جينا:
مشيت بخطواتي عبر طريقي السري، اتجاه لا يعلم عنه أحد من عائلتي...شبه عائلتي، ليصح التعبير، أتوجه نحو اللا أعرف أين.
أنا لم أستوعب بعد السرور الذي ينتابني كلما تذكرت قرار من يأخذان مكان والداي، أظن أنه أفضل ما سمعته يخرج من أفواههما حتى هذه اللحظة.
قبل يومان:
-أنتِ!، صاحت عمتي و لا أحد غيري لتصيح عليه.
كالعادة...
لكن و بطريقة ما، أظنني شعرت بأن صراخها امتلك قليلا من الفرح؟ أو ربما الكثير؟
اتجهت نحوها بعدما خرجت من غرفتي بدافع الفضول من نبرة صوتها.
التي تثقب الأذن...
ترجلت أمامها و أنا أظهر الامبالاة حتى لفظت كلماتها بنبر أصبح باردا:
-وظبِ أغراضك، لن تبقي في هذا المنزل لمدة طويلة، وجهك سيختفي عن ناظراي من غدا فصاعدا، قالت وهي تغسل صحن الغداء الذي تناولته في غرفتي وحدي.
قد أجلب العار لعائلتها القذرة إن أكلت معهم على الأرجح.
على كلّ، من قال أنني أريد الدوس على قيمتِي لأجلس معهم من أصول الأحاديث؟
-حقا؟ هل ستعفيني من حنانك الذي توصلينه لي كل يوم؟، قلت ساخرة و يدي لامست قلبي من فوق القميص بطريقة درامية.
-أنا من سأتعافى من وقاحتك هذه.
صمتت لوهلة ثم أردفت مرة أخرى:
-على كل حال، ستذهبين للمدرسة التي أوصى بها...والدك الميت، لفظت آخر كلمة بكل بطئ و تهجئة حتى تلعب بأعصابي...
وقد نجحت!
-أبي لم يمت، قلت بعدما حطت يدي على مائدة المطبخ بعنف، و بِنفاذ صبر من كلامِها الذِي لا تنفك تعيده بِرحابة صدر هِي، هو مفقود، إن كانت ثقافتك محدودة لا تفرقين بين ميت و مفقود فهذا شأنك، لا داعي لإسماعي تفاهاتك، أكملت.
قلبت عيناها و لم يبدُ أنني نجحت في استفزازها البتة، أظن أن خبر رحيلي أقوى من ما قد أتلفظ به.
-سأتجاهل الأمر لأنني لن أرى وجهك المقرف من يوم غد، أريد أغراضك كلها جاهزة، فإحدى العائلات المخصصة في تبني المراهقين لتلك الثانوية تريدك.
أنت تقرأ
اعد لي هاتِفي!!
General Fictionلم يكن سؤالا مهما و لن يكون في الحقيقة...لكِن رغم ذلِك، ماذا لو لم يكن الهاتِف بِرِفقة جينا من جمعهما، هل كانا سيلتقِيان؟ إنه متغطرس، أمثاله يجب محوهم من المدينة، إلا أنه مِن ضِمنِ الشباب فِي فترة منظمة الغرفة الحمراء. -جينا- لم أشهد على شخص متمرد م...