p.t56

6 3 0
                                    

ما خَلفَ الضِماد!.
..

جَلس هوسوك و جيمين و نامي في الكوخ..كانَت نامي تُعالِج جُرح ماتسودا،تَسائلت بِقَلقٍ فور إنتِهائِها
-هل وَجدتُم أكينا..؟
أجابَها هوسوك بِنَبرةٍ ضَعيفةٍ و مُتعبة
-أكينا..ماتت..آسِفان لِأننا لَم نُخبِركِ مُباشرة..لَقد مَرّ يومان و نحن نًتظاهر بِالبَحث عن الجُثة،لَكِننا في الواقِع كُنا نَختبِئ في الغابة..
قَهقَهت نامي و هي تَقول
- أ لَيسَت مُزحَتُكما هَذِه ثَقيلةً بَعض الشيء؟

لَحظاتٌ مِن الصَمت و هِي تُحدِق في وَجهي هَذان الإثنان اللذان حَملا مَلامِح اليأس و الألم..نَهضت و هِي تَقول بِنَبرةٍ راجِفة
-أضّن..أنني سأخرُج قَليلًا..
صَرخ جيمين بِقَلق
-نامي__
قاطعه هوسوك مُمسِكًا كَتِفه مُومِئًا بِالنَفي..

عاوَد جيمين الجُلوس بِحانِبه،تأمل هوسوك جَسد ماتسودا اللذي جُرِد مِن ضِمادِه،بانَ أنهُ حَصل على حُروقٍ بَليغةٍ سابِقة..
كانَ في حالةٍ يُرثى لَها..

(Flash back"matsuda")

يَخطو صاحِب الأحد عَشر رَبيعًا تَحت تِلك الأشجار الكَثيفة،يُهروِل هُنا و هُناك بِحَماس،يَشُق طَريقه حيث يَقبع مَنزِلُه..
دَخل صارِخًا
-لَقد عُدت!
إلا أن لا أحد رَدّ عَليه..صوتُ صَرخاتٍ قَد تَخلل مَسامِع ذو العَينَينِ اللتي أخذ لون القَهوة..
إتبع مَجرى الضوت إذ بِها تِلك الأُم تَصرُخ على إبنَتِها ذاتُ الثَلاث أعوام
-لِماذا أنجَبتُ مَرضةً نًفسِيةً مِثلُكِ!؟مُقرِفة!!ليتَني لَم أنجِبكِ أساسًا..
دَخل ماتسودا واقِفًا أمام أختِه اللتي كانَت تُعاني مِن مَرضٍ نَفسيٍ مُقارِبٍ لِلتَوحُد،فَرد ذِراعيه صارِخًا
-أمي!إهدَئي أرجوكِ!هل أخذتِ دَوائكِ؟ميراي ليسَت مُذنِبة!أنا هو المُلام!فَقط أترُكيها!
-أ لا ترى كيف تَنظُر إلي؟!إنها شَيطانة!
صَرخ ماتسودا
-لا تَقولي ذَلِك أمامَها!!!هِي ليسَت كَذلِك!!
ضَربَت الأم وًلدها حيث سَقط أرضًا..
لَطالما تَحم ماتسودا عِبء مَرض أمِه و أختِه..اللذي كانَ يَجعَل والِدته تَغضب و تَتحَدث لا واعِية،أما أختُه كانَت صَعبةَ المُخالطة،أما والِدُه مانَ مَشغولًا بِالعَمل لِيجمَع قوت يَومِه،تاجِرٌ بَسيطٌ لا غَير..
في أحد ألأيام الحارة،إشتَدت لَفحاتُ الصَيف مُبيدةً كُل زَهرٍ كان..
جَلس ماتسودا بِرِفقةِ والِده و والِدتِه،سأل والِده بِقَلق
-كيف حالُك..بُني؟..أنا أسِف..لَقد رَميت كُل مَسؤولِيتي عليك..أنا أبٌ سَيء..
قَهقَه ماتسودا بِخِفةٍ داعِكًا مُأخِرة رأسِه بِلُطف
-لا تَقُل ذَلِك أبي،أنتَ الأفضَل!
الأب-أريد أن أحدِثك بِموضوع..
الأم-لِنتخَلص مِنها!تِلك الطِفلةَ المُرعِبة!
الأب-أجل،ليس لِأنني أكرُها،لَكِن أنا خائِفٌ مِن أن تَقوم بِشيءٍ سيء..و نَحنُ عائِلةٌ مَعروفة،هي لا تَزال طِفلة،لَكِن مريضةٌ نفسِية في مَرحلةِ المُراهقة..مِن الصَعب تَربِيتُها..لا تُفكِر بِقَلبِك..
-نَتخلص..مِنها..
إذ بِها مِراي تُصغي لَهُم..هَربت خارِجةً مِن المَنزِل بِسُرعة..
صَرخ ماتسودا بِغَضب
-لا!..لَم نَتخًلص مِن ميراي!إنها أختي!أنا أحِبُها!إن كُنتُم تُريدون التَخلُص مِنها،فَتخلصوا مِني أولًا!
كانَ ماتسودا مُتمَسِكًا بِميراي،لِذا لَم يُكن أمام عائِلتِه سِوى الإحتِفاظ بِميراي..فهُم لا يُريدون خَسارةَ عَبقري القَرية كَما يُلقِبهُ أصدِقائُه..
لَكِن لَيتَ ميراي سَمِعتهُ حينما دافع عَنها،فَكل ما تُفكِر فيه الأن هو أنها مَنبوذةٌ مِن أقرب الناسِ لِها..
وَقفت تَحت ظِل الشَجرةِ وَحيدة..حَتى جاء ذَلِك الشابُ اللذي كَسر وِحدَتُها،فَتىً ذو شَعرٍ أبَض كَبياض الثَلط الناصِع في أيام الشِتاء البارِدة،و عَينَينِ وَرقاوَتينِ مُظلِمتين كَلمُحيطاتِ تَحمِلُ أسرارًا فيها..
و بَشرٌ بَيضاء..
إنحَنى إلى مُستَواها و هو يَهمِس
-لَقد رأيت كُل شيء..عليكِ الأن الأخذ بِثأرِك مِن هاؤلاء!
-الأخذ..بِثأري..؟
-أجل!هم لا يَستحِقونكِ،سآوِيكي تَحت أحضاني عِوضًا عَنهُم..
-أحضان..؟
-أجل!فَقط سَتفعَلين شيئًا صَغيرًا..
-سأفعل..أي شيء..
.
فُرِش الغِطاء الأسود في السَماء المُرصع بِالنُجوم الساحِرة..في لَيلةٍ هادِئةٍ و سوداوِية..
جَلس ماتسودا و هو يسأل أمه
-هل رأيتِ ميراي؟
-لا
أجابتهُ بِبُرودٍ مُسكِتةً إياه..
داعَبت رائِحةُ شِواءٍ أنف ماتسودا المُدور،تَسائل ماتسزدا بِحَماس
-ابي،هل تَطبُخ شيئًا؟!
أجابه مُتعَجِبًا
-لا..لِماذا؟
تسائلت والِدتُه مَصدومة
-هل نَسيتَ شيئًا على الموقِد؟
-لا..
إنبَثق دُخانٌ أسوَد مِن غُرفةِ ميراي..صَرخت الأمر مَذعورة
-حَريق!!
رَكض الوالِد نَحو الباب يُحاوِل فَتحه بِلى جَدوى..
كانَ مُقفَلًا!!
رَكض ماتسودا نَحو غُرفةِ ميراي صارِخًا بِتًوتُر
-أينَ أنتِ؟؟هل أنتِ بِخَير؟؟
لَم يَكُن هُناك أخدٌ في الغُرفةِ أساسًا،سَمِع ماتسودا صوت تَساقُط سَقف المَطبخ،اللذي كانَ والِدُه فيه!صَرخت الأم
-عَزيزي!!!هل أنتَ على ما يُرام!؟عزيز..
قطعت كَلامَها جامِدةً في مَمانِها فور رُؤيةِ تِلك الدِماء الغَزيرة اللتي سالَت أرضًا راسِمةً لوحةً عُنوانُها الأسى..
صَرخت الأم بِذُعرٍ و هِي تَبكي
-ماتسودا!!بُني!؟أينَ أنت!!
بَدأ الأوكسجين يَتناقص،سَقطت والِدةُ ماتسودا مُغشًا عليها..
خَرج ماتسودا شاهِدًا هَذا المَنظر الشَنيع..صَرخ بِقَلقٍ و خَوف
-أمي!!إستَيقِضي!!
حاوَل حَملها إذ بِتلك النِرانِ قَد إلتَهمت جَسدها و نِصف جَسدِه..تَرك جُثتها مُحاوِلًا كَسر النافِذة،كَسرها هارِبًا و قِد حَصل على حُروقٍ بَليغة..
تَكاير اللعب مِن ذللِك المًمزِل اللذي لَم يَحمِل سِوى أسوءالذِكريات..شَهِد ماتسزدا أخته تَحمِل عود كِبريتٍ مُشتَعِل..تُشاهِد ابمَنزِل و هو يَحترِق بِدَمٍ بارِد..
تَصلب ماتسودا مَكانهُ غير مُستوعِبٍ كُل هَذا..حَدث نَفسه
"لِماذا..يجِب أن اتألم هَكذا..لا أشعُر بِألم تِلك الحُروق..كُل ما أشعُر بِه الأن..هو الألم في قَلبي.."

Dusk light|نُورُ الغَسَقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن