في سيارته..أخذ ياغيز هاتفه و اتصل بهزان..لم ترد عليه كعادتها..أرسل لها رسالة كتب فيها" سأرسل لك عنوان منزلي..تعالي الي و إلا ستجدينني أمامك ..في منزلك..لا تتأخري..يجب أن نتكلم معا..أقسم أنني سآتي إليك إذا لم توافيني في المنزل" ..نظر إلى ساعته..انها الساعة السادسة مساءا..اشترى أكلا جاهزا و ذهب إلى منزله في البلازا..جهز مائدة عليها شموع حمراء و هو متأكد بأن هزان ستأتي على الموعد..اتصل بجيمري و أخبرها بأنه يجب أن يراها في الغد لكي يتحدث معها في أمر مهم كما أخبرها بأنه لن يكون في المنزل هذه الليلة..تجاهل اتصالات امه و رسائلها لأنها كانت تحاول اقناعه بأن يفعل ما طلبه منه أبوه ..و ألا يعانده و يتخاصم معه و إلا خسر كل شيء..ابتسم بسخرية لأنه مستعد أن يخسر كل شيء مقابل أن يربح هزان..تلك المرأة التي يعشقها حد الجنون..و لن يرضى بأن يخسرها تحت أي ظرف من الظروف..انتظر ياغيز ساعة..ساعتين..لكن دون جدوى..أخذ هاتفه و خرج..ركب سيارته و ذهب إلى منزل هزان..سأل عنها فأخبره الحارس أنها ذهبت إلى القاعة الرياضية مع بهار..جلست هزان مع بهار على المقعد و ظهرهما للباب..لم تأتي هزان إلى هنا لكي تلعب..بل لكي تشعر بالراحة..و اتصلت ببهار لكي تأتي معها ..ثم تركت الهاتف في المنزل لأنها تتهرب من اتصالات ياغيز المتتالية..لم تتلقى رسالته و لم تقرأها..نظرت إليها بهار و قالت"عزيزتي..لا تعبسي هكذا..هاقد توقفت الصحافة عن الكلام و هدأت الأوضاع..عودي إلى الفريق..و أثبتي للجميع أنك قوية و استطعت تجاوز الأزمة" هزت هزان رأسها و قالت" كلا..لن أعود..لقد وقعت في حب ياغيز إلى درجة يعجز عقلي عن استيعابها..لن أتسبب له في اذى يطال حياته و مهنته بسببي..إذا عدت لن يكون قادرا على ضبط نفسه و اخفاء مشاعره..و سيثبت للجميع بأن ما قيل صحيح..أضف إلى ذلك انفصاله عن جيمري..تخيلي ما سيحدث..لن أفعل هذا به..هو لا يستحق ذلك مني" ربتت بهار على كتف صديقتها و قالت" الهذه الدرجة تحبينه؟ من كان يقول أن لعبة ابتدأت برهان ستتحول إلى قصة حب جارفة؟" قالت هزان" نعم..تخيلي ..رهان بيننا بأن أوقع المدرب في شباكي و أن أجعله يحبني..ينتهي ب.." جمدت هزان في مكانها و شعرت بأن سطلا من الماء البارد ينسكب على جسدها عندما سمعت كلمة " ماذا؟" التي قالها ياغيز الذي كان يقف في باب القاعة..حملقت هزان في ياغيز الواقف أمامها و الغضب يتجلى بوضوح على ملامح وجهه..مد يده..أمسك بذراعها و جذبها نحوه لتقف..تكلم من بين أسنانه " هزان..ماهذ الذي سمعته منذ قليل؟ ها ؟ هل كنت موضوعا لرهان بينك و بين صديقتك؟ هل هذا صحيح؟" ارتعدت هزان بشدة و قالت بصوت مرتعش" ياغيز..أنا..أنا.." ضغط على ذراعها بأصابعه حتى آلمها ثم قال" هزان..أجيبيني..ما سمعته منذ قليل..هل هو صحيح؟ هل كان كل ما بيننا مجرد رهان؟ هل كان مجرد لعبة؟ ..هل كنت موضوع رهان تتسليان به أنت و صديقتك؟ هل مشاعر الناس بلا قيمة بالنسبة إليك؟ هل ابدو لك شخصا تافها تتلاعبين به؟ ها..أجيبي..قولي شيئا..لا تصمتي..أرجوك" نظرت إليه و أجابت" ياغيز..الأمر ليس كما تظنه..لقد تراهنا أنا و بهار على ايقاعك في حبي أول الأمر..قبل أن نعرف أنك مدربنا حتى..ثم تحول الأمر إلى حب حقيقي..انت تعلم جيدا أنني أحبك..أقسم لك أنني أقول الحقيقة..مشاعري تجاهك حقيقية و ليست لعبة..ياغيز..أنا.." قاطعها و هو يزيح يديه عن ذراعيها" شششش..اصمتي..لا تقولي كلاما كاذبا..لا تكذبي..لا تتكلمي عن الحب..أنت آخر شخص يتحدث عنه..من يعتبر مشاعر الناس لعبة و رهانا لا يحق له أن يتكلم عن الحب..لقد تلاعبت بي..و جعلت مني سخرية و مجرد لعبة..و أنا..لقد صدقتك كالأحمق..صدقتك..و أحببتك..بكل جارحة من جوارحي..تخيلي..من أجلك و من أجل حبك..واجهت أبي..و أغضبته..و جازفت بتبرأه مني و بحرماني من كل شيء لأجلك..كم أنا غبي..لا أكاد أصدق..كنت سأنفصل عن جيمري..و أعلن علاقتنا أمام الملأ..ليكون الأمر مجرد لعبة و رهان بالنسبة إليك..ألهذه الدرجة تعتبرين الحياة لهوا و لعبا؟ ألهذه الدرجة تستخفين بمشاعر البشر و تعتبرينها أمرا تافها؟ ..أتعلمين..لقد خيبت أملي..لم أكن اعتقد أنك ستكونين هكذا..أنت لا تستحقين هذا الحب الذي أكنه لك..أنت.." ثم صمت و تحرك مبتعدا عنها..جرت خلفه و هي تقول" ياغيز..أرجوك..لا تذهب..أنت تظلمني..لقد كان الأمر رهانا في البداية فقط..ثم أحببتك حقا..أحببتك أكثر مما تتخيل..توقف ارجوك..اسمعني..أنا أحبك..لم أتلاعب بك..أرجوك" التفت إليها و قال" هزان..ابتعدي من أمامي..لا اريد أن أجرحك..اذهبي..أنت أسوأ ما حصل في حياتي..أنت.." قطع رنين هاتفه بقية كلامه..رد" الو نعم أمي..ماذا؟ في أي مستشفى؟ حسنا..قادم..قادم" نظر إلى هزان نظرات باردة و قال" بسببك أكاد أخسر أبي..لقد تعرض لأزمة قلبية بسبب اصراري على عدم الزواج من جيمري..تخيلي..ابي بين الحياة و الموت بسبب مجرد لعبة تافهة..لا تأتي خلفي..احذري..و إلا سأتصرف معك بطريقة أخرى" ثم ابتعد عنها مسرعا..
أنت تقرأ
إمرأة كالجحيم
Romanceهي..فتاة مقبلة على الحياة..يافعة و حيوية..تلهو و تمرح بلا تفكير..هو..رجل نمطي و صارم..يكره القيود و الضغوطات..يجمعهما أمر واحد..حب لعبة كرة السلة..الصدفة تجعل منه مدربها و هي لاعبة في فريقه..و تتطور الأمور بينهما لكي تأخذ منحى آخر مغايرا لتوقعات كل...