٢٥..في إزمير

3.5K 96 1
                                    

انتهى أسبوع الإمتحانات و صارت الفتيات جاهزات للتحول مع مدربهن إلى إزمير..ارتدت هزان سروال جينز أسودا ممزقا و قميصا أحمرا معرقا بخيوط سوداء و حذاء رياضيا أسودا ..أطلقت شعرها القصير الذي يلامس كتفيها و وضعت نظاراتها السوداء على عينيها..نظرت إليها بهار و قالت" مرحى مرحى..و أخيرا انتهت الإمتحانات و سنذهب إلى إزمير..كنت أنتظر نهاية أطول أسبوع على الإطلاق" ابتسمت هزان و قالت" معك حق..لقد كان أسبوعا طويلا و مملا..و الآن سيكون لدينا الوقت الكافي لكي نهتم بممارسة رياضتنا المفضلة..هذا افضل ما في الأمر" شبكت بهار يدها في ذراع صديقتها و قالت" و أفضل ما في الأمر ايضا أننا سنكون معا..في تلك المدينة الجميلة" همت هزان بالرد عليها لكن دخول ياغيز جمد الكلمات على شفتيها..كان يرتدي بدلة أنيقة متكونة من سترة و سروال بلون اسود و قميصا ابيضا بأزرار علوية مفتوحة..وقف أمام الفتيات و قال" مرحبا يا فتيات..أتمنى أن تكون امتحاناتكم قد كانت جيدة..الآن سنتفرغ للتحضير للبطولة الوطنية..سنكون في تربص تحضيري مغلق لمدة أسبوعين ..هل انتن جاهزات؟" أجبن بصوت واحد" جاهزات" جال ياغيز ببصره بينهن..توقف عند هزان..تأملها للحظة خاطفة..ثم أسرع بإبعاد عيونه عنها..صعدت الفتيات إلى الحافلة الخاصة بالفريق و التي ستأخذهن إلى المطار ثم سيتوجهن بالطائرة إلى إزمير..وضعت هزان سماعات الهاتف في أذنيها و أخذت تنظر عبر النافذة..حاولت جاهدة ألا تنظر إلى ياغيز و ألا تعيره أي إهتمام..و فعلت نفس الشيء في الطائرة ..إذ جلست بجانب النافذة و أخذت تستمع إلى الموسيقى..بعد ساعة..وصل الجميع إلى الفندق الذي تم حجزه خصيصا للفريق..وزع ياغيز الفتيات على الغرف..فوجدت هزان نفسها مع صديقتها بهار في نفس الغرفة..قال" الآن سترتحن قليلا ثم سنلتقي بعد ساعة في القاعة المفتوحة في الخارج..ستكون لدينا حصص تدريبية عديدة و لقاءات ودية مع بعض الفرق المتواجدة هنا..كن جاهزات" ..تحركت الفتيات نحو غرفهن..رن هاتف هزان فابتعدت عن المجموعة و ردت" ألو نعم باريش" التقطت اذن ياغيز اسم باريش فتظاهر بانهاء بعض المعاملات في الإستقبال لكي يتمكن من سماع الحديث الذي يدور بينهما..

قالت هزان" ماذا تقول؟ هل جننت؟ لا..لو سمحت..لا تفعل ذلك..أنا هنا لكي أتدرب و أتجهز للبطولة الوطنية و ليس لكي أقضي وقتا..كلا..لا تأتي..لن أجد وقتا لكي اقضيه معك..لا..لا تحرجني..تلك مسألة بينك و بين صديقك..لا تعنيني..إذا أردت أن تأتي خذ الإذن منه..أما أنا فأفضل ألا تأتي..نعم..هكذا أفضل..حسنا..إلى اللقاء" أنهت مكالمتها و التفتت لتجد ياغيز ينظر إليها..تجاوزته و مرت..تابعها بنظراته ..فهم من حديثها أن باريش يريد المجيء إلى إزمير..تأفف بضيق و مرر أصابعه في خصلات شعره..لحظات و رن هاتفه..كان يعلم أنه باريش..رد عليه" الو نعم" قال باريش" صديقي الحبيب..كيف حالك؟ هل وصلت إلى إزمير؟" أجاب" نعم..لقد وصلنا..و نحن الآن في الفندق" سأل" هل أستطيع الإنظمام إليكم؟" ضغط ياغيز على الهاتف بأصابعه و قال" لا..اياك..لا تأتي..لن يكون لدي وقت فراغ اقضيه معك..أنا هنا في تربص تحضيري مغلق..لا أستطيع استقبالك هنا" ضحك باريش و قال" معك حق..أردت فقط أن أكون معك ..لا مشكلة..اعتني بنفسك" قال" شكرا أخي..و انت ايضا..إلى اللقاء" ..انهى المكالمة و دخل إلى المصعد..وصل إلى غرفته..ألقى الهاتف على السرير و وقف بجانب النافذة..نظراته تائهة و حزينة..متضايق بشكل كبير..صدره ثقيل و أنفاسه تحرق صدره..يرى اهتمام صديقه بها..و لا يستطيع ابعاده عنها..ليس من حقه ذلك..هي حاولت التقرب منه و هو صدها و رفضها..يقاوم و يعاند و يتألم..يشعر تجاهها بمشاعر قوية..لم يشعر بها تجاه أحد من قبل..لكنه يأبى أن يسمح لهذه المشاعر بأن تقوده إلى ذلك الطريق الذي لا رجعة عنه..إلى طريق سيضعه في مواجهة أهله الذين اختاروا ارتباطه بجيمري و الذين لن يسمحوا بانفصاله عنها..سيغضبهم و يواجههم و هو في غنى عن ذلك..

استلقى للحظات على سريره ..تجاهل الإتصالات المتتالية لجيمري..لا يريد أن يتجادل معها..لقد أخبرها مسبقا أنه سيكون مشغولا..و ارسل لها رسالة يطمئنها فيها انه وصل بسلام..لكنها لا تكتفي بذلك..رغم أنه حذرها أكثر من مرة و أفهمها انه يكره الضغط و المحاصرة..نظر إلى الساعة..نهض و ارتدى زيا رياضيا بلونين أسود و بني و احتذى حذاءه الرياضي و خرج..وجد الفتيات قد سبقنه إلى الإستقبال..ابتسم و قال"من الجيد أن تكن متحمسات و جاهزات قبل الموعد..اتبعنني إلى القاعة" ..نظر إلى هزان التي كانت تلبس قميصا ابيضا فضفاضا تحته قميص وردي و سروال أبيض قصير يلتصق بساقيها..و جمعت شعرها القصير في شكل ذيل حصان و احتذت حذاء ورديا..كانت منشغلة بالحديث مع بهار و ألما..يسوءه تجاهلها له..و عدم نظرها إليه..كأنه غير موجود..حتى ولو كان من هو أبعدها عنه..إلا أن ذلك يحرق روحه و يوجع قلبه كثيرا..على ملعب في قاعة مكشوفة..وقفت الفتيات تنتظرن تعليمات مدربهن..قال" ابدأن بالركض حول الملعب..ثم خذن الكرات و مررن ابعضكن و أنتن تجرين..لا تتوقفن أبدا" ..فعلن ما طلبه..ركضت هزان جنبا إلى جنب مع بهار و اخذت تمرر لها الكرة..كانت تبتسم و هي تمازح صديقتها..و تعلقت عيناه بها و هو يراقب لا مبالاتها و تجاهلها له..امرهن بعد ذلك بالتسديد على السلة مع تجاوز الحواجز التي وضعها لهن..لم تتمكن اغلبهن من التسجيل..إلا هزان و إيليف..نجحتا في التسجيل..صفق لهن ياغيز و ناداهن إليه..قال" جيد..الآن اريد منكما انتما الإثنان خاصة أن تلعبا معا في نفس الفريق..و أن تتصرفا كزميلتين في نفس الفريق" هزت هزان رأسها بالموافقة دون أن تنظر إليه و لا إلى نظرات إيليف الحاقدة..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن