نظرت إليه هزان محاولة تصديق ما يقوله..تخشى أن يخذلها من جديد..أن يتخلى عنها مرة أخرى..أن يحدث شيء يبعدهما عن بعض..فتسقط من جديد و تعجز هذه المرة عن تجاوز الأمر..أحاط ياغيز وجهها بيديه و هو يقول" هزان..عشقي..أعلم أنك تجدين صعوبة في تصديقي بعد ما حدث سابقا..لكن تأكدي هذه المرة أنني لن أسمح لأي شيء أن يبعدني عنك..لن أسمح لأحد بأن يحرمني منك..أنت حياتي..و إذا تخليت عنك ..فسأكون قد تخليت عن حياتي و روحي..لم يبقى هناك ما يجبرني على الابتعاد عنك..أنت لي و أنا لك..هذه الحقيقة الوحيدة التي لم تنجح السنوات في تغييرها..حبي لك ثابت و لا يتغير..بل على العكس انه يكبر يوما بعد يوم" بقيت هزان تنظر إليه دون أن تقول كلمة واحدة فقربها ياغيز منه و قبل جبينها بحنان..عانقها بقوة فوضعت يديها على ظهره و قربته منها أكثر..رائحة كل منهما أذهبت عقل الآخر و تسللت إلى أعماقه..رفع ياغيز رأسه عن كتفها و وضع جبينه على جبينها..همس بصوت أجش" هزان..أخبريني أنك مازلتي تحبينني..أريد أن أسمعها منك" تسارعت نبضات قلب هزان تحت تأثير اقترابهما و أنفاسه الحارة التي لفحت وجهها..رطبت شفتيها بلسانها و تمتمت و هي تنظر مباشرة إلى عينيه" نعم ياغيز..مازلت أحبك جدا..لم أستطع يوما أن أتوقف عن حبك..لم أنجح في ادخال أي رجل اخر إلى قلبي..لأنه بالأساس ملك لك وحدك..و لن يشاركك فيه أحد..ياغيز..أنا أعشقك عشق تلك اللاعبة المبتدئة التي تعلقت بمدربها و صارت ترى الدنيا من خلاله..و أحبك حب تلك الفتاة المجنونة التي أحبتك أكثر من حياتها و طموحاتها و أحلامها..أنا أنتمي إليك إنتماء فتاة تغربت عن الوطن و البلاد و سافرت لكي تنسى و تبدأ حياة جديدة لكنها بالنهاية عادت إلى حيث تنتمي..إلى حيث موطنها الأصلي..أحبك ياغيز أكثر من ذي قبل..و أكثر من أي شخص على هذه الأرض..أكثر من نفسي حتى" صمتت هزان فقال ياغيز" و أنا أعشقك هزان..و سأفعل كل شيء من أجل هذا الحب..من أجلنا نحن..لكي نكون معا دون خوف أو قلق أو تردد..أعدك بذلك" ثم قرب ياغيز فمه من فم هزان و أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة سرعان ما بادلته إياها فتحولت إلى قبلة مجنونة و هوجاء تقطع الأنفاس و تربك دقات القلوب..
ابتعد ياغيز عنها بعد لحظات و هو يقول" هل أنت جائعة؟" هزت رأسها و أجابت" نعم.. جائعة كالذئب..أنهيت المبارة و أتيت إلى هنا مباشرة..لم يتسنى لي الوقت لكي آكل" قال " اتفقنا إذا..سأعد لك العشاء بنفسي" ابتسمت و قالت و هي تنزع معطفها" و أنا سأساعدك" ..دخلا معا إلى المطبخ الصغير..أخذ هو سلة ملآى بالسمك و قال" لقد اصطدت هذا السمك بنفسي هذا الصباح..و سأعده لك..يكفي ان تهتمي بالسلطة" ابتسمت و أجابت" تمام كوتش" عبست ملامح وجهه و تأفف بضيق..نظرت إليه و سألت" مالأمر؟ لماذا انزعجت؟" رد " أكره هذه الكلمة عندما تقولينها..تذكرني بتلك الأيام التي كنت فيها مجبرا على .." قاطعته" أنا آسفة..لم أقصد ذلك..لا تغضب حبيبي" ابتسم بسعادة و قال" هذا هو ما أريد سماعه..و الآن..إلى العمل" أخذ هو ينظف السمك و يشويه..أما هي فأعدت السلطة و المقبلات و طبقا من الفواكه..و بعد لحظات..كانا يجلسان متقابلين و يتناولان طعامهما..فتح ياغيز زجاجة نبيذ أبيض و سكب لنفسه و لها..ثم رفع كأسه و هو يقول" نخب حبنا و سعادتنا" رفعت هزان كأسها دون أن تقول شيئا..كان هناك جانب في قلبها يخيفها من الأيام القادمة..من المجهول الآتي..تخشى أن تتكرر المأساة و أن تجد نفسها لوحدها من جديد..أما هو فكانت السعادة واضحة على ملامحه لوجودها معه..هي الوحيدة القادرة على رسم تلك الإبتسامة على شفتيه..أنهيا عشاءهما و تساعدا على جمع الأطباق و غسلها..نظرت هزان إلى الساعة التي في يدها و قالت" لقد تأخر الوقت..يجب أن أذهب" أمسك ياغيز ذراعها و تمتم" لا..لا تذهبي..لا تتركيني لوحدي..ابقي هنا..ابقي معي" نظرت هزان إليه و همست" لكن..لديك مباراة هامة غدا و .." وضع اصبعه على شفتيها لكي يسكتها و قال" أنا أحتاجك لكي أستمد منك القوة و أكون قادرا على التواجد غدا مع الفتيات..أرجوك هزان..ابقي معي" ..
أنت تقرأ
إمرأة كالجحيم
Romanceهي..فتاة مقبلة على الحياة..يافعة و حيوية..تلهو و تمرح بلا تفكير..هو..رجل نمطي و صارم..يكره القيود و الضغوطات..يجمعهما أمر واحد..حب لعبة كرة السلة..الصدفة تجعل منه مدربها و هي لاعبة في فريقه..و تتطور الأمور بينهما لكي تأخذ منحى آخر مغايرا لتوقعات كل...