"هَمسةُ إحِساسْ"
إن كُنتَ تُريدُ اللَعِب بِالنَار،فَعَليكَ بِتحَمُل ألمِها..
لكِن،إن كُنتَ مُصِرًا..فَكيفَ سأمنعُك؟
أ تُريدُ حَقًا إنارةَ غَسقِي بِنارِك؟!
.........
أنا..سأنتَظِر.."
فَزَعَت تِلك الشابَةُ مِن ذَلِك الحُلم الغَريب،و القَصير،الذي لَم يَتَكَون سِوى مِن كَلِمَتين..و لِسَبب مَجهول،فَدُموعُها تَنهَمِر..
-لِماذا..أبكي؟
نَهَضت تِلكَ الشابةُ الفَتِيةِ مِن العُمر،مُتخَلِلةً مَسامِعها نَغماتُ زَقزقةِ العَصافير،داعِكةً مِحجَريها بِخِفةٍ و رِقة.
شابةٌ لَم تَتجاوز نِصف عَقدِها الثاني،لا تُناهِزُ السابِعةَ عَشر مِنَ العُمر،مُيِزَت عَن غَيرِها بِرِقةِ إحساسِها و طِيبةِ قَلبِها،سَرقَت جَمالَ الزُمُرُدِ فِي عَينَيها الساحِرَتين،شَعرُها بُنِيٌ كالبُنِ الخالِص،بَشرةٌ حَليبةٌ قَد تَخللها إحمِرارُ خَديها الكَرزِيين،و بَعض النِمَش الخَفيف تَحتَ مِحجَريها في وَجنَتَيها، شَفَتيها الَوَردِيتِنِ قَد سَرقَت بَتلاتِ زَهرةُ النِسرين.
إستَقامَت تارِكةً فِراشَها،أخِذةً مَسارَها إلى خِزانَةِ مَلابِسِها،إرتَدَت ثِيابَ المَدرسةِ بِسُرعة
خَطَفت صِندوق الطَعامِ ذاك مِن والِدتِها،إبتَسَمت بِحنانٍ قائِلة
-إذً،إنتَبِهي عَلى نَفسِكِ ميدوري،و تَوَقفي عَن إيذاءِ نَفِسكِ بِحساسِيتِكِ هَذِه،لا أحد يَهتَمُ لِمشاعِرِكِ،إهتَمي بِشؤُنِك!.
أضُنُنا جَميعًا نَملِكُ ذَلِك الجانِب الحَساس،ألذي يَحزَنُ عَلى مَن يَعرِفُ و مَن لا يَعرِف،لِنَقُل أنَ بَطَلتُنا تُبالِغُ فِي إظهارِهِ قَليلًا،أو كَثيرًا بِصراحة.
إبتَسَمَت ميدوري مُرتمِيةً فِي أحضانِ والِدتِها
-أُمي،سأكونُ بِخير،أعِدُكِ أنَنِي سأُحاوِل تَرك هَذا الجانِب.
إتجَهَت بِخُطُواتٍ مُتثاقِلة إلى ثانَوِيتِها الكَبيرة،وَصلَت حَيثُ إستَقبَلها عِدةُ فَتياتٍ قَد تَخَلَت السَعادةُ مَلامِحُهنَ
-ميدوري!كيفَ حالُكِ!؟
-إشتَقنا إليكِ يا فَتاة!لِماذا تَغَيبتِ كُل تِلكَ المُدة!؟
-أنا..؟
تَسائَلت ميدوري لِلحضات،شَرَدت ثوانٍ حَتى أجابَت
-أوه..أنا..كُنتُ أشعُر بِتوَعُكٍ بَسيط.
-يااه لَقد أقلَقتِنا!
-أسِفة.
تَوجَهت إلى صَفِها حَيثُ كانَ يَترَبعُ ذُو العَينينِ الزَرقاَوتين،و الشَعرُ الأشقَر،إبتَسمَ مُلوِحًا لِميدوري،لَوحَت و قَد ملأها البُرود،رُغم ذَلك..إنه،وَسيمٌ بِحَق!
جَلستَ فِي مَكانِها المُعتاد،بِجانِب النافِذة،تَتَقِطُ عَدسَتيهَا عَكُر الجَوّ،إحتَضنَت الغِيومُ الشَمس و بدأت بِالبُكاء،إبتَسَمَت ميدوري فَتِلكَ هِي ألأجواءُ ألتي تَسرِقُ قَلبَها،أما عَن أصواتُ البَرقِ و الرَعد،فَهِي تُطرِبُ مَسامِعها
إلتَفتَت تَجولُ بِناظِريها فِي مُنتَصَفِ الدَرس،حَتى وَقعَت عَينَيها عَلى ذَلِك الوَسيم،يُكَلِمُ فَتاةً،مُستَمتِعٌ مَعها،إبتَسَمَت ميدوري مُخاطِبةً نَفسَها
"ماذا كُنتِ تَتوَقَعين؟كُلُ الرِجالِ كَذَلِك،خَوَنة"
إقتَرَبَت نِهايةُ اليَوم،و إشتَدَت دُموعُ السَماء
خَرَجَت ميدوري مِن مَدرَسَتِها،حَتى أوقَفها ذَلِك الوَسيم فِي نَظَرِها
-ميدوري!إشتَقتُ لِملامِحِكِ الساحِرة!
-تَوَقف عَن اللعِب بِمشاعِري يا هاك!
ضَحِكَ بِطفولِيةٍ و ظَرافة،بينَما تَنهَدت الأُخرى بينَما عَقدَت حاجِبيها بِتَمَلمُل،أهُو حُزنٌ أم سَعادة؟
تَرَجلَت مُبتَعِدةً عَنهُ بِسُرعةٍ فائِقة.
•تَمشي تِلكَ الجَميلةُ بِهدوءٍ مُتلاعِبةً بِمِظَلَتِها،تَرفَعُ رأسها إلى السَماء،مُتأمِلة،إبتَسمَت بِإنكِسارٍ و هِي تُخاطِبُ نَفسَها
"لِماذا أنتِ حَزينة..أ ليسَ هَذا ما أردتِه..؟سُحقًا..لِتِلك الأجواء المألوفة"
.
مَشَت بِخُطُواتٍ مُتَفرِقة،حَتى شَعرَت بِجَسَدٍ تَتَبَعها،إلتَفَتَت فَلم تَجِد سِوى ذَلِك اللذي يَرتَدي الهودي مُغطِيًا بِه رأسَه،مُنغَمِسًا بِتصفُحِ هاتِفِه،تَجاهَلتهُ مُكمِلةً طَريقَها
خُطُواتٌ أخَذَت مَجراها إلى التَسارُع،فَهو لم يُفارِقها بَتاتا!
خَوفٌ تَسَلل إلى قَلبِها،تَحَولَت مَشيَتُها إلى جَريٍ سَريع،إذ بِهِ يَجري خَلفَها!
رَمَت مِظَلَتها خَلفَها لَعَلها تَرتَطِم فِي وَجهِه،لَكِنهُ تَجَنَبها،مُحتالٌ بِحَق،أ هُو لِص!؟
أخَذت طَريقًا لَم و لَن تَزُرهُ سابِقًا،تَوَقفَت فِي حَديقةٍ قَد بَدى أنها مَهجورة،أو مُهملةٌ بِالأصح
إستَنَدَت عَلى ذَلِك البِئرِ الكَبير،مُتَأمِلةً أنها أضاعَته
إلتَفَتت مُصوِبَتًا ناظِريها إليه حيثُ كان يُوجِه المُسَدَس ناحِيَتِها،تَوَسَعت عَيناها بِشِدة،إقشَعَر بَدَنُها جاعِلا الخوف يُسيطِر عَليها
صَرَخ بِشِدةٍ بِنبرةٍ خَشِنة
-أعطِني مالَكِ!بِأكمَلِه!و إلا سأُطلِق النار!
و لِسوءِ حَظ ميدوري فَهي لَم تَحمِل قِرشًا واحِدًا!
ضَغَط عَلى ابزِنادِ حَيثُ نَجَت مِن الموتِ بِإعجوبة!فهو لَم يُصِبها!
تَراجَعت بِخُطُواتٍ قَد حَكَمها الذُعر،تَعَثَرت جاعِلةً مِن جَسدِها يُفارِقُ الأرض ساقِطةً فِي البِئرِ خَلفَها!فاقِدةً الوَعي،أو مَيتةً كَما إعتَقَد اللِصُ، تارِكًا جُثَتها فِي ذَلِك البِئر الفارِغ
.................
بِدايتي كانَت كَنِهايَتي،لَم و لَن تَتَغيري..عاجِزة!
...............
_________________________________________
انشاء الله استمتعتوا باول بارت💓
بالنسبة للرواية راح تكول طويلة شوي بسبب كثرة الاحداث
اذا عجبتكم لا تنسون النجمة🌟و آرائكم و توقعاتكم للأحداث🗨تجاهَلوا الأخطاء الإملائية💓
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasiماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...