ثم تقدم ياغيز من الفتيات و طلب منهن التجمع حوله..قال" و الآن سينطلق اللقاء التطبيقي..نفس تشكيلة الامس لكلا الفريقين..هيا..انطلقن" ..تحركت هزان صحبة فريقها و اطلق ياغيز صافرة البداية..وقف باريش بجانبه و أخذ يتابع اللقاء..من حسن الحظ أن هزان لم تفقد تركيزها بسبب برود ياغيز و تجاهله لها..بل أصرت على التفوق على جميع رفيقاتها..كانت ترتفع أعلى منهن و تسجل النقاط المتتالية..تراوغ هذه بمهارة..تقطع كرة و تسجل سلة من فئة ثلاث نقاط..تمنع الفريق المنافس من التسجيل بصلابة دفاعية ملحوظة..توجه زميلاتها و تعطيهن النصائح المناسبة..كان ياغيز يتابعها بعيون تحاول إخفاء الصراع الداخلي الذي يعيشه..يحاول أن يرتدي قناع البرود و اللامبالاة..يلجأ إلى الصمت عله ينجح في إسكات الأصوات التي تتعالى داخل رأسه..قطع باريش صمته" ما اسم هذه الفتاة الجميلة التي تتفوق على الجميع؟" التفت إليه ياغيز و قال " من تقصد؟" نظر إليه باريش و قال" هذه الفتاة التي تشبه الغزال في خفته و سرعته و جماله..تلك التي ترتدي الزي البني" ابتلع ياغيز ريقه بصعوبة و أجاب" اسمها هزان..هي إحدى افضل اللاعبات في الفريق" قال باريش" من رأيي..هي أفضلهن..و أجملهن..انها فاتنة..انظر إلى تلك السيقان الرشيقة و الخصر و.." قاطعه بحدة" هوب هوب..توقف عن ذلك..و احذر..لا اريد أن أسمع هذا الكلام ..هن هنا تحت التدريب..و ليس من أجل شيء آخر" رفع باريش يديه بإستسلام و قال" حسنا..اهدأ..لا تغضب..كل ما اردت قوله انها جميلة" صمت قليلا ثم أضاف" هل تعرف شيئا عن حياتها الخاصة؟ هل هي مرتبطة؟ " حدجه ياغيز بنظرة حادة فقال" طيب..فهمت..لن اعتمد عليك في هذا الأمر..سأتصرف لوحدي..لقد أصبحت مزعجا حقا يا هذا" ابتعد ياغيز عنه و أخذ يعطي بعض التوجيهات هنا و هناك محاولا أن يهدئ من روعه و الا يظهر انزعاجه و غضبه على وجهه.
حاول ياغيز التركيز على اللقاء لكنه كان بين الحين و الآخر ينظر بإتجاه باريش الذي لم يبعد عيونه و لو للحظة عن هزان..يجلس على المقعد الخشبي و هو يضع ساقا على ساق..و يتابع كل حركة و سكنة لهزان..تأفف ياغيز بضيق و مرر أصابعه خلال شعره..ثقل غريب يطبق على صدره ..شعور قاسي و موجع يستبد به و يحرق جنبيه..صار يرمق هزان بنظرات حادة..لماذا عليها أن تكون جميلة إلى هذه الدرجة؟ ..لماذا تنجح في لفت انتباه كل شخص يراها؟ لماذا تتفوق على الجميع و تلغي وجودهن أمام وجودها الطاغي؟ لماذا تتحرك بكل تلك الرشاقة و الخفة و تتجسد كجحيم يحرق ما حوله بلا رحمة؟ ..للحظة شعر أنه سيجذبها من يدها و يسحبها إلى مكان لا يراها فيه أحد سواه..لكنه هز رأسه بعنف و تابع المباراة..رمية ثلاثية ناجحة من إيليف..تلتها نقطتان من ألما..ثم عودة سريعة لهزان بسلة ثلاثية انتهى على إثرها اللقاء بصافرة من ياغيز..تجمعت الفتيات حوله فقال" برافو فتيات..أحسنتن..هناك تحسن لدى البعض و هناك بعض النقائص لدى البعض الآخر..سنعمل على كل النقائص و نتلافاها..ستتوقف التدريبات طيلة أسبوع الإمتحانات ثم نلتقي مع بداية الأسبوع الموالي لكي ندخل في تربص تحضيري مغلق في إزمير..أتمنى لكن النجاح و التفوق في امتحاناتكن ..تستطعن الإنصراف" حيت الفتيات مدربهن و انصرفن..أخذ ياغيز حقيبته و قال" باريش..سأستحم و أوافيك إلى الخارج " رد باريش و هو يتابع هزان بعيونه" اتفقنا..سأنتظرك في المرآب" ابتعد ياغيز نحو غرفته..دخل و أغلق الباب خلفه بعنف..رمى الحقيبة على الأرض و هو يكاد يختنق..جلس على الكرسي و مد ساقيه على الطاولة و أعاد رأسه إلى الخلف..أغمض عيونه بقوة كأنه لا يصدق هذا الوضع الغريب الذي وجد نفسه فيه..رن هاتفه الذي فتحه قبل لحظات..كان متأكدا أنها خطيبته جيمري..تمنى أن تغير من طباعها و لو لمرة واحدة..لكن هيهات..تتصل للمرة العاشرة..على الرغم من أنها تعلم أنه في التدريب..رد" نعم" قالت" حياتي..أعتذر..أردت فقط أن أطمئن عليك و أن أخبرك بأنني سأجهز عشاء على شرف باريش..هل سيكون معك اليوم؟" قال" نعم..انه معي..سأخبرك..سلمت يداك عزيزتي" قالت" حسنا اذا..سيكون كل شيء جاهز على الساعة الثامنة..و سأكون في انتظاركما في البلازا" قال" اتفقنا..إلى اللقاء" و أنهى المكالمة..وضع الهاتف جانبا و دخل إلى الحمام..تحت المياه الدافئة ..تذكر ياغيز كلمات باريش..و نظراته..و وجه هزان..و حركاتها..و كل ما فيها..يشعر أنه على مشارف الجنون..شيء غريب يشده نحوها..دون عقل أو منطق..لكنه لطالما كان رجل المنطق و العقل و المبادئ..و سيبقى كذلكبمجرد وصوله إلى مرآب السيارات..لمح ياغيز باريش يقف صحبة هزان التي كانت تضحك كعادتها..دون أن يقترب منهما..فتح باب السيارة الخلفي ..رمى الحقيبة على المقعد ثم صعد إلى السيارة و ضغط على الزمور فأصدر صوتا مزعجا..التفتا إليه و رفع باريش يده في إشارة بأن ينتظر قليلا ..حدجه ياغيز بنظرة حادة و لم يقل شيئا..مد باريش يده و صافح هزان و هو يقول" سررت بالتعرف عليك هزان..و أتمنى لك النجاح في امتحاناتك" ابتسمت و أجابت" شكرا لك سيد باريش ..و الآن عن اذنك..يجب أن أذهب" ..صعدت إلى سيارتها فيما ركب هو بجانب ياغيز ..كان يبتسم بطريقة مستفزة..سأله ياغيز بفضول" ايي..ماذا فعلت؟" التفت باريش إليه و أجاب" تكلمت معها قليلا..انها فتاة مميزة و لطيفة..و لا أستطيع منع نفسي من الإعجاب بها..هل هنالك مشكلة في ذلك؟" حاول ياغيز السيطرة على نفسه و قال بهدوء" لا..أكيد لا..لا مشكلة..المهم..جيمري جهزت عشاء على شرفك..لا يجب أن نتأخر عليها" فرك باريش يديه بحماس و قال" اوهاا..أعتقد أنني سأزيد أكثر من عشر كيلوغرامات في ظرف أسبوع واحد..و هذا بفضل العشاء من هنا و الغداء من هناك" ابتسم ياغيز و قال" تستحق ذلك..لتصبح كالفيل و لا تنظر إليك أية فتاة" انفجر باريش ضاحكا و ضرب كتف صديقه بخفة..طوال الطريق إلى المنزل..لم يتوقف باريش عن الحديث عن هزان..و كثيرا ما حاول ياغيز تغيير الموضوع لكن دون جدوى..يتغزل بها..يصفها..يعبر بكل الطرق الممكنة عن مدى اعجابه بها..و مع كل كلمة كان ينطقها..كانت النيران تأكل قلب ياغيز دون أن يقوى على فتح فمه أو قول كلمة واحدة..وصلا معا إلى البلازا..وجدا جيمري في انتظارهما..
أنت تقرأ
إمرأة كالجحيم
Romanceهي..فتاة مقبلة على الحياة..يافعة و حيوية..تلهو و تمرح بلا تفكير..هو..رجل نمطي و صارم..يكره القيود و الضغوطات..يجمعهما أمر واحد..حب لعبة كرة السلة..الصدفة تجعل منه مدربها و هي لاعبة في فريقه..و تتطور الأمور بينهما لكي تأخذ منحى آخر مغايرا لتوقعات كل...