٢٠..إصرار على الفوز

3.6K 88 0
                                    

..عانقت جيمري باريش مطولا و هي تقول" أهلا و سهلا باريش..لقد اشتقنا اليك كثيرا" قال" ..شكرا زوجة أخي..و أنا أيضا" ثم نظر إلى المائدة و صاح بحماس" اوووه..ماهذا..سلمت يداك..أكاد أموت من الجوع" قالت" تفضل إذا" و جلس الجميع حول الطاولة يتناولون طعام العشاء..

في غرفتها..رفعت هزان صوت الموسيقى كعادتها و أخذت تغني و ترقص..تلك هي طريقتها المفضلة في مواجهة أي أمر يصعب عليها مواجهته..كانت تفعل ذلك عندما كانت صغيرة..عندما تسمع صوت شجار أمها و أبيها المتواصل..و عندما كانت ترى الإنهيارات العصبية التي تصيب أختها الكبرى..أختها نازان..تلك التي عشقت و قضى العشق على حياتها..تلك البريئة التي هربت من مشاكل المنزل إلى حبيب تمنت أن تجد لديه الأمان الذي هي بحاجة إليه..لكنها لم تجده..بل وجدت عذابا زاد من عذابها..وجدت ألما و دموعا و معاناة..وجدت كذبة حب دفعتها إلى إنهاء حياتها..نعم..قتلت نفسها خلال إحدى النوبات العصبية الحادة التي كانت تمر بها..فإشتد رعب هزان من كلمة حب..فهي لم ترى منه سوى الجانب المظلم و المدمر..في أعماق نفسها يكمن خوف أسود من أن تنتهي حياتها بسبب الحب..بسبب أخذها للحياة و للأمور بجدية تزيد عن حدها..لذلك تواجه الحياة و مشاكلها بالضحك و الغناء و اللامبالاة..تجد في ذلك قوة و ثباتا..و تلتجئ إلى لعبتها المفضلة لكي تفرغ فيها كل جهودها و غضبها إذا غضبت من شيء ما..شعرت بدمعة ساخنة تسيل على خدها سارعت إلى مسحها بكف يدها..و عوضتها بابتسامة عريضة على شفتيها..حياتها الآن عبارة عن لهو و مزاح و مراهنة..باعتبار أنها ستعيش الحياة لمرة واحدة فقط..و لا يوجد سبب يدعونا إلى تضييعها فيما لا يعني..أخذت ترقص بقوة محاولة طرد صورة ياغيز من عقلها ..أصبح يشكل خطرا عليها..يشغل تفكيرها و يتراءى أمام عينيها في كل لحظة..يسوءها أن يتجاهلها و ألا يعيرها اهتمامه..تريده أن ينظر إليها بتلك الطريقة الملتهبة التي نظر بها إليها عندما وقعت فوقه..تريده أن يتحدث معها بتلك النبرة الدافئة و المحبة..لكنه بعيد..و لن تسمح هي بأن تخسر الرهان..و لن تسمح له بأن يبتعد عنها..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن