٦٢..معا

3.6K 82 0
                                    


بعد لحظات من ذهاب جيمري..وصلت هزان إلى اليخت..وجدت ياغيز يتكئ على الحاجز الحديدي و ينظر إلى الماء..وقفت بجانبه و قالت" كنت أعلم أنني سأجدك هنا" التفت إليها ياغيز و ابتسم ثم قال"مرحبا يا قلبي..أهرب إلى هنا من جو المنزل الكئيب..من كل زاوية تذكرني بأبي..أكاد أجن..لا أصدق إلى الآن أنه تركني و ذهب..و أنني لن أراه مرة أخرى" ربتت هزان على كتفه و قالت" ليرحمه الله..أعلم أنك حزين لفقدانه..لكنك يجب أن تقف من جديد بقوة و ثبات..سيكون فخورا بك أينما كان عندما يرى انجازاتك ..الفريق يحتاج إليك..الفتيات تحتجن إليك لكي يصلن إلى النهائي ..لقد انتصرن بصعوبة في المباراة الفارطة..ياغيز..مكانك معهن" هز رأسه و قال" أعلم ذلك..لقد كنت أفكر في الإشراف عليهن في مباراة الغد..لعل وجودي معهن يخفف عني وطأة ما أمر به" نظرت هزان إلى ملامحه الحزينة و إلى ذقنه الذي طال قليلا و زاده جاذبية و جمالا..قالت" حسنا حبيبي..أردت فقط أن أطمئن عليك..ليلة سعيدة" همت بالتحرك لكنه منعها..أمسك ذراعها و همس" توقفي..لا تذهبي..أنا في حاجة ماسة إليك" نظرت إليه هزان و قالت" تمام..كنت أظن أنك تريد البقاء لوحدك" هز رأسه بالنفي" قد أبتعد عن الجميع و أختلي بنفسي بعيدا عنهم..إلا أنت" صمتت فقال" هل تشربين شيئا؟" قالت" قهوة إذا أمكن" قال" حسنا" و نزل إلى المطبخ الصغير الموجود في الأسفل..جلست هزان على المقعد و أخذت تتصفح مجلة وجدتها هناك..بعد لحظات عاد ياغيز يحمل فنجاني قهوة..مد لها أحدهما..اخذته منه فلاحظ ياغيز عدم وجود الخاتم في اصبعها..نظر مستفهما فأجابت" لقد فسخت خطبتي اليوم" تنفس ياغيز بعمق و بدا الإرتياح جليا على ملامحه ثم قال" و أنا أيضا..أتطلق من جيمري..اليوم بلغها المحامي بالقضية..كانت هنا منذ قليل..لا تستطيع أن تستوعب أننا سنفترق" ارتشفت هزان رشفة من قهوتها و قالت" ليس سهلا عليها أن تتخلى عن زوجها..و أن تمحو سنوات من حياتها..لقد تعودت أن تكون معها و أن.." قاطعها و هو يقترب منها" لكنني لم أعد قادرا على ذلك..أنا أحبك أنت..و أريد أن أكون معك أنت..هزان..ألا تلاحظين أن كل العوائق التي كانت تقف في طريقنا أخذت تختفي الواحد تلو الآخر؟" ارتبكت هزان من اقترابه منها و ارتعش الفنجان في يدها و هي تقول" أنت لم تتطلق بعد..قد تحدث جيمري لك المشاكل و ترفض الطلاق..أنا كانت لدي ظروف مختلفة ..أجبرتني على تأسيس حياة لي بعيدة عن هنا" وضع ياغيز يده على يدها و قال" أعلم ذلك حبيبتي..لكن الأمور بدأت تتخذ مسارها الطبيعي و سأكون جاهزا لكي أعلن علاقتنا أمام الجميع و أن أحارب الدنيا من أجلك و من أجل حبنا..أعدك بذلك" ..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن