٣٦..يائسان

3.2K 76 1
                                    


تمتمت هزان بنبرة مهزومة" ياغيز ..دعني أذهب..اتركني" مرر شفاهه على عنقها و همس" لا..لن أفعل..لن أتركك..دعيني أتزود من رائحتك لأيامي القادمة و التي ستكونين بعيدة فيها عني..دعيني أخزن كل تفصيلة منك في ذهني لكي اتخيلك معي في كل لحظة..آه لو تعلمين كم أحبك..و كم ارغب في أن أخرج الآن أمام الجميع و يدي في يدك..كم أتمنى أن تكوني لي و أكون لك دون حواجز أو عوائق..كم أريد أن نعيش حبنا في النور دون خجل أو تخفي..هزان..عديني بأنك لن تنفصلي عني بمجرد ذهابك من هنا..عديني بأنك ستتصلين بي من وقت لآخر و ستسمحين لي بالإتصال بك و المجيء لرؤيتك..ارجوك..عديني" قالت" صعب..يجب ألا يكون بيننا أي اتصال في هذه الفترة..و أنت..ارجوك كن حذرا لتصرفاتك امام الفتيات و أمام جيمري..لا اريدك أن تتعرض للأذى بسببي..هي فترة و ستمر..هذا ما اتمناه" أدارها نحوه و بقي ينظر إليها للحظات طالت كأنها الأبدية..ثم قال" نعم..هي فترة و ستمر..أنا واثق من ذلك..لكن..لا تفكري و لو لمجرد تفكير بأن تنفصلي عني..لأنني لن أسمح لك بذلك..هل فهمت؟ " ابتسمت رغم الدموع التي لمعت في عيونها و تمتمت" حسنا..فهمت..هيا اذهب الآن..يجب أن أجمع اغراضي و ثيابي و أذهب..هيا..اذهب" وضعت يدها على كتفه و دفعته إلى الأمام لكي يتحرك نحو الباب..خطى خطوتين..ثم التفت نحوها..عاد إليها..سحبها بين أحضانه..ثم أهوى على شفتيها بشفاهه يلتهمهما في قبلة يائسة..عاجزة..مهزومة..و في شيء من العنف..كأنها آخر قبلة سيتبادلانها..وضع يده خلف رقبتها يشدها نحوه اكثر و أخذ يعمق قبلاته ..التقى لسانه بلسانها و تعانقا سوية..يده تحركت على جسدها نزولا من رقبتها إلى عنقها ثم أخذت تتحسس نهديها من فوق قماش المعطف الغليظ..نيران الجحيم رحبت به و جذبته إلى قاعها..يريدها الآن..يريدها غدا..يريدها في كل وقت..لكن هزان اوقفته..وضعت يدها على يده و همست من بين تمازج الشفاه" ياغيز..توقف" رفع رأسه عنها و قال" حسنا حياتي..أنا آسف..أحبك كثيرا و .." قاطعته" و أنا ايضا أحبك..لكن الوقت ليس مناسبا..ارجوك..لا تصعب الأمور أكثر من ذلك..هيا..اذهب" طبع ياغيز قبلة دافئة على جبينها ثم اسرع نحو الباب..فتحه و خرج..

انتشر الخبر بسرعة في صفوف الفتيات اللواتي كن مجتمعات في بهو الإستقبال..جمدت بهار في مكانها و هي ترى الخبر..رفعت رأسها لترى إيليف تتحدث أمام البنات و تقول" أرأيتن؟ الم أقل لكن أنها قادرة على أن تفعل كل شيء من أجل أن تصبح قائدة للفريق..لا أستغرب أن تكون قد تقربت من المدرب ياغيز لكي يختارها..لو لم يكن مرتبطا و يحب خطيبته لكانت قد أوقعته في شباكها..ما هذا..الا يخجل البشر قليلا؟ هذا مخجل و معيب" توجهت نحوها بهار و قالت" إيليف..اصمتي..توقفي عن هذا الكلام المقرف الذي تقولينه..هزان ليست هكذا..و مستحيل أن تفعل هذا..ان كان الكوتش قد اختارها لكي تكون قائدة للفريق فهذا لأنها افضل لاعبة بيننا..ليس هناك سبب آخر..تحدثي باحترام لو سمحت" التفتت إليها إيليف و همت بإجابتها لكن قدوم ياغيز منعها..جمعهن حوله و قال" بنات..هنالك ما يجب أن أخبرك به..أعلم أن هنالك أخبارا مسيئة قد انتشرت في حق هزان ..ما أستطيع قوله و تأكيده لكم أن هذه الأخبار عارية عن الصحة..هزان لاعبة موهوبة و اخلاقها عالية..و كلكن تعرفن ذلك..لذلك أتمنى أن تتحدثن عنها باحترام في حضورها و في غيابها..المهم..ما أردت قوله لكن..أن هزان تنازلت عن قيادة الفريق و قدمت استقالتها..أبت ان تواصل قيادة الفريق بعد انتشار هذه الأخبار..لن اقبل استقالتها..هذا أكيد..سأنتظر حتى تمر هذه الفترة الصعبة و سأعيدها إلى الفريق..إيليف..ستكونين انت قائدة الفريق في غياب هزان..كما أخبرتكن..لن أتسامح مع اية كلمة مسيئة تقال في حق هزان..ليكن في علمكن..و الآن ..عن اذنكن" و ابتعد عنهن..جرت بهار نحو الغرفة ..فوجدت هزان تخرج منها..اقتربت منها و قالت" هزان..صديقتي..ماذا حدث؟..لماذا.." قاطعتها" بهار..أختاه..لا تقولي شيئا..لقد اتخذت قراري..و لن أتراجع عنه" قبلت خدي صديقتها و ابتعدت و هي تجر حقيبتها خلفها..اعترضها باريش في بهو الفندق و قد حزم حقيبته هو الآخر..سألت" خيرا؟ هل انت عائد إلى اسطنبول؟" أجاب" نعم..طرأ لي عمل مستعجل" نظر إلى حقائبها و قال" و يبدو انك مثلي" هزت رأسها فابتسم و قال" حسنا..لنذهب معا..التاكسي ينتظر في الخارج" خرجا معا و ركبا في سيارة الأجرة تحت أنظار ياغيز الذي اشتعل غيرة و غضبا عندما رأى ذهابها مع باريش..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن