غَرق..
..صوتُ طَنينٍ قَد إختَرق مَسامِعي..
أقِف في مَكانٍ مُظلِمٍ خالٍ مِن أي شيء..
لَمحت أكينا تُقابِلُني!لَكِنها..لَم تَحمِل تِلك الإبتِسامةَ المُشرِقةكَما عَهِدتُها..
صَرختُ بِلَهفتٍ إحتَوت فُؤادي
-أكينا!!كُنت أبحَث عَنكِ!!
رَفعت رأسها مُصوِبةً ناظِريها نَحوي، بِمِحجَريها الفارِغين..
أكينا-كُل هَذا بِسببكِ!
-بِسَببي؟
-لو لَم تأتِ لِهاذا العالم..لما حَصل كُل هَذا..لو لَم تَتشَبثي بِالألفابيل،لَما حَصل كُل هَذا..أنتِ فَقط..عِبءٌ عَلينا..
-أنا..؟
-لِماذا لَم تُقِذيني..؟لَقد أردتُ حَقًا أن تُنقِذيني..مِن هَذا الألم..
إذ بِأيادٍ تُمسِد بِساقاي..تَسحَبانِني إلى الأعماق..كُنت أصرُخ بِشِدة،لَكِن لا مُجيب..
فِتحت عَيناي و أنا أصرُخ بِشِدة!كَورتُ جَسدي إلى الأرض في الزاوِية..
أشعُر بِصوتِ أكينا في رأسي..تَتحدث مَعي..طوال الوَقت..أنا..لَست بِخَير..
صوتٌ يَصرُخ في رأسي طالِبًا النَجدة..
تَردد في مَسامِعي صوتٌ إنفِجار قُنبُلة إذ بي صَرختُ مُغلِقةً أُذناي
لامَس أحدٌ كَتِفاي يُحاوِل تَهدِئتي،دًفعتُه بِقُوةٍ و أنا أصرُخ بِذُعرٍ و خَوف،شَهرتُ بِدِفئٍ إذ كانَ فَقط هوسوك..
سأل بِقًلق
-ميدري..أ لا تُريدين أكل شيء..؟أنظُري لِحالِكِ..أنتِ تًفزعين مِن أي صوتٍ عالٍ،فأنا اَم أفعَل شيئًا سِوى فَتح الباب..تقول نامي أن هَذا يُسمى إضطِراب ما بَعد الصَدمة..لا عَليكِ،أنا بِجانِبكِ..
اومأتُ نافِيةً و قَد إرتَعش بِدني
-كُل هَذا بِسَببي..
-ماذا تَعنين بِسَببكِ؟؟أكينا ضَحت لِأجلِنا..ذَلِك ليس خَطأ أي أحدٍ مِنا!!أيضًا لا تَنسي أنها رَمت الألفابيل و لا نَعرِف السَبب..نَحن الأن ضُعفاء..
صَرختُ بِغَضبٍ مُميِكةً ياقةَ مَلابِس هوسوك
-ماذا تَعني؟!أكينا ضَحت؟؟مِن المُستَحيل أن تَفعل أكينا شيئًا كَهذا!!أكينا تُريدُ مَصلَحتنا!!
تَنهد ماسِحًا على رأسي و هو يَهمِس
-ميدوري..إهدئي..أرجوكِ..هذا أسوء وَقتٍ لِلجِدال..ماتسودا بِحاجةٍ لِدعمِنا..في الواقِع،جِئت ليس لِأيٍ مِن تِلك الأسباب..
تسائلتُ صارِخةً بِغضب
-إذًا لِماذا جِئت؟!
-الألفابيل لَم تَعُد مَعكِ،يُمكِنُكِ العودة لِعالَمِكِ،لَستِ مُجبرةً عَلى القِتال بَعد الأن..أنا لا أريدُ أن تَموتين..عيشي حَياتَكِ في عَالمِكِ!و عِوضًا عَن هَذا،سأنقِذ هَذا العالم!سأبحث عن الألفابيل و أدمِرها..
اومأت بِالنفي صارِخة
-أبدًا!!لم و لَن أعود!لم أكُن أخطط لِلعودةِ في الأساس!..كُنت أريد أن أقاتل و أبقى في هَذا العالم!بِرِفقتِك!أنا..لا أريد العودة!
أجاب بِبُرود
-ميدوري..سأجعَلُكِ تَعودين رُغمًا عَنكِ..
