١٣..باريش

3.7K 92 1
                                    

انهت هزان حمامها و ارتدت سروال جينز ضيق بلون ابيض و قميصا بلون الكراميل و احتذت حذاءا بنيا..ثم حملت حقيبتها و خرجت..في مرآب السيارات..رأت ياغيز بصدد فتح سيارته المرسيدس السوداء و الصعود إليها..مرت بجانبه و أومأت له برأسها كتحية ثم تجاوزته إلى سيارتها..تناهت رائحة عطرها الشانيل الذكي إلى أنف ياغيز مصحوبة برائحة الشامبو الذي تستعمله عندما حركت شعرها بخفة..تابعها بنظراته و هي تركب سيارتها و تنطلق بها..لم يستطع أن ينكر أنها فتاة مميزة..أنيقة جدا..رشيقة..موهوبة..واثقة من نفسها..و مثيرة كجحيم يسحب من يقترب منها إلى أعماقه..حركة يديها على عنقها عندما تكون مركزة مع تعليماته..نظراتها الثاقبة و اللامعة..تمرير لسانها على شفتيها قبل أن تتكلم..قدرتها الفائقة على المراوغة و تجاوز خصمها..إضافة إلى إصرارها على التفوق و النجاح..تركيبة خاصة لفتاة خاصة جدا..ركب ياغيز سيارته و عاد إلى المنزل..رن هاتفه فتأفف بضيق ظنا منه أن جيمري هي المتصلة..لكنها لم تكن هي..انه صديقه باريش( تولغا ساريتاش) ..ابتسم بسعادة و قال" و أخيرا تذكرت أن لديك صديقا أيها المتسكع" رد باريش" أنا لا انسى اصدقائي..فلتقل هذا الكلام لنفسك..أيعقل ألا تتصل بي و لا تسأل عني منذ ما يزيد عن شهرين؟ أهذا مفهوم الصداقة لديك؟ و الأدهى و الأمر أنك لا ترد على اتصالاتي..ماذا أصابك؟ ماذا يحدث لك؟" أجاب" ..أعتذر يا أخي..كنت منشغلا في تقديم رسالة الدكتوراه..كما كنت أعلم أنك مشغول بسفرك الدائم بحكم عملك..و في أغلب الأحيان..أكون في مزاج سيء لا يسمح لي بالحديث مع أحد..ايي..أين أنت الآن؟" ضحك باريش و قال" أنا هنا..في اسطنبول..لقد عدت اليوم من كندا" صاح ياغيز" رائع..لنلتقي إذا" قال باريش" كنت أتمنى أن أرد لك الصاع صاعين و أن أتجاهلك و أرفض لقاءك..لكن ماذا أفعل؟ انت صديقي المميز و الذي أحبه كثيرا..حسنا..لنلتقي" قال ياغيز بحماس" تمام..لنتناول معا طعام العشاء في منزل والدي هذه الليلة..ثم نواصل السهرة في المكان الذي تريده" رد باريش" حسنا يا أخي..اتفقنا" ..أنهى ياغيز المكالمة و الإبتسامة لا تفارق وجهه..باريش هو صديقه الوحيد..يعمل كمصور فوتوغرافي و يعشق السفر و الترحال على عكسه هو ..درسا إلى الثانوية ثم افترقت طرقهما في الجامعة..لكن صداقتهما لم تنتهي..يفترقان لمدة من الزمن بحكم انشغال كل منهما بحياته و أعماله..ثم يلتقيان من جديد..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن