الإبتِداء!
..
إنطَلقَت ميدوري بِرِفقَتِها كاميرا التَسجيل،و قَد إرتَدت اليوكاتا لِكَي لا تُكشَف مِن مَلابِسِها،وَصلَت حيثُ أرشَدها هوسوك و شينا،كَهفٌ عَتيق لا غَير..لكِن ما شَهِدتهُ ميدوري كانً كَهفًا مُحاطًا بِرِجالٍ عِدة،لَحِضت ميدوري أن لا مَكان لِلتَسلُل،لِذا قَررَت تَغيير الخُطة!
خَبأت ميدوري كاميرا التَسجيل في مَلابِسِها،غَطَت رَكضَت نَحو أحد الحُراس مُمسِكةً بِيَدِه،إبتَسمَت مُردِفةً بِلُطف
-مَرحَبًا أيُهالوَسيم..أ يُكِنُك القُدوم قَليلًا؟
أخذًتهُ جانِبًا حيثُ إبتَسم بِخُبثٍ و هُو يَقول
-و اللعنة ماذا تُريدين أيتُهاجميلة؟..
-فَقط أُريدُ قَضاء وَقتٍ مُمتِعٍ مَعك..
إقتَرب مِنها و هُو بًتلاعَبُ بِخُصلاتِ شَعرِها
-لا بأس بِتأجيل عَملي قًليلًا..
إقترب مُقدِمةَ الكيمونو كانًت تُخفي سَكاكين فيه!
وَجهَتها مُدخِلةً إياها في عُنُقِه،آخِذةً مَلابِسهُ و هِي تَردِف بِتَذمُر
-لا يَجِب أن تَثِق في النِساء بِهَذِه السُرعة..أحمَق!إنهُ بَشري..لقد..قَتلتُ بَشرِيًا..
لَبسَت ميدوري مَلابِس حِراسَتِه مُغَطِيةً وَجهَها بِقُبعة،لافَةً ضِمادًا فَوق الألفابيل
دَخلَت إلى الكَهف حَيثُ كانَ بًترًبعُ عَلى كُرسِيٍ عتيق،مَن هاوَى الزَمان بِالأسى،نَظراتُه الخًبيثةُ و إبتِسامَتُه المُهيبة جَعلَت كاهِل ميدوري يَقشَعِر..
أردَف بِصَوتِه الخَشِن
-إسمَعوا،مُهِمَتُكم هي قَتل جونغ هوسوك!حاصِد الأرواح،إنهُ حامِل الألفابيل بِلى رَيبة،إنهُ قَوي،يَحمِل أقوى لَعنةٍ في المَجرة،جَسدُه ليس إلا وِعاءٌ لِأكيمارو،أنتُم سَتقتُلونَه،إن فَشِلتُم،فَمَصيرُكم المَوت!شينا أيضًا،أُقتُلوه،لَن يَعُد ذو مَنفَعة،هَذِه أوامِر سَيِدِكُم!قاتِلوا!تَمسكوا بِبَعضِكُم!لَكِن،إن تَزَحزَح أحدُكم عَن خَط الطاعة..فسأقتُله!!
شَهَقت ميدوري لَيس بِمِلء إرادَتِها،بَل لا واعِية،إلتَفت كودو مَصدومًا،نَهض مِن مَكانِه مُتَجِهًا بِخُطُواتٍ مُتباطِئة نَحوَها،و مَع كُل خُطوة،يَزدادُ الرُعب في قَلب ميدوري،تَسائَل بِرَزانة
-لَم أرآكِ هُنا مِن قَبل..مَن أنتِ بِحَق الجَحيم..؟
تَلعثَمت ميدوري
-أنا..حارِسة!لَقد جِئت لِأجل الإجتِماع!
إبتَسم بِخُبثٍ واضِعًا كَفهُ الخَشِن عَلى خَد ميدوري
-أنا..أشعُر بِإنجِذابٍ غَريبٍ نَحوَكِ..
أخَذت ميدوري نَفسًا عَميقًا،مُتخَلِصةً مِن التَوَتُر،أبعَدت كَفهُ رافِعةً رأسها و إبتِسامةُ الثِقة تَعتَلي مَحياها
-أسِفة..أملِك حَبيبًا بِالفِعل..
ضَرب الجِدار الذي بِجانِبِها جَيثُ تَناثَرت الحِجارة جاعِلًا قَبضَتهُ تَتخَلل الجِدار،لَم تُحَرِك ميدوري ساكِنة مِن مَكانِها،صَرخ أحدُ الجُنود
-سيد كودو،تِلك وَقاح__
هُو لَم يُنهي جُملَتهُ فَقد إلتَفت بِنَظراتٍ مُهيبة،لَم يَشهد أحدٌ سِوى جَسدهُ يُقتَسم إلى نِصفَين!!!إبتَسم كودو بِخُبثٍ مُصَوِبًا ناظِريه صَوب عَينَيها،إرتَعش جَسد ميدوري و قَد تَوالى الخَوفُ عَلى مَحياها،أشار بِإصبَعِه الإبهام نَحو جُثَتِه المُقطَعة
-سَتموتين..
تَخلل مَسامِع الجَميع صَوتٌ ضَربَةٍ قَوِية،إلتَفت كودو بِسُرعة حَيث قَد رُمِي حَجرٌ مُختَرِقًا رأس أحد جِنودِه!!
إستَغلَت ميدوري الوَضع راكِلةً كودو هارِبة،سابَقت الرِياح و هِي تَركُض بَعيدًا،هَبَت مُختَبِئةً خَلف أحد الأشجار و السَعادةُ قَد وَلَت مَحياها،أخرَجت الكامِيرا هامِسةً لِنَفسِها
-كَما خَططت..لَم تُصَوِر شَيئًا سِوى صَوتِ كودو..المُخيف..أتسائل كَيف عاشا هَذان الإثنان بِرِفقَتِه..؟إنهُ مُتوَحِش..
-و بِلى رَحمة
إلتَفَتت ميدوري مَذعورة،إذ كانَ ذُعرُها في مَحلِه فَقد كان كودو يَتكِئ عَلى الشَجرة بِجانِب ميدوري،إبتَسم بِخُبثٍ و رَهبة
-أ تَضُنين أن الهُروب سَهلٌ هَكذا؟أنتِ لَستِ مِن حَرسي..أو مَعارِفي..مَن تَكونين..جاسوسة؟
رَفعت ميدوري رأسها صارِخة
-سأقتُلك!!فأنا أملِك ما سَيُدمِر حَياتَك هَذِه!أيُهاللعين!أنت__
قاطَعت كَلِماتِها فَور الشُعور بِخِفةِ يَدِها،تَلاشَت الكاميرا مِنها!!كانَت بِرِفقةِ كودو!!صَرخت ميدوري
-أعِدها!!
-تَبدو شَيئًا مُهِمًا حًقًا،ماذا سَيحدُث إن كَسرتُها؟أ سَتبكين؟
لَوحَت بِذِراعِها تُحاوِل أخذِها،مُخاطِبةً نَفسَها
"لا بأس بِموتي هُنا،لَكِن،يَجِب أن اوصِل الكاميرا!!مَهما كًلف الثَمن!"
أمسَك بِمِعصَمِها و قَد أردَف بِصوتِه المُهيب
-بَطيئة...
قُطِعت يَدُ كودو في لَمح البَصر!!
إبتَعدَت ميدوري سارِقةً الكاميرا،بَحثت نيدوري عَن مُنقِذِها،إلتًفت حًيثُ ظَهر مِن بَين الأشجار..
تَوَسع بُؤبؤ ميدوري صارِخة
-هوس__
وَضع كًفهُ عَلى شَفتيها مُسكِتًا إياها،مُشيرا لَها بِالسُكوت،صُدِمت ميدوري بَعد النَظر في وَجهِه...
إنهُ لَيس هوسوك..إنهُ أكيمارو!!
إقشَعر بَدنُ ميدوري مُتراجِعةٍ بِسُرعة،تَوسَع بُؤبؤ كودو مَصدومًا
-ألشيطان..أكيمارو...
-إخرَس،إياك..و أن تَتلاعب بِمُمتَلكات غَيرك أيُهالمُتوَحِش..
-أنا..مُتوَحِش..إذًا ماذا تَكون..؟
-أنا الشِريرُ هُنا،أ يُسعِدُك هَذا أيُهالفأر الجًبان!؟
تَوسَع بُؤبؤ ميدوري مُستوعِبة
"هَل أنقَذني..أكيمارو!؟"
كودو-إسمَع،أعلَم أن الألفابيل في جَسد هوسوك،سَلِمهُ جَسدَهُ الآن،إنني أرغًب بِالحَديث لِأعز إنسانٍ لي!مَن رَبيت و مَن عاش مَعي..
صَرخَت ميدوري و هِي تَثول غَضبًا
-إخرَس أيُخالمُتوَحِش!!كُل ما فَعلتَه هُو دَسُ لَعنةٍ في طِفلٍ صَغير!!لِأنك فَقط..جَبانٌ عَديمُ إنسانِية!أيُهاللَئيم!أنتَ السَبب!أنت السَبب في ألم هوسوك!!
صُدِم أكيمارو
-تِلك الشَقِيو..تَعرِف الكَثير..مَن تَكونين..؟
-أنا أكبر عَدوٍ لَك!!أنا__
قاطَعها اكيمارو حامِلًا جَسدها الصَغير،مُرمِقًا كودو بِنَظراتِه المُرعِبة
-إسمَع..أتستُ لِهُنا مُرغَمًا،لِذا،سَنلتَقي مَرةً أُخري..و خينَها..لَم أرحَمك!
قًفز عالِيًا حيثُ لَم يَعُد لِميدوري و اكيمارو أثرٌ إطلاقًا،تَركا مَن إستَولى الخوفُ عَلى مَحياهُ وَحيدًا
تَوقَفا عِند جُرفٍ أطلَ عَلى الغابة،تَسائلت ميدوري
-لِماذا أنقَذتَني!؟
-بِبساطة،لِأن صاحِب هَذا الجَسد...أجبَرني..
سألت ميدوؤي نَفسها مَصدومة
"هَل يًقصِد..أن هوسوك تَحكم بِه!؟؟؟"
إبتَسم مُقتَرِبًا و هُو يَمِد كَفهُ نَحوَها
-اخيرًا..أستَطيعُ أخذ الألفابيل..
تَراجَعت ميدوري و هِي تًردِف بِصوتٍ راجِف
-لا..أنا أريد..
شَعرَت ميدوري بِنَقرةٍ عَلى جَبهَتِها
-مُؤلِم!
رَفعَت رأسهَا فور تَردد صوتِه الرَقيق
-تُريدينَني..
-هوسوك..لقد عُدت..
إنخَفض إلى مُستَواها بِسَبب فَرق الطول بَينَهُما،مُرَبِتًا عَلى رأسِها
-أحسَنتِ عَملًا..كُنتُ واثِقًا..بِأنكِ سَتنجَحين..
غَمر الدِفءُ ميدوري،و الراحة،إرتَمَت بِجَسدِها في أحضانِه،تَمسَكت بِه بِقُوة
-كُنتُ..خائِفة..لَقد..أنقَذتَني،أنا أعلم..أنك تَبِعتَني..و أنك أنت مَن قَتلت أحد أتباع كودو..أنتَ مُذهِل..
سَقط هوسوك عَلى رُكبَتيه،حيثُ كانَ يَلهَث،صَرخَت ميدوري بِقَلق
-هوسوك!تَماسَك!!هَل أنتَ بِخَير!؟هوسوك..هَل تَسمَعُني؟
أردَف بِتَعب
-لا تَقلَقي..كُل شيء..عَلى ما يُرام..أشعُر بِتَوعُكٍ بَسيط..
تَوَغل الألمُ بَين أحشاءِه جاعِلًا صَرخاتَهُ تَعلوا،تَلوى مِن الأم...
صَرخَت ميدوري
-هوسوك!!أنتَ تُرعِبُني!!
_________________________________________
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...