صَرختُ و في عَيني الدُموع
-لا!ثُم ألفُ لا!!أنا__
قَطعت صُراخِي حيث تَردد ألمٌ في صَدري..صَرخ هوسوك
-هل أنتِ بِخَير؟!لحظة..لَقد كُنتِ مَجروحة!دَعيني أتفقد جُرحكِ!..هل تم تعذيبُكِ؟أقسِم إن مس أحدُهم شعرةً مِنكِ،سأحطِم رأس كودو الفارِغ هذا..
حاوَل فَتح أزرار قَميصي إلا أنني دَفعتُه بِشِدة،إستَمر بالمُحاولةِ و هو يَثورُ غَضبًا،أمسَك يَداي بِيَدٍ واحِدة بِكُل قُوتِه،فَتحها حيث تَجمد في مَكانِه..
لَحظاتٌ مِن الصمت..إعتَلت وَجهُه مَلامِح مَصدومةٍ و مَذعورة..نَبرةٌ هادِئة قد فارَقت ثَغره
-ما..هَذا..؟
كانَ مَكانُ الألفابيل السابِق مَليئًا بِالأورِدة و البُقع الأرجُوانِية و الحَمراء،أفلَت يَداي إذ تَراجعت مُغلِقةً أزرار قَميصي،لَم أستَطِع النَظر في وَجهِه حَتى..
تسائل بِقَلق
-أ لَست هَذِه..عَلامةُ سُم..؟
لم أجِب على رَدِه،إكتَفيت بِالسُكوت،صَرخ بِغَضب
-هل حاوَلتِ الإنتِحار؟!
صَرختُ بِدوري غاضِبة
-أحمق!هل أنا هوسوك لِأقدِم على شيءٍ كَهذا؟!
-إذًا ما تًفسيرُكِ..؟!
تَنهدتُ مُصوِبةً ناظِري نَحوه
-قبل ذَهابي..أعطَتني أكينا أداةً تَخلع الألفابيل مِن مَكانِها..و قالَت أن أتخلص مِنها ريث ما أردت..لِذا خَلعتُها!لِأن أكينا أخبرتني بِأن الألفابيل لا تُلائِمُني،و قَد أموت
صَرخ هوسوك
-و كيف تَعلم أكينا بِذَلِك و لَم تَظهر عَليكِ أي أعراض؟
تَجمدتُ في مَكاني مُفكِرةً في كَلامِه..أجبتُه بِتَوتُر
-لِأنها خَبيرة...؟أو أيُعقل..أنها كانت تنوي خِيانتنا..؟
تَنهد هوسوك و قَد بانَ أن أعصابه قَد هَدئت
-مِن المُستَحيل أن تَفعل أكينا شيئًا كَهذا،أرى أن عَقلكِ مُشوش..
-أنتَ مُحِق..يَبدو أني..خَسِرت نِصف روحي..و تَبقى لي نِصفٌ واحِدٌ الأن..لِذا أرجوك..إبقى بِجانِبي..لا أريد أن أصبِح فارِغةَ القَلب..
إرتَميتُ في أحضانِه ابدافِئة و أنا أخرِج ما في قَلبي مِن آلام،بَكيتُ بِحُرقةٍ و ألم..أتذكر أكينا..و أشعُر بِالألم..
-يبدو أن مَفعول السُم بَطيء..كيف سَنُبطِلُه..؟
-لا أعرف..و لا أريدُ أن أعرِف..
-تَوقفي عن قول ذَلِك..علينا أن نُعالِجكِ..
بِطريقةٍ ما..أنا تائِهة..
مُحطمةُ الفُؤاد أمشي في طَريقٍ مُستَقيم..لا يأخُذ سِوى لِنِهايةٍ واحِدة..أدور في حَلقةٍ مُغلقة..لا نِهايةَ لِها..مَصيرٌ مَجهول..لَكِن مُحتمٌ بِالألم..
كُل ما أعرِفُه..خو البَقاء في هَذه الحَياة هي خَسارة..
أشعُر بِالألم..مَهما أحاوِل نِسيانَها..لا أستَطيع!
تسائلت
-هوسوك..كيفَ نَسيتَها..؟
-أكينا؟
-نعم..التَفكير فالأمر يُحطِمُني كُلِيًا..كُلما أتذكر ضَحِكاتِها..و نَشاطها،لُطفها،تَشجيعها..كُل شيءٍ فيها..مَواقِفُها مَعي..كانَت كالأخت الكُبرى..سَدت الفَراغ اللذي عانَيته قي مَجيئي..أنا..لا أستَطيع..نِسيانَها..(بُكاء)أنا فَقط..لا أستَطيع الإبتِسام..
مَسح عَلى رأسي بِكَفِه الكَبير و الدافِئ بِحَنان،رَفعتُ رأسي إذ بَنظرةِ يأسٍ و ألم تَعتًلي مَحياه مُحطِمةً كُل ثِقةٍ فيه..
-نِسيانها..؟لا أستَطيع..أكينا..كانَت عائِلتنا..كُنا عائِلةً واحِدة..نأكل سَوِيا،نَنام سَوِيا..دافَعت عَني آلاف المَرات مُتجاهِلةً ما سَيُصيبُها..أنقَذتنا مِئات المَرات..و فَكرت فينا حَتى آخِر نَفسٍ فيها..كيف..تُريدين أن نَنساها..؟لم نَستطيع!لا أحد..سَيستَطيع..نِسيانها..
حَرك الحُزن حِبال صوتي و أنا أتمتِم
-لِماذا..؟يَحدُث هَذا؟لِماذا تَغير كُل شيء..؟أنا لا أفهم..كيف تَلاشت كُل تِلك السَعادة في لَحظة..كيف؟
عًقِد لِسانُ هوسوك إذ بِه يَعجز عَن النُطق..كُل ما إستَطاع فِعله هُو مُعانَقتي..مُواساتي و إنتِشالي مِن هَذا العالم القاسي..
كُنت أجهش بِالبُكاء لا واعِية..إستَمرينا هَكذا لِمُدةٍ طَويلة..جَميع مَن أحِب..يَرحَلون..و أنا عاجِزة..
بعد غُروب الشَمس،هَدئت قَليلًا..
إستَجمعتُ كاقتي و أنا أنطُق
-أسِفة..لَقد أتعَبتُك..كُل ما فَعلتُه هو البُكاء و الأنين..و أنت تَحملتَتي..كُنت و لا أزال..عاجِزة..
-حَمقاء..لو كُنتي عاجِزة لَما إستَطعتي رَسم إبتِسامةٍ على وَجهي حَتى..أنتِ اَستِ عاجِزة،كُل ما في الأمر..أن هَذا العالم اقوى مِنا جَمبعًا..و صَواعِقه قَد أحرَقت نل تَبقى مِن سَعادتِنا..لِذا..لِنتشبث بِبَعض..أريد أن تَبقي بِجانبي..سأبقى بِجانِبِكِ..لَم أتخلى عَنكِ..أعِدُكِ..أنني سأنتَقِم مِن كودو..سأُحطِم الألفابيل..و لو كَلفني هَذا حَياتي..
تَشبَثتُ بِه بِقُوةٍ و قَد أخذت تِلك الدُموع الساخِنة كالحُمم على وَجنَتاي مَجراها راسِمةً لَوحةً بِعُنوان التَعاسة..
حُرقةٌ في قَلبي و غُصة..
مَسح على رأسي و هو يَقول بِقَلق
-أنظري لِحالِكِ..عينَيكِ مُتوَرِمتانِ بِحَق..تًوقفي عَن البُكاء..
اومأتُ بِالنَفي و قَد بُحّ صوتي..تَنهد حامِلًا جَسدي الصَغير،رامٍ بِخُطواتٍ مُتثاقِفة نَحو غُرفَتِه،وَضعني على فِراشِه مُستَلقِيًا بِجانِبي،يأوي جسدي بِأكملِه مِن بَرد الشِتاء..
هَمس في أذني بِحَنان
-أريحي عَينَيكِ قَليلًا..و غدًا سَنتحقق بِشأن هَذا السُم..يبدو أنه بَطيءٌ جِدًا..و في النِهاية..أيضًا..تَوَقفي عَن دَهس نَفسِكِ عَشراتِ المَرات،و لوم ذاتِكِ على كُل شيء..في النِهاية..لِكُلٍ مِنا حُدودٌ في طاقَتِه..أ ليس كَذلِك..؟
اومأت بِالإيجاب غافِيةً في أحضانِه..مُودِعةً يومًا مُؤلِمًا لِغَدٍ مَجهول..
.....................
أشعُر كما لو كُنتُ طِفلًا عاجِزًا يَغرَق في مُحيطِ الحياةِ المُعتِم..و لا يعرِف إلى أينَ يتجِه..
....................
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...