جلس ياغيز صحبة باريش و جيمري يشربون النبيذ..سألت جيمري" ايي باريش..ما هي أخبار القلب لديك؟ ألم تجد في إحدى سفراتك من نجحت في سرقة قلبك؟" هز رأسه بالنفي و أجاب" هايير..بولمادم..لم أجد..كلها كانت علاقات عابرة و بلا معنى" صمت قليلا ثم أضاف و الإبتسامة تعلو شفتيه" لكنني أعتقد أنني وجدت هنا ما بحثت عنه كثيرا هناك" وضعت جيمري كأسها على الطاولة و سألت بحماس" و كيف ذلك؟" رمقه ياغيز بنظرة باردة و قال" انه باريش..ألا تعرفين اندفاعه و مبالغته؟ ثم يكون الأمر مجرد إعجاب و ينتهي قبل أن يبدأ" ارتشف باريش رشفة من نبيذه و قال" صانمام..لا اعتقد..لدي إحساس داخلي بأن هذه المرة ستكون مختلفة..هزان لا تشبه سابقاتها..انها مميزة جدا" قالت جيمري" و من تكون هزان؟" رد" لاعبة في فريق كرة السلة..يدربها خطيبك..فتاة جميلة و موهوبة..استطاعت أن تلفت انتباهي بمجرد رؤيتي لها..أعتقد أنك محظوظة لانك مرتبطة بهذا الرجل..فأنا شخصيا أستغرب ألا تنجح فتيات الفريق الجميلات في لفت انتباهه" وضعت جيمري يدها على يد ياغيز و قالت" حبيبي ياغيز لا يرى غيري..رجل مثالي و مخلص..يحترم ارتباطه و المرأة التي يحبها..انه يعتبر اعضاء الفريق تلميذاته ..لذلك مستحيل أن ينظر إليهن بعين زائغة..انا أثق به" ابتسم باريش و قال" ثقتك في محلها ينغي" ثم وقف و قال" شكرا لك على العشاء ..لقد كان رائعا..و الآن عن اذنكم..تصبحون على خير" وقف ياغيز و هو يقول" دعني أوصلك" هز باريش رأسه و قال" هايير..لا داعي لذلك..سأطلب تاكسي..هادي..إيي غيجيلار" و خرج بعد أن ودع صديقه و خطيبته..أخذت جيمري تجمع الأطباق فيما استلقى ياغيز على الأريكة واضعا ذراعه تحت رأسه..لم يعد قادرا على اخفاء انزعاجه من اهتمام باريش بهزان..يرى فيه امرا مبالغا فيه..أمرا يبعث فيه مشاعر غريبة..مشاعر قوية..قاسية..موجعة..و مؤلمة..مشاعر تؤرقه و تجبره على الوقوف أمامها عاجزا عن انكارها و تلافيها و عن أخذ خطوة واحدة في اتجاهها..قلب يقول انسى كل شيء..كل الحدود و الحواجز و العراقيل..و تقدم..خذ أنت زمام المبادرة..و تحمل النتائج..و عقل يرفض ذلك رفضا قطعيا..و يضع أمامه كل الإعتبارات التي تجعل حياته عادية و تجبره على الخضوع و التعايش مع الموجود..اقتربت منه جيمري لتسأله ان كان يرغب في شرب شيء..فأغمض عينيه متظاهرا بالنوم..لأنه يعلم داخل أعماقه أنه لا يستطيع أن يكون معها هذه الليلة..و لا يريد أن يجرحها..فتراجعت إلى الخلف و أطفأت الأنوار..
قضت هزان اليومين المواليين في التحضير لإمتحاناتها صحبة بهار في المنزل..لم تخرج و لم تذهب إلى أي مكان..حتى إلى الجامعة..و في اليوم الثالث..نظرت من نافذة غرفتها إلى الجو الماطر ..تعشق هذا الطقس..ارتدت معطفها الأسود الطويل و لفت عنقها بوشاح وردي يناسب القميص الذي ترتديه..ثم احتذت حذاءها الطويل و حملت حقيبتها و خرجت..ركبت سيارتها و انطلقت إلى الجامعة..اجتازت امتحانا امتد على مدى ساعتين ثم خرجت صحبة بهار..جلستا معا في مقهى الجامعة تحتسيان الشوكولاطة الساخنة..سألت بهار" ايي..ناصل غيتشتي؟ كيف كان الإمتحان؟" أجابت" ممتازا..لقد ساعدني طقس اليوم على التركيز و الإجابة بالطريقة المناسبة..أعشق المطر..باك..انظري..إلى زخاتها التي تنقر زجاج النافذة كلحن موسيقي رائع..و اشتمي رائحة الأرض..هذه أكثر رائحة تبعث السعادة في قلبي" وضعت بهار يدها على يد صديقتها و قالت" أعلم ذلك جنم..ما رأيك أن نفعل شيئا مختلفا معا هذه الليلة؟ ليس لدينا امتحان غدا..ني دارسن؟" صمتت قليلا ثم أجابت" تمام..موافقة" ..خرجتا معا و توجهتا إلى المكتبة لتأخذا بعض الكتب و عند خروجهما..التقتا بياغيز و باريش يدخلان إلى الجامعة..حيت هزان و بهار مدربهما بحركة من رأسيهما ثم همتا بتجاوزهما عندما سأل ياغيز" هزان..بهار..كيف كان امتحانكما؟" أجابت بهار" هاريكا كوتش" نظر ياغيز إلى هزان التي تعمدت أن تجيب ببرود و اقتضاب" ايي..جيد" تقدم منها باريش و سأل" هل لديكما امتحان غدا؟" أجابت" هايير..يوك" ابتسم بسعادة و قال" تمام اوزمان..هل تقبلين دعوتي على العشاء؟ و ربما نواصل السهرة في مكان آخر بعد ذلك؟ ماذا قلتي؟" نظرت مباشرة تجاه ياغيز كأنها تبحث عن تأثير ذلك السؤال في وجهه لكنه أصر على التصرف ببرود و لامبالاة و تظاهر بالحديث مع بهار كأن أمر خروج هزان من عدمه مع باريش لا يعنيه..ابتسمت و أجابت بصوت مسموع" تمام..موافقة" قال باريش بحماس" هاريكا..سأمر لاصطحابك على الساعة السابعة" قالت" بانا أويار..يناسبني ذلك..إلى اللقاء" ثم تحركت مبتعدة رفقة بهار فيما وجد ياغيز صعوبة في ازدراد ريقه بسبب تلك الغصة التي استقرت في حنجرته..
أنت تقرأ
إمرأة كالجحيم
Romanceهي..فتاة مقبلة على الحياة..يافعة و حيوية..تلهو و تمرح بلا تفكير..هو..رجل نمطي و صارم..يكره القيود و الضغوطات..يجمعهما أمر واحد..حب لعبة كرة السلة..الصدفة تجعل منه مدربها و هي لاعبة في فريقه..و تتطور الأمور بينهما لكي تأخذ منحى آخر مغايرا لتوقعات كل...