شَنّ الحَرب!
..
جَمع شينا الفَريق بِأكمَلِه،في ذَلِك الكوخِ الخَشبي العَتيق و البَسيط،ضَرب بِكَفِه عَلى تِلك الطاوِلةَ الخَشبِية،جاعِلًا غُبارَها يِتناثَرُ في الأرجاء صارِخًا
-أصغوا جَيِدًا يا رِفاق!هَذا العَلمُ قاسٍ،لا يُمكِنُ العَيشُ فيهِ إن لَم تُلَطِخ يَدك بِالدِماء،أما تَقتُل،أو تُقتَل،إن كُنتَ تُريدُ العَيش،عَليكَ أن تَكون مُستَعِدًا،لَا لِقَتلِ شَيطان،بَل و حَتى البَشر،هَل أنتَ مُستَعِد لِتسلُب حَياةَ شَخصٍ إمتًلك عائِلةً و رِفاقًا و طُموحًا؟هُنا يَكمُن سِر قُوَتِك،حَتى الشَياطين،كانوا يَملِكونَ حَياتًا كَحياتِنا نَحنُ البَشر،و هوسوك هو أكبرُ مِثال،هَل أنتُم مُستَعِدين..لِلتَخلي عَن إنسانِيتِكُم في سَبيل أهدافِكُم!؟و أخيرًا..هَل أنتُم مُستَعِدين لِلتَخل عَن حَياتِكُم في سَبيل السلام
أردَفت نامي بِنَبرةٍ راجِفة و قَد شَدت قَبضَتِها
-هَذا..قاسٍ...
صَرخَت أكينا
-أجل!سأتخلى عَن إنسانِيتي و حَياتي ايضًا في سَبيل تَحقيق السَلام لِهَذا العالم!
ماتسودا-أنا ايضًا!في الواقع..لَم يَبقى هُناك مَن يَهتَمُ لِحياتي،او مَن أُحِبُهم،لِذا،سأموتُ لِأجلِ تَحقيق السَلام!
جيمين-إن كُنا نُريدُ السَلام..فَيَجِب بِالتَضحِيةِ بِكُلِ شَيء!
صَرخت ميدوري
-أنا حَسَمتُ قَراري،حَتى انني كَتبتُ رِسالةَ وِداعٍ إلى عائِلتي!لا أعلمُ إن كُنتُ سأعود حَيةً أم لا،لِكِنني لَستُ خائِفةً مِن المَوت!إن كُنت سأموت لِأجلِ سَعادةِ مِن حَولي!فسأشُق طَريقي إلى هَلاكي!
هوسوك-ميدوري..سَنعيش!جَميعًا!نَحنُ سَنُنقِذ هَذا العالَم،و نَعيشَ بِسِعادةٍ سَوِيا!
إلتَفتت نامي مُتعَجِبةً مِن رِدودِ الجَميع،رَفعَت رأسها مُمسِكةً بِيَد جيمين صارِخة
-سأمضي قُدمًا!
أكينا-أحسَنتُم!هذا ما أُريدُ سَماعَه
إبتَسم شينا صارِخًا
-هَذِه هي الروحُ المَطلوبة!..إذًا،كودو أسس مُنظمة،و هُو قَوي،قَويٌ بِشَكلٍ مُخيف،و خالِدٌ ايضًا،و هو يَسعى خَلف الألفابيل،لِذا،شَمِل فَريقُه مِن شِخصَين او ثَلاث،بِرِفقَتِه..رُبما زادوا بَعد هُروبي،تَكمُن نُقطةُ قُوةِ كودو في رِغبَتِه،كُلما زادَت رَغبتُه لِلشَيء،لِحِضتَهُ يُصبِح أرعَب و أرهَب!علشَ كودو لِآلاف السِنين،رَبى هوسوك و رَباني أيضًا،لَكِنُ كانَ يَستَغِلنا،لِذا،أنا و أخي هوسوك،سَنقطَعُ رأسهُ سَوِيا!سَنأثرُ بِكرامَتِنا مِنه!
ميدوري-لَكِن..أ لَستَ قَلِقًا..مِن أن يَكون يَهتَمُ لَك..؟
-إن كانَ قَتلُه يَعني رَمي قَتل مَشاعِري،فسأفعَل!سأتخلَصُ مِن سَعادَتي و حَياتي لِتَحقيق هَدفي..
هوسوك-إذًا..ما هِي خُطتُنا لِلتَخلُص مِنه؟
أشارَ شينا بِسَبابَتِه إلى أكينا قائِلًا
-إنهُ دَورُ الآنِسة،فَهي مُخَطِطةٌ لا مِثلي مُتهَجِم..
إبتَسمَت أكينا واقِفةً مَكانَ شينا
-إسمَعوا جَيِدًا،الهَدفُ الأول،تَكثيفُ القِوى!سَنُزيدُ مِن قُوَتِكِ يا ميدوري،جَميعًا،الهَدف الأهم،نَختاجُ جاسوسًا،أيضًا،سنصنَعُ ألفابيل مُزَيفة!
ماتسودا-لَكِن الألفابيل تَبِثُ طاقةً يُمكِن لِأب أحدٍ إستِشعارَها..
أكينا-إعتَمِد عَلي!الخُطةُ كالآتي،سَنَستَدرِج أحد رِفاقِ كودو،و سَنُخبِرُه أننا نَملِك الألفابيل،و هي بِحَوزةِ أحدِنا،سَنُحاوِل بِشَتى الطُرق الحُصول عَن أي مَعلومات،إسلوبِ قِتالِه،طِباعِه،كُل هَذا سَيُساعِدُنا،لَم يَستِطيع شينا و هوسوك وَصفَه لِأن تَصرُفاتِه كانَت تَمثيل،نَحتاجُ لِأبلهٍ يَحمِلُ مَعلوماتٍ إلى الطَرفَين!لِكِن..كَيف سَنَستدرِجُ أحد أتباعِ كودو..؟
صرَخت نامي
-إن أمر كودو بِنَفسِه أتباعَه فَلَم يَرفُضوا..
ميدوري-كاميرا..
اكينا-ماذا؟
صَرخَت ميدوري
-أجل!!كاميرا تَسجيل!لَقد أخضَرتُ واحِدة بِهِدف إلتِقاطِ صورَةٍ لَنا سَوِيا!إنها اداةُ تًلتَقِط اللقطاتِ الواقِعِية التي نَعيشُها و تُحَوِلها إلى صُوَرٍ أو مقاطع مُتحَرِكة..إن إستَطاعَ أحدٌ تَسجيل خِطابٍ لِكودو مَع أتباعِه،سأُعَدِل عًليهِ و أستَدرِج بِه أتباعَه!!
أكينا-أ تُريدين أن تُخبِريني..بِأن هَذا الشَيء سيأخُذ صَوتَ كودو و سَنَستَعمِلُه!؟
-أجل!
-عَظييم!!!!
صَرخ هوسوك بِحَماس
-ميدوري!إنهُ كالتِلفاز الذي أخبَرتِني عَنه!
-تَقريبًا!
صَرخَت أكينا
-سَنَبدأ بِإختِيار مَن يَقومون بِالمِهام في وَقتٍ آخر،سَنكتَفي بِالخُطةِ اليَوم،أما الآن،إذهَبوا و خُذوا قِسطًا مِن الراحة
جَلست تِلك الجَميلةُ ميدوري تَحت غُروبِ الشِمس الخَلاب،حِتى تَوَطئت وَقعُ خُطُواتٍ عَلى مَسمِعيها،تبسمَت و هي عَلى يَقينٍ بِأنهُ مَن هَرب بِنِصفِ روحِها
-لَقد فَشِلت،هوسوك..لَم تُفزِعَني..باتَ قَلبي يُرشِدُني أينَ ما تَدُب..
هَمس في أُذُنِها
-مُخطِئة،أنا لَستُ مَن تَعشَقين يا حَمقاء..
إلتفَتت ميدوري فازِعةً و قَد رافَق الخَجلُ مَحياها،لَكَمتهُ حَيثُ تَوَضح أنهُ شينا،صَرخَت بِخَجلٍ شَديد
-آسِفة!!!آسِفةٌ بِحَق!!
-ما هَذا بِحَق الجَحيم...؟تَنعَتينَني بِعَشيقِكِ و مِن ثَمة تَلكُمينَني،و تَعتَذِرين..أ هَذا ما يُسَمونَهُ بِالإنفِصام..؟
-لَم أقصِد!!ضَنَنتُك شَخصًا آخر!
-أنتِ جَريئة..هل أنتِ حَبيبَةُ أخي!؟
غَطَت ميدوري وَجهَها المُحمَر كالطَماطِم و هِي تَصرُخ
-أبدًا!!لا!إننا أصدِقاء..فَقط..
-حَقًا؟ضَننتُكما عَشيقَين..هل البابُ إلى قَلب هوسوك قاسٍ لِتلك الدَرجة
-إنهُ لا يَحتوي مِفتاحًا حَتى..
-حَطِميه!!
-أنت غَريب..
جلس بِجانِبِها،تَسائلت بِدَورِها
-إذًا..ألحَيرةُ تَملأُني..كيفَ تُنادي هوسوك بِأخيك و هو وَحيدٌ لِأبوَيه..؟
أجابَها بِإبتِسامة
-عِشتُ مَعهُ قبل حَوالي..عَشر سَنوات..أجل!عَشر سنوات،كان و لا يَزالُ بِنَفس الهَيئة و نًفس المَلامِح،قُتِل والِداي عَلى يَد قُطاع الطُرق،بَقيتُ في الغابةِ وَحيدًا لِيَومَين،حَتى وَجدني هوسوك..أخذَني إلى كودو،إعتَنى بي بِرِفقةِ كودو..عَلمني كُل شَيء،القِرائة الكِتابة الصَيد و القَتل..كُل ما يُساعِدُني عَلى البَقاء عَلى قَيد الحياة،كَبرتُ و تَربَيتُ عَلى يَديه..أنا أُحِب أخي كَثيرًا..و أتعاطَفُ مَعهُ أيضًا..رَباني رُغم أنني بَشري..رُغم كُرهِه الشَديد لِلبَشر..إن أخي هُو مِثالٌ لِلُطف و الحَنان..و لِلبُؤس و الشَقاء..لِذا..أُمنِيَتي هِي أن أرُد لَهُ كِل هَذا المَعروف..
إلتًفت نَحوَها حَيثُ صُدِم بِانها قَد كانت تبكي،صَرخ بِقلق
-أنا آسِف!!هَل أحزَنتُكِ!!؟؟
-لَم أعلَم ان هوسوك..رَقيقٌ هَكذا....هَذا مُأثِر!!
حاوَل تَغيير المَوضوع و هُو يَتسآئل
-كَم عُمرُكِ؟؟حامِلةُ آلفابيل..صَغيرةٌ حَقًا..
-ثَمانِيةَ عَشر عامًا!
صَرخ بِصَدمة
-ما هَذا!!!؟هًل يَجِب أن أُناديكِ أُختي الكَبيرة؟؟أنا..في السادِسةِ عَشر..
-ما هَذا!!؟و اللعنة تَبدوا أكبر مِني!او في الواقِع..الجَميع يَبدون أكبَر مني..
ضَحِك شينا بِشِدةٍ و هُو يَصرُخ
-بِالطَبع فأنتِ قَصيرة!
تَخلل تِلك الضَحِكات صوتٌ خَشِنٌ و مُخيف
-و اللعنة مُنذ مَتى و أنتُما مُقرَبان هَكذا!؟
إلتَفت كِلُيهِما بِذُعر،كانَ هوسوك و هُو يَشتَعِل غَضبًا،إبتَسم شينا بِخُبثٍ و هُو يَقول
-و مَن تَكونُ لِكَي تَمنَعني بِالوُقوعِ في حُبِها!؟
سَحب هوسوك ميدوري بِشِدة جاعِلًا إياها في أحاضِنه
-إنها مِلكي!
وَرِدَت وَجنَتا ميدوري و هي تَصرُخ
-ماذا!؟
قَهقَه شينا و هُو يَقول
-أمزَح،سَتُحرِق الغابة بِغيرَتِك هَذِه!إنها اكبَرُ مِني!بِسَنتان..إنها الأُختُ الكُبرى!
إبتَسمت ميدوري مُبًعثِرةً شَعر شينا
"لِسَبَبٍ ما..إن تِلك الأجواء..تُشعِرُني بِالدِفئ.."
رَفعَت ميدوري رأسها إلى السماء و هِي تُخاطِب مِن سَرحا
-رُبما الأُمورُ تأخُذ وًقتًا طَويلًا..لَكِنها تَتجِه لِلأفضَل،مهما إشتَد الحال و سائت الأحداث مِن حَولِنا..دائِما هُناك نور!و فَجرٌ قَريب!أحيانًا تَوقفتُ مُعتَقِدةً أنها نِهايةُ القِصة..لِكِنها كانَت نِهاية الأحزان و بِدايةَ السَعادة!لِذا لَن أكُف عَن المُحاوَلة!لَم يُزَعزِع خُطُواتي شيء!
عَلت تِلك الإبتِسامةُ الهادِئة مَحيا كَن تأملها بِفَخر،بَينَما لَمع مِحجَري شينا و قَد تَجمد مَكانَه
"أنا..أُريدُ أن أبقى مَع هَذان الإثنين و أحمِيهُم..أريد..أن أبقى مَع الجَميع!"
_________________________________________
اتمنى إستمتعتوا بِالقِراءة🤍
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasíaماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...