الغَريب..
فَتَحَت عَينَيها بَعد غَيبوبةٍ دامَت لِمُدةٍ طَويلة،نَهَضَت بِصُعوبَةٍ مُفارِقةً تِلك الأرصُ اليابِسة،رَفَعت رأسَها تَجولُ بِناظِريها باحِثةً عَن مَخرَج،فقَد إستوعَبَت أنها عالِقةٌ فِي بِئر،بِئرٍ واسِع و كَبيرٌ جِدًا،كانَت السَماءُ صافِية،مُناقِضةً لِلجوِّ قَبل ساعات،لَمَحَت نَباتًا قَد بانَ بِأنهُ اللَبلابُ المُتَسَلِق،كانَ مَتينًا كِفايةً لِكي يَتَحَمل وَزن ميدوري الثَقير،تَشَبَثَت بِقوةٍ مُتسَلِقةً نَحو الأعلى،صُدِمَت لِوَهلة،كأن المَكان إتخَذ شَكلًا مُختَلِفا،خَرَجت مِن ذَلِك البِئر حَيثُ لامَسَت قَدميها تِلك الأعشابُ الرَطِبة،إلتَمَست البِئر مُحدِقةً إلى مَدى عُمقِه و كِبَرِ حَجمِه،جالَت بِناظِريها مَصدومة،حَدَثت نَفسها بِصوتٍ مَسموع
-غَريب..أذكُر أنني كُنتُ كُنتُ فِي حَديقةٍ مُهمَلة..أو شيءٍ كَهَذا..أينَ أنا؟أ هَذا حُلم!؟
أنهَت جُملَتها مُتأمِلةً ذَلِك النَهرُ الصافي،صافٍ لِدرَجةِ أنها شَهِدت مَلامِحها فِيه بِوُضوح،مَشَت مُبتَعِدةً تَجول في الأرجاء،حَتى جَذبها جمالُ تِلكَ الغابة
تِلكَ الأشجارُ المُخضرةُ بِشِدة،ألتي تَدَلَت مِنها أجمَلُ و ألّلَذُ الفَواكِه،مِن ناحِيةٍ أُخرى،سَحَرَها الفُطرُ بِأشكالِهِ و تَنوُعِ ألوانِه،مَشَت مَسافةٌ ليسَت بِقَليلة،حَتى لَمَحَت شيئًا قَد لَمَعَ بَينَ الأعشاب،إقتَرَبت مَادَةً يَدَها الراجِفة،إلتَقَطتها مُتحَسِسةً ذَلِك المَلمَس الناعِم،كانَت نِصفَ جَوهَرة ساحِرة،قَد بانَ بِأنها قَد كُسِرَت سابِقًا!
إبتَسَمَت ميدوري و قَد لَمَع مِحجَرَيها بِشِدةٍ و هِي تَقول
-غَريب..أشعُرُ بِإنجِذابٍ شَديدٍ لِتِلكَ الجَوهَرة الخَلابة!تِلكَ..أجمَلُ ما شَهِدَت عَيناي!
حَزَمَت ميدوري قَرارَها بِأخذِ تِلكَ الجَوهَرة!
بِنِيةِ بَيعِها فِي مَحلاتِ الصِياغة
أكمَلَت ميدوري طَريقها و السَعادةُ تَغمُرُها،حَتى إستَشعَرَت جَسَدًا ضَخمًا خَلفَها!
إلتَفَتَت مُوَجِهةً لَكمةً ضَنًا مِنها أنهُ المُجرِمُ ألذي طارَدها!
و يالَيتَهُ كان ذَلِك المُجرِم!
كانَ نَمِرًا ضَخمًا قَد تَلَقى ضَربةَ ميدوري!
خَرَجَت مِن بَينِ شَفَتيها صَرخةٌ جَعَلت الطُيورَ تأخُذ مَجراها مُبتَعِدة،رَكَضَت بِسُرعةٍ حَيثُ كانَ هو أسرَع مِنها بِكَثير،أخَذَت طَريقًا آخَر حَيثُ لَفَت جَسَدها بِأكمَلِه،أخَذَت قَدميها مَجراهي بالطينِ مُتَزحلِقةً حَيثُ إتَسَخَت بِأكمَلِها!قَفَز النَمِرُ و نِيتُه إفتِراسُ فَريسَتِه،إبتَعَدَت مَذعورةً و الصُراخُ لَم يًفارِق ثَغرَها،سابَقت الرِياحَ حَتى أنهَكَت جَسَدَها بِأكمَلِه،سَقَطَت أرضًا عَلى رُكبَتيها تَلهَثُ بِشِدةٍ و تَعَب بَعد تَيَقُنِها بِأنها قَد أضاعَته،لَحَضاتٌ حَتى رَفَعَت رأسَها مُحَدِقةً بِالمَشاهِد التِي تَزدادُ غَرابة!
قَريةٌ قَد مُلِأت بِالناسِ ألذي يَرتدون اليوكاتا(كيمونو)كَما لَو أنهُم عاشو فِي العُصورِ القَديمة،فَقَدت ميدوري صَوابَها صارِخة
-و اللعنة!طارَدَني مُجرم،و الأن نَمِر،و الأن،أنا فِي مَكانٍ غَريب!ما هَذا بِحقِ السَماء،أيكرَهُني العالَمُ لِتِلكَ الدَرَجة!؟
أنهَت كَلامَها بِصرخَةٍ جَعَلت كُل منَ فِي تِلك القَرية يَشُدُ بِإنتِباهِهِ عَليها.
مَجهوُل!
رَكَضَ بِشِدةٍ مُسابِقًا الرِياح داخِلًا بِقوةٍ إلى ذَلِك اللذي جَلس عَلى الكُرسي مُحتَسِيًا النَبيذ بِشَراهة
صَرَخ بِقُوة
-سيِدي!هُناكَ دَخيل!
-دَخيل..؟
-أجل!إنهُ غَريبٌ حَقًا!شَكلًا و مَلابِسًا..
رَمى زُجاجةَ النَبيذِ حَيثُ تَكَسَرَت مُتطايِرةً لِأشلاء،إبتَسَم إبتِسامَةً دالةً عَلى خُبثِ نِيتِه،فارَق كُرسِيهُ ذا الطِرازِ الخَشبيِ العَتيق
-إستَعِدوا!سَنَهجُم عَليه!
-ماذا عَن المُحاوَرة..؟
سألَت تِلكَ الفَتاةُ ألتي وَقَفت بَينَ رَجُلٍ و إمرءة،أجابها مَن يَقِفُ بِجانِبِها
-مُحاوَرة!؟لا تُضيّعي المُتعة!
تَنَهَدَت بِغَضبٍ حامِلةً سَيفَها الطَويلِ و الرَفيع،ألذي زُيِّنَ بِنُقوشاتٍ حَمراءٌ كالدَم
إنطَلقوا مَجموعةُ الشَباب كَيثُ تَواجَد الدَخيل
فَتاةٌ إمتَلَكَت شَعرًا بُنِيًا طَويلًا مُمَوَجًا بِخِفة،عَينانِ زُمُرُديَتانِ ساحِرَتان،قَد إمتَلَئت بِالدُموع،تُكَوِّرُ ساقَيها الصَغيرَتينِ مُتكِئةً عَلى شَجَرةٍ كَثيفة
صَرَخَ بِتَعَجُب مَن كانَ مُتحَمِسًا حَدّ اللَعنة
-إنها فَتاة!!
(Midoro pov)
كَوَرتُ جَسَدي الصَغيرُ مُتكِئةً عَلى الشَجرة مُستَسلِمةً فَقَد فَقدتُ صَوابي!
شَعَرتُ بِظِلٍ فوقي إذ رَفَعتُ رأسي بِبُطئ،كانَ مَن يَقِفُ مَجموعَةُ شَباب،فَتاتانِ و شابان،إنحَنى أحدُ الشُبان
شَعرُهُ الأشقَرُ و عَينَيهِ البُنِيتينِ جَعَلَتا مِن شَكلِهِ كَما دَوارِ الشَمس،كانَ لَطيفًا بِحَق!غُطِي فَمَهُ و أنفُه بِالضِمادات،غَريبُ الشَكل
لَكِن
خَرَب لُطفُه هَذا تَهديدهُ لِميدوري بِسيفِهِ ذا الشَكلِ الغَريب!
سيفٌ قَصيرٌ جِدً و غَليض،قَد نُقِش عَليهِ بِالذَهَبي،الأغرَب،أن شَكلَهُ كان كَما لَو أُقتُطِع نَصلُه!
-مَن تَكونين!؟هَل أنتِ جاسوسة!؟ما خَطبُ مَلابِسِكِ؟
سُؤالٌ بِنَبرةٍ حادةٍ صَدرَت مِنه،رَدَت مِيدوري بِنبرَةٍ تَخَلَلها الخَوفُ و التَوَتُر
-أنا..أنا مِن بَلَدٍ آخَر!..هَذا ما أضُنُه..سَقَطتُ فِي بِئرٍ و الأن،أنا هُنا،و مَلابِسي..سُؤالُك غَريب فَنحنُ لَسنا فِي مَوسِم الأعياد و أنتم تَرتَدون اليوكاتا..
ضَحِك مُغَيرًا نَبرَتَهُ و هُو يَقول
-هَل أنتِ شَيطانٌ أم ماذا؟
-شيطان!!؟؟
صَرَخت بِذُعرٍ مُحاوِلةً التَراجُع إلى الخَلف،نَبرةٌ هادِئة و أُنثَوِيةٌ قَد تَخَللت مسامِعَها
-يا إلاهي،أُنظُري إلى نَفسِكِ،أنتِ مُتسِخةٌ بِالكامِل،كَيفَ حَصَل هَذا؟
أردَفَت تِلكَ الأُخرى بِنَبرةِ الشَك
-أضُنُها تُمَثِل..
أردَفَت ميدوري و الدُموعُ فِي عَينَيها
-أُقسِمُ بِأن نَمِرًا ضَخمًا قَد طارَدَني!أنا خائفة!و تائِهة!
-أسِفٌ لِهَذا،رِفاق،لِنَُساعِدها فَهِي---
قاطَعهُ صُراخُ رَفيقِهِ ألذي لَوَح بِالفَأسِ بِإتِجاهِ رأسِها
-موتي!أيتُهالدَخيلة!
.............................
غَريبٌ فِي العَتمةِ يُبتَلعُ مِن قِبَل الوَحدة،هَل مِن مُنقِذ؟
...........................
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💓
اذا حبيتوا البارت لا تنسوا النجمة🌟و اعطوني رأيكم بالأحداث و شتتوقعون يصير🗨
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...