٢٨..اعتراف

4.2K 105 5
                                    


جلس ياغيز على طاولة منعزلة في مطعم الفندق..لم يكن يريد أن يرى أحدا..يعيش صراعا داخليا رهيبا كفيلا بجعله ينقطع عن العالم أجمع..إلا عنها..يبحث عنها في كل مكان..يتبعها بنظراته أينما كانت..رآها تدخل إلى المطعم صحبة باريش و بهار..لم ينتبهوا إليه..جلسوا معا و أخذوا يتحدثون و يضحكون بصوت عالي..حرك ملعقته في الصحن دون أن يقربها من فمه..لا شهية له للأكل..يراقب ما يحدث فقط..باريش يهتم بهزان..يلامس يدها..يطعمها..يمازحها..يضع يده على ظهرها..احتسى ياغيز كأس نبيذه دفعة واحدة و واصل مراقبة ما يحصل..وضع باريش اصبعه على حافة فم هزان و مسح بعض الأكل من على شفتيها..وجد ياغيز نفسه ينتفض واقفا..يقترب دون وعي من الطاولة..يقول" هزان..أنتظرك في غرفتي..لا تتأخري" و تحرك مبتعدا عنهم..وضعت هزان الشوكة و السكينة من يدها و قالت" عن اذنكم" ..بعد لحظات..سمع ياغيز طرقة على الباب..فتح فدخلت هزان و هي تسأل بقلق" ماذا حدث كوتش؟ ماذا حدث؟" وقف أمامها و سأل" هزان..ماهذا الذي يحدث بينك و بين باريش؟ هذه المشاهد لا تليق بقائدة الفريق" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" عن أية مشاهد تتحدث؟ كنا نتناول الغداء و.." قاطعها" لم يعجبني ما رأيته" قالت تتحداه" حياتي الخاصة لا تعنيك..أنت مدربي فقط..إذا رأيت اي تقصير مني او تصرف لا مسؤول تستطيع محاسبتي عندها..و الآن..عن اذنك" همت هزان بفتح الباب لكنه منعها..جذبها من يدها حتى صار جسدها لصق جسده..تمتم" لماذا تفعلين هذا؟ لماذا تتجاهلينني و تعاملينني ببرود؟ اذا كنت تريد اصابتي بالجنون فقد نجحت في ذلك" نظرت إليه و قالت" أنت من وضع لي حدودا لا يجب تجاوزها..أنت مدربي..و لم أقلل من احترامك أبدا..ثم لماذا تهتم لعلاقتي بباريش؟ لم أراك تهتم بتصرفات أية لاعبة أخرى..لماذا أنا بالذات؟ لماذا؟ لماذا؟ " ألحت بأسئلتها فوجد نفسه يجيب دون وعي"لأنني عاشق..لأنني أحبك" حملقت فيه هزان غير مصدقة ما يقوله..وضع ياغيز جبينه على جبينها و همس" نعم..لا تنظري الي هكذا..أحبك..و أغار عليك كالمجانين..لا أحتمل رؤيتك معه..أجن عندما يلمسك..هزان..بان سنا آشك أولدم..أنا أعشقك..لقد وقعت في حبك" أبعدت هزان رأسها و قالت" مستحيل..أنت تتلاعب بي..لقد أبعدتني عنك في السابق و الآن تقول بأنك تحبني..أنت من سيدفعني للجنون" حاولت التملص منه لكنه لم يسمح لها..بل قربها منه أكثر و أهوى على شفتيها بشفتيه في قبلة محمومة ضمنها كل عشقه و هيامه..

يد ياغيز تضغط على ظهر هزان لتقربها منه أكثر..و شفاهه تعبث بشفاهها..و أخيرا تذوق رحيقهما الرائع الذي أذهب عقله..يمتصهما بشيء من العنف و الرغبة الجارفة..يحتويهما بين شفتيه في إعلان صريح بامتلاكهما و برفضه مشاركتهما مع أحد غيره..يتذوقهما و يرتشف رضابهما دون اكتفاء كخمر معتقة كلما ارتشف منها ازداد سكرا و جنونا..جمدت هزان للحظات تاركة له المجال لكي يقبلها و لكي يثبت لها بأن هذا الذي يحدث حقيقي و ليس حلما تعيشه..ثم وجدت شفاهها تتحرك دون وعي منها لكي تبادله قبلاته التي صارت أقوى و أعنف..امتزجت الشفاه و تداخلت و اختلطت الأنفاس و تهدجت..و جنت دقات القلوب و غلت الدماء في العروق..لحظات وصل لطالما حلما بها و تمنياها..حلم كان يبدو بعيد المنال تجسد على أرض الواقع و تغلب على كل الجواجز و الممنوعات..لتسقط كل العوائق و العراقيل أمام عظيم اسمه الحب..تعلقت يدا هزان بكتفي ياغيز ثم تسللت أصابعها لتلامس عنقه من الخلف و تداعب خصلات شعره الذهبي..ارتفع نسق القبلات المحمومة بينهما فالتقت الألسن و رقصت معا على ايقاع خفقات القلب المجنونة..كم مر من الوقت و هما على هذه الحال..يتبادلان قبلات عنيفة و متتالية..أجسامهما متلاصقة و عيونهما مغمضة..لا يعلمان..الوقت هو آخر ما يعنيهما في هذه اللحظة..انقطعت أنفاسهما فانفصلا و هما يلهثان بشدة..أبقى ياغيز على هزان بين ذراعيه و هو يضع جبينه على جبينها..فتح عيونه و نظر داخل عيونها..همس بصوت متهدج" هل رأيت ما تفعلينه بي؟ تفقدينني صوابي..تدفعينني إلى الجنون..هزان ..أنا أحبك..جدا" نظرت إليه و قالت" لكن..أنت مرتبط و .." وضع اصبعه على شفتيها و قال" شششش..اصمتي..لا تتكلمي..حتى صوتك قادر على اذهاب عقلي و جعلي أفعل ما لا يحمد عقباه..انسي من أكون و من تكونين..انسي أنني مرتبط و أنني مدربك..أريدك أن تعرفي شيئا واحدا فقط..أنا أحبك..رغم كل هذه الحواجز..سأحل كل شيء..أنا أعدك..لكن ليس الآن..فأي تصرف خاطئ سيؤذيني و يؤذيك..لنبقي علاقتنا سرية في الوقت الحالي..إلى أن يأتي الوقت المناسب..اتفقنا؟" هزت رأسها و قالت"حسنا كوتش..أقصد..ياغيز" ضحك بسعادة و قبل جبينها ثم همس" هيا اذهبي قبل أن أغير رأيي" طبعت هزان على فمه قبلة خفيفة ثم فتحت الباب و خرجت..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن