ابتسمت هزان ابتسامة سعادة رغب ياغيز أن يحطم فمها عندما رآها..تقدمت نحو باريش الذي احتضنها مباشرة بين ذراعيه و هو يقول" ..لا تغضبي..لم أستطع أن أمنع نفسي من القدوم..رؤيتك و انت تلعبين مثل السحر بالنسبة إلي..متعة لا أقوى على مقاومتها" مررت يديها بخفة على ظهره و قالت"..لا مشكلة..المهم الا تلهيني عن التدريب..لقد اصبحت قائدة الفريق الآن" أبعدها عنه و سأل" حقا؟" هزت رأسها بالإيجاب فقال بسعادة" سررت كثيرا ..شكرا لك" ..راقب ياغيز ما يحدث بعيون الهبتها الغيرة و بقلب متألم..جمد في مكانه و لم يقوى على الحركة..اقترب منه باريش و عانقه و هو يقول" مرحبا أخي..آسف لأنني خالفت كلامك و أتيت..لم أستطع منع نفسي من المجيء..أعدك بأنني لن أشغلك عن التدريب و الإعتناء بالفريق" ربت على ظهر صديقه و قال" أهلا و سهلا أخي" ابتعد عنه باريش و قال" أهنئك على اختيارك لهزان كقائدة للفريق..انه قرار صائب" ابتسمت هزان و قالت" عن اذنكم" رفع باريش يده يحييها و يقول" سنلتقي فيما بعد" رمقه ياغيز بنظرة غاضبة و سأل" ألم أقل لك ألا تأتي؟ ستلهيني و تلهي هزان عن التدريب..هل هذا ما تريده؟" أجاب" لا..كل ما اريده هو أن أكون هنا..معك..و معها..اريد أن أشاهدها و هي تلعب و أن أقضي معها أكثر وقت ممكن..ارجوك..اسمح لي بذلك" أجبر ياغيز نفسه على الإبتسام و قال" حسنا..ابقى..و الآن..اسمح لي ..سأذهب لكي أستحم..نلتقي فيما بعد" قال" سنلتقي كثيرا أكيد..لقد حجزت لنفسي هنا في هذا الفندق" مرر ياغيز يده على جبينه بعصبية و قال" جيد ما فعلته" ثم تحرك مبتعدا عنه..و ما ان وصل إلى غرفته حتى رمى حقيبته على السرير و أخذ يلعن بصوت مسموع..لم يعد قادرا على تحمل ما يحدث معه..كيف سينجح في السيطرة على نفسه إذا رآهما معا؟ إذا تقربا من بعضهما أكثر فأكثر؟ اية إرادة ستخمد النار التي تلتهم قلبه؟ و أية حواجز ستمنعه من الإقتراب منها؟
لم تنجح مياه الحمام الباردة في اطفاء نيران ياغيز الملتهبة..كان يشعر بأنه يكاد يختنق..جديد ما يحدث له..لم يسبق له أن فقد السيطرة على نفسه..بل على العكس..كان ينجح دائما في كبت غضبه و انفعالاته..و هذه الغيرة المقيتة التي تمزق أطرافه..لم يسبق له أن شعر بها من قبل..فكثيرا ما رأى جيمري تقف مع هذا الشخص أو ذاك..و تضحك معه..و يسمع من يتغزل بجمالها أحيانا..لكنه لم يمر مطلقا بهذه الحالة التي وجد نفسه فيها الآن..أغمض عينيه مستسلما لوقع المياه على بشرته..و استسلم لفكرة أن هزان..هي عبارة عن ذلك الجحيم الذي لطالما تمنى الإنصهار فيه..معها يعيش أشياء و مشاعر و أحاسيس لم يسبق له أن عاشها في السابق..معها يتحول إلى فتى مراهق يعشق للمرة الأولى في حياته..دون عقل أو منطق أو فرامل تمنعه من الإنزلاق نحو الأسوء..نحو القاع..نحو أسفل الجحيم..ليحترق على مهل..و ليستمتع بذلك الإحتراق..فكلما استعرت النيران في قلبه..كلما غذت ذلك الحب و حولته إلى وله..و وجد..و هيام..هزان..هي تلك المرأة التي تشابه الجحيم في شدها له نحوها..و جعله يكتوي بنيران حبها الحارق..إمرأة لا تشبه بقية النساء..و حب لا يشبه غيره..مميز..عنيف..مجنون..متمرد..قاسي..و حلو..لف جسده بمعطف الحمام و جلس على حافة السرير..لقد اعترف لنفسه منذ قليل بما ينكره و يقاومه و يرفضه..اعترف بأنه وقع في حب لاعبة هو مدربها..اعترف بأنه صار يعشق إمرأة أخرى دون خطيبته..إعترف بأنه وقع في جحيم لا يريد أن يخرج منه على الرغم من معرفته بأنه سيحترق..وضع رأسه بين يديه و شرد للحظات انتشله منها صوت رنين هاتفه..انها جيمري..واقعه الذي يهرب منه..دون أن ينجح في قطع ارتباطه به..قال" الو نعم جيمري" قالت" حبيبي..كيف الحال؟ ماذا تفعل؟" أجاب" أنهيت حمامي بعد الحصة التدريبية الصباحية ..و الآن سأنزل لتناول الغداء" قالت" هل انت بخير؟ صوتك يبدو غريبا؟" قال" انا بخير..لا تقلقي..متعب قليلا فقط" قالت" اعتني بنفسك جيدا حياتي..إلى اللقاء" قطع المكالمة و وقف بجانب النافذة..جال ببصره في المكان..فندق فخم..قريب من البحر..به مسبح كبير..و ملعب للغولف..اضافة إلى ملاعب لرياضات أخرى..هم بالإبتعاد عن النافذة عندما رأى باريش و هزان يمشيان معا في ملعب الغولف..ضغط بأصابعه على المنشفة بشدة و أغمض عينيه بعجز و قلة حيلة..
أنت تقرأ
إمرأة كالجحيم
Romanceهي..فتاة مقبلة على الحياة..يافعة و حيوية..تلهو و تمرح بلا تفكير..هو..رجل نمطي و صارم..يكره القيود و الضغوطات..يجمعهما أمر واحد..حب لعبة كرة السلة..الصدفة تجعل منه مدربها و هي لاعبة في فريقه..و تتطور الأمور بينهما لكي تأخذ منحى آخر مغايرا لتوقعات كل...