٤..رهان

5.1K 122 4
                                    

سمع ياغيز طرقات على الباب فقال " ادخل" ..دخلت جيمري و هي تقول" حبي..أين أنت..لقد اتصلت بك كثيرا لكنك لم ترد" وقف ياغيز بتثاقل و رد " كما ترين..لقد كان لدي تدريب" اقتربت منه و لفت ذراعيها حول عنقه و قالت"حياتي..أنت تعلم أنني أعشقك كثيرا و أفتقدك عندما لا نكون معا..لذلك.." قاطعها" جيمري..و أنت تعلمين أنني أكره المحاصرة و الضغط..يابما بونو..لا تفعلي هذا" قبلت جيمري خده و قالت" تمام..فهمت..لا تغضب..لقد انتهى عملك هنا..أليس كذلك؟" هز رأسه فأضافت" أنا أدعوك على الغداء" ابتسم و قال" تمام..سأستحم و ألحق بك" انتظرها لكي تزيح يديها عنه لكنها لم تفعل..بل قربت فمها من أذنه و همست" رائحتك مميزة..تفدني صوابي" ثم نظرت إليه و قالت" سأنتظرك في السيارة..لا تتأخر" و تحركت مبتعدة عنه..تحت مياه الحمام الدافئة..وقف ياغيز و هو يمرر أصابعه في شعره..جيمري هي ابنة شريك والده..قدير دوغان..حازم و قدير صديقان منذ زمن بعيد..و تشاركا معا في أعمال و مشاريع..ياغيز هو الإبن الثاني لعائلة إيجمان ..لكنه صار وحيدا بعد وفاة أخيه جوكهان منذ سنة في حادث سيارة..كان يعيش حياة مختلفة جدا قبل تلك الحادثة..يضحك كثيرا..يفعل ما يريده..يقطن في شقته في البلازا..ثم تغير كل شيء..صار والداه يريان فيه ولدهما الوحيد الذي يرغبان في المحافظة عليه و حمايته..لم يعودا قادرين على تحمل خسارة أخرى..صارا يسيران حياته و يتحكمان في كل تفاصيلها..أصرا على عودته إلى القصر و الإقامة معهما..ثم صارا يخططان لزواجه من جيمري..صحيح أنه يكن لها بعض المشاعر الهادئة ..هما أصدقاء منذ الطفولة..و مقربان جدا..لكنه لا يعشقها إلى تلك الدرجة التي تجعله يتحمل طبعها الثقيل..هي تحبه إلى درجة جنونية..تحاصره و تخنقه و تضغط عليه..و تريده أن يبادلها نفس المحبة ..لا يريد أن يغضب أبويه منه..فبعد وفاة أخيه زادت حساسيتهما و صارا يحزنان بسرعة..هما يريان في جيمري الزوجة المناسبة له ..فتاة مثقفة و مهذبة و ابنة عائلة محترمة..أما هو فيسايرهما فقط..لذلك اكتست حياته طابعا جديا أكثر من اللازم..و صار لا يرى أهمية فيما يريده هو أو يرغب فيه..أنهى حمامه و التحق بخطيبته في سيارتها..اقتربت منه جيمري و قبلته..تحركت هزان بسيارتها بالقرب منهما و رأتهما..ابتسمت بهار و قالت لها" ..مؤسف..يبدو أنك ستخسرين الرهان سيدة هزان" رمقتها هزان بنظرة حادة و قالت" و منذ متى كنت أخسر الرهان؟ ..كأنك لا تعرفينني"

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن