اليها السكرتيرة فى استفهام و لكنها تجاهلتها و خرجت من المكان كله كانت غاضبه حزينه فهى لم تفعل ما يمكن ان تلام عليه هكذا و لكن عشق غاضبه منها دون ان تفهم السبب. شعرت برغبتها فى البكاء فدخلت الى البوفيه الملحق بالمكان فى سرعه كانت لا ترغب ان يراها احد بهذا الضعف فهى لم تتعود ذلك ابدا و سرعان ما تساقطت دموعها و هى تشهق بالبكاء بصوت عالى حتى اصبحت لا ترى أمامها من الدموع  لتمتد يد اليها بمنديل  ورقى و تسمع صوت اخر شخص كانت ترغب فى وجوده معها بهذا الوقت .
- امسحى دموعك مالك انا مَش متعود عليكى كده ابدا كده هاخد فكره ثانيه عنك
لتسأله فى غضب و هى تُمسح دموعها
- تقصد ايه
- يا ستى مقصدتش حاجه بس انا مكنتش متوقع انك بتضايقى و تزعلى زينا لا و بتعيطى بالدموع كمان
احست فى كلماته بالسخريه فأسرعت تستدير و هى تنوى الخروج من المكان فى غضب  ليمسكها من يدها فى رفق و يقول
- استنى بس انا و الله بحاول اضحك معاكى و أخفف عنك لان حسّيت انك متضايقه فعلا بس الظاهر انى عكيت الدنيا معلش اصل انا مبعرفش اتعامل مع بنات
سحبت يدها من يده فى سرعه و هى تقول
- بس متقولش بنات لو سمحت
- طيب أقول ايه هو انتى مَش بنت برضه
- نعم تقصد ايه حضرتك بالضبط
- مقصدتش حاجه و الله دى انتى بنت و ست البنات كمان بس متزعليش ممكن افهم مالك و ايه اللى حصل مين اللى زعلكً و خلاكى تعيطى  بالشكل ده 
- ست عشق
لينظر لها فى صدمه فقد كانت عشق هى اخر من يتوقعها  فهو يعلم انها انسانه لطيفه ولا يمكن ان تغضب او تقسو على صفيه دون سبب
- طيب عملتى ايه خلاها تزعل منك و تقسى  عليكى كده اكيد عملتى مصيبه
لتنظر اليه للحظه ثم تنفجر فى البكاء بشده لتتساقط دموعها بغزارة على وجهها و هى تقول
- و الله انا مظلومه ومعملتش اى حاجه غلط اصلا انا مَش فاهمه هى زعلانه منى انا ليه بالضبط
ليعطيها المزيد من المناديل الورقيه لتمسح دموعها و هو ينظر اليها فى شفقه و عطف و قد كاد قلبه ان يخرج من بين ضلوعه حزنا عليها
بس بقى متعيطيش الظاهر الموضوع كبير و يطول شرحه طيب ممكن تفهمينى  ايه اللى حصل بينكم و انا احاول احل الموضوع بصى فيه كافتيريا صغيره قدام الشركه تعالى معايا هاعزمك على لمون و نتكلم
- لا طبعا انا مقدرش اخرج معاك كده و ونقعد كمان لوحدنا و تجيبلى  لمون انت بتحلم انا مقدرش اعمل كد ه ابدا الناس و الموظفين  يقولوا علينا ايه
لينظر لها على فى دهشه من كلامها ثم ينفجر فى الضحك على الرغم من دهشتها و نظرتها  له بغضب
- يا بنتى دا انا اقعد مع واحد صاحبى ارحم و بِعدين فيها ايه  ما كل الموظفين بيقعدوا هناك يستريح ا و يأكلوا و احيانا بيقعدوا مع بعض يتكلموا يعنى عادى زينا زى غيرنا
- بس انا مَش زى اى حد انا مَش متعوده على كده
- طيب نقعد نتكلم فين يعنى تيجى معايا مكتبى
- و نقعد هناك  لوحدنا ميصحش
- و دى  فيها ايه كمان ما انا و غيرى بنقابل  الاستاذه عشق و بنبقى لوحدنا ايه المشكله
- ايوه دى الأستاذه عشق صاحبه الشركه محدش يقدر يعلق او يقولها حاجه انًما احنا لا
- طيب اعمل ايه يعنى غلبتينى معاكى يا صفيه قوليلى انتى تحبى ايه و انا اعمله علطول
- خلاص تعال نقعد فى الكافتيريا بره و امرى لله بس انا مبحبش  الليمون
- طيب بتحبىً ايه و انا اعزمك عليه
- قهوه و تكون ساده
- يا ساتر ايه المزاج ده صعب اوى كده عليكى دى تحرق قلبك
- انا قلبى محروق فعلا من اللى حصل و مَش عارفه اعمل ايه
- طيب بس استهدى لله و تعالى معايا احكيلى و كل شىء هيتحل ان شاء الله
تنهدت فى صمت و هى تحتسى اخر رشفه من فنجان القهوه الموضوعه أمامها و هو يسألها
- و دا كل اللى حصل بينكم و خلاكى تزعلى و تعيطى بالشكل ده
- و هى دى حاجه سهله يعنى بعد كل اللى حكيته ليك و المشكله انى  اناًمش عارفه اعمل ايه او اتصرف ازاى ولا هى زعلانه منى انا ليه
- هى مَش زعلانه منك انتى يا صفيه انتى بس فهمتى  غلط عشان هى قسيت عليكى شويه بس هى عندها حق  متضايقه من الى انتى قلتيه لها
-  و هو كان بايدى يعنى كنت اسكت و ماادخلش  فى الموضوع  ولا أخبى عليها يعنى كان ينفع
- لا طبعا انا مقلتش كده بس اعذريها اذا كانت متضايقه او متوتره الموضوع  مَش سهل  عليها ابدا و يمكن محتاره مَش عارفه تاخد فيه قرار
- طيب و انت رايك ايه فى اللى حكيته ليك
- انا مليش راى  فى الموضوع. ده القرار لأستاذه عشق
-!انا فاهمه بس لو انت مكانها هاتعمل ايه
- تصدقى انى لاول مره مَش عارف  انصحك بايه انا فعلا ما اتمناش آكون دلوقت  مكانها
- يعنى انت متقدرش تنصحنى  اعمل ايه جبتك يا عبد المعين
- يا ستى انا أسف و الله بس انا لقيتك متضايقه. حبيت أخفف عنك شويه  و الظاهر انى معرفتش عموما حصل خير مَش يلا بينا بقى قبل ما تضايقى اكثر من كلامى
- استنى بس شويه انا مقصدتش حاجهً  و الله  بالعكس و الله انت خففت عنى كثير اوى و شكراً  ليك بس انا اللى عصبيه شويه
- ولا يهمك انا تحت امرك و ممكن استحمل معاكى للاخر بس انتى تأمرى
- انا مَش عارفه من غيرك كنت عملت ايه اقصد انت خففت عنى كثير اوى  لتتورد خدودها  خجلا مما صرحت به للتو  و تغمغم الظاهر انا لازم امشى دلوقت حالا انا مبقتش عارفه انا بقول ايه بالضبط و كمان احنا قعدنا هنا كثير و اتاخرنا كده اوى على الشغل
- ايه زهقتى منى كده بسرعه و من القعده معايا
لتشعر انها تذوب من شده خجلها وهى تقول
- لا ابدا دا حتى الوقت مر بسرعه و محستش بالوقت خالص
- يعنى ممكن نكررها ثانى
- لا طبعا اقصد ليه مَش هينفع نيجى نقعد هنا كل شويه لوحدنا ممكن حد يشوفنا
- طيب ودى فيها ايه احنا مَش أصدقاء
- ها اه طبعا بس معلش مَش هاقدر انا جيت بس عشان اللى كنت فيه
لينظر لها فى ضيق و يقول
- طيب زى ما تحبى انا مَش هافرض عليكى تقابلينى يعنى
لتنظر له و قد احست انها تسرعت بالكلام و أحرجته
- طيب ممكن رقم تليفونك
ليرد فى جفاء
- ليه
يعنى عشان لو حبيت أكلمك او احكيلك على اللى هيحصل و اخد رايك و كده
ليبتسم من رده فعلها و تناقضها  معه
طيب يا ستى اتفضلى و لو انه معاكى   انتى نسيتى انك أخدتيه منى فى الموقع قبل كده بس  يعنى هتكلمينى فعلا المره دى
- ايوه فعلا انا نسيت بس المره دى هاكلمك  ان شاء الله و يمكن علطول
لتدرك انها تسرعت بالكلام
- اقصد يعنى لو حصل جديد هاتكلم عشان اخد رايك و متسرعش
- خلاص طيب يالا معايا عشان الشغل اللى ورآنا
- ماشى
ثم تتوقف و تلتفت له فى رقه. هى تبتسم
- على
- نعم يا صفيه
- شكرًا على كل حاجه عملتها معايا النهارده
ليبادلهما الابتسام و هو يرافقها الى المبنى و هو يشعر بالامل و الرضا فقد يكون ما حدث بينهما اليوم بدايه جديده لقصتهما معاً .

قصه عشق  - الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن