٤١..المواجهة

3K 73 3
                                    

في الصباح..اتصلت هزان بالمستشفى لكي تطمئن على صحة حازم إيجمان..أخبرتها موظفة الإستعلامات بأنه تجاوز مرحلة الخطر و أنه يقبع في العناية المشددة بعد العملية التي أجريت له..شعرت هزان بشيء من الإرتياح ..لأن اي مكروه كان سيصيب حازم..كان سيجعل مسامحة ياغيز لها ضربا من المستحيل..و كان سيجعلها تعيش عذاب الضمير و تأنيبه القاسي..اتصلت ببهار و طلبت منها أن توافيها عند المشفى و أن تخبر فتيات الفريق لكي يذهبن لمساندة الكوتش و الوقوف إلى جانبه..أمام ياغيز و باريش و جيمري..وقفت البنات محملات بباقات زهور ضخمة أحضرنها خصيصا من أجل ياغيز و والده..ابتسم و هو ينظر إليهن..قال" شكرا لكن فتيات..وقوفكن إلى جانبي في هذه المحنة يعني لي الكثير" تغيرت ملامحه و عبس بمجرد أن رأى هزان تتقدم نحوه و هي تحمل باقة ورد من اللونين الأبيض و الأحمر..وقفت أمامه و قالت" مرحبا كوتش..حمدا لله على السلامة" أخذ منها الباقة و رد ببرود" شكرا لك" رحبت بها جيمري بحفاوة و قال باريش و هو ينظر إليها" هزان ..يبدو أنك انت من تحتاجين إلى دخول المستشفى..تبدين شاحبة جدا" هزت رأسها و قالت" لا تقلق..أنا بخير" ثم التفتت إلى ياغيز و قالت" أريد أن اتحدث معك على انفراد كوتش..لو سمحت" ضغط ياغيز بأصابعه على كفه و هو يحاول أن يسيطر على أعصابه ثم قال" حسنا..اتبعيني" ..في غرفة حجزها ياغيز خصيصا في المشفى لكي يبقى قريبا من أبيه..وقفت هزان أمامه و قالت" ياغيز..لقد فرحت كثيرا لأن اباك بخير..صدقني..لم اقصد أن أؤذيك..أو.." تقدم نحوها و قال بعصبية" لكنك آذيتني..جدا..هزان..لقد جعلتني لعبة ..مشاعري و أحاسيسي..كانت مجرد رهان بينك و بين صديقتك في لحظة لهو..ألا ترين ما فعلته بي؟ لقد جعلتني ابدو كالغبي..جعلتني أستصغر نفسي..و أؤذي أحبابي لأجلك..كدت أقتل ابي من أجلك..و لماذا..لأنني أحببتك كالمغفل..لكن لا..لن أسمح لك بتخريب حياتي أكثر من ذلك..هزان..خذي ألاعيبك و لهوك و أفكارك الشيطانية و اخرجي من حياتي" كان يتكلم و يتقدم نحوها فيما أخذت هي تتراجع إلى أن التصق ظهرها بالحائط..كانت محاصرة بينه و بين جسد ياغيز..ياغيز الذي أنشب أصابعه في ذراعها و هو يتكلم بحرقة..نظرت إليه و قالت" انظر إلى عيني..الا ترى كم أحبك؟ ألا تستطيع رؤية ذلك؟ اقسم لك أنني أحبك اكثر من نفسي حتى..نعم..الله كاهرتسن..لقد ابتدأ الأمر كلعبة و رهان..لكن فيما بعد..وجدت نفسي أقع في حبك دون وعي مني..و تراجعت عن الرهان و .." قاطعها" اصمتي هزان..لن تستطيعي اقناعي بهذا الهراء الذي تقولينه..أنت انتهيت بالنسبة لي..سيخرج أبي من المشفى و سأتزوج من جيمري"

حملقت فيه هزان بعيون امتلأت بالدموع و سألت بصوت مختنق" ماذا؟ هل ستتزوجها حقا؟ " هز رأسه و اجاب" نعم..سأتزوجها..و ماذا تنتظرين مني أن أفعل؟ هل أعود إليك بعد ما فعلته معي؟ هل اسمح لك بإحراقي في جحيمك؟ هل أعطيك الفرصة لكي تدمريني و تدمري حياتي..على الأقل جيمري تحبني بصدق..ليست مثلك..تعتبر مشاعر الآخرين لعبة تتراهن عليها ..نعم..سأتزوجها..لذلك..اذهبي من هنا..و اختفي من حياتي إلى الأبد..لا اريد أن أراك بعد اليوم..هيا..اذهبي" ارتجفت هزان بشدة و هي تسمع كلماته القاسية و نبرة صوته الباردة..نظرت إليه و سألت بيأس" ستتزوجها؟ كيف؟ أنت تحبني انا.. أين ذلك الرجل الذي كان يتوسل إلي لكي لا أختفي عن ناظريه؟ أين ذهب ذلك الرجل الذي كان يتزود برائحتي لكي يستطيع قضاء بعض الأيام بدوني ؟  هل مات حبك لي؟ هل انتهى بهذه السهولة؟ هل.." وضع ياغيز اصبعه على فمها و قال" شششش..اصمتي..ابحثي عن أجوبة هذه الأسئلة عندك..أنت من أنهى كل شيء..أنت من حول ذلك الحب إلى كره..أنت من أخطأ و انت من عليه دفع الثمن" سارع بإبعاد يده عن فمها لكي لايضعف و تنهار عزيمته..ابتعد عنها و اشاح بوجهها عنه و هو يشير بيده بأن تذهب..شعرت هزان بأن خناجر الدنيا تغرز في قلبها و أن روحها تنسل من جسدها رويدا رويدا..تمتمت و هي تهم بفتح الباب" معك حق..أنا من أخطأت و أنا من ستدفع الثمن..أعدك بأنك لن ترى وجهي مرة أخرى..الوداع" ثم فتحت الباب و خرجت..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن