تجمعت الفتيات أمام ياغيز..قال" صباح الخير يا فتيات..اليوم سنجري الحصة التدريبية في القاعة المغطاة..و اللقاء لن يكون بين مجموعتين منكن كالعادة..بل ستخوضون لقاءا تحضيريا ضد فريق جامعة إزمير..سيكونون هنا على الساعة العاشرة..كن جاهزات" ..انطلقت الفتيات في الجري..اقتربت بهار من هزان و قالت" تبدين سعيدة و الحمد لله..هل من جديد؟" ابتسمت و أجابت" سأحكي لك ما حدث فيما بعد..المهم أن المستحيل على وشك أن يحدث..افهمي ما أقصده" ابتسمت بهار بسعادة و قالت" أووه..رائع..فهمت" و واصلن جريهن..قمن ببعض الحركات الإحمائية ثم توجهن نحو السلة و أخذن تسددن الكرة الواحدة تلو الأخرى و من مسافات مختلفة..كانت الفتيات متحمسات للمباراة..و تركيزهن عالي..ما عدا إيليف التي أخطأت أغلب تسديداتها و بدا كأنها تنتظر شيئا ما..على الساعة العاشرة..وصل الفريق الإزميري..قام ببعض الحركات الإحمائية ثم انطلق اللقاء..قادت هزان فريقها كالعادة..كان الفريق الآخر عتيدا و على اشد الإستعداد..دار اللقاء في أجواء حماسية ..هجمة من هنا تقابلها هجمة من هناك..نقطتان من هنا و ثلاث نقاط من هناك..نصبت محاصرة مشددة على هزان فصار وصولها إلى السلة اشبه بالمستحيل..استغلت تركيز الفتيات عليها و أخذت تمرر الكرة لزميلاتها اللواتي نجحن في التسجيل..قامت إيليف بإضاعة فرصة سانحة لتسجيل نقطتين و عادت الكرة إلى الفريق الآخر..نجحت هزان في التخلص من الرقابة..قطعت الكرة و اتجهت بها بسرعة نحو السلة..و بطريقة الدانك..سجلت نقطتين كانتا كفيلتين بجعل فريقها يفوز باللقاء..تجمعت الفتيات حولها و أخذن يعانقنها..إلا إيليف التي بقيت تقف بعيدا..ترمقها بنظرات حاقدة..شكر ياغيز الفريق المنافس على قبوله خوض لقاء معهم..ثم قال للبنات" أحسنتن فتيات..لقد كنتن رائعات..هزان..أنت مثال القائدة المثالية للفريق..تهانينا..تستطعن أخذ قسط من الراحة" ابتعدت الفتيات عنه و تابع هو بعيون عاشقة حبيبته المميزة..رن هاتفه فاستغرب عندما رأى رقم مدير الجامعة على الهاتف..رد" مرحبا أيها المدير..نعم..كل شيء على ما يرام..ماذا؟ ..من أخبرك بذلك؟ لا..هذا هراء..لا يوجد شيء من ذلك..مديري..لو سمحت..لا تفعل هذا..هذا أسوأ قرار سأتخذه بحق الفريق..عن أي دليل تتحدث؟ لو سمحت..اسمعني..حسنا..إلى اللقاء" أنهى ياغيز المكالمة و قد عبست اساريره و مرر أصابعه في شعره بعصبية..ركل ياغيز الكرسي الذي كان أمامه بغضب و أخذ يشتم بصوت عالي..اقترب منه باريش الذي دخل القاعة لتوه و سأل بقلق" مالأمر؟ ماذا يحدث يا أخي؟ لماذا أنت غاضب؟" رد بعصبية"وجدت نفسي مضطرا لإتخاذ قرار سيضر بالفريق كثيرا..و ليس بيدي حيلة..أنا في وضع لا أحسد عليه" وضع باريش يده على كتف صديقه و قال في محاولة لتهدأته" لا تكبر الأمر ياغيز..حاول أن تجد حلا وسطا..تستطيع اخباري إذا أردت" هز رأسه بالنفي و قال" علي أن أذهب" ..و خرج مسرعا من القاعة..صعد إلى غرفة هزان..طرق الباب ففتحت له بهار ..قال" بهار..هل هزان هنا؟" أجابت" نعم كوتش..انها تستحم..تفضل" سمع صوت هزان و هي تغني ..عبس و قطب جبينه بشده..دخل فاستأذنت بهار في الخروج و بقي ياغيز واقفا بجانب النافذة ينتظر خروجها..بعد لحظات..خرجت هزان و هي ترتدي معطف استحمام بلون وردي و تغطي شعرها بمنشفة صغيرة بنفس اللون..التفت إليها ياغيز و تسمرت عيناه عليها..تبدو مثيرة حد الجنون..قطرات المياه التي تنزل من وجهها و تلامس عنقها و تندس ما بين نهديها..جسدها الممشوق الملفوف بالمعطف و البخار يتصاعد منه..وجهها الجميل بدون اية مساحيق و ملامحها الطفولية تكاد تفقده صوابه..شفاهها المنتفخة من تأثير المياه الدافئة تناديه و تدعوه لنشوة ما بعدها نشوة..كانت تتجلى أمامه كجحيم حارق تمنى أن يرتمي في أحضانه برغبة خالصة في الإحتراق و الإنصهار..لكن ما جاء لأجله لم يشجعه على الإقتراب منها..سألت" ياغيز..ماذا حدث؟ لماذا اتيت إلى هنا؟" طأطأ رأسه و قال" هزان..اجلسي..يجب أن نتحدث" نظرت إليه بقلق و قالت" قل ما تريد..أنا أسمعك" صمت قليلا ثم قال بصوت مبحوح و نبرة حزينة" لقد أتيت..لكي..أبعدك عن قيادة الفريق..لقد تلقيت الأمر منذ قليل من مدير الجامعة..انه يقول أن هناك أخبارا منتشرة تسيء إلى سمعتك..و إلى سمعة الجامعة و الفريق..لذلك طلب مني أن أنزع عنك قيادة الفريق..أنا آسف..هزان..أنا.." قاطعته" لا تتأسف..أريد أن أعرف فقط عن أية أخبار يتحدث" رد" أخبار منتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي و على الإنترنات" سارعت هزان إلى هاتفها و ما ان فتحت صفحة الفايسبوك حتى شهقت بصوت عالي و هي تقرأ خبرا بعنوان" عاهرة جامعة إسطنبول تقيم علاقات مع المسؤولين عن الفريق لكي تصبح هي القائدة" وضعت هزان يدها على فمها و شحب وجهها بشدة..اقترب منها ياغيز و وضع يده على كتفها لكنها سرعان ما ابتعدت عنه..صاحت" أرأيت..أخبرتك أن هذا سيحدث..قيادة الفريق لا تعنيني..لتذهب قيادة الفريق إلى الجحيم..لكن..تخيل..أن تتم الإساءة إلى سمعتي بهذه الطريقة الرخيصة..فهذا ما لن أقبل به أبدا"
أنت تقرأ
إمرأة كالجحيم
Romanceهي..فتاة مقبلة على الحياة..يافعة و حيوية..تلهو و تمرح بلا تفكير..هو..رجل نمطي و صارم..يكره القيود و الضغوطات..يجمعهما أمر واحد..حب لعبة كرة السلة..الصدفة تجعل منه مدربها و هي لاعبة في فريقه..و تتطور الأمور بينهما لكي تأخذ منحى آخر مغايرا لتوقعات كل...