٥٣..معك حق

3.4K 75 2
                                    


بقيت هزان واقفة للحظات بعد خروج ياغيز..قلبها ينبض بقوة و انفاسها تتسارع ..وضعت يدها على عنقها حيث كان هو يضع رأسه قبل قليل..أغمضت عينيها و تذكرت اقترابه منها ..استغربت كيف استطاعت السيطرة على نفسها في حين كانت تموت شوقا إليه و إلى لمساته و قبلاته..لكن عقلها كان يخبرها بأنها فعلت الصواب..نزلت دمعة سخية على خدها مسحتها بكف يدها ثم دخلت إلى الحمام و وقفت تحت المياه الدافئة..انظم ياغيز إلى الفتيات بعد أن وقف للحظات لوحده..يحاول السيطرة على أنفاسه المجنونة و على خفقات قلبه المتسارعة..قال" بنات..اليوم فرصتكن لاثبات من انتن و للفوز بالمبارة التي تعتبر مفتاح الفوز بالبطولة..هيا..اتبعن الخطة التي اتفقنا عليها..هيا..كن هادئات و متماسكات..حظا طيبا" ..انطلقت المباراة بنقطتين للفريق المنافس..ثم استطاعت بهار ان تسجل رمية ثلاثية..انهت هزان حمامها بسرعة..ارتدت سروال جينز ازرقا و قميصا أسودا ثم احتذت حذاء رياضيا و خرجت مسرعة..جلست على المدارج و أخذت تشجع بهار و زميلاتها..التفت ياغيز إلى المدرجات عندما سمع صوتها..انشغل بها للحظات ثم عاد إلى التركيز مع الفتيات..تألقت ألما و دنيز في الجانب الهجومي..فيما برزت بهار و إيليف في الجانب الهجومي..مر الفريق بفترات صعبة أضاعت فيها الفتيات بعض النقاط السهلة و ارتكب الدفاع اخطاء متتالية..فاستغل الفريق المنافس ذلك لكي يتفوق في الشوط الأول..في استراحة ما بين الشوطين..أعطى ياغيز بعض النصائح و التوجيهات للبنات..نظرت بهار إلى أعلى..التقت عيونها بعيني هزان..غمزتها لكي تقترب من الحاجز..فعلت ذلك..همست" اللاعبة رقم خمسة ضعيفة من الناحية الدفاعية..تحركي من جهتها و سددي رميات ثلاثية او ثنائية..هي نقطة ضعف الفريق الخصم..هيا..حظا سعيدا بيبا" ابتسمت بهار و شكرت صديقتها ثم ابتعدت لكي تعود إلى الملعب..فعلت بهار ما نصحتها به هزان فصارت تسجل أكبر عدد من النقاط و استغلت الأخطاء التي ارتكبتها اللاعبة رقم خمسة..انتهى اللقاء بفوز فريق ياغيز على الفريق المنافس بفارق عشرة نقاط كاملة..و بتسجيل بهار لأكبر عدد من النقاط..عانقت الفتيات بعضهن احتفالا بالفوز..توجهت بهار إلى هزان و قالت" شكرا لك أختاه..لقد أعطيتني مفتاح الفوز..أنت ما ينقصنا في هذا الفريق" ابتسمت و قالت" لا تقولي ذلك بيبا..أنتن متكاملات..هيا اذهبي و استحمي..و سأنتظرك في الخارج" قالت" حسنا عزيزتي" ..تحركت هزان خارجة من القاعة..اتكأت على سيارتها في انتظار خروج بهار..رأت ياغيز يتقدم من سيارته..حيته بحركة من رأسها فاقترب منها و قال" هزان..أنا آسف..لقد فكرت فيما قلته..معك حق في كل كلمة قلتها"..صمت قليلا ثم واصل" لن أعاود الإقتراب منك إلا عندما أكون لك لوحدك..و عندما أكون قادرا على مواجهة الجميع لأجلك..هناك شيء واحد فقط أتمناه ..أن يكون ذلك الحب الكبير الذي أحببتني إياه مازال موجودا..ذلك الحب الذي من أجله فضلت خسارة كل شيء..ذلك الحب الذي جعلك تعانين كل شيء لوحدك دون أن ترضي بأن أتأذى..لدي ألف سؤال يضج في رأسي..و أريد أن أعرف إجابتها" هزت رأسها بالنفي و قالت" ليس هذا الوقت المناسب..لا تفعل شيئا من أجلي..ان كنت ستفعل شيئا او تتخذ قرارا ما ..فافعله لأجلك..فكر بمصلحتك و بما هو صائب لحياتك..و لا تضعني ضمن اولوياتك..فأنا لي حياتي الخاصة و .." قاطعها " هزان..أنت حياتي..و أنا أريد أن أعوضك عن كل ما مضى..عن كل العذاب الذي جعلتك تعيشينه..عن كل خسارة تكبدتها بسببي..اسمحي لي بذلك ..حتى و لو لم تعودي إلي..فدعيني اثبت لك كل هذا الحب الذي أكنه ..هذا فقط ما أريده" همت بإجابته لكن اقتراب جيمري و باريش منهما منعها..اقتربت جيمري من ياغيز و قبلت شفتيه بخفة ثم قالت" مبروك حبيبي..مبروك..لقد فرحت كثيرا بفوزك..لم اتمكن من الوصول في بداية المباراة لكنني وصلت و شاهدت الفترة الأخيرة و التي كانت اكثر فترة حماسية" نظر مباشرة إلى هزان التي لم يبدو على وجهها اي تعبير..ثم اجاب" شكرا جيمري" اقترب منه باريش و عانقه و هو يقول" مبروك أخي..لقد كان اداء الفريق رائعا" ابتسم و اجاب" شكرا أخي" هنأت جيمري هزان بفوز فريقها و كذلك فعل باريش ..انظمت إليهم بهار فاستأذنت هزان في الذهاب و ركبت سيارتها صحبة صديقتها و ذهبت..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن