إمرأة كالجحيم

٤٧..تولغا

جلست هزان مع والدها الذي سأل" هل انت جاهزة للبطولة؟ " اجابت بحماس"نعم..بكل تأكيد..أشعر أن هذه البطولة ستكون من نصيبي..هنا..على هذه الأرض التي أهنت فيها كثيرا..سأثبت للجميع أنني لاعبة موهوبة و ناجحة و لست بحاجة لإقامة علاقات مع المسؤولين لكي أحصل على قيادة الفريق" ابتسم والدها و قال" اتذكرين رفضك لفكرة السفر في البداية؟ هل فهمت الآن أن ما فعلته يومها كان لمصلحتك؟" قبلت هزان يد والدها و قالت" بلى..لقد تأكدت أن ما فعلته يومها كان لمصلحتي..شكرا لك بابا..أنا أحبك كثيرا" عانقها والدها و هو يقول" و أنا ايضا حبيبتي" نظرت إليها والدتها و سألت" ابنتي..أين تولغا؟ لماذا لم يأتي معك؟" ابتسمت هزان و أجابت" انه مع فريقه يا أمي..سيأتي لرؤيتكما اكيد" قالت" حسنا حبيبتي..و كيف هي اموركما؟ هل انتما متفقان؟" هزت رأسها و قالت" نعم..تولغا شخص مميز و محب ..و أنا محظوظة جدا لأنني التقيت به" ثم وقفت و قالت" عن اذنكما..سأذهب الآن للقاء بهار" ..في مطعمهما المفضل..جلست بهار قبالة هزان ..تنظر إليها و تضع يدها على يدها و تقول" لقد اشتقت إليك يا مجنونة..لقد أطلت الغيبة عني..و الهاتف و الفيديو لم يكونا كافيين لكي أشبع منك و من الحديث معك..أخبريني..هل انت بخير؟" ابتسمت هزان و قالت" نعم أختاه..أنا بخير..و انتظر اول مباراة على احر من الجمر..لولا كرة السلة لما نجحت في تحقيق شيء في حياتي" نظرت بهار إلى الخاتم الألماسي ذي الحجر الواحد الذي يلمع في اصبع هزان و سألت" اين خطيبك؟ الم يأتي معك؟" ردت" بلى..لقد اتى..كما تعلمين..هناك بطولة للرجال ايضا..جاء مع فريقه لكي يشاركوا فيها..نحن نقيم في نفس الفندق" صمتت بهار و لم تقل شيئا..رفعت هزان عيونها نحو بهار و سألت" كيف حال ياغيز؟ " أجابت" بخير..يقضي معنا اغلب وقته في التحضير للبطولة..سنكون منافسات قويات لكن" ضحكت هزان و قالت" و هذا ما أريده..اريد أن تكون المنافسة على أشدها بيننا..و ..جيمري..هل تحضر معه أحيانا إلى التدريب؟" هزت بهار رأسها و هي تقول" لا..حتى عندما تأتي تنتظره في الخارج دون أن تدخل..لا اعلم..أشعر أن العلاقة بينهما " قاطعتها هزان" لا تخبريني شيئا..الأمر لم يعد يعنيني..أنا هنا لكي افوز بالبطولة و أعود إلى باريس..فقط"

ارتشفت هزان رشفة أخيرة من قهوتها الإسبريسو و وقفت و هي تقول" بيبا..عزيزتي..يجب أن أذهب..كما تعلمين..اليوم إفتتاح البطولة و يجب أن أكون موجودة لكي أشجع تولغا" وقفت بهار و اقتربت من صديقتها..عانقتها بقوة و قالت"معك حق..أول مباراة لفريقينا غدا..سنلتقي في القاعة الرياضية بكل تأكيد" قبلتها هزان على خدها و قالت" سأقتلك إذا لم تكوني حاضرة لكي تشجعيني..و انا سأكون حاضرة لكي أشجعك بكل تأكيد" قالت بهار" و أنا أيضا..لن اتأخر عن تشجيعك..لكن الخوف كل الخوف إذا ترشحنا للدور الثمن النهائي و تواجهنا..ماذا سنفعل؟" قرصت هزان خد بهار و قالت" عندها سأكون مضطرة لكي أهزمك يا حلوة" ضحكت بهار و قالت" و قد يحدث العكس..من يعلم" ضحكت الصديقتان معا بصوت عالي ثم افترقتا..فتح ياغيز باب منزله و دخل فاعترضته زوجته و قبلته على خده و هي تقول" مرحبا حبيبي..من الجيد انك لم تتأخر..الجميع في انتظارك" أعطاها باقة من الورود الحمراء أحضرها لها و بعض المرطبات و قال" عيد زواج سعيد حبي" قبلته جيمري و عانقته بقوة و هي تقول" شكرا لك حياتي..عيد زواج سعيد" تجاوزها و تقدم نحو اهله و اهل زوجته..رحب بالجميع و جلس بجانبهم ..قال له ابوه" بني..كيف تسير التحضيرات للبطولة؟" اجاب" ممتازة..غدا اول لقاء لنا..و أتمنى أن تكون الفتيات جاهزات كما يجب..دائما ما يكون اللقاء الاول هو المفتاح" نظر إليه باريش و قال" اكيد..و ستكون بطولة الرجال بالتوازي..و الليلة حفل الإفتتاح..ما رأيك أن نذهب للحضور؟" هز رأسه و أجاب" اكيد..أريد أن أشاهد جميع الفرق" دعتهم جيمري إلى المائدة لتناول العشاء ثم رفعت نخبها و قالت" نخب زواجنا..نخب حبنا أنا و زوجي الحبيب ياغيز..اتمنى أن تفوز انت و الفتيات بالبطولة" رفع الجميع كؤوسهم و شربوا النبيذ ثم اخذوا يتناولون الطعام..في القاعة الرياضية..وقفت هزان صحبة خطيبها تولغا ( جان يمان) قائد الفريق الباريسي للرجال و قالت" انا هنا..و سأشجعك لكي تفوز" لامس وجهها باصابعه و هو يقول" انت تميمة حظي..سأفوز لأجلك..احبك كثيرا هزان" ابتسمت و قالت" هيا..اذهب..الجميع في انتظارك..ساكون في المدرجات..و ستسمع صوتي و انا أشجعك..حظا سعيدا" هز رأسه و قال" ساكون عند حسن ظنك حياتي..سنلتقي بعد المباراة..إلى اللقاء" تركته هزان يتجهز صحبة رفاقه و صعدت إلى المدرجات..و جلست..و هي تنتظر انطلاق حفل الإفتتاح..