إمرأة كالجحيم

٦٨..لن ينجحوا في تفريقنا

وقفت هزان و اتجهت نحو الباب و سألت"  من هذا ؟" رد ياغيز" أنا..هذا أنا..افتحي" فتحت له فدخل ..أغلقت الباب و قالت" سأرتدي ملابسي و آتي إليك" أمسكها ياغيز من ذراعها و قال" لا..أريد أن أتحدث معك أولا..هل تحسنت حالتك؟ هل زال المرض؟" تلعثمت هزان و أجابت بصوت مرتعش" أنا..أنا..بخير..تحسنت" جذبها ياغيز نحوه بشدة و هو يقول بعصبية" هزان..لا تكذبي..أنت لم تكوني مريضة من الأساس..أليس كذلك؟" ارتعدت هزان و هي ترى نظراته الغاضبة..واصل" هل بقيت في الفندق لكي تلتقي معه؟ ماذا فعلتما معا؟ " نظرت إليه باستغراب و سألت" عمن تتحدث؟" قال" عن تولغا..هل ستنكرين انك رأيته اليوم و انكما تعانقتما أمام الباب؟" قالت بثقة" نعم ..رأيته..و تعانقنا امام الباب..لقد جاء لتوديعي..و لم يتجاوز الباب" صمت ياغيز فسألته" الا تثق بي؟ لماذا سألتني بهذه الطريقة كأنك تتهمني بخيانتك؟ هل تصدق حقا أنني أفعل شيئا رخيصا كهذا؟ ها..أجبني ياغيز" ابتعد عنها ياغيز و جلس على حافة السرير و هو يتمتم بنبرة ضعيفة" أنا آسف..لم اقصد ذلك ..أعلم أنك لا تفعلين ذلك..لكن..أنا في وضع سيء..هزان..أنا .." قاطعته" ياغيز..لا تعطني أعذارا..ما فعلته منذ قليل غير مقبول أبدا..و لا يمكنني تجاوزه كأنه لم يحدث..كيف تشك بي؟ كيف تسألني بتلك الطريقة البشعة؟" وقف ياغيز أمامها و همس بصوت ضعيف" أنا لم أتهمك بشيء..لقد غرت فقط..و خفت..نعم..خفت أن أخسرك بعد أن وجدتك..لن أتحمل أن أخسرك..أقسم أنني أقتل نفسي" نظرت هزان إلى نظراته الحزينة و سألت و هي تحيط وجهه بيديها" مالأمر  ياغيز؟ ماذا حدث؟" أجاب" لقد أبعدوني عن تدريب المنتخب..و شركة والدي أفلست..و سيحجز البنك على أملاكنا..جيمري تفعل كل شيء لكي تبعدني عنك..لم تتقبل أمر الطلاق" قالت" لم تتوقف عند ذلك..لقد جاءت إلى هنا ..و هددتني أنا ايضا..كنت أظن أنه مجرد تهديد ..لكن يبدو أنها تعني ما تقوله..أنا آسفة حبيبي..لم أكن أعلم أن كل هذا حدث معك..و مع الأسف..كله بسببي ..أنا.." قاطعها بأن وضع اصبعه على شفتيها و قال" ششش..لا تقولي شيئا..انا خسرتك لمرة..و لن أعيد ذلك مرة أخرى..هزان..أنت كل حياتي..لا تفكري بالأمر او تلومي نفسك..الحل الوحيد لمواجهة كل ما يحدث هو أن نكون معا..و الا ينجحوا في تفريقنا مهما حدث"تمتمت هزان " لكن..لن أرضى أن تخسر كل شيء بسببي..يجب أن أفعل شيئا" جذبها ياغيز نحوه و عانقها بقوة و هو يقول" لا أريد منك شيئا سوى أن تبقي معي..و ألا تتركيني ..أنا أدفع ثمن خطئي القديم..لو تمسكت بك وقتها ..لو أمسكت يدك بقوة دون أن أتركها..لو كنت شجاعا و حاربت من أجلك كما يفعل المحب الصادق..لما حدث كل هذا الآن" شعرت هزان بدمعته على كتفها..ضغطت على جسده بين ذراعيها و همست" حبيبي..لا تلم نفسك..الظروف هي التي عاكستنا و فرقتنا..لن أتركك أبدا بعد اليوم..أنا أعدك بذلك..لن تنجح تلك المجنونة في تفريقنا..حتى الموت لن ينجح في ذلك"