ألَم و أمل..
..
(Hoseok pov)كُنتُ أجلِسُ مُنعَزِلًا أُغلِقُ أُذناي بِكِلتا يَدي،هُناك أصواتٌ في رأسي..
صَرَخاتٌ لا تُفارِق ذِهني..
ضَحِكاتٌ عالِية..
"أُقتُل!دَمِر!حَطِم!إنتَقِم!"
شَعرتُ بِأحدٍ مَسّ كَتِفي،فَزعتُ صارِخًا بِقُوة
-لاا!!
أمسَك بِيَدي مُبعِدًا إياها عَن أُذناي،كانَت ميدوري..أفقتُ مٍن مُخَيِلتي اللعينة على صَوتِها القَلِق و هي تَتسائل
-هَل أنتَ بِخَير؟..
أردَفتُ بِصوتٍ راجِف
-أنتِ..
-هوسوك،لَست عَلى ما يُرام..أنت لا تَتصَرفُ عَلى طَبيعَتِك مُنذ يَوم مَعركةِ أكيمارو..ماذا حَدث لَك..؟هَل يُعقًل..أنكَ تَلوم نَفسَك عَلى ما يُصيبُنا؟!
-أنا..لا..أعني..
-هوسوك..
لَحضاتٌ مِن الصَمت..حَتى إبتَسمت و هي تَقول
-حَياتُك هي رِحلة..و أنتَ الرَحال،يُمكِنُك عَيشُهال بِالطَريقةِ التي تُريد..إما أن تَختار الإستِمرار أو الوُقوف في المُنتَصف،ماذا عَن الأشخاص المُتواجِديم مَعك؟إنهُم أعضاء هَذه الرِحلة،البَعض يَستَمِر مَعك و البَعض يُسَلِمُك رِسالَتهُ و يَمضي قُدمًا،المُهِم أن تَتعَلم مِن الرَستئِل التي تَصِلُك..و لا تَتخلص مِنها..
إبتَسمَت بِدِفئٍ و هي تَمسَح عَلى رأسي،أشعُر..بِأنني وَحش..
"هوسوك!أُهرُب!"
تَوسَع بُؤبؤي حَيثُ صَرختُ بِخَوف
-أُصمُت!!
إلتَفت ميدوري و عَلاماتُ القَلق تَعتَلي مَحياها،صَرخت ميدوري بِقلق
-هوسوك!هَل أنتَ واعي!لا عَليك إنهُ اكيمارو!!إنهُ يُحاوِل السَيطرةَ عَليك!إنهُ وَحش!الشَياطسن جَميعُهم وُحوشٌ عَديمةُ الرَحمة!
وَعيتُ على كَلامِها القاسي..
-وحوش..عَديمةُ الرَحمة..؟
-أنا أعني ذَلِك!إن أكيمارو__
قاطَعتُها بِصُراخي و أني أثور غَضبًا
-من تَنعَتون بِالوُحوش يا أيُهالشَياطين المُرعِبون!أنتُم البَشر قاسين!و لَئيمين!عديمي الرَحمة!!فَهِمت الأن ما حَدث سابِقًا!...قال أكيمارو أن أحد والِداي شَيطان..إن والِدتي كانَت شَيطانة!و أنا كَذلِك تَقريبًا!لِذا حاوَل البَشر قَتلَنا و حَرقَنا ألاف المَرات!تَم تَعذيبي عِدةَ مَرات،كُنت أشهَد والِدتي تَتعَذب بِدورِها و ما بِيَدي حيِلة..لِذا سئموا مِنا و حَرقوا مَنزِلنا و قَطعوا والِدتي إربًا!بَينَما أُصِبتُ بِدوري إصابةً مُميتة!بِسببهِم!بل..بِسَببكُم!أنتُم البَشر حُثالة!لا تَهتَمون سِوى بِالمال و الطَعام!!أفكَرتُم يَومًا كَيف نَعيش نَحنُ الشَياطين؟؟؟لا بِالطَبع!جَميعُنا نَمِلك عائِلات!لَكِن هُناك مَن سُلِبت عُقولهُم!و مَن سُلِبت حُرِياتِهُم!تَقتُلون الشَيتطين..هَل أنتُم فَخورين بِهَاذا حَتى؟؟!
تَجمَدت مَكانَها،أجابَت بصوتٍ راجِف
-أنت..تَعلم أن ما حَدث قَبل مِئات السِنين،و أن البَشر ذوي طِباعٍ مُختَلِفة..أنتَ تِعلم أنني اُريدُ سَعادَتك..صَحيح..؟
-كاذِبة!!أنتُم البَشر كاذِبون!
رَفعتُ رأسي حَيثُ صُدِمت..
إنهَمرت دُموعُها بِغزارةٍ و هي تقول
-هوسوك..أنا لا أفهَم..ما الذي غَيرّك!!؟لِماذا أنتَ بِهَذِه القَساوة!؟طول هَذا الوَقت..حاوَلتُ مُساعَدتكَ و الوصول إلى قَلبِك!لَكِنني لا أتلقى إلا الإهانات!الطَريقُ إلى قَلبِك شائِكٌ و مُؤلِم!
نَهضَت تَركُض بَعيدًا،مَددتُ يَدي أناشِد نَفسي
-لا..تَذهَبي..
إلتَفتُ حيثُ لَمحتُ مَجموعةً مِن الزُهور،تَوسَطتها وَرقةٌ مَكتوبٌ عَليها بِخَط اليَد
"أنتَ الأقوى!مُشَجِعتُك ميدوري!"
أنا..الأسوء..
ميدوري
إنهُ قاسٍ..لا أفهَم..لِماذا كُل مَن أُحِبُه يَكون قاسِيًا إتِجاهي!؟..أولًا هاك..و الأن هوسوك..أشعُر..بِالألم..
كُنت أركُض بِسُرعة..إلى المَجهول..
كُنتُ أمام الكُوخ،دَخلتُ حَيثُ كانَت أكينا هُناك،تَسائلت بِقَلق
-ما خَطبُكِ!؟
إبتَسمتُ كاذِبةً عَلى نَفسي كَالعادة و أنا أُجيبُها
-سأذهَب..إلى عالَمي..أمي تَشعُر بِالإشتِياق الشَديد إلي،لَم أتأخر..رُبما لَيلَتان..
-حَمقاء!لَيلَتانِ في عالَمِكِ تُعادِل سَنتان هُنا!!
إنهَمرَت دُموعي و البَسمَةُ الكَاذِبة تُرافِق مَحياي و أنا أقول
-أرجوكِ..
تَغيَرت مَلامِحُها إلى الهادِئة و هي تُجيب
-إفعَلي ما تَشائين
عانَقتُها بِقُوةٍ و أنا أشكُرها..أشعُر بِأنانِيةٍ في طَلب..لَكِن..
هَذا لِمصلَحةِ الجَميع في النِهاية
ذَهبتُ إلى البِئر سَريعًا،عائِدةً إلى عالَمي..
عُدتُ لِمَنزِلي،إلتَفتت أُمي و هي تَتسائل
-عُدتي مُبكِرًا!..ما بالُ مَلامِحكِ الهادِئة تِلك..؟
-عُدتُ لِأخُذ بَعض الأشياء..
-إذًا..لَم تُخبِريني ما إسمُ سَعيد الحَض؟أ هُو هاك؟؟
صَرختُ بِغَضب
-أمي عَن ماذا تَتحَدثين!؟
-قالَت يونا أنكِ إلنَقيتي بِهاك قَبل خُروجِكِ
-أُمي!!هاك قُمامة و هو لا يَعني شَيئًا لي!إنهُ مُجرَد زير نِساء!
ثَرخَت والِدتي
-لا تَرفَعي صَوتَكِ!
-أسِفة..
-أنتِ تُحِبين إبن عَمِكِ هاك مُنذُ الطُفوفة..ما الذي غَيرِكِ؟!
-لا أعلَم..رُبما قَساوةُ مَن حَولي..
-ميدوري..أنتِ لَستِ عَى ما يُرام..
-سأذهَبُ لِغُرفَتي
صَعِدتُ بِسُرعةٍ مُغلِقةً باب غُرفَتي..
إختَبئتُ هُناك بِصمتٍ أُعاني وَحيدة..
أُفكِر..
هوسوك
بَعدما فَكرتُ في كَلامِها..أنا هُو الوَحشُ هُنا..
وَقفتُ أمام البِئر أنتَضِر..لَقد مَرت ثَلاثةُ أيام..
لا أُريد..مِنها أن تَغيب..
لَمحتُ أكينا تَقِف خًلفي،أغمَضت عَينَي و عي تَتسائل
-مِن أكون!؟
-تِلك المُزعِجة..
-و اللعنة أ تَراني مُزعِجة يا مُفتَعِل الكَوارِث!؟
لَم أُجِبها..بَل لَم أكُن في مَزاجٍ جَيد..
تَنهَدت و هِي تَقول
-أعلَم ما جَرى بَينَكُما..هوسوك..لَم تَعود ميدوري!
إلتًفتُ بِقَلقٍ نَحوَها و أنا أصرُخ
-ماذا تَقصِدين!؟
-لَم تَعود حَتى تُرجِعها بِنَفسِك!ثِق بي!أنا أعلم ما لا تَعلَمُه..
-تُريدين مِني..اللحاق بِها..؟
صَرخَت بِحَماس
-أجل!!إن ميدوري سَتكون سَعيدة إن إعتَذر فارِس أحلامِها مِنها!رُبما تَكون في خَطر..أو تَقع في حُب شابٍ و تَعيش بِدونِك!ياللأسف..أنا أعلَم بِأنك تُحِبُها
-لا..كُل نا في الأمر..أنها مُنقِذتي!لِذا أُريد أن أقِف بِجانِبِها..
-إذًا إنطَلِق يا هوسوك!!
-ماذا لَو حَدث إختِلالٌ بَين العالَمين..؟
-و اللعنةُ عَلى هَذا ال٦الم إذهَب و إمضي خَلف أحلامِك !!
‐أكينا..أنتِ..
-الأفضَل أ ليسَ كَذَلِك!؟إذهَب الأن!
رَكلَتني جاعِلةً مِني ساقِطًا في البِئر،رَفعتُ رأسي نلظِرًا إلى السَماء..
فُرِش الغِطاءُ الأسوَد في السَماء المُرَصع بِالنِجوم..
تَسلَقتُ خُروجًا..و اللعنةُ عًليكِ يا أكينا ظَهري يُؤلِمُني..
كُنتُ في مَكانٍ مُظلِم..مُظلِمٍ و مُخيف..
مَشيتُ بَعيدًا أسأل نَفسي
كَيف سأجِد ميدوري..؟
رأيتُ النُور قَد تَخلل تِلك الظُلمات..
رَكضتُ بِسُرعةٍ مُسابِقًا الرِياح..أشعُر بِأنني إقتَربت..
وَقفتُ في مَكانٍ مُكتَضٍ بِالناس..الذين يَرتَدون مَلابِس عَصري..
و بَعض الشَبات اللواتي يَرتدون مَلابِس كاشِفةً بَعض الشيء..
يأكلون الطَعام و يُقهقِهون مُستَمتِعين..
أينَ أنا بِحَق الجَحيم!؟؟
أشعُر بِرَهبةٍ في نَفسي..
أركُض هُنا و هُناك باحِثًا عَنها..
فَلا أجِدُها
-ميدوري!!أينَ أنتِ بِحَق الجَحيم؟؟
لِمحتُ شابةً تَرتَدي كَزي ميدوري،رَكضتُ نَحوَها بِسُرعة،وَقفتُ أمامها مُباشَرة حًيثُ كانَت بِرِفقةِ شابٍ لا بأس في شَكلِه..يَتبادَلان الأحاديث و يَضحَكان سألتُها بِقلق
-هَل تَعرِفين شابَةً قَصيرة ذاتُ تَسريحةٍ غَريبة و عَينانِ زُمُرُدِيتان و تَتكلمُ بِظَرافة،تُدعى ميدوري!
-ميدوري..لا أعلَم مَن تَكون..لَكِن رُبما هي في المَرحًلةِ الحادِيةِ عَشر..ماذا تُريدُ مِنها؟
-أُريدُها!أنا أُريدُ أن أعتَذِر..
-أسِفة..إن تَشاجَرتُما..لَكِن..إسأل المَزيد فَقد يعرِفوها،هذا يومُ المِهرَجان،سَتجِد الكَثير مٍن طُلاب الثانَوِية..إن لَم تَجِدها..إذهَب إلى ساحِل البَحر..هُناك تَتلاقى القُلوب عادة!
-شُكرًا!
رَكضتُ سائِلًا الجَميع..لَكِن..لا رَد..
ميدوري
وَرَدني إتِصالٌ مِن هاك..يَطلُب مِني القِدوم إلى المِهرَجان..قابِليني عِن الساحِل..أ يَودُ الإعتِراف بِمَشاعِره..؟
رُبما وِجودي مَع هاك أفضَل مِن وِجودي مَع شَخصٍ بَعتَبِرُني وَحش..
إرتَديتُ فُستانًا شِتوِيًا فالجَو بارِدٌ في الخارِج،أحمَر و أبيَض،مُرتَدِيةً حِذاءً طَويلًا..سادِلةً شَعري القَصير،مُتجِهةً إلى الساحِل
وَقفتُ في الساحِل و الهَمُ يَملأُني..
يالَيتَك بِجانِبي..
رَفعتُ رأسي إلى تِلك السماءُ المُرصعةِ بِالنِجوم..و اللتي زُيِنَت بِالألعاب النارِية..
صَرختُ بِقُوةِ مُفرِغةً ما في داخِلي
-لِماذا!؟
إلتَفتُ حَيثُ تَسارَعت نًبضاتُ قًلبي..
لِسَببٍ ما..
أشعُر بِه..
رَكضتُ بِأسرَع ما لَدي!
على الساحِل..
-ميدوري!!
تَوسَع بُؤبؤي فور رُؤيتِه..ماذا يفعَل في عالَمي..؟
لَم أشعُر إلا بِقَدماي تأخُذانِني إليهِ جًريًا..
و قَد كانَ يَجري نَحوي بِدورِه،و لِأول مَرة..عانَقني هوسوك بِقُوة..
شَرتُ بِه..بِنَبضاتِ قَلبِه المُتسارِعة..بِدِفئِه..بِعَبق رائِحتِه الزَكِية..
صَرخ بِصوتٍ راجِف
-أنا..وَحشٌ يا ميدوري!...البَشر..لَستُم جَميعًا وُحوش..هُناك الجَيد و السيء..لَقد حاوَلتي إنقاذي ألاف المَرات..أنتِ..أكينا،ماتسودا،نامي،جيمين،لَم أُقَدِركُم رُغم تَصَرُفاتِكم..لا أحد سَيقبَل بِوَحشٍ مِثلي..إلا أنتُم!
صَرختُ بِدوري و قَد خالَط البُكاء نَبرتي
-أحمَق!أنتَ لَست وَحشًا!أنتَ مِنا!
-أسِف..لًقد فًقدتُ عَقلي بِسَبب أكيمارو ذاك..أنتِ ثَمينةٌ جِدًا يا ميدوري!
-هوسوك..
جَهشتُ بِالبُكاء في أحضانِه..لَم أضُ أنهُ سَيَتِم تَقديري هَكذا يَومًا ما..أنا..أُحٍبُه!
-أنت..ماذا تَفعَل بِحَق الجَحيم مع ميدوري!؟
تَوَسعت عَينَي بِشدةٍ مَصدومة..إنهُ..هاك..
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية>~<♡
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...